أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - معز الراجحي - من أين تأتي حجج الماويين الخاطئة ؟ هل تدافع الماوية و هل يدافع الماويون فعلا عن الرفيق ستالين الجزء الثاني















المزيد.....



من أين تأتي حجج الماويين الخاطئة ؟ هل تدافع الماوية و هل يدافع الماويون فعلا عن الرفيق ستالين الجزء الثاني


معز الراجحي

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 19:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من أين تأتي حجج الماويين الخاطئة ؟ هل تدافع الماوية و هل يدافع الماويون فعلا عن الرفيق ستالين الجزء الثاني
كثيرا ما يدعي الماويون الدفاع عن ستالين في كراساتهم و مقالاتهم على مواقعهم الالكترونية لكن من يتعمق في النقاش معهم يكتشف عاجلا أم آجلا أن ذلك ليس الا من باب الدعاية الايديولوجية و المناورة الفكرية لعزل الماركسية اللينينة و الماركسيين الللينينين الحقيقيين عن الجماهير محاولة أرباك وعيها ووعي المناضلين و النزول بمن تبنى الفكر الماركسي اللينيني الى حضيض التحريفية و الدرس الاول يكون بتشويه ستالين ذاته تحت شعار الدفاع عنه . لكن لفهم الجذور الحقيقية لهذا السلوك المقيت الذي رسم طريقه تروتسكي و عبدها خروشتشاف و مشى عليها الحزب الشيوعي الصيني و من لف لفهم و ها الآن يعربد على قارعتها الماويون اليوم الذين أصبحوا مثل بعض الاسلاميين الدعويين يتطيرون باسم محمد على جلد الماعز و قشرة البطيخ و السحاب في السماء ويتنذرون بقولهم الشهير "إن لم تقل سبحان الله فاعلم أن ذنوبك هي التي منعتك " لقلة حجتهم و استخفافا بالناس من ذلك تحركات الانتفاضة الشعبية المصرية الاخيرة و سقوط حكم الاخوان ففي الوقت الذي رأت القوى الماركسية اللينينية في الانتفاضة المصرية مرحلة جديدة من سيطرة نفس الائتلاف الطبقي الرجعي الحاكم في مصر وعودة صعود قوى النظام القديم إلى الحكم كان اصدقائنا الماويون في انتظار أول شرارة مولوتوف يحملها شاب ثائر في شوارع مصر ليرفع شعاره المقدس " تحيا الحرب الشعبية " . أشياء مضحكة فعلا لكنها تكشف مدى فضاضة هؤلاء الفكرية و قلة فهمهم للواقع الملموس و عدم امتلاكهم الحقيقي لأدوات التحليل المادي العلمية الحقيقية و قد تحدثنا عن ذلك سابقا.
سوف نعود مرة أخرى بعد ان نشرنا المقال الاول " هل تدافع الماوية و هل يدافع الماويون فعلا عن الرفيق ستالين " الى نفس الكراس يستلهمون منه باعتباره الاثر الوحيد الصادر عن الحزب الشيوعي الصيني الذي يدعي انه يدافع عن ستالين في حين انه ليس إلا مناورة سياسية قذرة قام بها هذا الحزب بادوات ايديولوجية أي باسم الماركسية اللينينية و الدفاع عن الرفيق ستالين و عن الحقيقة الثورية في حين أنه لم يقم هؤلاء سواء كانوا ماويي الامس او اليوم غير المشي على خطى التحريفيين . لذلك نعتبر أنه لا بد ان نتعمق في الاسباب الحقيقية لنشر كراس " حول مسألة ستالين " الذي كتبه رنمين ريباو و هونغ كي في 13 سبتمبر 1963 تحت إشراف الحزب الشيوعي الصيني و رهاناته في تلك الفترة و تداعياته الآن على الحركة الشيوعية العالمية من زاوية الصراع الماركسي الينيني ضد التحريفية العالمية و الماوية كوجه من اوجهها . فلابد قبل كل شيء ان يوضع هذا الكراس في سياقه التاريخي و السياسي للوقوف على تلك الرهانات الايديولوجية التي يرنو اليها و الذي من خلال دفاعه عن ستالين ضد تشويهات خروشتشوف و نقده لهذا الأخير و لسياسات الحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي و الدولة السوفياتية في تلك الفترة لأهداف غير معلنة صراحة وتحت غطاء الدفاع عن ستالين و الماركسية اللينينية و الثورة البروليتارية العالمية و التي سنكشفها من خلال هذا المقال .
لقد أصبح العداء الصيني السوفياتي اكثر حدة بعد وفاة ستالين في صراع حول حول قيادة معسكر الدول الاشتراكية . أراد الحزب الشيوعي الصيني أن يفرض رؤية تعددية تحريفية داخل الأممية الشيوعية . طيلة حكم ستالين و حتى وفاته في 5 مارس 1953 إنبنت العلاقة بين الحزبين الشيوعي الصيني و السوفياتي على التعاون الأخوي ما بين 1949 و حتى 1957 . أدى هذا التعاون الأخوي إلى توقيع معاهدة تحالف و صداقة و تعان المشترك صادق عليه كل من ماو و ستالين . سمحت هذه المعاهدة التي وقع عليها ستالين بنمو التطور الإقتصادي للصين بهدف دفعها نحو الاشتراكية .
لكن بعد وفاة ستالين تدهورت تلك العلاقات . فبعد أن وعد خروشتشاف الحزب الشيوعي الصيني بأن يمدها بسر القنبلة النووية , قام ماو تسي تونغ بتوجيه انتقادات لاذعة للإتحاد السوفياتي خلال زيارته إلى موسكو سنة 1958 . كان ذلك بداية لصراع ايديولوجي بين الحزبين في عهد خروشتشوف أدى الى عداء سياسي عندما تم قصف جزيرة كيموا في الوقت الذي لم يحرك فيه الإتحاد السوفياتي ساكنا و لم يقدم أي دعم الى الصين التي لا يعتبر حزبها الحاكم شيوعيا بحق .
لكن هذا العداء سيتعمق أكثر عندما اعلنت الصين الهجوم ضد الإتحاد السوفياتي سنة 1959 خلال المعركة الحدودية في الصين-الهندية ليتخذ العداء بعدا دبلوماسيا خاصة بعد أن إستنكر خروشتشاف زيارة ماو إلى الولايات المتحدة الأمريكية . في سنة 1960 و ردا على مواقف الصين التي اصبحت أكثر فأكثر عداءا للحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي قرر هذا الأخير ترحيل كل مستشاريه و تقنييه الروس إلى روسيا معمقا بذلك أزمتها الاقتصادية الكارثية آنذاك . بعد كل هذه الازمات و الهزات بين الحزبين أطلقت الصين حملتها المعادية للإتحاد السوفياتي و حزبه و كانت حملة إعلامية واسعة أخذت صدا إعلاميا واسعا داخل الصين و خارجها خاصة في الصحافة المكتوبة .
لقد تغذت تلك الحملة و تعمق ذلك الصراع بتحالف ألبانيا مع بيكين و أزمة كوبا و هو ما دفع بيكين الى اتهام الاتحاد السوفياتي بالتحريفي و التصفوي . في نفس الوقت , تعرض سكان كازاخس و ويغورس الى قمع شديد من طرف الصين عند محاولتهم الإنضمام إلى الإتحاد السوفياتي .
إن تحليلا مقارنا بين التقرير السري لنيكيتا خروشتشاف الذي قدمه خلال المؤتم العشرين و كراس الحزب الشيوعي الصيني بقلم رنمين ريباو و هونغ كي حول مسألة ستالين " يفضح بشكل جلي هذا العداء السياسي بين الحزبين كما أطرناه تاريخيا في بداية المقال و الذي إتخذ بعدا أيديولوجيا تحت شعار الدفاع عن الرفيق ستالين . إن تحليلا مقارنا كالذي سنقدمه ينفي أي تناقض ايديولوجي بينهما حول النظرة المعادية لستالين والمحرفة للماركسية اللينينية و يكشف ان كليهما يسيء لستالين باسم الدفاع عنه و عن الماركسية اللينينية و الاممية الشيوعية . بل إن كلاهما يتقاطعان في نقطة الاساءة له ثم المضي قدما كل في نهجه التحريفي .
إن أساس هذا الإلتقاء حول الإساءة الممنهجة لستالين و إنجازاته التاريخية في كلا الوثيقتين هو تلك المواقف السيئة المضمنة و المتناثرة هنا و هناك مع بعض الإطراء و التمجيد لشخص ستالين بالطبع بعناية أسلوبية و التي إذا جمعناها أعطت ترديدا مطابقا لكل ما رددته الآلة الامبريالية و البورجوازية قبل موته و بعدها و ما تردده حتى اليوم أبواق الدعاية المعادية للشيوعية و للماركسية اللينينية ضد الرفيق ستالين في الكتب و المجلات و السينما و الجامعات و غيرها .
سنجد أن كلا الوثيقتين التين يدعي أصحابها الدفاع عن الرفيق ستالين تتطرقان الى المسائل الرئيسية في النشاط الثوري البلشفي داخل الحزب و داخل الدولة لتعيد إنتاج أكاذيب تروتسكي و بريجنيف و كامينيف و الإشتراكية الديمقراطية و البورجوازية حول مسألة المركزية الديمقراطية , و عبادة الشخصية , حول مسألة العنف الثورية و بناء الإشتراكية , الموقف من إنحرافات اليمين و اليسار و التيارات داخل الحزب و غيرها من المسائل الجوهرية في الممارسة الثورية لتتحول بشكل مفضوح من وثيقة الدفاع عن ستالين إلى محاكمة له تعيد انتاج الافتراءات التحريفية و البورجوازية و الامبريالية .
من الواضح ان كلا الوثيقتين تنطلقان بجملة من الإطراء و التمجيد لشخص ستالين و إنجازاته ففي الوقت الذي يتحدث فيه الحزب الشيوعي الصيني من موقعه ضمن العلاقة الاخوية التي تجمعه بالحزب البلشفي داخل الأممية الشيوعية و يتحدث خروشتشوف عن ستالين كرفيق في الحزب و زعيم سابق للإتحاد السوفياتي

على الرغم من ذلك فإن جوهر خطاب كل منهما رغم المقدمات التي تدعي الموضوعية و الحياد هو واحد ألا و هو التهجم على ستالين و أثره.

I- بلاغة القول في فن التشويه , خروشتشاف و الحزب الشيوعي الصيني يدافعان عن ستالين :

1 – الحزب الشيوعي الصيني و خروشتشاف يستنكران التهجم على ستالين :
يرفض الحزب الشيوعي الصيني تهجم خروشتشوف المعلن على ستالين لكنه في نفس الوقت يؤكد أن ستالين قام بأخطاء دون التطرق اليها صراحة .
"إذا اية أسباب يمنع باسمها قادة الحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي الأحزاب الشقيقة من القيام بتحليل حول ستالين و إعطاء تقييم حوله يكونان مطابقين للحقيقة ؟
لقد أعتبر الحزب الشيوعي الصيني دائما أنه من الضروري إجراء تحليل شامل و موضوعي و علمي حول مزايا ستالين و أخطائه بالإرتكاز على منهج المادية التاريخية و إظهار التاريخ كما هو ، و ليس تشويه ستالين بشكل كلي و ذاتي و فضة بالإرتكاز على المثالية التاريخية ، بتزوير التاريخ و تشويهه حسب الأهواء . لقد إعتبر الحزب الشيوعي الصيني دائما أن ستالين قد اقترف كما ما من الأخطاء و التي يكون مصدرها إما إيديولوجيا أو إجتماعيا أو تاريخيا . إن نقد أخطاء ستالين ، تلك الأخطاء التي إرتكبها حقيقة و ليست تلك المنسوبة إليه دون أي اساس ، يصبح مسألة ضروريا عندما يكون إنطلاقا من موقف و بمنهج صحيحين . "

تحت نفس شعار الحياد و الموضوعية التاريخية التي يتحدث باسمها خروشتشوف يستدرك الحزب الشيوعي الصيني بانتقاده للرفيق ستالين دون التطرق اليها بصراحة و بتفصيل .
" و مع ذلك ، لا أحد يستطيع أن ينكر الأهمية العالمية للتجربة التاريخية لأول دولة لديكتاتورية البروليتاريا و لا أن ينكر حقيقة أن ستالين كان قائد الحركة الشيوعية العالمية ، و بذلك لا أحد يستطيع أن يعارض بأن مسألة إصدار حكم حول ستالين هي قضية ذات أهمية كبرى ، هي مسألة تهم بشكل عام الحركة الشيوعية العالمية ."

