قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس المفروزين أمنيا في إضراب جوع مفتوح منذ أسبوع

محمد ذويب

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس المفروزين أمنيا في إضراب جوع مفتوح منذ أسبوع

يعتبر الإتحاد العام لطلبة تونس ثاني أكبر نقابة في تونس بعد الإتحاد العام التونسي للشغل حيث تأسست هذه المنظمة الطلابية العريقة في 05 فيفري 1952 وساهمت في معركة الإستقلال الوطني قبل 20 مارس 1956 كما ساهمت مع بقية القوى الوطنية في بناء تونس الحديثة ومثلت أحد الأقطاب الوطنية التي دعمت القوى الوطنية التي عارضت بورقيبة ومثلت خزان الأساسي للمناضلين ومولت خاصة الأحزاب اليسارية بعديد الوجوه البارزة التي كانت أغلبها من المعارضة وقد عرفت هذه المنظمة براديكاليتها وصدامية مناضليها وتجذر مواقفها خاصة بعد إنقلاب 07 نوفمبر 1987 حيث رفض الإتحاد العام لطلبة تونس الممثل الشرعي والوحيد الإمضاء على ما أطلق عليه بن علي أنذاك " الميثاق الوطني " وواصلت هذه النقابة الطلابية الصراع مع بن علي وديكتاتوريته لمدة 23 سنة وقدمت عديد الشهداء والمساجين السياسين والمطرودين من مقاعد الدراسة والمفروزين أمنيا حيث كان مناضلوا هذه المنظمة صوت من لا صوت لهم داخل الجامعات و خارجها طوال الفترة البنعلينية وفضحوا ممارسات الديكتاتور وشهروا بها لذلك تعرضوا للهرسلة وأسقطوا عمدا من المناظرات التي قاموا بإجتيازها بسبب نضاليتهم كما كانوا العربة الجارة أو الوقود المقدس في كل المحطات النضالية وخاصة إنتفاضة 17 ديسمبر 2010 - 14 جانفي 2011 ولكن بعد 14 جانفي لم يقع إنصاف هؤلاء المناضلين قادة الحراك فيما إستفاد وجنى ثمار ما حدث في تونس من لم يشارك في هذه الإنتفاضة لا بالعير ولا بالنفير .
كل هذا التهميش والإهمال دفع قدماء الإتحاد إلى تشكيل لجنة أطلقوا عليها إسم " اللجنة الوطنية لإنصاف قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس المفروزين أمنيا " وكان ذلك في منتصف سنة 2012 وبعد جملة من التحركات التي خاضها قدماء الإتحاد وقع الإعتراف بملفهم من قبل وزارتي العدل و الداخلية هذا إضافة إلى أطراف حكومية أخرى وقطاعات واسعة من المجتمع المدني والطيف النقابي وعلى رأسها الإتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حيث إعترفت هذه المنظمات العريقة والمناضلة بحق هؤلاء المفروزين أمنيا في أن إنصافهم و تسوية وضعيتهم من خلال حقهم في الإنتداب المباشر في سلك الوظيفة العمومية نظرا لإسقاطهم سابقا من عديد المناظرات التي قاموا بإجتيازها إضافة لتعرضهم للمضايقات والهرسلة نظرا لنشاطهم النقابي ومعارضتهم للنظام حيث واصل أعضاء هذه اللجنة والبالغ عددهم 186 شخصا تحركاتهم بصفة تكاد تكون دورية وتم تعنيفهم عديد المرات في ساحة الحكومة في القصبة ورغم إستفاء ملفاتهم لجميع إجراءاتها الفنية و التقنية وإعتراف مجلس وزاري عقد للغرض في 04ٍ سبتمبر 2014 بعدالة قضيتهم و بأحقيتهم في الإنتداب المباشر في الوظيفة العمومية فإن سلطات الإشراف واصلت مماطلتها وتسويفها مما دفع أعضاء اللجنة إلى التهديد بالتصعيد في الشكل النضالي الذي سيقع توخيه وهو الدخول في إضراب جوع مفتوح بداية من يوم 16 مارس الجاري وهو ما حدث فعلا حيث دخل ما يقارب الثلاثين عنصرا في هذا الشكل النضالي مع إمكانية تزايد العدد وبشكل كبير بسبب تعبير بقية المفروزين أمنيا عن رغبتهم في الإلتحاق بالإضراب ورغم مرور أسبوع على دخولهم في إضراب الجوع فإن لاشيء ينبئ بوجود حل قريب في الأفق نتيجة التعتيم الإعلامي الكبير المهتم بالحديث الإرهابي الجبان الذي شهدته مدينة باردو منصف الأسبوع الفارط والذي ألقى بظلاله على البلاد وكان هذا الحدث بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة من الأحداث التي تشهدها البلاد لكن رغم كل هذا مازال قدماء الإتحاد يرابطون وبصحة جيدة و معنويات مرتفعة في مقر المرأة والشباب العامل بالإتحاد العام التونسي للشغل نهج اليونان تونس على مقربة من محطة برشلونة حيث تتوالى زيارات المساندين من نواب الشعب و عديد السياسيين خاصة من العائلة اليسارية والنقابيين والحقوقيين والرفاق الطلبة وبعض الشخصيات الوطنية لكن مع بداية هذا الأسبوع قد تلوح في الأفق عديد نقاط الضوء نتيجة قدرة مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس عن التصعيد مع إمكانية عودة الإعلام للإهتمام أكثر بقضيتهم العادلة خاصة مع قرب إنطلاق المنتدى الإجتماعي العالمي الملتئم في تونس بين 24 و 28 مارس الجاري و الإحراجات الكبيرة التي سوف يسببها هذا الملف للسلطات التونسية التي تتشدق بالربيع العربي وبثورة الشباب والحقوق والحريات خاصة مع عدالة ملف قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس المفروزين أمنيا وستكمال شروطه ومشروعيته ومرور مدة طويلة نسبيا على معالجته تقنيا وقانونيا دون تفعيله .

#محمد_ذويب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات