أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - أيهما كان أفضل للعلمانية العربية ؟ القرن العشرون أم قرننا اللعين هذا الحادى والعشرين















المزيد.....

أيهما كان أفضل للعلمانية العربية ؟ القرن العشرون أم قرننا اللعين هذا الحادى والعشرين


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 21:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيهما كان أفضل للعلمانية العربية ؟ القرن العشرون أم قرننا اللعين هذا الحادى والعشرين

ديانا أحمد

يمكن القول باختصار أن القرن الحادى والعشرين هو قرن انتكاسة حضارية و ردة عن العلمانية والتنوير والسفور والتبرج تحت مسمى الصحوة الإسلامجية .. وهو قرن عودة إلى الوراء وهو قرن عكس كل منجزات ومكتسبات الرجل والمرأة فى الجمهوريات العربية التى نالاها فى القرن العشرين ليس فقط فى مجال العلمانية والتغريب والتحضر والسفور والتبرج بل أيضا فى مجال السياسة واستقلال القرار والاشتراكية والرحمة بمحدود الدخل والشعب الفقير .. القرن الحادى والعشرون هو قرن النكوص والارتداد عن والانقلاب على الناصرية وعن البعثية وعن القذافى وعن الاشتراكية وعن الشيوعية وعن حركات التحرر العربية والأفريقية وثورات الجيوش العربية "التى يسمونها اليوم انقلابات" التى اندلعت فى القرن العشرين ..

لذلك فلا عجب أن تشعر كأنك عدتَ إلى عصور ما قبل الاتحاد السوفيتى وما قبل لينين وماركس وما قبل عبد الناصر وما قبل أتاتورك .. كأنك عدتَ إلى عصر ما قبل الحرب العالمية الأولى .. والبرقع عاد والنقاب والخمار والجلباب أو العباءة السوداء كأننا قبل ثورة سعد زغلول فى ألف وتسعمائة وتسعة عشر .. وحتى علم السنوسى عاد فى ليبيا وعاد علم القيصرية الروسية فى الاتحاد السوفيتى المنهار السابق .. لكن الفرق أن باشاوات أيامنا هذه وقرننا هذا هم من الحثالة والكلاب المسعورة ومن آل سعود والخلايجة وكل ذى صندل وشبشب ودشداشة "جلباب" وعقال وشماغ ، باشاوات أيامنا هذه وقرننا هذا هم من جياع ومسعورى رجال الأعمال فى مصر وغيرها مثل مُلاك أوراسكوم آل ساويرس ومثل مُلاك المنتجعات السكنية الاستثمارية الباهظة التكاليف المرفهة فى المدن الجديدة التى يتم الإعلان عنها كل يوم وكل لحظة فى الصحف المصرية وفى القنوات المصرية .. وليسوا كباشاوات الماضى العريقى الأصل والفكر أصحاب المعمار الأوروبى الرائع والثقافة والتنوير والتماثيل والأوبرا والفنون وتخطيط القاهرة الخديوية وأحيائها وشوارعها وميادينها تلاميذ على مبارك والخديو إسماعيل العظيم ..

والفرق أن بدايات القرن العشرين فى الجمهوريات العربية كانت سلم صعود إلى العلمانية والتنوير والاشتراكية والسفور والتبرج والتحرر والناصرية وابتعاد عن التخلف والرجعية وعن حجاب المرأة وبرقعها .. أما اليوم ولله الحمد وللإسلام السُنى الحمد ولداعش الحمد ولآل سعود الحمد ولكارهى عبد الناصر من السفلة نخبة وشعبا وحكوماتٍ الحمد .. ومع بدايات القرن الحادى والعشرين فنحن فى سلم هبوط ونكوص وانتكاس و ردة و رجعية لإلغاء ومحاربة التسامح الدينى والمذهبى ومحاربة البعثية والشيعة والعلويين ومحاربة وإلغاء الناصرية والاشتراكية ليس فقط فى مبادئها ودساتيرها "مصر دولة اشتراكية قائمة على تحالف قوى الشعب العامل" و "مواد ومنصب المدعى الاشتراكى" مثلا ولا فى تشويه رموزها وزعمائها ناصر والقذافى وعفلق و الأسد الأب والابن وبن على وبورقيبة وستالين ولينين وخروشوف بل أيضا حتى فى مسمى برلمانها "مجلس الشعب" وراياتها "العلم الليبى الأخضر القذافى ومن قبله العلم الثلاثى الألوان الليبى الأحمر والأبيض والأسود المأخوذ من علم مصر الناصرية" و "علم الاتحاد السوفيتى وعلم أفغانستان الديمقراطية الاشتراكية وعلم سوريا الأسد الأحمر والأبيض والأسود والنجمتان الخضراوان وسط الأبيض" ..

