أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تاج السر عثمان - ذكريات من مدرسة عطبرة الثانوية الحكومية القديمة















المزيد.....

ذكريات من مدرسة عطبرة الثانوية الحكومية القديمة


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 12:46
المحور: سيرة ذاتية
    



مدرسة عطبرة الثانوية الحكومية القديمة، من اوائل المدارس الثانوية التي تأسست بعد مدارس حنتوب ووادي سيدنا وخور طقت، وتختلف عن تلك المدارس بأنها انشئت في مدينة كانت تعج بالنشاط النقابي السياسي والإجتماعي والثقافي مما كان له انعكاسه علي تطور الحياة الثقافية والسياسية والادبية في المدرسة.
تأسست مدرسة عطبرة الثانوية عام 1954م، وكان اول مدير لها حسن فريجون، تلاه عبد الرحمن عبد الله عبد العال، الذي عمل مديرا لها في منتصف خمسينيات القرن الماضي وكان من انجازاته أنه عمل اول تجربة ليوم "الامهات" والتي كانت ناجحة تجاوب معها مواطنو عطبرة ، كما كان من مدراءها ايضا محمد عبد المجيد طلسم " والد البلابل" اللائي اثرين الساحة الفنية بشجي الالحان والاغاني في سبعينيات القرن الماضي،ومن مدراءها ايضا علي صالح داؤد الذي عاصرناه مديرا لها، اضافة لمدراء آخرين متميزين مثل:ابراهيم شبيكة، مامون أحمد السيد، عبد القادر حسن الضو،أحمد حاج علي، عبد الرازق سليمان، احمد حسن الصائم..الخ.
وتميزت عطبرة الثانوية بنشاطات طلابها الثقافية والاكاديمية والرياضية والسياسية ، وارتباط طلابها بعمال عطبرة، اذكرنا أننا في المرحلة الأولية والوسطي كنا نشارك مع طلاب عطبرة الثانوية في المظاهرات ضد حكم الفريق عبود، ونتعرض للقمع بالعصي والهراوات والغاز المسيل للدموع، وكان مواطنو عطبرة يفتحون ابوابهم للطلاب المتظاهرات ويحمونهم من مطاردة العسكر.
اذكر أن مدرسة عطبرة الثانوية تميزت بجمالها المعماري الذي انشأه قسم هندسة السكة الحديد، وتميزت بجمال داخلياتها التي كانت تسمي في ذلك الوقت بدقنة، فريجون، عنبر الوادي، لوممبا، والزبير.اذكر أننا عندما كنا صغارا كنا مرتبطين بأنشطة عطبرة الثانوية الثقافية بحكم قرب المدرسة من المنزل والتي كانت ثقافية ومسرحية ، وخاصة في المناسبات الوطنية، اذكر اول احتفال ضخم اقامته مدرسة عطبرة الثانوية بمناسبة العيد الأول لثورة اكتوبر 1964م.
عندما دخلت عطبرة الثانوية كان لدى رصيد كبير من النشاط الثقافي والرياضي والفني والادبي ، وواصلت في المدرسة ناشطا في جمعية التاريخ وجمعية اللغة الانجليزية ، اضافة للتدريب العسكرى ، ودخلنا معسكر التدريب العسكري والذي تعلمنا فيه كل المبادئ الاولية للعسكرية وحتى اطلاق النار بالذخيرة الحية. رغم النشاط الرياضي والثقافي الواسع داخل وخارج المدرسة،فلم يمنع ذلك من متابعة الأكاديميات ، اذ كنت مبرزا اكاديميا وكان ترتيبي لايخرج من العشرة الاوائل ، كنت احب مادة الرياضيات اضافة لقراءة التاريخ والادب، كانت مدرسة عطبرة الثانوية من المدارس الكبيرة تشمل 6 انهر ، كانت تقع على مقرن نهر عطبرة مع نهر النيل ، كان بناءها الهندسى على شكل حدوة الحصان.
وكان بها "كورنيش" النيل الذي كان مبنيا من الحجر ، كان يوجد بها داخليات واربعة ميادين نجيلة لكرة القدم وميدان لكرة السلة واستديو كبير للفنون ومعامل ، وكان بها مكتبة كبيرة كنت من المداومين للقراءة فيها وخاصة في الحصص التى يتغيب فيها الاستاذ لعذر ما، المكتبة كان بها ايضا المجلات الاسبوعية مثل: مجلة "صباح الخير"، و"روز اليوسف" ،و"الفكر المعاصر"،" الطليعة "،..الخ، اضافة للكتب الادبية والثقافية المتنوعة كما كان بها عدد كبير من كتب الادب الانجليزى .