أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تاج السر عثمان - وظائف الدين في تاريخ السودان القديم














المزيد.....

وظائف الدين في تاريخ السودان القديم


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 14:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تناولنا في ثلاث حلقات سابقة " المعتقدات في تاريخ السودان القديم"، ومن خلال عرضنا يمكن أن نصل إلي إستنتاجات حول " وظائف الدين في تاريخ السودان القديم" والتي يمكن تلخصيها في الآتي:
1- بدأت تظهر بذور الأديان والمعتقدات في نهاية العصر الحجري الحديث، كما وضح من حفريات منطقتي " الخرطوم" و"الشهيناب" شمال أم درمان، وحضارة المجموعة (أ) ، وحضارة المجموعة(ج) واللتين اوضحتا الإعتقاد في حياة أخري بعد الموت ، كما ظهر من الأشياء التي كانت تدفن مع الميت.
2- بقيام مملكة كرمة التي شهدت تطور المجتمع الزراعي الرعوي، وقيام الدولة، وظهور التفاوت الطبقي الذي تمثل في: طبقة الملوك والحكام والكهنة والموظفين وقادة الجيش، والطبقات الفقيرة التي تتكون من : المزراعين والحرفيين والرقيق. ولاحظنا ظهور فئة الكهنة التي كانت تمتلك ثروات كبيرة ، ولها تنظيم إداري دقيق تمكنت عن طريقه من جمع الزكاة من المواطنين ، كما أشار عالم الآثار " شارلس بونيه". أي أن الدين تطور في وظائفه مع ظهور الدولة وإنقسام المجتمع إلي طبقات، واصبح في خدمة مصالح الطبقات الحاكمة التي كانت تحكم بالحق الالهي بواسطة الكهنة، فبالاضافة لضمان استمرار حكمها بالقمع بواسطة الجيش ، كانت الطبقات الحاكمة تحتاج لوسائل دينية وروحية تتحكم بها علي الجماهير وتخضعها لمصالحها.
3- بعد زوال مملكة كرمة علي يد الإحتلال المصري ، تأثر السودان القديم بعبادة الاله "آمون" ( اله الدولة المصرية أو الدولة المنتصرة عسكريا)، وتم تشييد المعابد الفخمة التي تظهر في آثار تلك الفترة.
4- وفي مملكة نبتة التي كانت تطورا اوسع للدولة السودانية، استمرت عبادة الإله "آمون رع" ، وظهرت طبيعة الحكم بالحق الإلهي لملوك نبتة من خلال أعمال ونشاط الملوك التي كانت تدور حول خدمة الآلهه لضمان مصالحهم من خلال بناء المعابد لها. كما تعكس اللوحات الأثرية الصراع الذي كان يدور بين الملوك والكهنة الذين كانوا يتحكمون في الملوك ، كما ظهر من مسلة الملك "بعانخي" التي تقول " أنا الملك من صلب الرب ، وربما يصنع الرب الملوك" ، أي أن الملوك كانوا من صلب الرب ، ويحكمون بالحق الإلهي. وكانت السلطة الدينية للكهنة تحتاج إلي القوة لتحميها وتدعمها في نزوعها للتوسع، وهذا الدور كان مناطا ب"الإله آمون". وكانت المعابد الآمونية تدر دخلا وثروة كبيرة تمكنها من الإيفاء بالتزاماتها اليومية والموسمية نحو أفراد الأسرة المالكة، وكانت مصادر تلك الثروة من : الهبات والانعامات الملكية التي كانت تصلها عقب الزيارات والغزوات" السلب والنهب"، مثال: أن الملك "بعانخي" كان يوزع الغنائم المأخوذة من المدن المنهزمة في مصر لمعابد الآلهه، وان الملك " آمون نوكي بركي" أهدي الإله "آمون" مقاطعات بحالها ، وأن الملك " نستاسين" قدم قطعانا كبيرة من الأبقار للإله " آمون" بنبتة