نيكيتا خروشتشوف يستنكر في تقريره التهجم على ستالين من قبل أعدائه و أعداء الحزب الشيوعي البلشفي للإتحاد السوفياتي حين يقول :
" إن الغرض من هذا التقرير ليس القيام بنقد معمق لحياة ستالين و أعماله . حول مزايا ستالين يوجد بما فيه الكفاية من الكتب و التحاليل و الدراسات التي كتبت خلال حياته . إن دور ستالين في الإعداد للثورة الإشتراكية و القيام بها ، خلال الحرب الأهلية ، و النضال من أجل بناء الإشتراكية في بلادنا هو شيء معروف كونيا . الكل يعلم هذا تماما . "

2- خروشتشاف و الحزب الشيوعي الصيني يعددان فضائل ستالين :


"يجب أن نؤكد أن الحزب قد خاض صراعا عنيدا ضد التروتسكيين و اليميينيين و القوميين البورجوازيين و انتصر إيديولوجيا على كل إعداء اللينينية . لقد تمت قيادة هذا الصراع بكل نجاح و هو ما ادى إلى إلى تعزيز الحزب و تصليبه . هنا لعب ستالين دورا إيجابيا .
لقد خاض الحزب معركة إيديولوجية و سياسية واسعة النطا ق ضد الذين يقدمون في صفوفه بالذات ، أطروحات معادية للينينية ، اؤلك الذين يمثلون خطا سياسيا خطيرا على الحزب و على قضية الإشتراكية . لقد كان نضالا عنيدا و صعبا ، لكن ضروري ، لأن خط كتلة التروتسكيين-الزونوفيوفيين كما خط البوخارينيين أيضا السياسي يؤدي إلى إعادة الرأسمالية و الإستسلام للبورجوازية العالمية .


و هو ما يردده كذلك الحزب الشيوعي الصيني حين يقول:
"خلال حياة لينين ناضل ستالين ضد القيصرية و من أجل نشر الماركسية ؛ بعد مشاركته في قيادة اللجنة المركزية للحزب البلشفي برئاسة لينين ناضل من أجل الإعداد لثورة 1917 ؛ و بعد ثورة اكتوبر صارع من أجل الدفاع عن مكاسب الثورة البروليتارية .
بعد وفاة لينين , فإنه بقيادة ستالين إستطاع الحزب الشيوعي و شعب الإتحاد السوفياتي أن يناضلا بحزم ضد كل الاعداء الداخليين و الخارجيين نضال مكن من الدفاع أول دولة إشتراكية في العالم و تقويتها .
إنه بقيادة ستالين طبق الحزب الشيوعي و شعب الإتحاد السوفياتي بمثابرة خط التصنيع الإشتراكي و......... و حقق نجاحا كبيرا في التحول و البناء الإشتراكيين .
إنه بقيادة ستالين أدى الحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي و شعبه و جيشه معركة من الأكثر شراسة و قاد الحرب المناهضة للفاشية نحو إنتصار عظيم.
إن ستالين هو الذي , في نضاله ضد الإنتهازيين بكل الوانهم ، و ضد اعداء اللينينية , من تروتسكيين و زينوفيوفيين و بوخارينيين و عملاء بورجوازية آخرون ، دافع عن الماركسية اللينينية و طورها .
إن ستالين هو الذي و بفضل سلسلة من الأعمال النظرية في الماركسية اللينينية ،قدم إضافة لا تمحى إلى ادبيات الحركة الشيوعية العالمية .