رغم اهتمامي بالتاريخ والادب الا اننى انضميت للمساق العلمى "رياضيات" ، كان فصل الرياضيات تخصص يضم 14 طالبا ، اذكر منهم الصديق/ عادل محمد الخضر الذي اصبح استاذا في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم ، وفريد العمراني الذي اصبح مهندسا معماريا مرموقا، وكمال محمد احمد، اضافة لصلاح قرشي وصلاح الطيب ومكى عوض الكريم ... الخ. ومن الاساتذة الاجلاء الذين مازلت اذكرهم في عطبرة الثانوية : محجوب مصطفى ، مدنى ، عثمان السيد الذي حبب لنا مادة التاريخ ، عمار ، خلف الله مصطفى ، محمد بشير المر ، عوض التلب( فنون)، ميرغنى طمبل ، حسن على عبيدى، ضو البيت، بدر الدين مركز، سعيد حواية الله ...الخ.
وكان مدير المدرسة في ذلك الوقت(1969- 1973م) على صالح داؤد ، كان شاعرا ومديرا مقتدرا، وبعد ذلك امتحنت الشهادة السودانية ، ودخلت جامعة الخرطوم بسهولة بعد أن احرزت اكبر "بوكسنق" "في عطبرة الثانوية في فصل الرياضيات تخصص ( 240
في دراستى في عطبرة الثانوية أثناء اهتماماتي الثقافية ،اهتميت بدراسة الماركسية بتركيز ومن مصادرها الاصلية ، اذكر اننى اطلعت على "البيان الشيوعي" لماركس وانجلز،" نقد برنامج غوتا " لماركس ، وكتاب انجلس "لودفيغ فرباخ ونهاية الفلسفة الالمانية الكلاسيكية" ، و"الحرب الاهلية في فرنسا" لماركس ، و"الثامن عشر من برومير لويس بونابرت "لماركس ، و"الاشتراكية العلمية والخيالية "لانجلس، و"اصل الدولة والعائلة والملكية الخاصة "، لانجلز، اضافة لمختارات من اعمال ماركس وانجلز ورسائل ماركس لانجلز واصدقائه ، كما اطلعت على مؤلفات لينين مثل : "ما العمل؟" ، "خطوة للامام وخطوتين للخلف"، و"مصادر الماركسية الثلاثة" .. الخ ، وفي المرحلة الجامعية واصلت ايضا الاطلاع في بقية مؤلفات ماركس وانجلز ولينين مثل:" رأس المال" لماركس ، "انتى دوهرينغ" لانجلز ،" المادية والمذهب النقدي التجريبي" للينين، و"الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية" و"الدولة والثورة" للينين....الخ من اعمال لينين. وكنت اجلس في مكتبة كلية الاقتصاد لفترة طويلة في الاطلاع على مؤلفات ماركس وانجلز ولينين ،اضافة للمجلات اليسارية مثل: دراسات عربية والفكر المعاصر والطليعة المصرية والطريق البيروتية، ومجلة دراسات اشتراكية .. الخ.
كما تابعت في عطبرة الثانوية الصراع الفكري حول تقييم انقلاب 25 مايو 1969م في الحزب الشيوعي ، اذكر أن محمد الخضر والد صديقي عادل كان عضوا في الحزب الشيوعي اطلعت منه على وثائق الصراع ، وثيقة معاوية ابراهيم، ولاحقا اطلعت على وثيقة عبد الخالق محجوب وبعد دراسة ومناقشات واسعة مع الرفاق في عطبرة ، توصلت ألى أن حل الحزب الشيوعي وتكرار التجربة الناصرية ونظام الحزب الواحد وحكم دولة المخابرات يعنى تكرار تجربة فاشلة ، وينطبق على من يكرر التجربة الفاشلة المثل المصري( من جرب المجرب صار عقله مخرب)، كنت متابعا باهتمام المناقشات الواسعة للتجربة الاشتراكية الناصرية في مصر بعد هزيمة يونيو 1967 والتى كانت تدور على صفحات مجلة "الطليعة" المصرية الذي كان رئيس تحريرها لطفى الخولى، هذا اهم النقد الذي وجهته لمجموعة معاوية.
كما وجهت نقدا لمجموعة عبد الخالق بعدم الوضوح من زاوية رفض التكتيك الانقلابي وتأييده والمشاركة من داخله في اللحظة نفسها ، رغم اعجابي بوثيقة عبد الخالق التى طرحت قضايا مبدئية ، اذكر من اهم النقد الذي وجهه عبد الخالق في وثيقته الارتجال في تطبيق السلم التعليمي دون الاعتبار لواقع السودان والنقل الاعمى للتجربة المصرية وتجاهل تجارب حركة المعلمين السودانيين في بخت الرضا وغيرها، كما اشار عبد الخالق محجوب الى أن مصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية يجمد التطور الوطني الديمقراطي وحركة الجماهير التى تشكل الشرط لنجاح الاشتراكية... الخ ، عكس وثيقة معاوية التى كان اغلبها هجوم شخصي على عبد الخالق لايفيد في مناقشة القضايا الفكرية والسياسية ، وانعقد المؤتمر التداولي لكادر الحزب الشيوعي في أغسطس 1970م، والذي حسم الصراع في اتجاه تأكيد وجود الحزب المستقل ورفض حله وتذويبه داخل السلطة، ورفض نظام الحزب الواحد ودولة التجسس والمخابرات، ولم تقبل مجموعة معاوية برأي الأغلبية وخرجت من الحزب الشيوعي بعد تدبيرها لانقسام 1970م.
