العراق والزومبي

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

الحوار المتمدن-العدد: 4918 - 2015 / 9 / 7 - 01:38
المحور: كتابات ساخرة
    

كنا نقرأ القصص والمقالات عن شيء اسمه زومبي .. ثم بدأنا نشاهد الافلام السينمائية والروائية عن زومبي , ذلك المخلوق التعس القذر الذي تغير من اصله البشري الى نوع اخر اطلق عليه زومبي .. انه مخلوق لا يفكر ولا يتصرف الا بسلوك عدائي اقسى حتى من سلوك الحيوانات المتوحشة وحتى الحيوانات تفر منه .. وعند ظهوره يقوم البشر الطبيعيين بالهروب منهم و عزلهم واحاطتهم بسياج عالي يحمي البشر من مضار الزومبي ويمنع وصولهم الى البشر الاسوياء .. البشر الذي يعرف معنى البشرية ويقدر الحياة الانسانية ويشارك اخوانه من البشر للتعايش معا في امن وسلام .
والزومبي يعيش في فوضى عارمة من القتل والتشرد .. وفاقد لكل صيغ الحياة البشرية والتفكير بالمستقبل وبناء الحضارة على عكس البشر الاسوياء الذين يخططون ويبنون من اجل مستقبلهم لحياة افضل .
هذا الوصف جعلني افكر هل حان وقت الزومبي في العراق وهل ظهرت ملامحه في العراق وسوريا وبعض الدول القريبة الاخرى .. هل ظهر الزومبي بشكله الحالي بدأ في العراق وسوريا بحيث هرب البشر من ضيم وحيف الزومبي العراقي .. وهل ستحاط في المستقبل القريب دول المنطقة بسياج عالي يمنع وصول هؤلاء الزومبي الى البشر الاسوياء .. ان ما يحصل في العراق لا ولم يحصل مثله في التاريخ .. ناس ليسو من البشر العاديين يقتلون ويمثلون بجثث قتلاهم ويعلقوهم ويحرقوهم وهم يضحكون ويتغامزون ويفرحون بالتشفي .. مؤكد ان هؤلاء ليسو بشر اسوياء مؤكد انهم بدايات الزومبي ... يخطفون الابرياء من اسرهم وعوائلهم ، اباء ، ابناء ، امهات ، اطفال ، نساء ، شيوخ لا فرق عندهم وبعد ايام تجد جثثهم في المزابل او على قارعة الطريق ... ينهبون ويسرقون ويغتصبون ويهدمون و و و ولا يتركون شيئا يؤذي او يسوء الا وفعلو اضعاف اضعافه .. وبالنتيجة فقد الشعب لذة العيش وفقد الحب والاسرة وفقد الايمان والرحمة والانسانية وخرج يبحث عنها في ارض الله ،، يبحث عن وطن يأويه يحميه يمنحه القيمة الانسانية والمحبة والامن والرحمة .. ان الهجرة في العراق قاربت ان تكون جماعية للبشر الاسوياء من القادرين على الهجرة والابتعاد عن الزومبي العراقي ليحمي نفسه وعائلته .. رغم كل المخاطر المحتملة والمتوقعة فالعراقي يهاجر هربا من الزومبي ... ولا اعلم هل سنشاهد اليوم الذي يبنى فيه سياج حول ارض الزومبي لنحمي الانسانية منهم ؟

#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات