أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - منظمة التحرير الفلسطينية الوطن الافتراضي البديل















المزيد.....

منظمة التحرير الفلسطينية الوطن الافتراضي البديل


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 17:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ البداية وحتى اليوم ظل حزب التحرير الإسلامي يعلن رفضه لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية واعتبرها ولا زال وسيلة لإضاعة فلسطين لا لاستعادتها وظلت أدبيات الحزب تؤكد أن العرب أسسوا المنظمة ليتنازلوا عن فلسطين بواسطة أبنائها وليتم القبول بمشاريع التسوية التي ستقود في النتيجة إلى ضياع فلسطين.

منذ تأسيسها في العام 1965 تمحور الصراع بين القوى الفلسطينية والأنظمة العربية على من يسيطر على المنظمة إلى أن سيطرت فصائل العمل المسلح عليها وعبر تطورات القضية الفلسطينية وبدل أن تتحول أجهزة المنظمة الرسمية بما فيها الجيش الرسمي إلى مكونات للعمل الثوري الفلسطيني انساقت الفصائل الفلسطينية إلى تجييش أدواتها وتشبهت بالدول الرسمية ولم يتم التفريق أبدا بين المنظمة كأداة سياسية للثورة الفلسطينية بل اختلط الحابل بالنابل وانشغلت الفصائل الثورية بصراعات لا تنم عن إحساس بمسئولية وطنية بل أصبحت مكانة الحزب والمنظمة أهم من أية مكانة أخرى وأصبح تقاسم الغنائم من المساعدات التي لا حصر لها تفوق أي فعل ثوري وبات الراتب هو العنوان وأصبحت لمكاتب الفصائل أوقات دوام تشبه الشركات وعناوين واضحة بل وباتت معسكرات المقاتلين لا تختلف أبدا عن معسكرات الدول المستقلة والآمنة مائة بالمائة.

حتى قبل أن يكون لمنظمة التحرير أي كيان سياسي كالسلطة الحالية تحولت المنظمة إلى ما يشبه الدولة بمكاتب وسفراء لا يختلفون عن زملائهم سفراء ووزراء الدول العظمى لا بالشكل ولا بالسلوك وتحولت فكرة حماية منظمة التحرير إلى صنم عجيب لا يمكن المس به حتى ولو كان المس به ضروريا لمصلحة القضية والشعب وبدل أن تترك المنظمة كجسم سياسي فوقي مقبول له الانشغال بالدبلوماسية وتجلياتها راحت الفصائل منفردة تشكل من نفسها منظمة صغيرة أو وطن صغير أهم من المنظمة الأم وعلى قدم المساواة راحت تفتش عن وسائل لفتح مكاتب تمثيلية لها في كل بلد أمكن ذلك دون أن تعطي أي اعتبار للثمن الذي ستضطر لدفعه مقابل كل مكتب يقام في أي بلد من البلدان وتحولت اللازمة التي ينتهي بها اسم أي فصيل فلسطيني ( لتحرير فلسطين ) إلى مجرد ماركة مسجلة لا علاقة لها بالمضمون.

وبدل أن تصبح منظمة التحرير رافعة حقيقية لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني تحولت إلى أداة للتنازل التدريجي عن هذه الحقوق وبدل أن تتابع إصرارها على وحدة ارض فلسطين راحت تتفنن في البحث عن حلول منفردة تنصب في مجملها على تقسيم فلسطين بأقل مما قبلت به الأمم المتحدة والحركة الصهيونية نفسها التي وافقت على قرار التقسيم الذي وان كان يدعو إلى تقسيم فلسطين سياسيا إلا انه لم يتمكن من قبول تقسيمها جغرافيا وجعل منها وحدة اقتصادية وجغرافية واحدة ولم تسعى المنظمة ولا فصائلها وحتى اللحظة بطريقة لا يمكن فهمها حتى إلى محاولة استعادة مكانة قرار الأمم المتحدة هذا أو المطالبة بتطبيقه رغم أن عليه إجماع أممي بل ذهبت للبحث عن حلول أدنى واقل وراحت تفتش على قرارات جديدة تنسف القرار الاممي الأفضل, واحد لم يسال هذه القيادة لماذا تفعل ذلك وما هي مصلحة فلسطين وشعبها في تناسي بل وإلغاء هذا القرار عبر البحث عن قرارات جديدة.

وتماما كما هو حال الأنظمة العربية جاء حال منظمة التحرير الفلسطينية بل وأسوأ من ذلك فقد ظل المرحوم ياسر عرفات على رأس المنظمة حتى ساعة رحيله وها وهو الرئيس محمود عباس يتربع على عرش السلطة والمنظمة منذ رحيل سلفه وكذا فعل قادة الفصائل وفيما عدا المرحوم جورج حبش فان أحدا لم يفكر في مغادرة مقعد القيادة طواعية حتى اليوم رغم الحديث المتواصل عن الديمقراطية والديكتاتورية في أدبيات الجميع وكان ذلك يستهلك من قبل من لا يفهموا أبدا ما معنى ما يكتبون أو ممن هم مصابون بانفصام لا شفاء منه فلا يربطون أبدا بين فكرهم وسلوكهم إلا إذا تعلق الأمر بشعبهم وحقوقه.

