أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - ماذا بعد زلزال 7/8/2015 م ؟















المزيد.....

ماذا بعد زلزال 7/8/2015 م ؟


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4893 - 2015 / 8 / 11 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا بعد زلزال 7/8/2015 م .
الدين هو" مجموعة من المعتقدات والتشريعات والشعائر والطقوس والمؤسسات التي تحيط بحياة الإنسان .
والمحاولات الي تمارسها قوى الأسلام السياسي ، من خلال فرض رؤيتها وفلسفتها ونهجها على شعب بأكمله ، وهذا بحد ذاته قمعا لحق الناس في الأختيار ، والمحاولات التي مارستها هذه القوى لأسلمة الدولة والمجتمع ، وأثارة للنعرة الطائفية والعنصرية ، والممارسات المستمرة لفرض رؤيتهم وثقافتهم من خلال قمع حرية المرأة وتكميم أفواه المثقفين والتضييق على الأنشطة الفنية وفرض الحجاب على المرأة بشكل مباشر وغير مباشر ، وأعاقة كل التشريعات التي تنصفها وتوسع من حريتها وحقوقها ، ونشر ثقافة الأختلاف والأقرار بالأخر وغيرها من الأمور التي أدت الى تراجع كبير في مناحي كثيرة في الدولة والمجتمع .
شعبنا وخلال العقد الأخير لحكم قوى الأسلام السياسي ، قد خبرهم ..وكان شاهدا على حماقاتهم وما ارتكبوه وحجم تأثير كل ذلك على حياة الناس ، والواقع هو من يتكلم عن حجم الجرائم والسرقات والتراجعات والأنهيارات التي حدثت أبان حكمهم المظلم ، والذي أدى الى أفقار الملايين ، وأفراغهم لخزينة البلاد ، أن هذه الملايين التي كانت تنتظر الخلاص من الجوع والظلم والحرمان والمرض والدكتاتورية والقمع والأرهاب ، المتعطشين للحرية والأنعتاق والديمقراطية والسلام والعدل والمساوات .
فوجئ السواد الاعظم منهم وبعد تجربة مريرة عمرها عقد من السنين ...والذين جاؤوهم ليحكموهم بأسم الله والرسول والأئمة الأطهار ، وصدقهم الناس وساروا خلفهم وأنتخبوهم وأيدوهم بكل شاردة وواردة ، على أعتبار أن هؤلاء هم من يخاف الله وأهل بيته !..وهم من يحرص على حقوق الفقراء والمتعففين والمحرومين والبؤساء !!!، وأنتظروا طيلة هذه السنوات العجاف ، وتبين في أخر المطاف بأن هؤلاء لا يعرفون الله ولا نبيه ولا أئمتهم ...وهم متنكرين لدينهم ..! وأتخذوه غطاء وخيمة لتمرير أجنداتهم ومصالحهم !.. ، وما كان يشغلهم يوما مصالح الناس وسعادتهم وأمنهم وعيشهم ببحبوحة ؟!...أنما كان همهم الوحيد هو مصالحهم وجشعهم وأنانيتهم وأستحواذهم على المال والسلاح والجاه !...وسلكو كل الطرق ...المشروعة أو غير المشروعة ، ليملؤوا خزائنهم وجيوبهم وبنوكهم من ثروات هذا البلد وعلى حساب الملايين من الجياع والمحرومين ، وتبرقعوا بعباءة الدين للعبور حتى وأن كان ذلك على حساب الناس وعلى جماجمهم ودمائهم ودموعهم ، فذهب الألاف من الضحايا الأبرياء ومن كل ألأطياف والألوان من هذا الشعب الصابر والمكافح ، ونتيجة لطائفيتهم المقيتة ، أفتعلوا وغذوا وبشكل محموم النعرات الطائفية والأثنية والمناطقية والحزبية ، وصادروا الحريات والحقوق وساد الظلام والتخلف ،وأستشرى الفساد المالي والأداري والعنف الطائفي .
أن قوى الأسلام السياسي التي حاولت أحتكار السلطة ومصادرة أي رأي مخالف !...من خلال سياسة الألغاء والأقصاء والأبعاد والتهديد والوعيد ، وما زالت مستمرة بنهجها هذا ، في سبيل تمرير سياساتهم وفرض أرادتهم على الجميع ، ومحاولات أسكات كل الأصوات التي كانت تنادي بالدولة المدنية الديمقراطية ، ومن أجل العدل والمساوات والتقدم ، وتعتبر كل هذه المناشدات والنداءات والأنشطة المختلفة ،هي معادية للدين ومن أجل أشاعة الألحاد واالمجون والتحلل ، ويفتون بما يدعم دعواتهم وأدعاءاتهم الكاذبة والمضللة والمجافية للحقيقة ولخداع الجماهير وأسكاتهم عن المطالبة بحقوقهم المختلفة .
ولكن ونتيجة لهذه التراكمات الهائلة من التراجع المريع لكل شئ في الدولة والمجتمع ، والذي بان للعيان وتلمسها السواد الأعظم من الناس وبانت حقيقتهم وفشلت هذه الطبقة المتربعة على دست الحكم منذ عقد من السنين ، وأكتشفت هذه الملايين زيف أدعاء هؤولاء الذين حكموهم بأسم الدين من قوى احزاب ( الأسلام السياسي ) وأن هذه القوى أبعد ماتكون عن الدين وقيمه ، قيم ومبادئ الدين وشعائره وقيمه السامية ، وأن كل دعواتهم كانت كاذبة ومفبركة ومضللة ، وفي سبيل مأربهم ونزواتهم وأهوائهم والتي تتقاطع مع مصالح الناس وتطلعاتهم وأهدافهم في العيش الكريم ، فخرجت علينا هذه الملايين لتصرخ بصوت مدوي وهادر ، الذي زلزل الأرض من تحت أقدام هؤلاء السراق والمفسدين والفاسدين والطائفيين حتى النخاع ، ولتهتف هذه الجماهير ( بأسم الدين باكونه الحرامية ) وكشفت هذه الجماهير بعفويتها وبصدق حدسها وأحاسيسها ...كشفت عن عورات هذا النظام المتهرئ ونواياه وما أرتكبه من جرائم وسرقات وأثام .
وبالرغم من كل هذا الذي حدث ، والهزيمة المنكرة لهذه القوى الشريرة والظلامية وموقف الجماهير في سوح التظاهر في العديد من المحافظات ، مازالت هذه القوى المهزومة تحاول أن تشكك بموقف الملايين المنتفضة والثائرة ، لتخرج علينا ومن دون حياء !!...بأن ما يحدث في سوح الأحتجاجات هو عمل مدبر من قوى ركبت الموجة مثل ما حدث في الأنبار قبل عامين وفي نينوى وأماكن أخرى !!!...حسب ما يدعون ، ومثل هذا الخطاب الغبي والبعيد عن السياقات العامة والهابط في جوهره وفحواه .
على هذه القوى ان تقر بحقائق ما أستنتجته الملاين من أبناء شعبنا بفشلكم في أدارة الدولة والمجتمع ..وبفشلكم بتحقيق أماني وتطلعات هذه الجماهير ، والتي تنفض يدها منكم وتتبرئ من نهجكم وسياستكم وحتى مما تدينون به من أفتراءات وأكاذيب على الله والدين وعلى الناس الذين صدقوكم لفترة غير قصيرة ، وأعتقدتم بأن الجماهير سوف تبقى في سباتها ..بحسب بنات أفكاركم ومخيلتكم وما أعتقدتموه !..ولن تحسبوا بأن الجماهير وحراكها وحدسها وصدق توجهاتها ..هي عملية غير محسوسة ولا ترى بالعين المجردة بالرغم من ديناميكيتها وأستمرار حركتها وحراكها ونشاطها ، وعندما تصل الى لحضة الأنفجار !..فلا راد لأرادتها وعزيمتها ، هذه القوى لن تحسب لهذا اليوم حساب ..ولن تحترم شعبها وأرادته ومصالحه !..فأخذتكم العزة بالأثم ، وركبتم موجة المصالح الأنانية الضيقة والقصيرة المدى ...وفقدتم بصركم وبصيرتكم ..وساقتكم أهوائكم ونزواتكم الى الحضيض .
مكانكم عودوا اليه ؟...كوعاض ودعات للدين في المساجد والحسينيات ودور العبادة ولأماكن الدعوة والأرشاد ..وأتركوا السياسة لأهلها ، وأتركوا ( دينكم السياسي ) وأرجعوا لأسلامكم الحنيف ، وأدعوى الى الله بالحكمة والموعضة الحسنة ، فتحسنوا لدينكم ودنياكم ، فأن التقوى هي مخافة الله ..ومخافة الله يعني أن تخشاه في السر والعلانية ، وهو سبيلكم الى الرشاد والصدق في أقوالكم وأفعالكم .
ان خلاصة تجربة قوى الأسلام السياسي وما أرتكبوه من خطأ وخطيئة ، وما سلبوه وسرقوه ، وما أل اليه وطننا ، لهو درس بليغ ويحتاج من قوى شعبنا الديمقراطية والتقدمية والمستقلة ، ومنظمات المجتمع المدني وكل المثقفين والكتاب والأدباء ورجال الفكر والسياسة في الدولة والمجتمع ، أن يستخلصوا الدروس من هذه التجربة والتي مازلنا لن نخرج من دائرتها ومخلفاتها وتراكماتها الهائلة ، مما يتوجب على الجميع أن يبقى متيقضا وحذرا ومستعدا لكل التطورات والمفاجئات ، على هؤلاء جميعا أن يسعوا وبشكل حثيث على تحسين خطابهم السياسي ، وأن يكون متناغم مع حركة الجماهير ، وأن لا يتخلف في هدفه ومراميه وجوهره عن حس الجماهير وتطلعاتها ورغباتها الملحة في التغيير ...أني على ثقة بأن التغيير قادم واليوم وليس بعد حين .
هذا أولا والمسألة الأخرى والمهمة هي النضال المستمر والحثيث في الدعوة ومن دون تردد وأنتظار ...وبشكل واضح وصريح ، بالمطالبة بقيام الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية في عراق حر ومستقل ، وهو مطلب ملح وأني ...تقتضيها المرحلة الراهنة، وتكريس كل الأنشطة والفعاليات وبخطاب رصين ، يجمع ولا يفرق ، ويستقطب كل قوى الخير والتقدم والسلام على كل الساحة العراقية ...وهذا يحتاج مزيد من الضغط على نظامنا السياسي ، والذي عليه أن يدرك بأن السبيل الى الأستقرار والرخاء والسلام والتماسك هو هذه الدولة المنشودة ..وتكون واضحة المعالم ، وتسخير كل الأمكانات لتحقيق هذا الهدف ....والذي يعبر عن تطلعات وأمال وطموحات الملايين من شعبنا .
وبشكل متوازي لابد من فضح كل ما من شأنه تكريس نهج وفلسفة وثقافة قوى الأسلام السياسي وسياساته المتخلفة ، التي كانت تنتهجها ، والتي أثبتت فشلها الذريع وتسببت وما زالت بكل هذا الدمار والخراب والموت ، والتي هي بالضد من مصالح شعبنا ، وأعتبار أن مرحلة ما قبل 7/8/2015م قد أصبحت شئ من الماضي ولا يمكن الرجوع أليها أبدا ، ويجب أن تفهم هذه القوى ذلك .
المسألة الأخيرة هو دعم كل ما من شئنه أن يعمق برامج وخطط التغيير المرتقب ، ومساندة كل خطوة للسير نحو هذا الهدف ، وبنفس العزيمة التصدي لكل المحاولات التي ستحدث من هذه الجهة أو تلك ، لأعاقة عملية أعادة بناء الدولة ومؤسساتها المختلفة ، وفضحها وتعريتها ولجمها والحد من نشاطاتها المؤذية لسير عملية البناء .
والسعي لتوسيع مساحة الحريات والنشاطات وفي مجالات المجتمع المدني والمهرجانات والفعاليات الفنية والثقافية والادبية فهي الأخرى مدخل من داخل دمقرطت الدولة والمجتمع .
نعمل جميعا وبتلاحم كل شرائح ومكونات وطوائف شعبنا ، وتوحيد جهدنا وعملنا لهزيمة الأرهاب والأرهابيين ، وكل القوى التي تسعى لبقاء العراق في دائرة العنف والتمزق والأحتراب والتخلف .
لا تراجع عن مسيرة شعبنا ووطننا ، بل السير بخطى حثيثة للعبور الى شاطئ الأمان والسلام والتقدم والديمقراطية .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
11/8/2015 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يناضل من أجل نيل حقوقه .
- تعليق ...
- خبر وتعليق
- تساؤولات مشروعة .
- خاطرة المساء
- لا يوجد من يمتلك السلطة لمنع المتظاهرين والقفز على الدستور .
- سوالف أبو تانيا .
- جماهير شعبنا تزحف نحو الامل .
- اليكي فاتنتي ...
- مهمات عاجلة أمام جماهير شعبنا وقواه السياسية .
- حلو الكلام ...
- على من لا يجيد قراءة التأريخ !...فليتعلم ذلك من سوح الوغى وا ...
- الأدب الأيروسي ...أو الأدب الصريح / الجزء الرابع والأخير .
- الأدب الأيروسي ...أو الغزل الصريح / الجزء الثالث .
- الادب الأيروسي ...لأو الغزل الصريح / الجزء الثاني .
- الأدب الايروسي ...أو الغزل الصريح .
- ما يطلبه المتحاورون من جديد في أصبوحة اليوم ؟
- رسالة عبر الزمن القادم وقد ظلت العنوان !
- همجية نظامنا السياسي والأمني متى يتوقف ؟
- عيدية العيد ...من الحكومة ؟.


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - ماذا بعد زلزال 7/8/2015 م ؟