القرن الحادى والعشرون هو سلم هبوط تحالفت فيه مصر وانبطحت وصارت خادمة حقيرة للكيان السعودى "وتابعة له" "ودائرة فى فلكه وفلك الخلايجة وتركيا أردوغان" عسكريا وفكريا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ومذهبيا وطائفيا ودينيا إلخ فتحارب العراق البعثى واليمن الحوثى الشيعى وتكره وتقاطع إيران..

القرن الحادى والعشرون هو قرن داعش والقرضاوى والربيع الإسلامجى الإخوانوسلفى المجرم المسمى ربيع عربى ، ولو كان تسنى لمجرمى الربيع ونخبته وكُتابه أن يلغوا علم مصر الناصرية الثلاثى الألوان ذى النسر وعلم سوريا الأسد الثلاثى الألوان ذى النجمتين الخضراوين ويرفعوا مكانهم علم فاروق الأخضر ذى الهلال والثلاث نجوم وعلم الانتداب الفرنسى على سوريا الخليجى الطابع والشَبَه ذى النجوم الحمر الثلاث ، لشعرنا فعلا بأننا فى الأربعينات من القرن العشرين فى سبات الشعوب العربية العميق وسط احتلال فلسطين وقيام إسرائيل ووسط هزيمة العرب وضربهم على قفاهم ممثلين بشريف مكة وأولاده فى نهاية الحرب العالمية الثانية ..

المهم فى نظر نخبتنا الكارهة لناصر ولحركات التحرر العربية وثورات الجيوش العربية والكارهة باختصار لقرننا العشرين وخاصة الكارهة للنصف الثانى من القرن العشرين ، المهم فى نظرهم أن نمحو كل أثر لعبد الناصر وكل أثر لراية أو دستور أو مجلس شعب أو مبدأ علمانى أو اشتراكى أو بعثى أو ناصرى حارب الاستعمار الإنجليزى والفرنسى والعثمانى والأمريكى ... المهم فى نظرهم أن تنتصر الإخوانية والسلفية والصحوة الإسلامجية وتنهدم الآثار والأضرحة وتذبح الشعوب الجمهورية العربية رجالا وأطفالا ونساء وكبارا على أيدى داعش والنصرة والجيش الحر إلخ ... وتسبى النساء من كل الأديان والمذاهب وتغتصب باسم الله إله الإسلام وباسم رسول الإسلام .. حتى تكنولوجيا الحواسيب والأقمار الصناعية والهواتف المحمولة الذكية استغلها المسلمون السنة لنشر جرائمهم والمساعدة فى ربيعهم العربى المجرم ونجاحه ونجاحهم فى نشر سلفيتهم وإخوانيتهم

فى العالم كله سواء العالم المسيحى الأوروبى والأمريكى والروسى والاسترالى أو العالم الهندوسى البوذى الكونفوشى فى آسيا الصفراء ، فى العالم كله الشعوب تتقدم وتتحسن وتحافظ على الأقل على مكتسباتها العلمانية والتنويرية والحقوقية والحضارية والتاريخية والثورية الاشتراكية واستقلال رأيها واكتفائها الذاتى وسفورها وتبرجها وتحررها إلا فى الشرق الأوسخ للأمراض العقلية الإسلامية السُنية هنا الدنيا تتأخر وتعود عقارب الساعة إلى الوراء إلى زمن البرقع وما قبل سلامة موسى وما قبل طه حسين وما قبل نزار قبانى وما قبل صفية زغلول وما قبل نبوية موسى وقاسم أمين وما قبل نظيرة زين الدين ، إلى زمن الباشاوات والدولة العثمانية ، إلى زمن حسن البنا وابن تيمية وابن عبد الوهاب ، بل وإلى أبعد إلى زمن رسول الإسلام وحدوده وصحابته وبنى قريظته وسبيه وغزواته ومجازره وأنفاله .. اقتلوا ابن خطل الشاعر الذى يهجونى "وجاريته المغنية" ولو تعلق بأستار الكعبة .. واشهدوا أن دم زوجة الأعمى التى تهجونى بالشعر وقتلها بالسيف وله منها غلامان كاللؤلؤتين دمها هدر .. ومن لى برأس الشاعر كعب بن الأشرف وأبى الحكم عمرو بن هشام وقاص قصص الشاهنامة النضر بن الحارث، ومزقوا أم قرفة بالجياد الأربعة إربا لأنها تهجونى بشعر ، واقتلوا الشاعرة عصماء بنت مروان وهى ترضع ابنها ، وزوجنى الله زوجة ابنى زينب بنت جحش وزوجنى أيضا بأسيرة حربى وسبيتى بعد قتلى والدها وشقيقها وزوجها صفية بنت حيى ..

