أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي الأسدي - ما بعد استجابة العبادي ... لمطالب الجماهير...؟؟















المزيد.....

ما بعد استجابة العبادي ... لمطالب الجماهير...؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4896 - 2015 / 8 / 14 - 01:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ما بعد استجابة العبادي ... لمطالب الجماهير...؟؟

علي الأسدي

لقد عايثسنا انتفاضة جماهيرية خلال الأسابيع المنصرمة لم نواجه مثيلا لهاعبر نصف القرن الماضي وقد اكتسبت أهميتها ليس بسبب الحشود الجماهيرية التي ساهمت فيها مختلف فئات شعبنا ، بل في عمق الشعارات المرفوعة و جرءتها وشموليتها لكثير من جوانب الحياة العراقية. وتميز المزاج الجماهيري بوعي وشعورعال بالمسئولية فلم تكن الشعارات المرفوعة عدائية تجاه السلطة وقادتها وإن عبرت عن نقد صريح للسياسات الاقتصادية والفساد الاداري وسوء استخدام الموارد المالية والتهاون في محاسبة المسئولين السابقين والحالين عن الهدر الواضح في المال العام وغير ذلك. وقد تحلت الجماهير بانضباط مسئول بنفس الوقت الذي اتخذ رجال الأمن موقفا محايدا تجاه التظاهرة بناء على تعليمات صدرت لهم على ما يبدو من السلطات العليا وهو موقف يؤمل أن تتحلى به مستقبلا مع أي تحرك جماهيري مطلبي مماثل. وما يبعث على التفاؤل الاستجابة الفورية من جانب رئيس الحكومة للنظر في المطالب الجماهيرية واصداره وثيقة بالاصلاحات التي سيقوم بها وفق الامكانات المتاحة له كما قيل. التعامل الايجاني من جانب الحكومة مع المطالب الشعبية يسجل تجربة أولى على الطريق الصحيح في العلاقة بين السلطة والشعب.
لقد قالت الجماهير كلمتها فكان الرد الحكومي ايجابيا ، لكن ما هو أهم أن تفي الحكومة بوعودها وتلتزم بوثيقة الاصلاحات وأن يبقى استعداد الجماهير حيا للخروج الى الشارع مرة أخرى في حالة تخلت الحكومة عن التزاماتها. ومن أجل ضمان ذلك سيكون ضروريا تشكيل هيئة من ممثلي التظاهرات تأخذ على عاتقها الاتصال بالقيادة الحكومية أو من يمثلها لمتابعة والاطلاع على ما يتحقق من بنود وثيقة الاصلاح من جانب ، ومن جانب آخر البقاء على صلة بالجماهير لتكون على بينة بأن جهدها الجمعي لم يذهب سدا وان السلطة الحكومية ملتزمة بوعودها. يقظة هيئة ممثلي الجماهير سيضمن تحقيق الأهم والمهم مقابل الهامشي لا العكس. وبالتأكيد ستعمل الخلايا الفاسدة داخل المؤسسات الحكومية على تهميش الجهد الجماهيري والعمل بكل السبل لاضاعة الوقت لتعطيل عملية التغيير لحماية مصالحها المتمثلة في بقاء الفساد وتفشيه وحماية رجالها داخل الأجهزة وبث اليأس في نفوس الناس مع مرور الوقت سيرا على مقولة " اللي فات مات ".
لكن من يضمن صمود رئيس الحكومة العبادي أمام ضغوط معارضي وثيقة الاصلاح وتراجعه عن بعض بنودها ؟ بالطبع لا أحد يضمن ذلك ، بل هناك احتمال ان يتراجع نتيجة لصغوط أقطاب الفساد المحيطين به وحتى لا يحصل ذلك يطلب من هيئة ممثلي الجماهير البقاء يقظة وقادرة على الدعوة لتظاهرة شعبية أخرى لدعم مشروع الاصلاح والاصرار على السير به رغم المصاعب حتى النهاية. ولهذا الهدف ينبغي ان تبقى هيئة الممثلين على صلة وثيقة بالجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة.
وسيكون من المفيد هنا توجيه الاهتمام نحو المطالب الجماهيرية وابرازها عبر الاعلام للتدكير بأهمية أحراز التقدم في مجال تنفيذها. ولا بأس أن نثسدد هنا على الأساسي من تلك المطالب :
1- تعديل الدستور وهو مطلب أساسي لا يقبل التأجيل ، وقد سبق وطرح على مجلس النواب والحكومات المتعاقبة السابقة وخاصة أثناء وزارة المالكي الأولى وهناك لجنة مكلفة بهذه المهمة لكنها شبه عاطلة وربما جرى تعطيليها بتعمد. ويفضل تثسكيل لجنة جديدة بديلة مستقلة تماما عن الحكومة وعن الكتل السياسية تتألف من القانونيين العراقيين والعرب من مصر وتونس وخبراء من الأمم المتحدة من ذوي الاختصاص والخبرة لوضع مشروع دستور عراقي جديد يساير العصر يخلو من الثغرات التي ميزت دستورنا الحالي وعززت الانقسام داخل المجتمع العراقي.

