أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - اللقيط1















المزيد.....

اللقيط1


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 12:32
المحور: الادب والفن
    


سحب قدميه المنهكتين يصارع جسده مثل البطريق كى يكمل طريقه ..كان يعلم ان ذلك الطريق طويل ولكن لابد له ان يفعلها تلك المرة ..كم مرة حاولولم يفلح.كم مرة لم يساعده جسده وخذله وسقط ووجد نفسه صباحا محاطا بهم ..فى غرفته وفراشه الوثير..كان كأى احدا اخر احب تلك الراحة ..احب بيته الواسع الملاصق لبيت الحكم والذى يطل على النهر الكبير..احب وجوه مخدوميه الابيض والزنجى والخلاسى ..احبهم جميعا بلا تمييز ..جميعهم يذكروه بخطأ..كان ايضا يعلم ان صغر سنه لم يساعده فى ان يقول لهم لا ولكن الان لم تعد لتلك الكلمة فائدة ..بعد سنوات طويلة مرت كان عليه فيها ان يصرخ وسط الجموع ويذكر لهم الحقيقة التى يعرفها ويعرفها من هم فى ذلك البيت المجاور ..ولكن هناك الف عباءه سوداء وبيضاء تمنعه ..الف وجه صارم على استعداد تنفيذ حكمه فى اى لحظه ..لكنه لايريد الموت عاقبه ...اخطا ولكن كان صغيرا ..وماذا عمن كانوا كبارا ورأوا ما حدث باعينهم وصمتوا ..وقالوا لصاحب البيت الذى سكن هنيأ لك لقد جئت فى موعدك الذى قدر لك ؟...
الان سيترك لهم تلك المدينة ويبحث له عن اخرى ...لا تزال كوابيسه تضج من تلك العباءه البيضاء التى امسكت به واحتضنت وجعلته اعمى لبضع ساعات كان فيها بطل المشهد ...ثم اوضع ذلك البيت وترك للنسيان منع عليه الخروج و رؤية الناس ...كان لديه مخدومين مناطين به وفقط ..هم عالمه من حكاياتهم يعلم ما يدور فى الخارج ..علم بما حل بالمدينة فى السنوات الماضية ...حزن ان تلك المنازل القديمة التى احبها قد حطمت الان ولم يعد لها وجود ولا اصحابها ...ماذا كل هذا خطئى ولكن كنت صغيرا الا تفهمون؟لن يسامحنى احدا منكم ويخرجنى من هنا ؟.....الن تغفروا ابدا.....
عاد وحمل قدميه على النهوض ..ها هوذا امام النهر ..راى القوارب تقترب منه ...توجس من الاسود العجوز الذى يقوده لكنه طمانه ببشاشة وجه ..قفز فى قاربه يرجوه الحركة ..كانت عيناه تجوبان الظلام ايعقل الا يشعر به تلك المرة ولا حارسا منهم !!...
هاهو يقترب من مفترق سيرحل من بعدها باتجاه مدينة اخرى ..سينسى من كان ..كان صوت صرخات البهجة التى خرجت من افواه الجموع تلك الليلة لاتزال تحاصر اذنه طوال الطريق وهو يحاول كبحها حتى وصل لتلك الاشارة التى انتظرها هاهو يقف الان وامام الطريق فقط عليه عبور ذلك الجمل الشامخ وحينها فقط سينظر لهم للمرة الاخيرة وينسى حال مدينة الرماد الى الابد ..قيل له وهو صغير ان اخر ملوكها قد قام باحراقها ولكن على يديه هو قدم لهم جديد ولكنه ترك اسم المدينة على حالها مثلما لكتها السنه الناس حتى لا ينسى احدا ما حدث فى الماضى ..ضحك ساخرا وهو يتذكر ويتكىء على قدمه المتورمه لتكمل طريقها ..ينسوا وهل تذكر احدا منهم شىء من قبل !!.....
