أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تاج السر عثمان - ذكريات من حي امبكول بعطبرة















المزيد.....

ذكريات من حي امبكول بعطبرة


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 12:17
المحور: سيرة ذاتية
    



نشأت في مدينة عطبرة" أتبرا" التي كانت تقع في المديرية الشمالية حسب التقسيم الإداري للسودان في خمسينيات القرن الماضي ، وتلقيت تعليمي فيها حتى المرحلة الثانوية ، وبعدها التحقت بجامعة الخرطوم التي تخرجت فيها – علوم رياضيات- عام 1978 .
ولدت في حي امبكول عام 1952م، وهو من الاحياء الشعبية القديمة في عطبرة ، كان أغلب سكانه عمال يعملون في السكة الحديد والبعض الاخر يعمل في التجارة ، هاجر ابناء قرية امبكول التى تقع في محافظة مروى بالولاية الشمالية حاليا ، الى مدينة عطبرة" اتبرا" ، في اوائل القرن الماضي للعمل في السكة الحديد التى تحول مركزها الى مدينة عطبرة في العام 1906 م، وكان من أسباب الهجرة ضيق الأراضي الزراعية حيث كان أغلب السكان يعملون بالزراعة ، وكانت هجرة ابناء امبكول الى عطبرة بشكل واسع وكبير في عام 1929 م ، بعد الازمة الاقتصادية العالمية المشهورة ، واستقر اغلب ابناء امبكول في الحى الذي عرف باسم قرية امبكول ، وقبل ذلك كان يسمى ب"حلة آدم"، وكان ايضا يسمى بحى "الشايقية"، ونسبة إلي أن أغلب سكانه من قرية امبكول ، اصبح إسم حي امبكول هو السائد.
يقع حى امبكول في الزاوية المحصورة بين نهر "اتبرا" ونهر النيل ، وبصورة اكثر تحديدا، بين خط السكة الحديد غربا والخور الذي يفصل بين الحى وحى الموردة شرقا وشارع كسلا شمالا . قضيت طفولتي في حى امبكول في وسط الجروف وصيد الطيور والاسماك والتقاط ثمار الجوافة والبرتقال والمانجو والذنيا ( التى تشبه ثمرتها الزيتون مع طعم لذيذ) وثمار السدر ( النبق) والهجليج ( اللالوب) والتمرى هندى والنخيل .. الخ ، كنا نقضى اغلب اوقات الاجازة في السباحة على نهرى "الاتبراوى" والنيل حتى اصبحت من الماهرين في السباحة وسط اقراني في الحى ، كنت مسكونا بحب الطيور وانواعها ومتابعة مواسم حركتها وأسماءها مثل: القمرى، والدباس، والقيردون، والدليب، وطير الجنة بالوانه الزاهية، وابصلع ،والزرزور ..الخ، كما كنت مسكونا بحب الحدائق والاشجار التى كانت تقع على ضفاف نهر اتبرا والنيل ، كنا نصنع من ثمار العشر عوامات نطفو بها لساعات طويلة في مياه النيل العذب ، كنت اسبح لمسافات طويلة قاطعا المسافة بين ملتقى "الاتبراوى" مع نهر النيل وحتى السيالة( وهو من الاحياء العريقة يقع شمال غرب عطبرة) ، كنت اقطع مع اقراني( هاشم عبد الباقى، عمر برسى..الخ) نهر النيل من الضفة الشرقية التى تبدأ من المكان الذي تقع عليه مدرسة عطبرة الثانوية حتى نصل للضفة الغربية في المكان الذي تقع فيه معدية أو" بنطون" الفاضلاب. هذا اضافة لفرق كرة القدم التى كنت العب فيها داخل الحى مثل : فريق الشهداء والدفاع والمنتصر ، ولاحقا انضم عدد من لاعبي الشهداء لفريق الهدف العطبراوى مثل: عوض الحاج ،وهاشم سرالختم( الكدارى)، وعثمان احمد العمدة( الطوافى)..الخ، كما انضم عدد من لاعبى فريق الدفاع الى نادى النيل مثل : رمضان عبد الهادى ، وانضم عدد من فريق لاعبى المنتصر الى فريق الشبيبة مثل الاخوان : عمر النور وعوض النور..الخ، وكنت لفترة سكرتيرا لفريق الدفاع ومديرا لالعابه
