أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ذويب - جدلية الهجرة والهجرة المضادة القطر السوري بين فكي التنين














المزيد.....

جدلية الهجرة والهجرة المضادة القطر السوري بين فكي التنين


محمد ذويب

الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اثارت صورة الطفل السوري ايلان الكثير من اللغط واسالت الكثير من الحبر كما ان قضية ايواء اللاجئين السوريين المهاجرين او المهجرين قسرا بعد ان يءسوا من عودة الامن الى بلدهم بعد ان طالت مدة الحرب اثارت الكثير من الجدل ، وبعد ان تيقنوا انها قد تطول اكثر وان هناك من من مصلحته اطالة امد الصراع بين الاسد والمجموعات المناوءة للنظام وهي في الحقيقة مجموعات متقاتلة حتى فيما بين بعضها البعض . هذا الاهتمام الكبير بقضية الطفل السوري و عملية ايواء اللاجءين من قبل بعض الدول الاوروبية اخفى مشكلة اخرى اعمق من هاتين القضيتين اللتان كانتا الشجرة التي تخفي الغابة ، تتمثل هذه المشكلة في عملية الهجرة و الهجرة المضادة التي تعرفها سوريا منذ بدء الصراع بين الاسد وهذه المجموعات المدعومة من الخارج ،فالهجرة تتمثل في مغادرة السكان الاصليين للقطر مقابل هجرة معاكسة تتمثل في استقدام مجموعات اخرى من خارج البلد وهم عبارة عن خليط من بيءات ودول مختلفة ما يجمعها فقط هو قتال الاسد واغلبها من المجموعات التكفيرية مما يهدد مستقبل سوريا والدول المجاورة في حال اسقاط نظام الاسد .
١-;-- هجرة الغاية منها افراغ سوريا ديمغرافيا :
منذ اندلاع ما سمي في البداية ثورة الشعب السوري على نظام الاسد منذ اربع سنوات ونصف ثم تبين فيما بعد انها محض فتنة او فوضى او لعبة امبرياليات متكالبة على سوريا تكالب اللءام على ماءدة الايتام ووقع التاكد من ان هذه الفتنة لن تقدم للشعب السوري حتى اقل بقليل مما كان يقدمه نظام الاسد ونتيجة تواصل الحرب واشتدادها واتخاذها لاشكال مختلفة وعدم ظهور بوادر لانهاءها على الاقل في القريب العاجل لا من النواحي العسكرية نتيجة تواصل الحرب وعدم تاكيد تقدم اي طرف على الاخر نتيجة الدعم الذي يلقاه الطرفان سواء نظام الاسد من طرف روسيا وايران وحزب الله والدعم اللامتناهي الذي تلقاه المجموعات المقاتلة للاسد و المتقاتلة فيما بينها من قطر والسعودية وامريكا بالنسبة لداعش و من طرف تركيا بخصوص جيش الفتح و من الكيان الصهيوني فيما يخص جبهة النصرة و نظرا ايضا لتبادل السيطرة على عديد المناطق بين هذه المجموعات و جيش الاسد ، وايضا من النواحي السياسة الديبلوماسية نظرا لفشل كل المحاولات التي قادها كل من الاخضر الابراهيمي ومن بعده ديمستورا حتى في تقريب وجهات النظر وتذويب النقاط الخلافية بين الطرفين الرافضين للتحاوار من اصله .
كل هذه العوامل دفعت السوريين قسرا للهجرة المجهولة العواقب حيث تشير التقارير الى هجرة ما يناهز العشرة ملايين مواطن سوري الى دول الجوار او دول الطوق الجغرافي لسوريا التي افرغت من مواطنيها نظرا لاطالة امد الحرب وتفشي الصراع وغياب المرافق الاساسية التي تساهم في تثبيت السكان في مجالهم الجغرافي الطبيعي والاصلي ، مقابل هذا الاخلاء السكاني للقطر السوري الناجم عن الهجرة هناك هجرة معاكسة تتمثل في استقدام مجموعات ومجاميع اغلبها من العناصر التكفيرية الى سوريا وهذا النوع في حد ذاته اخطر من الصنف الاول من الهجرة .
٢-;-- هجرة عكسية حولت سوريا الى مجتمع غير متجانس قابل للتجزءة ولتفشي النزعات العرقية والانفصالية وتصدير الازمة الى الى الخارج :
تشهد سوريا منذ ما يفوق الاربع سنوات هجرة بشرية من عدة اقطار الى الداخل السوري حيث توافد على سوريا خليط من الوافدين من العرب ( تونسيين وجزاءرين وليبيين وسعوديين ومغاربة و سودانيين ... ) ومن دول اسياوية ( افغانستانيين باكستانيين وطاجيك ... ) وبقية دول الاتحاد السوفياتي سابقا ( شيشانيين وجورجيين ... ) وافارقة غير عرب ( نيجيريين وماليين ...) اظافة الى مجموعات قادمة من اوروبا سواء من ذوي الجنسيات الاوروبية او مهاجرين من جنسيات مختلفة . كما انه لابد من التاكيد ان اغلب هذه المجموعات هي من العناصر التكفيرية التي ارادت دول الاقامة التخلص منها لغاية ضرب عصفورين بحجر واحدها فهاته الدول تساعد هذه العناصر على الانتقال الى سوريا للتخلص منها ومن مساهماتها المتزايدة في انتشار الافكار المتطرفة وتهديد امن هذه الدول كما انها تريد استعمالها عصا لمحاربة نظام الاسد الذي قد يعرقل مشاريع العديد منها في المنطقة و يحول دونها وتنفيذ عديد المخططات في سوريا والجوار السوري .
الخطير ايضا في هذا التوافد المتواصل لهذه المجموعات هو اختلاف اصولها وخصوصياتها حضاريا وبرامجها سياسيا ورؤاها دينيا فهذه المجموعات لايجمعها اي شيء حتى من الناحية الدينية فكل منها يقدم اسلاما مختلفا عن الاخر فاسلام جبهة النصرة ليس اسلام داعش وليس اسلام جند الخلافة وليس اسلام جيش الفتح و برامج ورؤى وتصورات هذه المجموعات ( ان كانت لها برامج طبعا ) لا تتناسب ابدا مع بعضها البعض كما ان تصوراتها للحكم ولمستقبل سوريا مختلفة تماما . اظافة الى كل هذا فان هذه المجموعات تتقاتل فيما بينها مما ينبىء في صورة رحيل الاسد بدخول سوريا في دوامة الحرب الاهلية في المستقبل وهو ما سيؤثر بالتاكيد على مستقبل المجتمع السوري الذي سيكون مجتمعا متشضيا متذريا une société atomisee اظافة الى امكانية تصدير الازمة السورية من خارج القطر الى دول الجوار خاصة لبنان والاردن . كل هذه العوامل ساهمت في ترحيل السكان الاصليين وتهجيرهم الى خارج القطر فتلقفتهم الاقطار الاوروبية وخاصة الدول التي تشكو من التهرم السكاني على غرار المانيا وكندا والدول الاسكندنافية النرويج والدنمارك ليتم استغلالهم في المهن الشاقة وتغريب اطفالهم و تفسيخ خصوصياتهم الحضارية والقضاء على جيل مستقبلي وحرمان بلده منه .
وقعت سوريا اذا بين خيارين احلاهما مر فجاءت بين مطرقة تهجير السكان الاصليين وسندان استقدام الاجانب المختلفين في كل شيء المتقاتلين فيما بينهم مما ينبىء بمستقبل قاتم لسوريا والسوريين خاصة مع غياب اي حلول موضوعية وانعدام اي افق لحلحلة الوضع على الاقل في المستقبل القريب .