هرب قبل ان يصدق ،قبل ان تتخلله الكذبه بعد ان ضاق بها ذرعا..وحولته الى حبيس القفص ..لايستطيع اخراج يده الى الخارج ولا ملامسه نور الشمس ..الى الان لا يعرف كيف نجح فى اقناعهم بالهرب!....
وقف صاحب العباءه الملونة فى الوسط بينهم بينما احنى بقيه اصحاب العباءات الابيض رؤسهم احتراما له ...كان ينظرمن بعيد وكانه فى عالما اخر ..فعلموا انه يتلقى رسالةما وعليهم التزام الصمت والهدوء..تمتم فى هدوء:لقد رحل ..فعل مثلما اردنا ..والان جاءت مهمتكم بالخروج الى كل مكان ..الى كل بقعة فى ارض الشمال يعيش عليها مخلوق واخبروه عن القصة وعندما يسعد بها..احضروه الى هنا ..اليه حتى يكون اخا جديد لكم ...انها مهمتكم التى وجدتم لاجلها ودونها الموت ..هيا يا اخوتى امركم بالانصراف ولا تخذلونى انا ومن دعاكم بالقصة ....
ركض ثلاث رجال يرتدون العباءات السوداء من بين عيون الناس ،داخل الحارات القذرة ،القوا بطعام الباعة على الارض ..لم يتبين احدا ملامح المطارد الا انه كان فتى صغير ..يركض ويقفز ..لم يستطع الرجال اللحاق به ....تمت عجوزبعثرت زجاجاتها من اللبن وهم يركضون ..يطاردون حتى الصغار ..لكزتها شابة كانت بجوارها ان تصمت حتى لا يستمعوا اليها ....
التفت من حوله وهو يستند على احد جدران الاذقة الضيقة ..اشتم رائحة العفونة التى اعتاد عليها من صغره ..منذ ان وجدته يد العجوز ملقى على الطريق ...تنفس الصعداء ..قفز على اسطح البيوت المنخفضة المطلة على بعضها البعض ...لم يحاول احد الاقتراب منه لرائحته ..ظل يسير حتى وصل الى كوخه لم يطرقه ودخل القى بجسده جوار العجوز التى كانت تنتظره ..نظرت ليديه الفارغتين بغضب...قالت ماذا اسنموت من الجوع؟..رد بلا مبالاه :وما شأئنى انا ..انتى اخرجى عوضا عنى اليوم ...صرخت هيا اخرج وجد لنا طعامنا ولو لم اعلم ان لا مكان اخر لديك لقلت بانك سرقت طعامى...رد بسخرية اى طعام ايها العجوز ..لقد طاردونى ..ردت كيف شاهدوك منذ متى يداك ثقيلة وتعود لنا من دون طعام .....لكزته بقدمها بغضب:هيا ..هيا سنموت من الجوع ..اذهب واصطد لنا طيرا لناكله ..وقف ورد هازئا :منذ متى تشتهين اللحم ايتها العجوز ؟.....خرج وهو يستمع لصوت سبابها من خلفه ....فكر من اين يسرق طعامه اليوم؟..لقد كان يشعر بالغضب من هؤلاء الرجال ..منذ ان طاردوه وهو لا يستطيع السرقة ؟....فكر لولا ان عباءتهم فارغة ..لكنه تذكر السلاسل المدلاه حول اعناقهم فابتسم ......
لم يذكر له اسم ولم يحب الاسماء ..كانت العجوز تطلق عليه اسما وفى كل حارة وذقاق لديه اخر ..ولم يكن هناك مطارد له سوى الباعة الذين تذمروا من كثرة سرقته لطعامهم حتى لقد بات يبتكر طرقا جديدة لتلك السرقات ولم يعد يهتمبان لا يراه احدا ..وكان ذو العباءات السوداء يطوفون بحثا عن كل خارج لا يمارس طقوسهم ..فيزجون به داخل قلاعهم العالية ..كان هناك داخل كل قرية من قرى المدينة الكبيرة قلعة يقضى فيها كل مخطىء عقابه ولكل مجموعة رئيسا يرتدى العباءه القرمزية هو من يصك القوانين ويصدر الاحكام ...كان الفتى بلا اسم يهزئا منهم رغم تنبيهات العجوز ...