حين تصحو يوماً وترى سوريا وقد استحالت خضرتها صحراء صفراء ثم استحالت حمراء وبيضاء مخضبة بالدماء والرؤوس المقطوعة ومَنِىّ الاغتصاب والسبى وجهاد النكاح وانتشار أكياس القمامة الملونة والسوداء المسماة الحجاب والنقاب واستحالت آثارها وآثار العراق أثراً بعد عين وتراباً بعد صروح ومعابد وأضرحة وحسينيات ومقامات شيعية وأسود وأطلالاً بعد متاحف وأوابد ، وترى ليبيا وقد استحالت صحراؤها حمراء وبيضاء أيضا بالدماء والرؤوس المقطوعة ومَنِىّ داعش والنصرة والجيش الحر والإسلام السُنى وانتشار أكياس القمامة الملونة والسوداء المسماة الحجاب والنقاب.. وترى تونس مجردة من علمانيتها وسفورها مع انتشار أكياس القمامة الملونة والسوداء المسماة الحجاب والنقاب، ومصر وقد حلت حزباً إخوانياً واحداً فقط واكتفت بذلك وأبقت على أحد عشر حزباً دينياً إخوانياً وسلفيا أهمهم النور ومصر القوية والوسط والبناء والتنمية لتدخلهم البرلمان الجديد كحزبيين ومستقلين أيضا ورئيسها يهلل له العلمانيون رغم أنه ذو زبيبة ويضع آيات قرآنية خلفه ولم ينصف حتى اليوم المتنصرين والمتنصرات "العابرين والعابرات من الإسلام إلى المسيحية" ولا البهائيين ولا الشيعة ولا القرآنيين ولا الصوفية ولا المسيحيين ولا اليهود ولا العلمانيين ولا الحرياتيين ولا اللادينيين ولم يلغى حتى اليوم قانون ازدراء الأديان ولم ينشر مفهوم التغريب والعلمانية الكاملة والحريات الكاملة والسفور والتبرج بين جموع الشعب المصرى المتعصب المحجب المنقب المعبأ بالعباءة المتمسلف والمتأخون .. حين تصحو وترى هذا الكابوس اللعين تعلم أنك فى القرن الحادى والعشرين قرن أفغنة وبكستنة وصوملة وسودنة وسعودة وخلجنة وأخونة ومسلفة وأردغنة وتحجيب وتنقيب الجمهوريات العربية .. قرن السير عكسيا عكس الاتجاه الصحيح عكس القرن العشرين ونقيضه. فهل سيبقى الحال هكذا خلال هذا القرن الأوبامى اللعين ويزداد سوءا أم سيتغير إلى ما نحب ونشتهى .. هذا ما ستسفر عنه العقود لا السنوات القادمة ...



#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعاياك يا سيسى: أين حقوق وإنصاف المتحولين من الإسلام إلى الم ...
- السلفية دمرت عادات الحداد الأصيلة فى مصر
- العلمانيون فى مصر يرضون بالقليل وهذه هى مشكلتهم .. ومقالات أ ...
- السيسى مُصِر على إدخال الإخوان والسلفيين كحزبيين ومستقلين إل ...
- المسلمون السنة يدمرون آثار سوريا والعراق
- من مجلس الشعب إلى مجلس النواب ومن أمن الدولة للأمن الوطنى وم ...
- الصحة وداعش
- هل المجنون هو القذافى أم أنتم ، كل حاجة وحشة عايزين يلزقوها ...
- نص قانون الارهاب المصرى وملاحظاتى عليه
- ذبح المسلمين السنة لعالم الآثار السورى خالد الأسعد ، وعودة ا ...
- تمييز الإعلام المصرى بين المتوفين من المشاهير : ثروت عكاشة و ...
- لماذا يصر نظام السيسى على تعليق آيات قرآنية أو لفظ الجلالة ف ...
- لماذا يتباطأ السيسى فى إعدام بديع ومرسى والشاطر وغيرهم من قا ...
- متى يعلنون وفاة العلمانية فى مصر والدول العربية والإسلامية ب ...
- من أجل فتاة سلفية عشقتَها يا هذا و حاخامة رشيد .. وحساب الأر ...
- ماذا لو ظل العالم العربى مسيحياً حتى اليوم ؟ ماذا لو بقى الع ...
- معجم مبسط عربى انجليزى لأشهر الخضر والفواكه والتوابل فى مصر
- ليت المصريات يعودن إلى الملاية اللف والمنديل أبو أووية والفس ...
- لا إله إلا الشعب ، حمضين صباحى رسول الشعب !!?
- تأبين صديقى لوالده - جزء ثانى


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - أيهما كان أفضل للعلمانية العربية ؟ القرن العشرون أم قرننا اللعين هذا الحادى والعشرين