أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد دريد ثابت - لقطة العين الثالثة !














المزيد.....

لقطة العين الثالثة !


دعد دريد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 13:17
المحور: الادب والفن
    


يحتاج المصور الكثير للتحضير لصورة فوتوغرافية. الفكرة التي هي بداية الشروع لإبداعه، قد يحتاج بعضهم لشهور بل سنين للوصول لتلك الفكرة يعيش أثناءها حياة هي أقرب للجنون ناسياً العالم الواقعي حوله، مجتراً خياله لفكرة لم يتطرق اليها أحد قبله. تهيئة المكان المناسب لفكرته الذي يقتضيه ربما الى السفر الى أقاصٍ بعيدة مع شعوب وقبائل غريبة أو ربما يكون هو الغريب البوهيمي بالنسبة لهم، بآلاته السود التي يثقل بها ظهره وتعيقه عن المشي سريعاً كما يفعلون هم. أو تهيئة المعدات التقنية والأفلام التي قد تتعرض للتلف من رطوبة غاباته أو من قيظ صحراء قد يجوبها بحثاً عن ضالته المنشودة. أو الإضاءة المناسبة، وعليه ترقب إنبلاج فجر ليس أي فجر، وإنما فجره هو الذي تغويه الوانه العذرية بتمازجيتها التي لامثيل لها، أو غسقٌ قرمزي قبيل غرق الشمس لآخر مرة في لج أفقٍ تخاله نهاية العالم. من الممكن إنه سيحتاج لفريق عمل مهووسين بجنون مرض اللقطة المعدي أو وراء قروش لعلها تملأ جيوبهم ووو. ولكن حين تحين اللحظة لذلك عليه إختزال كل مهارته، جنون تمنعه عن مآثر الحياة وصدفته هو في وقت زمني هو أقل من اللحظة. يود لو يستطيع حصر وإختصار كل مفردات وأبجديات الكون في جزء أقل من تلك اللحظة القلقة. فغيرها لن ينال مثلها وستفوته فرصة تلك اللحظة الحلم التي هيأ وجهز وضحى لها، للأبد. من الممكن إنه يستطيع إلتقاط لقطات أخرى، ولكنها لن تكون لقطة صدفة لحظته تلك التي إن لم يمسكها بعينه الثالثة ستفوته للأبد.
وكذلك الأمر في حيواتنا. فنحن نعد ونهيأ وندرس وندقق ونخطط. وحين تحين اللحظة لإتخاذنا القرار، لاعودة لنا ولامفر من تلك البرهة الزمنية الرهيبة التي تحدد أو نتصورها كذلك ماهيتنا. التي هي قد تكون برهة نجاح وسعادة وقرار حكيم يحدد الكثير من مستقبل تلك الحياة اللاسرمدية الخطى. وقد يكون العكس تماماً، بالرغم من كل التدابير والتأهيلات لذلك، فتصبح شركاً لنا ونحن أسرى خطوات حسبنا لها، هراء زواياها وعبث أبعادها الوهمية. قد نستطيع أو نحاول جاهدين تغيير دفة سفينة حياتنا بما أوتينا من بقايا صبر وحكمة وجرأة ورغبة جنونية شبقة، لرؤية مسارات صحيحة وزوايا ولقطات أجمل وأكثر وقعا في نفوسنا، قد نصل لمرافئ أخرى لم تكن في بالنا ولم نخطط لها. سنكتشف شعوباً وثقافات أخرى تزيد مهاراتنا وآلامنا، فرحنا وتعاستنا، والأهم من هذا وذاك سنسبر أغوار فينا لم نكن نعلم إنها حتى فينا ونحن فيها. فما فائدة كل اللقطات الرائعة والخلابة، إن لم نجمد ونصور تلك اللحظة فينا بكل ضعفها وقوتها، بآمالها وإنتكاستها لنواجهها. نصفح لها ونغفر، نتصالح ونغدق عليها بكل أبعاد إضائتها وظلالها من تكريم وحنان بما تعانيه في هذا العالم الموحش المسطح التفكير كوجود ثنائي الأبعاد. وحينها فقط سنمسك بتلك اللقطة الرائعة، لحظة الخلق المعتقدة الأولى في تقديم الصورة التي ستنال الجائزة الأولى في مسابقة الحياة الوهم !



#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يخشى صائدة الرؤى ؟؟
- حجيك مطر صيف مابلل اليمشون !!
- قبلات حروف عاشقة
- مطلوب ذراعان للتحليق
- لا أخلاقية الأخلاق
- قلب حصاة
- - النزوح ليس جريمة -
- شهر رمضان في بلاد الفرقان
- خاطرة إمرأة إنسانة
- أشجار الكرز تموت منتشية
- مسرحية مع وقف التنفيذ !
- وكما لله في خلقه شؤون، أقول للسلطات في مصالحها شؤون !
- يالة - يالة
- هل الحياة لحن، أم اللحن حياة؟؟
- مابين نقطتين
- يانساء الشرق إتحدن!
- حنظلة آلامي
- مسمار جحا
- تانغو الحرية
- هل في سريرة كل منا داعشي صغير؟؟!!


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد دريد ثابت - لقطة العين الثالثة !