تذكره بانها من وجدته على الطريق ولولا انها ادخلته الى بيتها لمات من الجوع وان امثاله كانوا يلقون الى النهر ولكنها عطوف وهو فى المقابل لا يحضر لها الطعام الذى تطلبه منه من الاسواق ولا يحضر لها ملابس زاهية مثل التى ترتديها زوجة حارس القلعة....بل لا يحضر لها سوى القليل من الطعام وفقط فهو لا يحب الطعام او الملابس لكنه يحب السرقة ...كان فى بدايتة يسرق للجوع ثم اكتشف انه لا يحب الطعام كثيرا فبدا يسرق الملابس لكنه عاد لثوبه المهترىء الاول الذى احبه ..ولم يحب الحلى او سلاسل مثل التى يرتديها ذو العباءات وحراسهم ولكنه احب سرقتها ربما لانه عرف انها من الاشياء الثمينة لديهم ....كان يهوى جمع الاشياء التى يهتم بها اصحابها ويدفنها داخل جره كبيره بعيدا عن الانظار فى الجانب المهجور من المدينة ،ذلك الجانب الذى حذر منه ذو العباءات مرارا حتى بات ذكره مخيفا فلم يقترب منه صغيرا ولا كبيرا لكنه اراد ان يعرف ما يحدث بداخله وعندما طردته العجوز بعد نوبه غضب قرر الذهاب الى هناك ..كان يوقن ان هناك كنز مخفى واصحاب العباءات يريدون اخفاءه عن اعين الباقين ..استلذ ان تكون تلك سرقته فكسر سياجها فى جنح الظلام ....كانت الاسوار شائكة وعالية ولكنه تمرن قلبها على كيفية العبور من اسفلها والان هاهو هناك وسط الغابة المظلمة لم يسمع بها سوطا ولم يرى سوى اشجار بها ثمرات لم يستطع تسلقها فاكل من الملقى الى جانبها وعندما شعر بالنعاس نام ....وفى الصباح خرج ولكنه قرر العودة مرة اخرى فى الليلة التالية ليتوغل فيها اكثر ...فى تلك المرة راى الغزال يسير الى جواره حمارا وحشيا وراى ارنبا وراى ثعلب ولم يسمع صوت صراخ ولم يجد سوى السكون فاحب المكان وصار خلوته ،كان الوحيد الذى اكتشف سر اصحاب العباءات ولكنه لم يفهم لما يخيفون الناس بها ..واين ذلك السر المخفى ؟...ولكنه علم ان كان هناك كنزا فسيجده يوما وهو يتجول بداخلها او ستدله عليها حيواناتها بعد ان الفوا وجوده ..ولكنهم علموا وطاردوه من مكان لاخر ..حتى مسكنه وسط العجوز لم يعد يقربه سوى ليلا....لاول مرة يشعر بشعور تجاه العجوز وهو الشفقة لم يرد لها ان تتاذى ولكن بعد ان اشتد الجوع عليها خرج ولم يعد لها مرة اخرى ....نادته باسم عباد وهكذا عرفه الناس من حوله لكنه فى مرات كان يقول محتار واخرى جوال واخرى وغيرها ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقيط 2
- متى نتوقف عن العبث مع فتياتنا
- هل انت متسامحة ؟
- اعتذار واجب الى مارجريت
- نساء ملهمات فى حياتى 4 مارينا نعمت
- ليت كانت المراة للحياة... الى امراة من الجانب الاخر
- افكارنا التى تملكنا الاخ الاكبر
- الى مارجريت عقلك حيث الحرية
- واحة خضراء
- جيفار الذى أمن بالانسان
- مارجريت ترد اين عقلى ؟
- الى مارجريت وجع الاستيقاظ
- امراة فى لعنة الحبر الى مارجريت
- مارجريت ...ماذا لو كانت النساء من كوكب اخر ؟
- المراة والدراويش
- الجلوس على حافة الجبل
- من قالت لا ؟
- هل تحيى النساء العرب ؟؟
- هل تعى المراة العربية ذاتها؟
- نساء ملهمات فى حياتى 3 مارى كورى


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - اللقيط1