خلوة عبد الحميد في حي امبكول:
اذكر عندما كان عمرى في الخامسة ادخلنى الوالد خلوة عبد الحميد التى كانت تقع في حى امبكول في اتبرا، واسمه عبد الحميد السيد وكان يساعده اخوه بدوى السيد الذي كان مدرسا في المدارس الاولية في الاجازات ، كنا نطلق على عبد الحميد الناظر ، وقبل بداية الدراسة وعندما نلمح قدوم الناظر مع شقيقه : كنا نهتف باصوات عالية: :
"الناظر جا/ البدوى جا،"، والبدوى هو والد امين بدوى ذلك المعلم المناضل الجسور الذي استشهد تحت قهر وتعذيب نظام الاسلامويين في التسعينيات من القرن الماضي.كان عبد الحميد حازما وعطوفا ، فقد علمنا باهتمام شديد القراءة والكتابة على احسن ما يكون ، حتى اذكر اننى عندما دخلت المدرسة الاولية في سن السابعة كنت اعرف القراءة والكتابة
اذكر وانا في حوالى الخامسة من عمرى عام 1957 م زيارة الرئيس اسماعيل الأزهرى لمدينة اتبرا ،الذي استقبلته جماهير عطبرة استقبالا جماهيريا كبيرا ، وبهتافات : "حررت الناس ياسماعيل/ الكانوا عبيد ياسماعيل" ، وكان الرئيس في عربة مكشوفة وتحيط به الجماهير من كل جانب ، بدأ الموكب من محطة السكة، وتابعنا الموكب مع الجماهير ونحن أطفال من حي امبكول حتى وصل الى مقابر عطبرة التى كانت تقع في الجزء الشرقي جوار نقابة عمال السكة الحديد ، وسجل الرئيس الازهرى زيارة لمقابر شهداء الجمعية التشريعية الذين حصدهم رصاص الاستعمار البريطاني في معركة النادى الاهلى التى قادتها قوى المعارضة ضد الجمعية التشريعية وعلى رأسها: عمال السكة الحديد والشيوعيون والاتحاديون... الخ. وكان من ضمن الشهداء : فؤاد سيداحمد ، قرشي الطيب عضو الحزب الشيوعي ، عبد الوهاب حسن مالك ، .. الخ.من الاسماء المكتوبة على شواهد قبورهم، وعندما رجعت الى المنزل سألت والدتي التى كانت متابعة للاحداث عن شهداء الجمعية التشريعية، وحكت وقائع النادي الأهلي وعلمت منها أن احد الشهداء من امبكول وهو عبد الوهاب حسن مالك والذي ينتمى لنا بصلة قرابة شديدة .
حكت لى الوالدة والتى كانت حافظة لتاريخ امبكول ، أن قرية امبكول بمحافظة مروى بالولاية الشمالية ، قبل الهجرة منها الى عطبرة كانت عامرة بالنشاط الزراعي والصناعي ( حيث كانوا يصنعون النسيج واجزاء الساقية) ، كما كانت مركزا تجاريا مهما يقع في منتصف المسافة بين مروى والدبة ، كما كانت عامرة بخلاوى العلم والقران والقباب التى ابرزها قبة مدني الازرق التى يرجع تاريخها الى عهد السطنة الزرقاء .
منذ خلوة عبد الحميد كان أقراني من الاطفال يطلقون على اسم ( السربابو) ، سألت الوالدة ماقصة السربابو هذه؟ ، فقالت لي: "اريتك تبقي زى بابو"، سألتها كيف؟ فذكرت أن جدى لأبي، كان يطلق عليه احمد بابو ، وبابو لقب بمعنى الطفل الرضيع أو الصغير ، كان احمد بابو من اثرياء امبكول ، كان يمتلك ثروة كبيرة واراضي وسواقي واطيان ، وكان يعمل في تجارة القوافل التى كانت تتجه الى مناطق كردفان وسواكن ، وكان انسانا محبوبا وكريما يساعد الناس دون أن تعلم يمينه ما فعلت شماله ، وما أن تجيئه فى مشكلة فلن تخرج منه دون أن يساعد في حلها ، وعند رجوعه من تجارة القوافل للبلد كان يأتى محملا بالهدايا ، حتى عندما تصل القافلة ينتظرها السكان خارج القرية بقولهم: :
"تجار امبكول جو / فيهم بابكر والا احمد بابو" ، لما كانا يكرمان الناس بالهدايا ، وبابكر هو جد عبد الوهاب حسن مالك الذي كان من شهداء الجمعية التشريعية.
