أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمزه الجناحي - هل نسي الرئيس ربطة عنقه ونادي أنهم عيالي .














المزيد.....

هل نسي الرئيس ربطة عنقه ونادي أنهم عيالي .


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 00:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما تصورت يوما اني أموت واقفا وانا اتنفس ومنتبه لمن يتحدث معي وارى واسمع الاصوات التي تتناقش عن موضوع واحد هي تلك الحفرة ,,خلت للحظة عابرة أن الموت أحيانا يمهلك لتكتشف انك تستطيع أن تتعرف على الموت ببساطة ولا يمكن لك أن تتجاوزه لتفعل ما أنت تريده بل ما يريده هذا العالم بك حتى وأنت تتحسس اعضائك تكتشف أنك بين موت رحيم وبين حياة قاسية ليبدأ الصراع للخروج من أحد العالمين هذا ما شعرت به وأنا أتجول في تلك الامكنة وارى الجدران بدأت تكره الخرق السوداء وهي تسجل اسماء الراحلين على جدران أهالي خان بني سعد ..
لم ارى يوما مدينة بكل مكوناتها تسير بلا قرار كما شاهدت ذالك في مدينة بني سعد المرحومة كل من يلاقيك في الشارع لا يستطيع ان يكمل سلامه ولا كلامه لأنه ربما يعيش لحظات العودة من الموت وهو لايزال رغم مرور ثلاث ايام على ذالك الانفجار الذي خلف تلك الحفرة الفضائية التي لا يمكن أن تخلفها اي قوة على الارض غير قوة سقوط نيزك او جرم سماوي غادر المدارات ليجد له مستقر هناك في تلك البقعة ..
من يقف على ضفاف تلك الحفرة التي تنخفض عن رصيف الشارع المدمى بعمق خمسة امتار وبعرض العشرة أمتار لابد له أن يعرف مدى القوة التي اوجدت تلك الحفرة والتي على أثرها راح ضحيتها أكثر من 200 شاب وطفل وعجوز وبائع ومار سارمن هنا ليجلب لعائلته بعد شهر من قيض رمضان ليحتفلوا بالأيام القادمة بما تجود له ايام الفرح ..
قال لي أحدهم وأنا لا استطيع الكلام من هول ما رايت انها ثلاث أطنان من المتفجرات في لحظة واحدة قلبت السوق بمن سار تحت سقوفه الخشبية والصفيحية وأختفت في لحظة ايضا كل تلك المخلوقات التي فضلها الله على المخلوقات الاخرى اختفى كل شيء وأختلطت الاعضاء البشرية بالخضار بالحواشي الداخلية لمن كان هنا واصبح المكان عبارة عن لوحة سريالية لا تستطيع أن تفهم منها اي شيء حتى سلفادور دالي الذي يريد رسم لوحة مشابهة لتلك ربما يقف عاجزا ليعيد النظر على مارسمه ليشرح لنفسه ثانية ما جرى في ذالك المكان .
جلست عند احد بيوت النعي الشيعية وهم ينتظرون المعزين لكني لم اجد المعزين الذين يأتون لتعزية اهالي المتوفين على الرغم أن الموتى اربع من عائلة واحدة لكني وجدت المكان فارغا الا من بعض اقرباء المتوفين سالت قريبي لماذا لم ياتي أحد واين المعزين ؟
ابتسم بوجهي باكيا ولأول مرة ارى أحدهم يبتسم وهو باكي على حقيقة ان التناقضات البشرية بين الحزن والفرح وبين الضحك والبكاء لا تتم في وقت واحد لكني رايتها بوجه قريبي المفجوع وهو يخبرني ( من تنتظر أن ياتي كل أهل المدينة لديهم نفس المصاب ) عندها خجلت من سؤالي ذالك وهو ايضا أكتشف مدى الاحراج لكنه التفت لي ثانية ليطمئني ويعطيني الحق ليزيح من كل ذالك الحرج ..
