أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الطالبي - وهل ينفع الضمير مع الفقر عند التصويت ....















المزيد.....

وهل ينفع الضمير مع الفقر عند التصويت ....


احمد الطالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4910 - 2015 / 8 / 29 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية ، أعتذر للقراء على استعمال مصطلح – التحنسيرالذي لا ينتمي إلى القاموس الفصيح - بدل مصطلح الفقر، لأني أحب حمولة وكثافة معنى لغة و مصطلحات مسحوقي و مضطهدي و فقراء هذا الشعب ، الذي أعتز بالانتماء إليه . وفي اعتقادي ، فإن توظيف هذا المصطلح ، يفي بالغرض دلاليا و بلاغيا و لغويا ، وسياسيا ،على الأقل في السياق الذي نحن فيه ، إذ لا يضاهيه اي مصطلح آخر ، لكونه نابع من لغة القاع الإجتماعي الشعبي ، وله مكانة خاصة في المخيال الجماعي لعموم مضطهدي البلد ،الذين أوجزوا واختصروا كل معاناتهم بذلك التكثيف المجازي الشعبي ....
إنه حقا إبداع مصطلح شعبي للتعبيرعن الإنتماء ، إلى طبقة إجتماعية ، أفرزها بؤس الإختيارات اللاشعبية للحكومات المتعاقبة على البلد ، والتي لم تنتج غير الهشاشة ، والفقر، والمرض والجهل ، و كل الآفات ، من نهب المال العام ، والتملص الضريبي ، إلى تكريس المصالحة مع الفساد و الاستبداد مع حكومة السيد بنكيران. ونسأل الله اللطف في ما سيأثي.....
إنه إبداع طبقات مسحوقة ، لا تملك غير بلاغة الشعب للتعبير عن بؤسها و شقائها ، الذي لا تنفع معه اللغة المعسولة في الخطاب ، ولا ضخامة المصطلحات ، ولا توظيف المعتقد ، ولا الصراخ على منصات البرلمان ، أو منصات التجمعات الإشهارية لباعة الأوهام في حملاتهم ، حيث لا ينفع شيء ، إلا من أتى الشعب بقلب صاف و غير مخادع ولا محتال ، و بحصيلة جيدة و بمناصب شغل قارة ، وحمى قدرته الشرائية من الإنهيار، وحمى المكتسبات وزاد منها ، وضمن للأبناء مستقبلا يريحهم من إكراهات الحياة و شقائها ، ويرسخ الحريات فردية و جماعية....
كيف يستقيم للحزب الحاكم ، أن يتوسل أصوات الشعب بخطاب أخلاقي لا يسمن و لا يغني من جوع ، كيف يستقيم دعوة من لا يملك قوت يومه ، إلى استحضار ضميره عند التصويت ، ، كيف يستقيم دعوة موظف أنهكته القروض و مصاريف المعيشة وتمدرس الأبناء والعلاجات ، والتهديد برفع سن التقاعد وتخفيض المعاش، كيف يستقسم دعوته إلى تذكر ضميره ؟
كيف يستقيم دعوة عامل لا تكفيه أجرته لمواجهة غول الغلاء ، وسومة الكراء الشهرية وقوت اليوم وقلة ذات اليد ، وتنكر الباطرونا لأبسط حقوقه في الضمان الإجتماعي ؟
كيف يستقيم ، الحديث عن الضمير والأخلاق لساكنة الجبال و الفيافي ، التي يحاصرها القر و الصقيع شتاء و الحر و العقارب و الثعابين صيفا ، بينما أنتم ووزراءكم و نوابكم بالمكيفات تنعمون ، والسيارات و الطائرات واليخوت تركبون، والفيلات تشترون و تسكنون، و الأرصدة تملأون بدون ضمير و بدون أخلاق .....؟
كيف يستقيم استمالة الناخبين بخطاب كهذا ، وهم يرون بأم أعينهم ، قدرتهم الشرائية تنهار يوما بعد يوم ، ويرون حكومة بنكيران تسن سياسات سوداء لا يرجى منها شيء وتغلق كل منافذ النجاة أمام شبابنا ..فبعد عزم الحكومة رفع سن التقاعد إلى 65 سنة ، ها هي تصدر مرسوما يمنع توظيف خريجي مراكز التربية و التكوين ، بعدما تنصلت من توظيف حملة الشواهد الذين كان لهم محضر رسمي مع حكومة ما قبل الحراك ، في الوقت الذي أنعمت فيه على الوزراء و البرلمانيين بأجر و تقاعد سمينين ، وعلى الأغنياء بامتيازات التخفيض الضريبي ، و الأدهى أنها خفضت لهم حتى من ثمن الويسكي و الفودكا ، مع رفض سن قانون الضريبة على الثروة ، و كل ذلك بدون ضمير و بدون أخلاق .. مما يؤشر على أن ما سيأتي من إجراءات ، لن يكون في مصلحة فقراء الشعب ، و لن يخرج عن مخططات المؤسسات الإمبريالية الهادفة إلى خدمة الديون التي رفع بنكيران من سقفها ، وقلل من كل فرص إفلات البلاد و انعتاقها من قبضة الرأسمال المتوحش الذي يستهدف مقدراتنا و خيراتنا ، وسرقتها منا ، بمباركة حكومة الرب التي أنهكت شعب الرب ، وسحقت كل شيء يمكن الإمساك به ، حتى الطبقة الوسطى التي كانت صمام أمان يقتات معها الشعب من حين آخر ، لم يعد لها من وجود ، ولا يمكن المراهنة عليها في القادم من الأيام ، لقد التف الحبل على الجميع ، وزاد الوضع إكراها على إكراه ، فمن ضغط رمضان ، ومصاريف العطلة ، ها هو الدخول المدرسي على الأبواب ، وبعده بأيام قليلة ، سيأتي عيد الأضحى ، وما أدراك ما العيد.....
وهل ينفع في وضع كهذا ، أن نحتال على الناس بخطاب الأخلاق و الضمير لتوسل أصواتهم ، وهل ينفع أن نقول لهم كما بنكيران : أنا خدام مع الله ، و أنا مستعد للموت في سبيل الله ، وما إلى ذلك مما يشبه خطب الوعظ السلطاني على منابر المساجد.....
ما الذي منعك يا رئيس الحكومة، من الاصطفاف إلى جانب الشعب كما وعدته ذات حملة انتخابية، وتنصلت من وعودك بعد التنصيب ؟
ما الذي منعك ، من محاربة الفساد و الإستبداد الذي وعدت به يوما ، وتنصلت من ذلك بعد أن استحليت الكرسي و امتيازاته ؟
ما الذي منعك من سن سياسات اجتماعية تحسن من الدخل و ترفع من معدل التشغيل و مؤشر التنمية والسعادة لدى المغاربة بدل بهدلتهم بالغلاء ، والقضاء على صندوق المقاصة ..
ما الذي جعلك تسحق الطبقة الوسطى و تفقرها ؟ أليس ذلك بنية تفقير الشعب كله وقهره ؟
ما الدي جعلك تلتف على شعار الحراك المغربي ، محاربة الفساد و الإستبداد و تستبدله بشعار : استرجاع هيبة الدولة ، وعفا الله عما سلف ...
ما الذي أوحى لك بقهر النقابات ومعها الحركة الحقوقية ، أليس ذلك بهدف تجريد الشعب و الفقراء و العمال من أدوات النضال و الدفاع عن مكتسباتهم ؟
أليس من الأخلاق و من الضمير، يا رئيس الحكومة، أن تكون مع الشعب وتخدمه بما يضمن كرامته و حقوقه و حرياته و مستقبله ومستقبل أبنائه ؟
لو فعلتم ، ما اضطررتم إلى التحايل بخطابات أخلاقية رثة ، تبتغون من ورائها مقعدا ، أو منصبا ، لو كانت حصيلتكم كما تمنى الشعب ، لصفق وقال نعام سيدي ، لكن هيهات ، هيهات....
والله ما رأيت بهتانا، أكبر مما تقولون، و مما يقول مريدوكم، المنومون مغناطيسيا، والذين يتحدثون بمنطق: ولو طارت معزة....
إنكم أشبه ما تكونون بالذين يعيشون في كهف أفلاطون، ترون الخيال و الوهم، وتسوقونه على أنه الحقيقة.....
خطاب الضمير و الأخلاق ، لا ينفع مع - التحنسير- ومعذرة للقراء مرة أخرى ، وما يغير أخلاق الناس هو تحسين وضعهم الإجتماعي ، والرقي بأحوالهم ، حسب ما أورده الدكتور علي الوردي ، في كتابه : وعاظ السلاطين......
و إذا لم ، يفتي لكم ضميركم -إن كان لكم فعلا - بتلبية مطالب الشعب بلا لف و لا دوران ، فلا حاجة لدعوتنا لتحكيم الضمير عند التصويت.....
فكفى من قراءة الطلاسم على فقراء الشعب ، فلا يستقيم أن تحدثونا عن الضمير و الأخلاق وتنعموا بكل ما يسبغه عليكم الكرسي من امتيازات، حاولتم مرارا إخفاءها احتيالا فأخفقتم ،والتي تنعمون بها ، أنثم و اتباعكم ، وشيعكم ،و مهرولوكم ، من أصحاب الحاجات ، الكبار منهم ، و المتوسطون و الصغار.....
كفى دجلا من فضلكم ، فهمتوني و لا لا ، فأنا ابن الشعب ، أتحدث إليكم من موقع الإنتماء إلى الشعب ، و بصراحة -المحنسرين- من أبناء الشعب ، ونيابة عنهم...

اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد، أني قد بلغت، وبقلب المؤمن المخلص للوطن فعلت وبلغت ما بلغت...



#احمد_الطالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ديمقراطية في غياب الثقة ..
- ليس البحر بحرا ......
- الفخاخ المقدسة
- هل من معنى للمرجعية الدينية في السياسة ؟
- خطاب إلى عبدة الأصنام ......
- مرثية لشهداء السيول ، ونعي الوطن ..
- ..........لا عدالة ، لا تنمية ...............
- صمت ليس من علامات القبول و الرضى ...
- أيها المغاربة ، إنتبهوا و احذروا............
- بعد أن نفدناه
- ضد السلم الإجتماعي دفاعا عن الإضراب العام
- المغرب القهرقراطي و الهدرقراطي
- ...أرقص ليذهب عنك الحزن و تسقط عنك الخطايا...
- الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل تقرر إضرابا عاما..
- في الحاجة إلى حركة سياسية، فكرية ، مدنية، قوية.
- أزمة الراهن المغربي ، ومسؤولية القوى التقدمية ..
- دفاعا عن العقل
- شيء ما يستعصي على الفهم
- يجب إرجاعهم إلى زمن ما قبل الصناعة..
- مرافعة تحت التراب


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الطالبي - وهل ينفع الضمير مع الفقر عند التصويت ....