تحت قيادة ستالين نفذ حزب الإتحاد السوفياتي و حكومته سياسة خارجية كانت ، في مجملها ، مطابقة للأممية البروليتارية ، و قدمت عونا كبيرا للنضال الثوري لشعوب العالم ، منها نضال الشعب الصيني.
ترأس ستالين تيار التاريخ ليقود النضال ، لقد كان عدو الإمبريالية و كل رجعية الذي لا يتسامح .
لقد كان نشاط ستالين ذو إرتباط وثيق بنضال الحزب الشيوعي العظيم و شعب الإتحاد السوفياتي العظيم ، و جزء لا يتجزأ من النضال الثوري لشعوب العالم بأسره.
لقد كانت حياة ستالين حياة ماركسي-لينيني , حياة ثوري بروليتاري عظيم . "
II - الحزب الشيوعي الصيني و خروشتشاف يتهجمان على ستالين.

1- خروشتشاف و الحزب الشيوعي الصيني يستنكران " القمع الستاليني "
يستنكر خروشتشاف في تقريره السري القمع السياسي تحت حكم ستالين قائلا :
"من المهم أن نلاحظ حقيقة أنه , حتى عندما دار الصراع الإيديولوجي الرهيب ضد التروتسكيين و الزينوفيوفيين و البوخارينيين و غيرهم , لم نتخذ ضدهم قرارات قمعية قصوى . لقد حصر الصراع في المجال الإيديولوجي . لكن بعد سنوات قليلة ،ففي الوقت الذي تم فيه تشييد أسس الاشتراكية في بلادنا ، و في الوقت الذي تم فيه تصفية الطبقات المستغُلة بشكل عام و في الوقت و الذي كات قد تغيرت فيه بنية المجتمع السوفياتي جذريا و في الوقت الذي تقلصت فيه للغاية الحركات و المجموعات المعادية للحزب وفي الوقت الذي هزم فيه سياسيا منذ زمن بعيد الأعداء الايديولوجيون ، وقتها إنطلق القمع ضدهم .
لقد نشأت ممارسة القمع الجماعي بالضبط خلال هذه الفترة (1936-1937-1938) باستعمال الجهاز الحكومي ، في البدء ضد أعداء اللينينية -من تروتسكيين و زينوفيوفيين و بوخارينيين –و الذين تم الإنتصار عليهم سياسيا منذ زمن طويل من طرف الحزب ، ثم بنفس القدر ضد العديد من الشيوعيين الشرفاء و ضد كوادر الحزب الذين حملوا على عاتقهم عبء الحرب الاهلية الثقيل و السنوات الاولى الصعبة جدا للتصنيع و ...... الذين صارعوا بنشاط ضد التروتسكيين و اليمينيين من أجل إنتصار خط الحزب اللينيني ."

الحزب الشيوعي الصيني يستنكر نفس القمع الستاليني و يعترف به
"خلال الصراعات التي دارت داخل الحزب كما خارجه ، خلط (أي ستالين ملاحظة المترجم ) , في اوقات معينة و في قضايا معينة بين نوعين من التناقضات من طبيعة مختلفة ، بين العدو و نحن ، و تناقضات داخل الشعب ، نفس الشيء بالنسبة للمناهج المختلفة لحل هذين النوعين من التناقضات .
لقد سمح نشاط تصفية الثورة المضادة , الذي وقع تحت قيادته من معاقبة عدد من المعادين للثورة , لكن أناسا شرفاء ايضا حُكمَ عليهم ظلماً و بذلك اقترف خطأ توسيع نطاق القمع في 1937 و 1938 . "
2- خروشتشاف و الحزب الشيوعي الصيني حول مسالة عبادة الشخصية :
يقول خروشتشاف في تقريره حول مسالة عبادة الشخصية و علاقتها بستالين :
"
رفاقي ,
هناك في تقرير اللجنة المركزية للحزب خلال المؤتمر العشرين ، و في عدد ما من الخطابات الملقاة من نواب في المؤتمر , كما هو الحال خلال الاجتماعات الموسعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي , أشياء لا بأس بها قد قيلت حول موضوع عبادة الشخصية و تداعياتها الوخيمة .
بعد موت ستالين , إنطلق الحزب في تطبيق سياسة تتجه نحو تفسير وجيز ، لكن إيجابي ، أنه من غير المسموح و غريب عن روح الماركسية-اللينينية تمجيد شخص و ان نجعل منه إنسانا خارقا يتمتع بمزايا فوق الطبيعة في مرتبة الإله . إنسان كهذا يعتبر عالما بكل شيء ، يفكر عوضا عن كل الناس , يفعل كل شيء و يكون معصوما .

