معز الراجحي
الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 17:31
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ون إمتلاك آليات علمية لفهم الواقع على الصعيد المحلي و الإقليمي و الدولي القائمة في شموليتا على علم الماركسية-اللينينية نظرية الصراع الطبقي و الثورة الإشتراكية سلاح العمال و الفئات المضطهدة المنتج الحقيقية للثروة على هذه الأرض و للعلم و التكنولوجيا كقيمة من الطبيعي أن تسقط شرائح شاسعة من الطبقة المثقفة و خاصة من البورجوازية-الصغيرة المتنورة نسبيا في الفكر الوجودي الكاموزي لكن عربي هذه المرة في وجه أهوال الحرب الإمبريالية التي نراها كل يوم و نلامسها في العراق و ليبيا و سوريا و نتائجها التراجيدية . كأننا في "ريمايك " في أعقاب و أثناء الحرب العالمية الثانية بكل ما تنتجه من ظواهر يعجز بالطبع الفكر العادي البسيط على إستيعابها . بالفعل إنه جحيم يعيشه ذوي الضمير الحي و يكتوي به الإنسانيون و بجدية و حرقة و صدق خاصة لدى القوى المناضلة و التقدمية و كل الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء إخوتهم في الإنسانية . لكن هل النظرة المثالية المترجمة في صرخة الانسانية هذه أليست رفض المستبطن للموت بكل غريزية طالما أنها و بالاسف من دون وعي عميق بقضايا الانسانية اليوم التي طفت على السطح مثلما طفت جثث الفارين من الحرب على شواطئ المتوسط . إن صرخة كهذه هي صرخة آفلة مثل كل الصرخات الأممية التضامنية بين الشعوب و المقموعة و ستضمحل و تختفي طالما أنها دون شعار سياسي طبقي مناهض لسياسات الإمبريالية القائمة على الحرب و الدمار . و هي أيضا شعرية رومنطيقية و ضرب من الكاتارسيس البورجوازي-الصغير ملفوف بورقة الرحمة الجميلة على طبق المثالية . هكذا هي الوجودية تستنكر تثور تسب الواقع تطرح الاسئلة الثورية و تجيب بأجوبة شعرية بقناع الفلسفة و الحكمة . يستهلكها المثقف و يتسسم بها العمال و المضطهدون و تربك الثوريين و تشوش أفكارهم .
لا نريد مواقف وجودية عربية اليوم حيال ما يقع لا نريد أي خطاب ثقفوتي يجتر فلسفات ألحقت الكثير من الضرر بالحركة العمالية العالمية و الحركة الثورية التحررية طيلة قرن بأكمله . نريد أفكار واضحة و مواقف واضحة تستقي و تنهل من علم تحرر الطبقة العاملة ، تاريخية مادية و جدلية تستخلص الدروس و تفرق بين الغث و الثمين من موروث إنساني بأكمله يدعو إلى التخلص من الإمبريالية و الإستعمار و وكلائه و حلفاءه . شعارات ثورية و أدب واقعي و صحافة واقعية و نقاشات تنطلق من الملموس و تبحث عن الممكن الثوري .
لا وجودية عربية بورجوازية صغيرة حيال الازمة الانسانية لضحايا الحرب الامبريالية على سوريا و الشعب السوري . لا للخطابات الشعرية الضللة و الشعارات الانسانوية الملونة بالوان الشفقة و ثنائية الخير و الشر .
نعم لشعارات إشتراكية ثورية تحررية معادية للامبريالية و الصهيونية و الانظمة العربية الرجعية . نعم لحق الشعوب في تقرير مصيرها نعم للتضامن الأممي لا لاستعمار الشعوب باسم شعوب أخرى لان الشعوب تضامنت اليوم مع اللاجئين السوريين التي شردتهم الإمبريالية و اظهرت ما فيها من حب و أخوية في مقابل الوحشية الاستعمارية التي تضطهد الشعوب المستعمرة باسمها و ضد ارادتها .
معز الراجحي
#معز_الراجحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