تجربة المناقشة التى خضتها في عطبرة الثانوية والتى تزامنت مع اطلاع على الماركسية وعلى وثائق الحزب ، ومبادئ الفلسفة الماركسية( اذكر كتاب الفيلسوف الشيوعي الفرنسي بولترز في المنهج الديالكتيكي) ودستور الحزب الشيوعي السوداني( الذي اطلعت عليه بواسطة جعفر احمد حسن، والد الصديق وزميل الدراسة في جامعة الخرطوم يوسف جعفر الذي كان رساما وفنانا واصبح معماريا مرموقا) ووثيقة "الماركسية وقضايا الثورة السودانية "وارشيف مجلة الميدان، والفجر الجديد، وكتاب ثورة شعب، ومؤلف محمد سليمان: اليسار السوداني في عشرة اعوام ، وكتابات عن الثورة الروسية مثل: "متى يطلع الفجر يارفيق ؟ "ومؤلف مكسيم جوركى "الام" ، وكتاب جون ريد: "عشرة ايام هزت العالم "، يالها من ذكريات جميلة مازالت عالقة في الذهن.
كما لاانسى الزميل عبد الله الحاج القطيني الذي تبادلت معه الكثير من الكتب والذي كنت كثيرا ما اقابله في مكتبة البلدية ومكتبة الخدمات الاجتماعية ، وكان يجدنى منكبا في قراءة "رأس المال" لماركس، فقد كان قارئا واسع الاطلاع.
كل هذا الاطلاع كان مقدمة ضرورية لانضمامي للحزب الشيوعي عام 1973 م بجامعة الخرطوم ، لم يجندنى احد للحزب فقد دخلت بقناعة عميقة ، وكتبت طلبي وسلمته للمرحوم عابدين صديق الذي ينتمى لى بصلة القرابة وقابلته أول مرة في معسكر الشباب الذي اقيم في عطبرة الثانوية وبعدها انتقل للدامر الثانوية حيث ساهمنا مع اتحاد الشباب السوداني بعطبرة في بناء الصرح التذكاري لشهداء الجمعية التشريعية ،وبناء الفصلين الخامس والسادس للسلم التعليمي الجديد.
اذكر في حلقة للمرشحين التى كان مسئولا عنها الزميل محمد عباس كانت هناك مشكلة في تقديم برنامج الحزب ، اذكر اننى قدمت محاضرة البرنامج بعد الرجوع الى برنامج الحزب المجاز في المؤتمر الرابع وكتاب محمد سعيد القدال التعليم في مرحلة الثور الوطنية الديمقراطية وقمت بتقديمها لاعضاء الحلقة والتى كان يوجد بها كمال مالك ، محمد بيرك ، عصام مصطفى،...الخ، بعد أن

اكملت فترة الترشيح تم قبولي عضوا في الحزب الشيوعي السوداني.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات من حي امبكول بعطبرة
- الذكري العاشرة لرحيل جون قرنق
- مفهوم التنمية المستقلة
- الذكري ال 25 لحرب الخليج
- ذكريات: آخر العلاج الكي
- وظائف الدين في تاريخ السودان القديم
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم (3)
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم (2)
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم
- الذكري ال 44 لانقلاب 19 يوليو 1971م
- ذكريات من الأندية الرياضية والإجتماعية والثقافية
- مقدمة لدراسة التاريخ الإجتماعي للسودان القديم
- المرأة في السودان القديم
- تجربتي في العمل الصحفي
- ذكريات من الحركة السياسية والوطنية بمدينة عطبرة
- تجربتي في دراسة التاريخ الإجتماعي للسودان
- 1989مالذكري ال 26 لانقلاب 30 يونيو
- ذكريات من مكتبات ونادي الصبيان بعطبرة
- الذكري ال 130 للثورة المهدية
- تجربتي مع مرض الفشل الكلوي


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تاج السر عثمان - ذكريات من مدرسة عطبرة الثانوية الحكومية القديمة