هذا الشعور تجاه إنسان ما ، و بالخصوص تجاه ستالين ، كان موضوع نقاش بيننا خلال سنوات عديدة .
... ما يهمنا اليوم, هي مسألة ذات أهمية بالنسبة للحزب في الوقت الراهن و في المستقبل. ما يهمنا هو معرفة كيف ان عبادة الشخصية لم تكف يوما عن التعاظم ،كيف هذه العبادة أصبحت ، في وقت ما مصدرا لسلسلة من مظاهر الفساد الخطيرة و أكثر فأكثر مساسا بمبادئ الحزب و بديمقراطية الحزب و بالشرعية الثورية ...

حقيقة يتبادر لنا بأن ليس الجميع قد فهم التداعيات العملية ، و نتيجة عبادة الشخصيه ، و الضرر الخطير الناتج عن خرق مبدأ القيادة الجماعية للحزب من خلال تركيز سلطة واسعة و غير محدودة بين يدي شخص ، تعتبر اللجنة المركزية أنه من الضروري إطلاقا خلال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي تقديم الملف الكامل حول هذه المسالة. إسمحوا لي في البداية بأن اذكركم بأن أدب الماركسية-اللينينية يرفض بحزم شديد كل مظاهر عبادة الشخصيه ."

اما عن موقف الحزب الشيوعي الصيني من مسالة عبادة الشخصية و علاقتها بستالين فإنه يكتفي فقط بالتذكير بتلك المبادئ من وجهة النظر الماركسية اللينينية و من وجهة نظر ماو تسي تونغ و حزبه مع الإشارة إلى أن غاية خروشتشاف هي تشويه ستالين لا غير و إنكار ذلك عنه بالجزم أو النفي


3 - خروشتشاف و الحزب الشيوعي الصيني حول مسألة المركزية الديمقراطية
يبرهن خروشتشاف على أن ستالين كان دكتاتورا داخل الحزب و لم يطبق مبدأ المركزية الديمقراطية داعما موقفه بما يسمى وصية لينين فيقول : "

يقول لينين موضحا دور اللجنة المركزية و سلطتها :
>
خلال حياة لينين كانت اللجنة المركزية التعبير الحقيقي للقيادة الجماعية للحزب و الوطن . لكونه مناضلا ماركسيا-ثوريا ، دائم الصلابه حول المسائل المبدئية , لم يفرض لينين ابدا بالقوة آرائه على رفاقه . كان يحاول إقناعهم . كان يفسر آرائه للآخرين بصبر. لقد حرص لينين بتأن على ان يتم تطبيق الضوابط الحزبيه ، على أن يتم احترام نظام الحزب ، على أن تعقد مؤتمرات الحزب و المجالس الموسعة للجنة المركزية في مواعيدها المحددة . ف.إ. لينين لم يهتم بأن يساهم بشكل ملحوظ في إنتصار الطبقة الكادحة و الفلاحين , في إنتصار حزبنا و في تطبيق أفكار الإشتراكية العلمية على الحياة .
لقد تمظهر فكره الثاقب في حقيقة أنه لمح في الوقت الناسب في ستالين خصائص سلبية كان لها فيما بعد تبعات خطيرة . لقد أكد أنه من الضروري التفكير في عزل ستالين عن منصبه كأمين عام لأنه شديد الفظاظة ،لأن سلوكه لم يكن سويا تجاه رفاقه ، لانه كان ذو نزوات و يستغل سلطاته ."

لنلق نظرة على الجهة المقابلة حول موقف الحزب الشيوعي الصيني من مسألة تطبيق ستالين لمبدأ المركزية الديمقراطية داخل الحزب البلشفي . يقول الح.الش.الص :
" داخل مؤسسات الحزب و أجهزة الدولة لم يقم لينين بتطبيق كامل و شامل للمركزية الديمقراطية أو إبتعد عنها نسبيا ."