2- مكافحة الفساد في مختلف مؤسسات الدولة وبالأخص في العليا منها. ويتطلب أولا معالجة الثغرات في النظام المالي والاداري التي يستغلها الفاسدون في مواصلة سرقة المال العام والخاص دون أن يراقبهم أو يحاسبهم أحد. وثانيا ملاحقة الموظفين الحكوميين السابقين الهاربين الى الخارج بالسبل القانونية المتعارف عليها دوليا لاعادتهم الى البلاد ومحاكمتهم واسترجاع الأموال المسروقة. ويتطلب ثالثا ملاحقة ظاهرة شراء وبيع والاستيلاء على ممتلكات الدولة والمواطنين المتغيبين عنها بعد سقوط النظام السابق أو بسبب عمليات التهجير القسرية التي جرت ابان الصراع الطائفي التي بدأت منذ عام 2006 وما تزال مستمرة في بعض المناطق أو بسبب الارهاب الداعشي ضد أبناء الطائفة المسيحية والايزيدية وغيرهم من الأقليات الدينية والقومية .
3- اعادة تشغيل المشاريع الصناعية المتوقفة والتعرف على المشاكل التي مازالت تواجهها وسبل علاجها كجزء من جهود تسريع عملية تنمية الاقتصاد الوطني وتشغيل الايدي العاملة العاطلة والنهوض بقطاع الصناعة الوطنية.
4- اعمار وتطوير البنية التحتية بمافيها صيانة الطرق والجسور وخدمات الماء الصالح للثسرب والكهرباء والخدمات البلدية .
5- تطوير الخدمات التعليمية في البلاد على أسس علمية جديدة وازالة محتوياتها المتخلفة لتتناسب والتطور العلمي والثقافي العالمي. ودون أن ننسى تجديد أبنية المدارس والجامعات والتأكد من صلاحيتها وسلامتها على شاغليها من الكادر التعليمي والطلبة والتعامل بجدية مع المؤسسات العلمية والجامعات كروافد للكادر العلمي الدي سيقود عملية اعادة بناء العراق بعد فترة التخريب التي مر بها وما زالت تعيق تقدمه.