عقب حروباته الناجحة. أي في توزيع الغنائم كان للإله" آمون" نصيب منها. حتي أن المؤرخ الإغريقي " هيرودتس" لاحظ أن المرويين كانوا يأتمرون للكهنة كلما طلبوا اليهم الذهاب للحرب. وكانت سلطة الملوك مطلقة ، وأن الملك هو ممثل الإله آمون في الأرض ، وأن هذا الملك باسم الإله هو الذي يهب الرعايا " كل البقاع، أو الأرض للزراعة أو الرعي" ، كما توضح مسلة الملك " هارسبوتيق"، مما يشير إلي أن الملوك ومن خلفهم الكهنة كانوا يتحكمون في الأراضي الزراعية الخصبة التي يهبها لرعاياه للعمل فيها مقابل اتاوات معينة، وبحسبان أن الإله "آمون" هو الذي ينزل الأمطار الدافقة التي تسقي الزرع والضرع ، والتي بدونها لاتكون هناك حياة.
5- لاحظنا التطور الجديد للدين في مملكة مروي التي جسدت الإستقلال الحضاري واللغوي والديني ، وتم التخلي عن الإله "آمون " إله المملكة المصرية، وظهرت آلهه محلية جديدة مثل : ابادماك، ارسنوفس ، سبوي مكر، وظهرت المعابد مثل " المعبد الكبير" الذي وصفه عالم الآثار " هنزا" بأنه كان مركز ا للحجاج حيث يقصده المرويون في فترات معينة من السنة من كل مكان لاقامة الأعياد المقدسة وذبح القرابين. ويتضح ايضا أن الإله "ابادماك" كان إله حرب وذو بأس شديد ، يلفظ الإنفاس القائظة علي أعدائه مما يعجل بالقضاء عليهم ، ويظهر في شكل حيوانات مقدسة ترمز للقوة والبأس مثل : الأسد والفيل والتمساح والثعبان. كما تطور الصراع بين الكهنة والملوك ، كما وضح من حادث الملك " اركماني" الذي رفض الانصياع للكهنة بقتل نفسه طقسيا ، وهجم علي الكهنة في الهيكل الذهبي وقتلهم جميعا ، وغَير كثيرا في ديانة المرويين، ويري بعض المؤرخين مثل: "شقير" أنه كان متثقفا بالفلسفة والثقافة اليونانية. مما أدي لتطور جديد في علاقة الدين بالدولة. كما بني الملوك من عائد الحروب( السلب والنهب أو الغنائم) والتجارة والضرائب والاتاوات إهرامات ومعابد وتماثيل ضخمة واعمال فنية مازالت آثارها قائمة اطلال في مروي / كبوشية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم (3)
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم (2)
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم
- الذكري ال 44 لانقلاب 19 يوليو 1971م
- ذكريات من الأندية الرياضية والإجتماعية والثقافية
- مقدمة لدراسة التاريخ الإجتماعي للسودان القديم
- المرأة في السودان القديم
- تجربتي في العمل الصحفي
- ذكريات من الحركة السياسية والوطنية بمدينة عطبرة
- تجربتي في دراسة التاريخ الإجتماعي للسودان
- 1989مالذكري ال 26 لانقلاب 30 يونيو
- ذكريات من مكتبات ونادي الصبيان بعطبرة
- الذكري ال 130 للثورة المهدية
- تجربتي مع مرض الفشل الكلوي
- الجمهوريون والماركسية (3)
- الصراع بين المتصوفة والفقهاء والكيد السياسي
- الجمهوريون وانقلاب مايو 1969م
- مصادر الفكر الجمهوري..
- إسهام ود الرضي في الحركة الوطنية وتجديد الأغنية السودانية
- -نداء السودان- وتوفر عوامل نجاح الإنتفاضة الشعبية


المزيد.....




- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تاج السر عثمان - وظائف الدين في تاريخ السودان القديم