وكانت الوالدة تحتفظ بآوانى نحاسية اثرية كانت بمنزل الاسرة بامبكول بعد أن تم هجره ،الذي كان يقع على نهر النيل وعليه" دكة" كبيرة كانت تسمى ب"دكة ودبابو"، كما كان من صفات احمد "بابو" عتق اعداد كبيرة من الرقيق الذي كانت تجارته سائدة في تلك الايام ، هكذا كانت تحكى الوالدة ، كما ذكرت أن احمد بابو كان حافظا للقرآن ، وذهب الى الحج اكثر من مرة ، ومعلوم ان الحج كان بالقوافل في تلك الايام ( فترة الحكم التركي والمهدية) كان شاقا ويستغرق فترة زمنية طويلة ذهابا وايابا. كما تذكر الوالدة أن احمد بابو توفي في مكة في احدى حجاته ودفن هناك.
أما الوالد فيحكى أن احمد بابو ساند الثورة المهدية لحظة اندلاعها في الايام الاولى وكانت علاقته وطيدة بالامام المهدى ، وانه كان اعداد من قبيلتي الشايقية والبديرية ايضا ساندوا المهدى واصبحوا من انصاره .وكانت هناك معلومة خاطئة في ذهني انه لايوجد انصار للمهدي وسط الشايقية ، بل كلهم اتباع للطريقة الختمية ، حتى صحح لى الوالد هذه المعلومة.أشار الوالد ايضا أن جدى محمد والذي كان يلقب بالحاج محمد لذهابه الحج اكثر من مرة ، كان ايضا انصاريا ، وكان انسانا متدينا حافظا لقرآن ، والحاج محمد هاجر الى عطبرة في اوائل القرن الماضي بعد نقل مركز السكة الحديد اليها عام 1906 ، وقبلها عمل في تجارة الصمغ بسوق امدرمان وبعدها استقر في عطبرة حيث كان تاجرا بسوق عطبرة ، وكانت دكاكينه مواجهه للجامع الكبير ، كما كان له املاك ( منازل ، دكاكين) في عطبرة ، واشقاء الحاج محمد هم: مكى بابو ، و ابن آخر توفى صغيرا ، وبخيته التى كان يقال انها كانت مجاورة في المدينة ولها منزل هناك كان من املاك احمد بابو ، وتوفيت بالمدينة المنورة، ولم يهتم احد من الاسرة بمصير المنزل هناك.
عمل مكى بابو في البداية في سلاح الهجانه ، ثم استقر في العمل التجارى ب"مورة" التى تقع بالضفه الشرقية لقرية امبكول ، وعندما تقدم الحاج محمد في العمر حوالى 79 عاما رجع مرة اخرى الى امبكول وعاش فيها الى أن توفى هناك، ويقال أن سبب الوفاة ذهابه صباحا ليتوضأ في النهر ووقع في حفرة داخل النهر ومات غرقا، وكان انسانا صالحا ، تزوج في ايامه الأخيره من سرورة شقيقة زوجة مكى بابو وانجب منها خضر الحاج محمد رجل الاعمال المشهور بخضر "الديمقراطي" ، الذي بدأ حياته عصاميا الى أن اصبح من الاثرياء في مدينة مدني قبل أن ينتقل الى الخرطوم.تلك هى صلة القرابة مع ابناء" مورة" و" كوري" مثل: عثمان الطيب وبشير الطيب والرشيد مهدى المصور والمخرج السينمائي المشهور الذي انتج فيلم" امال واحلام" في عطبرة ، وكذلك عبد الرحمن تكه وابراهيم الشوش الذي كان شيخا لمدينة عطبرة ، و"ود البيه" صاحب المقهى الشهير في عطبره ، وابراهيم الشوش الذي اضافة الى صلة القرابة معه كان صديقا للوالد ، كان دائما يزوره بالمنزل ب"حماره" المميز ، كان انسانا فاضلا وسباقا لعمل الخير وكان من اعيان عطبره الذين ساهموا في التعليم وبناء المدارس مثل: المدرسة الاهلية الوسطى.وكان هناك اعداد كبيرة من ابناء "موره" و"كوري" يملكون مخابز في اتبرا مثل : آل "السقد" وآل "تكه"وآل "الشوش" وعبد الرحيم على مدني .. الخ، وكان اغلب شبابهم يلعبون بفريق الشاطئ الرياضي بعطبره، وكان يطلق عليهم الشراقه( تقع "موره" وكوري" شرق امبكول).
اما عن ابناء الحاج محمد احمد "بابو" محمد موسي، فهم على الترتيب : احمد الذي توفي صغيرا ، بابكر ، عثمان ( والد كاتب هذه السطور)، على، خضر الديمقراطى، وكلهم انجبوا ذرية كبيرة من البنين والبنات والاحفاد.
عمل بابكر تاجرا في الخضروات بسوق عطبرة ، اما عثمان(والد كاتب هذه السطور)، فقد بدأ حياته سائق قطار ، وبعدها ترك السكة الحديد ليعمل في تجارة الخضروات بسوق عطبرة ، اما على فقد كان عاملا في السكة الحديد وكان له دكان بحى الموردة الذي يسكن فيه ويعمل فيه بالامسيات وبعدها استقر في مدينة مدني للعمل بمصلحة الري.اما خضر الديمقراطي فقد اصبح من رجال الاعمال كما اشرت سابقا.وقد استقر الاعمام في عطبرة والخرطوم ومدني وكوستي.
تزوج عثمان الحاج ( والد كاتب هذه السطور) من التومه البشير تكه ، وتذكر الوالدة أن: البشير تكه (جدى لامى) ،كان من اثرياء امبكول كان يمتلك اطيان وسواقي في امبكول والقرى المجاوره ، وكان البشير تكه متزوجا من السعديه محمد صالح( جدتى لامى) والتى كان يطلق عليها "الملكه" ، ايضا كان والدها ثريا .وتذكر الوالده انه في فترة المهديه هاجم الانصار مخازن والدها (البشير تكه) والتى كانت مليئه بالعيش والسمن والعسل والبلح ونهبوها، وكان خالى شقيق الوالده: احمد البشير تكه يعمل سائق قطار الى أن اخذ المعاش وفتح بعد ذلك دكانا في سوق عطبره ظل يعمل فيه الى ان توفى رحمه الله.
اعود مرة اخرى بالقارئ الى حى امبكول ب"اتبرا"، فقد كانت الطريقة الختمية سائدة بين سكانه ، وقد اعتنق والدى الطريقة الختمية خلافا لجدى الحاج محمد الذي كان انصاريا، وترقي في سلك الطريقة الختمية الى أن اصبح "خليفة خلفاء" ، كان متفقها في الدين وحافظا للقرآن وكانت لديه مكتبه ومراجع فقهيه ، كان صديقا للمجاذيب في الدامر التي تقع جنوب عطبرة ، وصديقا للشيخ الحعلى شيخ الطريقة القادرية في "كدباس" التي تقع شمال عطبرة وكان كثيرا مايزوره ، اضافه لسفره في المناسبات المختلفة للخرطوم بحرى لحضور "حولية" السيد على ولمتابعه شئون الطريقة الختمية ، وكان سفر الوالد الكثير اضافه لانشغاله بالعمل في الطريقة الختمية يجعلنا نقابله في ساعة متاخرة من الليل وكان برنامج عمله: يخرج من المنزل لصلاة الصبح، ثم يعود ليشرب الشاى، ثم يذهب الى الدكان ، وبعد ذلك يتجه لحلقات العلم أو للعمل في شئون الطريقة، وكان عثمان مشهورا في عطبرة وعلاقاته ومعارفه واسعه ، وكانت له القاب مختلفه مثل : عثمان" بابو" ، عثمان "قهوه" ، عثمان "رجالة"، عثمان " بالزنكي" إشارة لعمله بزنك سوق الخضار..الخ، وكان محبا بشكل كبير لشرب القهوة باللبن والتى كان يطلق عليها "الفرنساوى"، ما أن تصل اليه في الدكان حتى يرسلك لطلب "فرنساوى"، وكان لديه كراس يسجل فيها الديون الشهرية لزبائنه، وكان يسجل بخط كبير واضح، وكان اماما لزواية امبكول التى كان يطلق عليها زاوية الميرغنية لابناء امبكول التي أسسها ابناء أمبكول عام 1946م، وكانت كل المآتم في الحي تقام فيها، وكان الوالد كثيرا في اعياد الضحية ما يكلفنا مع شباب الحى لجمع جلود الاضاحي لصالح الزاوية. وكان مواظبا على حلقات العلم والدراسة التى كان يقيمها شيخ ابوزيد الجعلى وغيرها من الحلقات ، وكان مستمعا جيدا للمذياع ، كان انسانا طيبا واسع الافق وصبورا زاهدا ، لم ينتفع شخصيا بالعمل العام في سلك الطريقه الختميه ووضعه القيادي فيها ، حتى وفاته لم يبني جاها أو يلم ثراءا من العمل العام.