لعل اول الاسئلة الوقحة التي تتبادر الى ذهنك هناك من من أهل الحكم زار ذالك المكان وكم من الايام قررت الحكومة تنكيس خرقة العلم العراقي وتعطي حداد وكم من الايام ستضع قناة العراقية خط اسود في أحد زوايا الصورة المتحركة لها لتعلن أنها حزينة ,,من قدم ومن عزى ومن بكى ومن طأطأ برأسه ومن سكب الدمع هنا وهو يرى ذالك المكان ومن وضع عقاله على رقبته وقال أنهم عيالي انهم عيالي ؟؟؟ ..
عشرات الاسئلة تخرج عنوة لتزاحم افكارك حول ردة الفعل الحكومية وأكيد سوف ينط من بين تلك الاسئلة من من هؤلاء السياسيين الشيعة قدم الى هذا المكان ؟
لماذا الشيعة رجاءا ؟
لأن القتلى هم من الشيعة حصرا والمكان كله عبارة عن اعلان لحفل شيعي يودع هؤلاء الى مقبرة السلام اذن أكيد السؤال سيكون لماذا الشيعة ؟
وهنا ايضا ستبدأ ذاكرتك وهي تسترجع كم من هؤلاء ذهب الى السعودية يوم مات الملك السعودي ..وكم من هؤلاء ذهب الى الاعظمية يوم حدث الحريق في ايام الزيارة ,,وكم من هؤلاء عربد وزبد يوم حادثة مسجد مصعب بن عمير وكم من هؤلاء المسئولين قرر ان يبكي عند ذالك المذبح وكم من هؤلاء عزى الملك الاردني لحرق ابن الكساسبة وكم من هؤلاء ارسل اسفه ونعيه وحزنه لأمير الكويت على خلفية أنفجار المسجد فيها وكم وكم .. ولماذا هنا اليوم لا وجود لمثل هؤلاء ؟؟
وهل قطع السيد الرئيس أجازته من منتجعه في السليمانيه وهرع وقد نسى ربطة عنقه ولم يشدها على رقبته وهل وضع رئيس البرلمان نظارته السوداء خشية أكتشاف أحمرار عينيه من طول البكاء ومن من هؤلاء قرر ان يزور حفرة خان بني سعد ويقف على حافتها وهو يرتعش من الله خوفا يوم يقف ويحين وقت الحساب ؟؟؟
اكبر حكومة في الشرق الاوسط من رئيس للجمهورية والوزراء والقضاء والبرلمان والمستوزرين لكن كم من هؤلاء اراد ان يعطي بعض من أنسانيته وليس لوظيفته حق بالتقرب الى الله تعالى ويكتسب بعض من الثواب ويتوقف دقيقة حداد اعلى تلك الحفرة العلامة الفارقة في تاريخ مدينة عراقية اسمها خان بني سعد.
حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذاق السياسي في همجية التاريخ العربي .
- نحو مشروعية الاصلاح .. وشرعية القبول .
- سنجار.. بين ذكرى التسليم وحلم الأقليم .
- قناة الجزيرة تبدأ عدها التنازلي قبل الجميع.
- ايقاف الرواتب ..امر دبر بليل وهذه هي الحقائق .
- F16 تسقط في فخ المحاصصة .
- فتاوى في عيون الجن غرابة وعجب !
- لماذا حزب الله ..وما سبب اصرار امريكا للقاء قادته ؟
- مستر فلاح السوداني نادي سوانزي ليست للبيع!!
- نظرية المؤامرة تمرير لأوحال التآمر ..السياسي العراقي أنموذجا ...
- قانون المثليين الامريكي ..ايذانا لسعودي لكن بشروط .!
- لواط الغلمان ..داعش ماخفي كان أعظم
- ثلاث صبيان وثلاث سبايا من هم ولمن أهداهم البغدادي؟
- غاز العراق ثروة فترة نضوبها 750 عام ..ولكن اين هي !!
- من هم ذراع ابو بكر البغدادي ..ولماذا يبتلعون كبسولة الموت ؟
- احدهم كذب ..فصدق نفسه فقط !
- عملية الخفاش ..مخابرات العربان في فخ حزب الله العراق .
- اخبرني بواحدة من انجازات التحالف في العراق ..اقول لك ليبقى .
- لماذا رفض البغدادي استقدام الخليجيات لجهاد النكاح ؟
- خطأ ..الحشد الشعبي أولا وليس رابعا ..


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمزه الجناحي - هل نسي الرئيس ربطة عنقه ونادي أنهم عيالي .