خلاصة :
إن أدعياء الماركسية اللينينية الذين يلعقون أحذية البورجوازية ليس همهم الوحيد سوى إرضائها و المضي في ركابها مقابل بعض الفتات أو دخول التاريخ من بابه الخلفي و الظهور بثوب المنظرين للخط الثالث و عباقرة الماركسية اللنينية الجديدة .
إن أكبر إدعاء يتم به مغالطة الطبقة العاملة هو رفع راية الدفاع عن الماركسية اللينينية و نقد التروتسكية و الدفاع عن ستالين و التجربة السوفياتية و إستنكار الخرتشتشوفية لكن في آخر المطاف ينكشف أمرهم و ينتهون إلى ألد أعداء البلشفية و أكثرهم إساءة و تشويهاً لستالين و الماركسية اللينينية .
لذلك فإن الدفاع عن البلشفية في إطار نضال ايديولوجي ضد التحريفية و الإصلاحية و الإنتهازية اليمينية و اليسارية هو مهمة ثورية ذات أهمية قصوى . إن البلشفية هي علم إدارة حزب الطبقة العاملة للصراع الطبقي لإرساء دكتاتورية البروليتاريا
إن هذا الفكر المعتمد على تخرصات التحريفيين و الاصلاحين و اليسراويين هو رديف للبورجوازية ، سواء بتهجمه بشكل ناعم أو مباشر سافر و مفضوح على البلشفية في طابعها العلمي و الثوري ، لا يمكن إلا أن يكون له أهداف : ألا و هي خدمة العدو الطبقي المباشر ، دول الإستعمار الجديد و جهاز القمع الطبقي الملازم له . فتبين الحقائق التاريخية في كل مرة أن احزاب أشباه الشيوعيين من تحريفيين و غيرهم سواء مسكوا بزمام السلطة أو شاركوا فيها أو بقوا معارضة ما لم يتمسكوا بعلم تحرير الطبقة الماركسي اللينيني و تطبيقه التطبيق الصحيح فإن الهزيمة و الإنعزال عن الجماهير و الإساءة إليها و الإساءة للماركسية اللينينية هي النتيجة . مثل المناشفة او احزاب الأممية الثانية التي ارتمت في احضان البرجوازية العالمية ، و الحزب الشيوعي و الفرنسي و الصيني و غيرهم ...
عندما تصبح البلشفية ضرباً من ضروب الشتم الايديولوجي ، و وصمة سياسية تحمل في طياتها كل ما راكمت له البورجوازية ورأس المال و الرجعية العالمية من عداء للفكر الثوري الماركسي اللينيني ، المنتصر للطبقة العاملة و المعبر عن تطلعاتها الثورية ، يصبح الدفاع عن البلشفية امرا مهما و مهمة ملحة في وجه التحريفية المرتزقة و البورجوازية الصغيرة الإصلاحية المتسلقة بإسم الماركسية اللينينية ، المعادية في جوهرها للشيوعية . هذا العداء المستتر بالجمل الثورية و اليسراوية المغالية و المزايدة ليس في حقيقة الأمر و في مجمله إلا و دعم للبورجوازية العالمية خدمة للراسمالية و الرجعية .
إنه في إطار هذا الواجب المقدس في الدفاع عن النظرية الثورية للطبقة العاملة في وجه التحريفية و الإنتهازية و الإصلاحية التي جعلت من انتصاراتها الملغومة و المعادية للشيوعية رغم فشلها حقيقة علمية و نظرية ثم وسيلة لدى أعداء الماركسية اللينينية احزاباً و حلقات و مجموعات برجوازية صغيرة لخدمة الرجعية و لخدمة اغراضها الفردية الضيقة . فإذا ما استطعنا و من خلال هذا الصراع الثوري أساساً على المستوى النظري ، فضح هؤلاء الأعداء و تعرية جانب من هذا الغموض ثم المساهمة بشكل بسيط في إزالة هذا الوهن الذي يصيب الحركة الشيوعية في القطر فسنكون قد ساهمنا بشكل فاعل ونشيط و عملي في هذا الواجب المقدس ، الاممي بالأساس .