اذكر في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كان اغلب شباب امبكول ينتمون للحزب الشيوعي عكس ابائهم الذين ينتمون للختمية، وكان يطلق على حى امبكول ( حى موسكو)، وكان صندوق حى امبكول حاسما في ترجيح كفة مرشح الحزب الشيوعي ، كما حدث في انتخابات 1968 ، عندما فاز الحاج عبد الرحمن في دائرة "اتبرا".حاولت أن افسر جذور وعي ابناء امبكول ودورهم القيادي الذي لعبوه في مدينة "اتبرا" في الحركة السياسية والنقابية والرياضية والاجتماعية والعلمية ، فقد كان ابناءها روادا في هذا الجانب في اتبرا، فتجد عددا كبيرا من قادة الحركة النقابية من ابناء امبكول مثل : على محمد بشير ، محمد الحسن عبد الله ، حسين السيد ، عثمان الرفاعى ، بشير محمد بشير ، السر عبود، علي الحسن فضل الله، محمد محجوب، والحاج عبد الرحمن الذي كانت والدته من امبكول ووالده عم عبد الرحمن الذي كان تاجرا في سوق عطبرة ، من جوارى، وكان سر تجار عطبرة محمد خير خوجلي من امبكول... الخ.
وفي الاندية الرياضية كان لهم بصمات واضحه ، فنادى الهدف الرياضي كان اغلب ادراته من ابناء امبكول ، وكذلك تجد هاشم محمد خير ( رحمه الله) في ادارة نادى الشبيبه، اضافه لبابكر أحمد محجوب ( كروكر) – رحمه الله ، وكذلك خضر ابراهيم عثمان العربي في نادى النيل ، وعبد الله جاه الله في ادراة نادى الامل.. هذا على سبيل المثال لاالحصر ، كما كان هناك كثير من اعيان عطبرة من امبكول اسهموا في الاعمال الخيرية وبناء المدارس مثل: ابراهيم عثمان العربي ، محمد خير خوجلي ، ابوشام ، سرالختم حاج البشير،.. الخ، كما كانت نسبة التعليم عاليه وسط شباب امبكول.وتفسير ذلك ربما يرجع الى ان بلدة امبكول قطن بها أحفاد الملك موسي ارباب النور عايد الذي كان من رموز مملكة "الدفار" التي وصفها المؤرخون بأنها كانت راقية ومتحضرة، ونزحوا إلي امبكول بعد هجوم الشايقية عليها في الأيام الأخيرة لفترة الحكم التركي بقيادة الملك جاوبش الذين قضوا علي مملكة الدفار وشتتوا شملها، إضافة إلي أن امبكول كانت بها خلاوى كثيره ، وكانت مركزا تجاريا كبيرا( في فترة السلطنة الزرقاء والتركية والمهدية)، يقع في وسط المسافة بين مروى والدبة ،اضافة إلي أنها تقع علي وادي المقدم الذي يصل التجار من غرب السودان في محاذاته الي الشمالية ومصر، كما كان بها عمودية المنطقة ، وكانت الصناعات الحرفية فيها مزدهرة.. الخ، اضافة الى نسبة التعليم العاليه في الشمالية والخلفية الحضارية القديمة من الممالك القديمة ، ولذلك استعان الانجليز بهم كعمال وسائقين قطارات وموظفين في السكة الحديد ، اضافة الى ابناء المناطق الاخرى من محس وجعليين ومن بناء بربر والدامر .. الخ من الذين شكلوا مجتمع مدينة "اتبرا".



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكري العاشرة لرحيل جون قرنق
- مفهوم التنمية المستقلة
- الذكري ال 25 لحرب الخليج
- ذكريات: آخر العلاج الكي
- وظائف الدين في تاريخ السودان القديم
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم (3)
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم (2)
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم
- الذكري ال 44 لانقلاب 19 يوليو 1971م
- ذكريات من الأندية الرياضية والإجتماعية والثقافية
- مقدمة لدراسة التاريخ الإجتماعي للسودان القديم
- المرأة في السودان القديم
- تجربتي في العمل الصحفي
- ذكريات من الحركة السياسية والوطنية بمدينة عطبرة
- تجربتي في دراسة التاريخ الإجتماعي للسودان
- 1989مالذكري ال 26 لانقلاب 30 يونيو
- ذكريات من مكتبات ونادي الصبيان بعطبرة
- الذكري ال 130 للثورة المهدية
- تجربتي مع مرض الفشل الكلوي
- الجمهوريون والماركسية (3)


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - تاج السر عثمان - ذكريات من حي امبكول بعطبرة