نجاح زهران
الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 01:19
المحور:
الادب والفن
خلية أهلكها السرّ
حين قرر الفسيفسائي أن يرتب لوحته الكوّنية صَوّبَ نصف نفخته نحو أرجيلته الضريرة والنصف الآخر تدلى من خفة الروح على رخام الأجنة ،
توحي بالبحث عن كذبة الدخان الساخرة من نسل الكهوف المسافرة بأحلام الرصيف وعلبة كبريت ، كانت القطع الفسيفسائية تشهق من عروة الأسفلت وسراويل المدن تنحني بأنقاضها
هنا يكـتب حروف اسمه حينما سال الغيم على الأحلام ، كل حبة غبار تنهمر بحيوات تلعب الورق ، كل الأسماء تصلي ، كل احتراق الماء يبرعم رغم البثور البشرية
حتى الماعز تتهجأ اللبن وامرأة تهدهد النوم بالحبر والورق، بلازورد من لهفة الصورة الى اكتمال الحب ،لتحمل ترهات الأحلام الشقية والخطيئة المتثائبة ؟
كانت النملة تصرخ على زجاج الظل المكسور ، كان يضج باختناق الحلم ونكتة مستيقظة على صدر الورق ، أهبطت أسطورة القتل مع السماء بفتيل الجمر !؟.
إذاً لماذا أرتب الكون بصورتي وفتنة القلب لا تعطي العجوز إبنها من الأماسي الخاطفة ، ثمة فراشات تورطت بورد دون ألوان في ليل الكائنات ولم تجد فراديس تكشف الطهارة المسترخية ، هل النبض والحاسة السادسة بمسامات الدفع والجذب تموج بفقاعة دموية الصمت!؟
هكذا اصبح الصوت شرر و الصورة مريضة تعانق الظل وضوء أصابه الضّر بحدائق إنسان .
ستعود الاسِرّة الى ضفاف السحابات والشواطئ تتزاوج مع السماء بهشاشة الدفء ، أترك أيقونة التكوين ، وحاشية تجمع الأهداب ألا تعلم أن البجع تَتَزَيّن بالرقص و الصرخة الأولى للميلاد ألم لا يُبلسم الروح من بوارق الجسد ، وهذا الفراغ لم يزن النملة الدؤوبة للحياة وكان مقدارها خمسين الف سنة من العمل وطوفان الاشتقاق فهنا تمددت الحيوات المغروسة بسم خلية أهلكها السرّ .
تمهلي أيتها اليقظة، أيها النوم ، فهناك من أطفأ الحب والسين القزحية الكيان تُقبل يد إمرأة تأخذ الخبز وترفعها لفوهة السماء
نجاح زهران
فلسطين
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