6- اعادة النظر جدريا بنظام مخصصات وامتيازات ورواتب الرئاسات الثلاث والايفادات والبعثات الدبلوماسية في الخارج حيث تشكل حالتها الراهنة أعباء مالية حقيقية تستنزف موارد هائلة في بلد تشح موارده المالية بسبب تعقد العملية الأمنية التي تحيط ببلدنا في ظل هبوط أسعار النفط وتخلف الانتاج في قطاعي الزراعة والصناعة. ويجب أن يكون واضحا بأن نظام الرواتب الحالي قد وضع أصلا من قبل حاكم العراق زمن الاحتلال الامريكي لشراء ضمائر موظفي الدولة وافسادهم.
7- الاستعانة بخبرة الدول المتقدمة في مكافحة الارهاب ومعالجة الاختراقات الأمنية. ويفضل أن تشكل فرقا تطوعية شعبية تساعد في اجراء تمشيط واسع للأبنية النائية وانقاض المباني بحثا عن أوكار يستخدمها الارهابيون لتفخيخ السيارات وتصنيع المتفجرات داخل وخارج بغداد وضواحيها.
8- مساعدة النازحين من مناطق التوتر وفضح العناصر الفاسدة التي تتلاعب بمستحقاتهم المالية أمام المواطنين قبل تقديمهم للمحاكم لانزال العقاب بحقهم. وان يتم التعامل بجد مع معاناتهم فملايين منهم تعيش حالة من الفقر والاذلال غير المسبوق يستدعي تضامن جميع العراقيين معهم لاعادتهم الى بيوتهم ومناطق سكناهم معززين مكرمين.
9- اعادة النظر بالاعلام العراقي الخاص والعام لاثساعة الفكر البناء والتسامح والتعايثس الأخوي والتعاون وادانة التطرف وملاحقة بؤره ومعاقبة الداعين اليه. وبنفس الوقت مكافحة قنوات تمويل الاعلام الخاص الأجنبية حفاظا على سلامة الرأي العام فالحرية الواعية تتحلى بقيم الأمانة والوطنية والحرص بينما تسعى الحرية المطلقة لالغاء كل الحدود الأخلاقية وتوظيف الاعلام كنثساط ربحي فحسب. لقد نقلت سلطة الاحتلال الأمريكي لنا عينات غير مقبولة من أنماط الاعلام الغربي المأجور.
الجماهير العراقية قالت كلمتها وتنتظر إجابات وهي على استعداد للخروج الى الثسوارع ثانية وثالثة فجدار الخوف قد تهثسم وسيكون صوتها أكثر صجيجا. ( ليسامحني القراء الأعزاء لاستخدامي حروفا غير مناسبة في الكتابة لعطل فني لم أعرف سببه أو معالجته حيث تعطل العديد من الحروف )
علي الأسدي
13 - 8- 2015



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسات ... الى من يهمه الأمر..إإإإ
- سبعون عاما على القاء .. القنبلة النووية على هيروشيما..،،،
- لنوقف العدوان التركي ... على سوريا والاكراد .,,,,
- اليسار اليوناني ... والفرصة التاريخية المضاعة ... (الأخير).
- عندما يغضب ... السلطان أردوغان....!!
- اليسار اليوناني ... والفرصة التاريخية المضاعة...،،، (1)
- سوريا ... والتحالف الايراني - الروسي ... ؟؟
- الذكرى السبعون .... للانتصار السوفييتي على النازية الألمانية ...
- الذكرى السبعون ... للانتصار السوفييتي على النازية الألمانية ...
- روسيا ... وحق الفيتو في مجلس الأمن...؟؟
- عندما يقف القادة العرب ... ضد عرب اليمن...؟؟
- سيريزا ... والفرصة التاريخية لتوحيد اليسار الشيوعي...،،،،
- الحروب الأمريكية .... الى متى ... ؟؟ ...( الجزء الأخير )
- الحروب الأمريكية ... الى متى.....؟؟ ... (1)
- من اغتال المعارض الروسي.. بوريس نيمتسوف ...؟؟
- السعودية واسرائيل ... يستعدان لقصف ايران...؟؟
- - الارهاب مآله الفشل -... لو توحدنا....؟؟
- العمل المأجور ... والعمل غير مدفوع الأجر..؟؟
- مهمة ميركل وهولاند .. وفرصة السلام الأخيرة ....؟؟
- لنقل ... - لا - ... لنتنياهو *


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي الأسدي - ما بعد استجابة العبادي ... لمطالب الجماهير...؟؟