#محمد_ذويب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في علاقة بملف الطاقة في تونس يسقط المقاولون المجد للمقاومين ...
- في تونس : المصالحة الوطنية كلمة حق أريد بها باطل
- قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس المفروزين أمنيا في إضراب جوع ...
- بعد أن ملوا مماطلة وتسويف الحكومات المتعاقبة منذ ما يقارب ال ...
- ظاهرة الإرهاب في تونس : إرهاب النظام أولا و إرهاب التنظيمات ...
- الحب في زمن الردة
- نعم أنا عنصري
- سيبرس اليونان و سبسي تونس مفارقات ومقارنات المسار الحكومي ال ...
- لا لعثمنة قمصان الشهداء
- إرهاب العولمة و عولمة الإرهاب
- مفاوضات تشكيل الحكومة في تونس: النداء يريد توريط الجميع النه ...
- الإتحاد العام لطلبة تونس يخوض معركة الجيل
- لا الوقوف على الربوة أسلم و لا الصلاة وراء المرزوقي أقوم و ل ...
- إنتفاضة تونس و النموذج الروماني إيون إليسكو يطل من وراء هضبة ...
- تونس في إماطة اللثام عن عودة الأزلام


المزيد.....




- -يتضمن تنازلين لحماس-.. تفاصيل المقترح القطري بشأن وقف إطلاق ...
- مصر.. فيديو لشخص يضع طعاما -مسمما- للكلاب الضالة والداخلية ت ...
- -الطائرات المسيرة تحلق كأسراب النحل-.. كييف تتعرض لهجوم غير ...
- بسبب اتهامات باستخدام الكيميائي.. النيابة العامة الفرنسية تط ...
- السوداني في بلا قيود: النظام في إيران ليس ضعيفاً
- سوريا تتطلع للتعاون مع واشنطن للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك م ...
- شاهد.. هندرسون القائد السابق لليفربول يبكي زميله جوتا
- الفلاحي: كمين الشجاعية عملية عسكرية متكاملة عكست قراءة دقيقة ...
- اجتماع عاصف للكابينت وتوقعات بإعلان اتفاق غزة الاثنين بواشنط ...
- لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ذويب - جدلية الهجرة والهجرة المضادة القطر السوري بين فكي التنين