أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن حنيص - كل ما هو صعب المنال














المزيد.....

كل ما هو صعب المنال


محسن حنيص
(Mohsin Shawkat)


الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 14:19
المحور: الادب والفن
    


كل ما هو بعيد المنال

.....


كل ماهو بعيد وصعب المنال هو الأقرب لأحتلال الذات وتحطيم ما يحيط بها . هذه المفارقة مسؤولة عن خسارة الكثير من المزاج و سنوات العمر . يبدو ان لحظة الوصول الى الشئ هي أيذان بموته . وهي نفس اللحظة التي يبدأ فيها المرء مشوارا جديدا يضع فيه هدفا (بعيد المنال) ليلهث وراءه . ويصبح الأمر نوعا من القلق المزمن حين يكون الهدف شبه مستحيل . في ظل هذه الآلية المقيتة تموت الاشياء التي تعبنا في الحصول عليها ولا يبقى لها أية قيمة.. ولكي أكون واضحا أكثر ينبغي ان اضرب لكم امثلة :
...
...
أم لديها خمسة أطفال . بعد جهد شاق استطاعت ان توصل اربعة منهم الى الجامعة , لكن الولد الخامس قطع الخيط وأبى الا ان يكون ( بائع فلافل) . بينما امه تريده ان يصبح طبيبا .. الولد الأخير لا يحب المدرسة , هنا بدأت مأساة الأم وفقدت الى الأبد متعة يومية تقدمها لها اربعة بنات ناجحات . الام تتعذب يوميا وهناك احتمال ان تصيبها جلطة في القلب . فالولد مصر على لبس صدرية الفلافل , بينما لاتغيب صدرية الطب لحظة واحدة عن مخيلة الأم .
...
...

أب لديه زوجة تحبه وراضية فيه رغم عيوبه ويقف الى جانبها ستة أطفال متعلقون به لايريدونه ان يغادرهم . لكن الاب متعلق بواحدة أخرى تعيش في (كولومبيا ) وقد دوخه حوضها اللاتيني المدهون بزيت الأرغان . الاب لايقدر ان ينام ويريد الهجرة كولومبيا لا ليقرأ ماركيز بلغته . ولكن ليتورط بزيجة ثانية عابرة للقارات .
...
...
- تاجر عراقي يملك بيتا ورصيدا ماليا ومحلا يوفر له ولعائلته دخلا يكفيه لخمسين سنة قادمة . وبدل ان يتفرغ لأسعاد عائلته والدوران بهم حوال العالم نراه يستقتل ليكون نائبا في البرلمان . ليس هدف التاجر هو القضاء على الفساد فهذا ليس من أهتمامه و لايقدر عليه أصلا ولكنه وجد ان هذا الهدف مفيد للصحة ويمنحه حيوية اضافية . هذا التاجر يحتاج الى اقناع خمسين الف من العراقيين . وهنا نتساءل ان كان هذا الهدف فعلا مفيدا للكبد او البنكرياس ؟ .
...
...
فتاة جميلة للغاية . لديها صفحة في الفيس بوك . كل دقيقتين تصور سنتمترا مربعا من جسمها وتلصقه في صفحتها فتنهال عليها علامات الأعجاب ( اللايكات ) والكلمات التي تعبر عن ذلك . يعبر معجبيها كل مرة الرقم 5000 . لكنها لم تعد تفرح . لقد سئمت من كل هؤلاء ولم تعد كلماتهم ويقظتهم ومتابعتهم الدائمة ترضيها . انها تود ان تستبدل كل هؤلاء ب (جورج كلوني ) .

...
...

زوج وزوجة أفنوا حياتهم وصرفوا كل ما عندهم للحصول على طفل . يحيطهم اناس فقراء ومحتاجون و طيبون يحبونهم ويتألمون من أجلهم لكن الزوج وزوجته لم يصرفا فلسا واحدا عليهم وذهب مالهم الى الاطباء والمحتالين .

...
...

كاتب لا يعبر عدد قرائه حدود الزقاق الذي يعيش فيه لكنهم يفهمون كل حرف ينطقه ويمنحونه حبا صافيا لا غبار فيه . الكاتب يكافح من أجل أستبدال الزقاق بقارة أوربا و كندا و أمريكا اللاتينية وأستراليا و يتمنى ان يغزو روسيا وتتترجم أعماله الى الصينية والهندية والصربية . ليس العيب في كل هذا رغم أنه يتطلب جهدا ووقتا وقد لا يصل أليه لكنه حاليا يخسر الكثير فهو لايتمتع بأية كلمة من اصدقائه في الزقاق .
...
...

محسن حنيص
هولندا



#محسن_حنيص (هاشتاغ)       Mohsin_Shawkat#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستوديو جليل - نص مفتوح جدا-
- جمال ( أبو منقار)
- عرس عماد مياسة
- خمسة أعراس لم يرقص بها أحد
- باص ابو راضي - نص مفتوح جدا -
- وأيده بجنود لن تروها


المزيد.....




- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن حنيص - كل ما هو صعب المنال