الاستعمار الانساني ( الأرض مقابل الكرامة )

محسن حنيص
(Mohsin Shawkat)

الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الاستعمار الانساني
(الأرض مقابل الكرامة )

....................
الاستعمار الانساني هو مشروع لحل مشكلة اللجوء جذريا . يتلخص باقتطاع اجزاء من البلدان العربية والاسلامية وضمها الى بلدان اللجوء ( اوربا الغربية وامريكا واستراليا وكندا ) . عندئذ سيكون بامكان اي عربي او مسلم الانتقال بشكل تلقائي الى العالم الغربي دون الحاجة الى التعامل مع المهربين وركوب قوارب الغرق .
.....
الرابح الاكبر في هذا المشروع هوالانسان العربي المهمش والفاقد لكرامته ولأبسط مقومات الحياة الحرة .
الخاسر الاكبر هم المهربون واسماك القرش والمصورون الفوتوغرافيون الباحثون عن جثث على السواحل .
......................
سوف يسمح هذا المشروع بايقاف الجدل الطويل في اوربا حول معضلة اللاجئين وسيخفف الكثير من الضغط الشديد الذي تعانيه تلك البلدان . وبدل التقطير سوف يسمح المشروع بأنسيابية عالية . لن يكون العدد مرعبا . لن تضطر اوربا لزيادة خفر السواحل .
وبدل الصور الفوتوغرافية والمناظر المحزنة ستكون هناك آلية سلسة للغاية . ولن نضطر الى استدرار عطف احد ورؤية تلك المناظر المخجلة التي يتفنن الفوتوغرافيين في ابرازها . هذا الاستجداء الذي يفوق الوصف يمكن استبداله بصورة مشرفة تحفظ كرامة المواطن العربي والمسلم الذي فقد اي حق ولم يعد راغبا بالعيش في بلده . الاستعمار الانساني سوف يوفر شعورا عاليا بالكرامة . الارض مقابل الكرامة . لن يكون العربي او المسلم ضيفا ثقيلا ولا عالة على أحد .
...........
ان مواقع التواصل الاجتماعي والاستفتاءات والتظاهرات سوف توفر احصاءات دقيقة عن اعداد الراغبين في التخلي عن جنسيتهم و ترك بلدانهم والعيش تحت مظلة الغرب . وبوضع وحدة قياس ( حصة المواطن من الارض العربية ) يمكن تحديد مساحة الارض ( المستعمرة الانسانية ) . ستكون هذه المستعمرات بديلا لمخيمات النازحين والمشردين في بلدانهم , فضلا عن بيوت الصفيح والعشوائيات وسكنة المقابر .
........
لقد فشل ( الاستعمار) القديم في تحقيق اهداف التحول الحضاري في العالم العربي بسبب تلك الخلطة بين الادارتين المحلية والغربية مما سمح بكثير من التعطيل و الفساد . وقد آن الاوان لوجود ادارة واحدة غربية صرف وصافية تماما .
..........
اثبتت الوقائع ان الادارة الاستعمارية او الانظمة المرتبطة مهما كانت سيئة فسوف لن تكون اسوا من الادارة ( الوطنية ) التي قامت على حطامها . ان الخراب الذي احدثه الانظمة الوطنية مازلنا نعاني منه والأسوأ منه هو الاسلام السياسي الذي يتسيد المشهد حاليا .
........
يتطلب هذا المشلروع تبدلا في النظام العالمي بحيث يسمح بحق تقرير مصير الافراد بدل (القوميات ) والانضمام الى الغرب دون خوض صراعات عنف او مطالبات طويلة الأمد .
..........
سوف يوفر هذا المقترح ايجاد جيوب حضارية متقدمة انسانيا تمارس ضغطا مباشرا على النظام العربي الاسلامي الشاذ تدفعه الى تحسين ادائه . ان فقدان الارض والخوف من الضياع الكلي سوف يشجع الى نشوء تنافس حضاري . ان المشروع يساعد على الضغط على الانظمة العربية للانتقال الى المجتمع المدني مما يسمح بتحسين ادائها او انهيارها التام .
........
ان النقص الشديد في الارض ( اوربا على وجه الخصوص ) وضخامة طالبي اللجوء سوف يشجع الغرب على تبني مثل هذه المشاريع .
......
سوف استعير عبارة احد اصدقائي : (( المتخلفون (في العالم العربي ) اقتطعوا اجزاء واسعة من هذا الكوكب وحولوها الى مقبرة للاحياء نعم يجب اعادة رسم الخريطة والحاق اراض كبيرة بدول العالم الحر ))
.......
ولكن من نحن ومن نخاطب وكم هو عددنا ولمن نقدم مشروعنا ؟
هل تكفي الارض وحدها لاغراء الغربيين با نتشالنا ؟
هذه الأسئلة تنتظر الاجابة .
..........
تثبت الوقائع يوميا ان الحياة المدنية هي مطلب البشر جميعا بغض النظر عن المستوى الثقافي . ان حاجة الشباب الى فرص العمل والحرية تشكل عاملا هاما في نجاح الفكرة . وبما ان هذه الاعداد في تزايد مستمر فسوف يوفر هذا الوضع امكانية التاييد في اي استفتاء للانضمام الى الغرب . لقد اثبتت الوقائع ان طالبي اللجوء هم ليسوا متعلمين ( نخبة ) بالضرورة بل ان معظمهم من الاميين حاليا .
....................
الاستعمار الانساني هو مشروع يداعب خيالي منذ اكثر من عقدين . وتحديدا منذ اللحظة التي رأيت فيها دمعة زوجتي وهي تبكي بحرارة عند سماعها نبا قبولنا لاجئين في هولندا عام 1995 .

................
محسن حنيص
.

#محسن_حنيص (هاشتاغ)       Mohsin_Shawkat#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات