أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ذويب - في تونس : المصالحة الوطنية كلمة حق أريد بها باطل














المزيد.....

في تونس : المصالحة الوطنية كلمة حق أريد بها باطل


محمد ذويب

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 18:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تونس : المصالحة الوطنية كلمة حق أريد بها باطل
لا حديث هذه الأيام في تونس في ظل تفاقم الأوضاع و تجذر الحراك الإجتماعي وحالة الغليان التي يعيشها الشارع التونسي خاصة في ظل الفشل الذريع لحكومة اليمين الرباعية الدفع في حل حتى بعض المشاكل المجهرية و تحقيق حتى الأدنى من مطامح الشعب التونسي الذي لم يعد حتى قادرا على طرح الأقصى في أحلامه التي صارت بسيطة إلا عن المصالحة الوطنية حيث كثر في المدة الأخيرة الحديث والجدل و اللغط حول المصالحة الوطنية وضرورة نسيان و تجاوز الماضي والحديث عن المستقبل وان كان جميع التونسيين بأحزابهم ومثقفيهم، لا يختلفون أبدا في ضرورة إجراء المصالحة الوطنية للإقلاع وبلورة أهداف الثورة لذا فإن عددا من الأسئلة تطرح نفسها بإلحاح و أولها: بأي طريقة ستتم هذه المصالحة ومتى تحديدا؟ ثم أي علاقة لتلك المصالحة مع أهم ملف بعد الثورة إلا وهو العدالة الانتقالية وهل هي قفز على الملف وتغييب مسرحي ممنهج له؟ لكن في حقيقة الأمر لكل رؤيته للمصالحة الوطنية فشكل المصالحة التي يراها الإئتلاف اليميني الحاكم بشقيه الديني والحداثوي ليست الشكل الضامن لبلورة أهداف الثورة وتحقيق طموحات الشارع التونسي الذي يعيش حالة خيبة أمل كبيرة مردها الفشل الذريع لكل حكومات ما بعد 14 جانفي .
1 _ المصالحة الوطنية كما يراها قطبا اليمين الحاكم :

يطرح الساسة والمحللون بشكل يومي في تونس ومنذ أسابيع أفكار ورؤى لموضوع المصالحة الوطنية لكن ما نلحظه أن منطق أو رياضة إغتصاب المصطلحات واختطاف المعاني أصبحت ممارسة يومية لدى جزء كبير ممن تداولوا على السلطة بعد 14 جانفي أو حتى قبل هذا التاريخ وما يلاحظ أن بعض الوجوه السياسية أو الوجوه الإعلامية تعمدت وإحترفت لعبة إسقاط المفاهيم و إفراغها من محتواها و إفساد معاني من قبيل " الثورة " و " الحوار الوطني " و السيادة الوطنية " و "الوفاق الوطني " و"الشرعية " و إعتمدتها لعبة أساسية في توجيه الرأي العام و الزج به في لعبة فيلولوجية خطيرة حتى أصبح العارفون في تونس بالكاد يعرفون المفاهيم الأصيلة أو الأصلية لبعض المفردات الحساسة والجوهرية ففي علاقة بالمصالحة الوطنية يرى حزب نداء تونس و حليفه في الحكم حزب حركة النهضة أن المصالحة هي المصالحة بين من حكم قبل 14 جانفي _ وهو حزب التجمع المنحل والعائد للسلطة بعد الإنتخابات الأخيرة فجميع النابهين يعلمون أن حزب نداء تونس لايعدو أن يكون سوى حصان طروادة الذي أعاد التجمعيين للسلطة عبر الصناديق بعد أن طردهم منها الشعب عبر الشوارع إبان إنتفاضة 17 ديسمبر 14 جانفي المغدورة _ وحزب حركة النهضة الذي حكم البلاد منذ أواخر 2011 إلى بداية 2014 والجميع يعرف الكم الهائل من الخراب الذي لحق البلاد و العباد إبان فترة حكم الحزبين والجرائم التي أرتكبت في عهديهما والتي فاحت ريحتها و أصبحت تزكم الأنوف ولا تكفي عقاقير الهند ولا عطور السند لتخفيها ولا يستطيع حتى جاك فرقيس الملقب بمحامي الشيطان تبرئة مرتكبيها فالمصالحة الوطنية في قاموس حزبي اليمين الحاكم في تونس تعني المصالحة بينهما فقط وعلى أرضيتهما وتعني بالضرورة غض كل طرف الطرف عن جرائم الطرف الأخر وعن جرائم من سارا في ركابهما ومن والاهما من رجال أعمال و أمنيين فاسدين فهي إذا مصالحة ثنائية لا وطنية فيها و إن سميت زورا وبهتانا ومغالطة مصالحة وطنية فشكل المصالحة الوطنية الذي يجب أن يكون ليس الشكل الذي تطرحه النهضة و النداء فيجب أن تكون مصالحة وطنية تخدم كامل الشعب التونسي ومساره الثوري وتضمن له حقه في بلورة الشعارات المركزية التي رفعها بين 17 ديسمبر 14 جانفي .
2 _ المعنى الحقيقي للمصالحة الوطنية أو الشكل الضامن لمصلحة الشعب التونسي ولثورته:

وبناء على ما سبق وفي علاقة بالشروط الموضوعية للمصالحة الوطنية فان كل مواطن يتمنى أن يقع الدفع نحو مصالحة وطنية حقيقية تلمس جوهر القضايا وتتناسب مع مشاغل الناس طوال العقود الماضية وان لا تتحول إلى تسويات بين كبار القوم وأصحاب رؤوس الأموال ومن نهبوا المكدس من خيرات تونس وشعبها ولا يمكن القبول بلملمة الملفات الثقيلة مما يعني آليا المرور بالسرعة القصوى لاحقا لتثبيت نظام لا يختلف عن سابقه إلا في القشور أي إعادة ترتيب نهائي لبيت الدولة البوليسية...، فالمصالحة الوطنية هي ملك للشعب بكامله فئاته وأحزابه ومنظماته، أي أنها ملك عمومي لا ملك خاص لزيد أو عمر أو قيادة حزبية تُقامر به كما تُريد وتُساوم بها أو توظفه لصالحه . فالمصالحة الوطنية تعني ضرورة مصالحة الشعب مع تاريخه حضارته وهويته وعدم إحتكارها من قبل أقلية أو فئة معينة وتعني ضرورة إنصاف كل من ظلموا خلال الحكومات السابقة التي تواترت على البلاد منذ الإستقلال إلى اليوم و محاكمة من أجرموا في حق الشعب والوطن . كما أن المصالحة الوطنية تستوجب ضرورة تحقيق السيادة الوطنية أي إستقلالية القرار الوطني الذي يجب أن يكون نابعا من وعن الشعب التونسي لا من الدوائر الإمبريالية والذي يقتضي ضرورة تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وتأميم مقدرات وثروات الشعب التونسي المنهوبة ومحاسبة كل الساسة الفاسدين ورجال الأعمال و الأمنيين الذي إرتكبوا فضائع في حق الشعب التونسي . هذا إذا المعنى الحقيقي للمصالحة الوطنية وكل من حديث عن هذه المصالحة بدون هذا الشكل وبدون هذه الضمانات هو لغو لا طائل منه ولا مصلحة للشعب ولا للقطر فيه.
إن المطلع على المشهد السياسي في تونس وإن كان من عشاق الناظرين إلى النصف الممتلئة من الكأس لا يمكن أبدا أن يكون متفائلا بالمصالحة الوطنية في ظل حكم قوى لا وطنية وفي ظل غياب و إستيلاب السيادة الوطنية فالمصالحة يراها اليمين كعكة بين قطبين يحدد شروطها وفق ما يراه ويستعملها ورقة ضغط لإبتزاز رجال الأعمال الذين لم يرضخوا لشروطه و إملاءاته فلا وجود إذا لمصالحة وطنية في ظل حكم قوى لا وطنية .



#محمد_ذويب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس المفروزين أمنيا في إضراب جوع ...
- بعد أن ملوا مماطلة وتسويف الحكومات المتعاقبة منذ ما يقارب ال ...
- ظاهرة الإرهاب في تونس : إرهاب النظام أولا و إرهاب التنظيمات ...
- الحب في زمن الردة
- نعم أنا عنصري
- سيبرس اليونان و سبسي تونس مفارقات ومقارنات المسار الحكومي ال ...
- لا لعثمنة قمصان الشهداء
- إرهاب العولمة و عولمة الإرهاب
- مفاوضات تشكيل الحكومة في تونس: النداء يريد توريط الجميع النه ...
- الإتحاد العام لطلبة تونس يخوض معركة الجيل
- لا الوقوف على الربوة أسلم و لا الصلاة وراء المرزوقي أقوم و ل ...
- إنتفاضة تونس و النموذج الروماني إيون إليسكو يطل من وراء هضبة ...
- تونس في إماطة اللثام عن عودة الأزلام


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ذويب - في تونس : المصالحة الوطنية كلمة حق أريد بها باطل