اليوم وفجأة يفرر الرئيس عباس إحداث انقلاب في حياة المنظمة وبدون سابق إنذار ولا حتى تبرير واضح يجب تقديمه للشعب وقواه إن جاز التعبير فيعلن الرئيس منفردا عن إجراءات داخلية تخص أعضاء في قيادة المنظمة وتعديلات وبقرارات فردية ثم وفجأة يعلن عن استبدال وعن استقالات هو على رأسها ويدعو إلى انعقاد مجلس وطني خلافي حول نوع جلسته وحول نوايا الرئيس نفسه فيما إذا كان يرغب بالترشح أم لا وما المغزى من كل ذلك الآن وبهذا التوقيت مع أن السعي للتغيير في السلطة وتركيبتها والسعي لانجاز لم الصف الوطني وإنهاء الانقسام أهم مليار مرة من استبدال أعضاء اللجنة التنفيذية الذين في حقيقة الأمر لا وجود لأي دور لهم على الأرض سوى كم المصروفات والهدر المتواصل لموارد الشعب الضئيلة والتي تأتي في معظمها من منح الآخرين المشروطة أصلا.

يتحدث الكثيرين عن عدم رغبة الرئيس عباس لترشيح نفسه لرئاسة اللجنة التنفيذية وقد يكون ذلك حقيقيا إلا انه في نفس الوقت سيكون المسمار الأخير في نعش منظمة التحرير ومشروعها الوطني حتى لو كان مجرد حبر على ورق لصالح مشروع السلطة الغير موجود أصلا ذلك أن وجود رأس للسلطة وآخر للمنظمة سيلغي بالتأكيد دور المنظمة لصالح السلطة وستجف موارد المنظمة وستكون الهجرة سريعة من مؤسسات الوطن الافتراضي إلى مؤسسات الوطن المتخيل وهو السلطة التي سنقبل بها أينما كانت مع علمنا أن وجودها في الضفة الغربية مرهون ببقاء الرئيس عباس شخصيا في رام الله وان غيابه سيفتح الباب على مصراعيه لإيجاد أسس انتقالها إلى غزة شكلا ومضمونا وبالتالي سلخ الوطن المنقوص إلى نقصتين صغيرتين احدهما ستبتلع تدريجيا من قبل إسرائيل.

احد لم يسرب ما جرى بين الرئيس عباس والملك عبد الله الثاني في الرحلة المفاجئة إلى عمان ولكن كل المؤشرات تؤكد أن الأردن لا يرغب بمثل هكذا سيناريو يخلق فراغا سياسيا في الهيئات الممثلة للشعب ويحيل الأمر برمته إلى مؤسسات السلطة فالمتضرر الرئيس من ذلك بعد الشعب الفلسطيني هو الأردن بكل مكوناته وهو بالتأكيد سيسعى إلى منع ذلك فهل يا ترى سينجح وهل ستنجح الفصائل الأخرى التي لا حول لها ولا قوة في ثني الرئيس عن برنامجه وهل فتح مؤهلة اليوم لمنع قيام مثل هذا السيناريو أم أن الجميع يطمر رأسه بالرمل لأنه لا يملك برنامجا عمليا ولا أهدافا واضحة سوى مواصلة وجود المنظمة كوطن افتراضي بديل حتى انتقال العجائز إلى الرفيق الأعلى لا أكثر ولا اقل.

والاهم من كل ما تقدم فان أحدا لا من فتح ولا من الفصائل ولا حتى حماس والجهاد ذكروا بان المفروض أولا عقد الإطار القيادي المؤقت للمنظمة والتوافق على آليات مشتركة لعقد مجلس وطني توحيدي مما يؤكد أن هذا المجلس القادم سيكشل تكريسا جديدا وتعميقا للانقسام الذي لا يبدو أن أحدا على الإطلاق معني بإنهائه وكأننا لا نريد ولا يعنينا أن نتذكر أن الانقسام وتداعياته هو مصلحة إسرائيلية عليا ومن الطراز الأول.

المطلوب تغليب مصلحة الشعب والوطن ومنع فصل السلطة عن المنظمة وبالتالي سيطرة السلطة وإلغاء المنظمة على طريقة الهيئة العربية العليا وغيرها عبر عقد الإطار القيادي المؤقت للمنظمة وتسريع انعقاد مجلس وطني توحيدي وعقد انتخابات متزامنة للسلطة والمنظمة ديمقراطية وتوحيدية والا فان الكارثة وضياع من اتبقى من حلم لشعبنا وقضيتنا.

إن ذلك لن يكون ولن تعود القضية إلى مسارها إلا بالاعتراف العلني بان حكاية إبريق الزيت عن دولتين لشعبين هي ملهاة صهيونية من طراز رفيع وان البديل الواقعي الوحيد هي فلسطين كل فلسطين دولة واحدة ديمقراطية موحدة بدون عنصرية وعنصريين.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة اللصوص
- هل وحدة فلسطين التاريخية أمر ممكن وكيف؟؟؟
- فلسطين... مليون أزمة واحتلال منسي
- غزة ومهمة حصان طروادة
- مرة أخرى فلسطين موحدة وواحدة
- وحل اليمن
- دور المجتمع المدني الفلسطيني في حماية التاريخ العربي في فلسط ...
- على ارض فلسطين التاريخية وليس فيها
- جدلية الفكر والفعل
- الفكر العربي حقيقة ام وهم
- من اوراق الشهداء
- غزة على أطراف السكاكين
- أن نحترم نصرنا وعقولنا
- مصيدة المقاومة القاتلة
- صاروخ الشعب الذي لا يقهر ... عودة 9م
- أرض واحدة امة واحدة
- من قتل ياسر عرفات ... اي سؤال هذا
- خيارات وخيارات الا المفاوضات
- مقدمات للبيان القومي العربي الأخير
- العودة إلى الأصل فلسطين التاريخية كونفدرالية أو موحدة


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - منظمة التحرير الفلسطينية الوطن الافتراضي البديل