إن هدف هذا المقال هو تسليط الضوء على مجموعة تطلق على نفسها لقب الماويين و تدعي تبنيها الماركسية اللينينية . لذلك لن يكون هذا المقال رداً شخصياً موجهاً لشخص منهم في حد ذاته بل محاولة من أجل نقدا أشمل و أعمق من ذلك حتى نتجاوز الحوار العقيم.
حتى لا يتهمنا الماويون بالإفتراء و تسديد اللكمات أو مجانبة الموضوعية و المنهج العلمي . بل أكثر من ذلك نريد أن يكون هذا المقال أبعد ما يمكن عن تصفية حسابات لا توجد إلا في أذهان خصومنا الذين وصل بهم التهافت و الحقد إلى فقدان أبجديات المحاججة و الحوار المبدئي .
كثر المدافعون عن الماركسية اللينينية و عن الرفيق ستالين و المناضلون ضد التحريفية حتى أصبح الماركسيون عموماً أو حتى أنصار الفكر الثوري لا يعرفون من يصدقون ، في ضل واقع تاريخي تتضارب فيه الحقائق و التجارب و الأطروحات و الحجج حتى أصبح الغبار يغطي الحقيقه ، فتضيع ، واصبحنا نحن ايتام ستالين و هم ايتام ماو و الاخرون ايتام خوجة .... إلخ لذلك فإن عدم فقدان البوصلة الصحيحة للنظرية العلمية الماركسية و الوعي بالتناقضات الحقيقية وسط هذا الجدل و التهافت داخل كل هذا الغبار الكثيف دليل وحده على معدن الماركسيين اللينينيين الذي نحن منهم و اننا فعلاً اتباع ستالين .
لن نستطيع فهم الوهن و لن يتسن لنا ازالته و لن نتقدم ما لم نصارع حتى النهاية ،لأنه من سمات التحريفية المعاصرة و الصراع الذي فرضته ، صراع الهوية الماركسية اللينينية و أحقية التحدث باسمها .هو ان يتطابق المبدأ مع الفكرة و مع الفعل الثوري الحقيقي . حتى تصبح كلمة "ايتام ستالين" فعلاً فخراً و وساماً و شارة لكل شيوعي قد عرف الخطأ من الصواب و أدرك من هم أصدقاء الشعب و من هم أعدائه .
هذا لا يعني أن قضية التحريفية و الإصلاحية و الإنتهازية اليسارية هي من المواضيع الجديدة التي يتطرق لها الماركسيون اللينينيٌون في القطر بل سبق و أن تطرق إلى مثل هذه القضايا الرفاق الوطنيون الديمقراطيون " الوطد" ما يعرف حالياً بالحزب الوطني الإشتراكي الثوري في كراس " هل يمكن أن تعتبر ماو تسي تونغ ماركسيا لينينياً " كما أن هناك جهوداً أخرى على مستوى أممي مثل هنري باربوس في فرنسا " حول الماوية " و سوف نعمل على ترجمة هذا الكتاب القيم إلى اللغة العربيه في المستقبل و وضعه بين يدي القارئ .



#معز_الراجحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التقاطعات السياسية والتحالف السياسي :تكتيك ثوري أم تكتيك ...
- حول الإنتفاضة التونسية القادمة : تمرد أم إئتلاف شباب ثوري أم ...
- حول الإنتفاضة المصرية الثانية :أية شعارات و أية أهداف ؟
- في ذكرى مئوية ميلاد جوزيف ستالين أنور خوجة - ذكريات - ترجمه ...
- تروتسكي و التروتسكية داخل الحركة الشيوعية الفرنسية الجزء الأ ...
- هل تدافع الماوية و هل يدافع الماويون فعلاً عن الرفيق ستالين ...
- ناظم الماوي و رقصات الديك المفضوح


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - معز الراجحي - من أين تأتي حجج الماويين الخاطئة ؟ هل تدافع الماوية و هل يدافع الماويون فعلا عن الرفيق ستالين الجزء الثاني