أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - اللقيط 2















المزيد.....

اللقيط 2


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


....كان فى كل حارة اسما له ولم يمل من ذكر الاسماء .....لم يفكر ان يعود لتلك البقعة التى وجدته فيها العجوز عله يعرف من تركته ولم يهتم لها ....كان يحب الترحال والسرقة والنوم تحت الشجر لذا احب غابتة السرية وغضب عندما وضعوا له حراسة بداخلها لمنعه من الاقتراب منها ....
استمر يهرب من ذوى العباءات ولم يتراجعوا عنه ،حتى جاء وقت الشمس فتاخر طلوعه ،سمع صوت الهمس فالخوف يرتفع وسط الناس ووصل حتى القلاع بين المساجين والحراس واصحاب العباءات،خرجوا بين الناس بان الجنوح عن القانون وان القائد غاضب لذا عليهم فى طلب الرحمة منه ولكن محاولاتهم باءت بالفشل فايقنوا الموت القادم من بعيد ...كان لافتى بلا اسم يركض من مكان لاخر يبحث عن الدفء المفقود حتى وجده خلف الاسلاك الشائكة وهناك بات ليلتة دون الخوف حتى من الحرس ..استيقظ ولا يعلم كم بقى نائما ولكنه عندما استيقظ كان هناك شىء ما قد تغير صحيح لم تخرج الشمس فى موعدها بل ارسلت المطر وانتظرت الشمس حتى مضى المطر ثم خرجت على استحياء....القمر اختفى ثم عاد ولم يعد احدا بعدها على حاله .....
لم يبالى بشكل الباعة الجدد اعجبه منظر البيوت الجديد ...والساحات النظيفة وبقية الحارات على حالها!..ولكن الكوخ لم يكن هناك ..شعر بالخفه لانه لم يجد تلك العجوز وانها اختفت هكذا فجاة...ربما تبحث عن طعام فى مكان ما ..او تبحث عنه ..لكنه ابعد تلك الفكرة الاخيرة عن راسه وهو يتجول فى الشوارع ..وجد اجراسا عاليه تدق من بعيد ..سمع بعض الهمسات فى السوق ولكن لم يفهم معناها فهو لم يسمع بتلك الاجراس ولا نغماتها من قبل برغم انغماسه فى المدينة ..لم يعجبه ذهول الناس وشرودهم ولا سرقته السهله للطعام لقد احب منظرهم وهم يركضون من خلفه ...لم يقنع من قبل بسرقه سهله....
الشىء الذى لم يتغير هو مطاردته ولكن لون العباءه كان ابيض ..لا يميز بينهم من يرتدى الابيض من الاسود ..كان هناك تجمع كبير اندس بين الحضور ،كان الصمت مطبق عليهم يشاهدون مندهشين كان صبيا فى مثل عمره معصوب العينين ،قالوا انه امتلك روحا وسوف يخبرهم بمن سيقود اصحاب العباءات ويرشدهم ...كانوا فى الاعلى يهللون بينما وقف الناس منتظرين اشارات التصفيق من بعيد والتى بمجرد ان لاحت حتى على صوت هتافهم واصم اذنيه فحاول ان يبتعد بعيدا عنهم ولكن الاصوات كانت لاتزال هناك ترن فى اذنه...مال بال هؤلاء الناس هل جنوا جميعا هكذا حدثت نفسه ؟...كان يضع يديه بخفه فى جيوبهم وياخذ ما يجد وياكل من الثمار المتروكة لم يعترض احدا منهم ..ماذا اصابهم ؟....كانت الدموع تنهمر من عيونهم وصاحب الاسم يرتفع ليقف بينهم ...والتصفيق يشتد ..حاول ان يتحدث لكنه بكى ايضا مثل الجميع ....
هل رحلت هكذا ؟لن تعود تعرف الحقيقة ولن تقول وستظل هناك فى مدينة بعيدة حتى تهرب من اخبارهم انهم مخدعون فى ذلك الذى يقودهم ...ولكن ماذا الا تستطيع ان تبقى وتنسى ..انظر لتلك المدينة من حولك ..انها بلا كذب..لانهم ليسوا بحاجة لمن يقول لهم انهم صادقين وتشع الصدق من وجوههم الطفولية الساذجة ....متى سيكونوا رجالا بما يكفى ليعرفوا الحقيقة بانفسهم دون ان يخبرهم بها احدا ...كان الفتى الهارب فى تلك المدينة حيث لا احد يسال وهو لا يجيب ..فى الفضاء الفسيح يسكن بلا بيت بلا حرس وقيود ...ليس عليه ان يتخفى وان يخاف ...فى وجوه لا تنظر له بريبه لا تساله عن سبب لونه المختلف عليه وسطهم فجميعهم اصحاب الوان عدة ولا يوجد بينهم اصحاب عباءات يجولون فى الشوارع ...بل لم يسمع بهم منذ ان وصل الى هنا ...ترى هل اختفوا ؟...هل تقدم الزمن ونام ثم استيقظ على رحيلهم ...لا يعرف متى رحلوا عن هنا ام انهم اتوا اليهم من هنا اصلا كان طفلا...ولا يدرى استمع للملاحظات ونفذها بحذافيرها ...ولكن ماذا هل ينسى انه حاول وهو بعد صغير بعدها بفترة ان يهبطوسط الساحة ويصرخ بهم ليخبرهم ولكنه ما كاد يحكى حتى سمع الحكايات تنطلق من افواه الناس من حوله من استيقظ وعاد ورحل المرض وزاد الرخاء وشعورهم ان كل شىء حسنا قادم ..كاد ان يحكى ولكن رجالاته يطوفون الشوارع ويحكون المزيد من القصص...خاف ..خاف وهو يرى مشعوذ شحاذ معلق على البوابة لانه لم يصدق !...الشحاذ لم ينجو وكذلك هو فلما يتحدث ؟....لما يموت سيعطونه بيتا وحريرا حرم منهم ربما يجدوا له والديه ....لم يرهم ابدا !..تناول الطعام فى ملاعق الذهب فلما يعترض وما نفع التذمر ومن سيمسمع وهل يستحقون!...نعم هل يستحق منهم ان يعرف ..اليس من الافضل لهم الصمت ..الصمت هو حاكمهم الحقيقى ..لولا ذلك لانطلق الشحاذون ولهبط اللصوص الساحات من دوائهم المغلقة ولقتل من قتل ...نعم الصمت يجعهلم ظرفاء يبتسمون والصمت يجعلهم اذكياء يخفون بعضا من مكرهم وحقدهم ...والكره الذى يطفح من العيون يختفى حول الشعور الطويلة واللحى الكثيفة ورائحة العفونة التى تفوح من اجسادهم التى لاتعرف الاستحمام لمزيد من حب الصمت ...ولكنه كره الصمت وبعكسهم تحدث مع مخدوميه فبادلوه الابتسام وفقط لم يكن مسموحا لهم بالمزيد حاول ترجى منهم الحديث ...تحدثوا ولكن بما طلب منهم ..ولم يزيدوا حرفا ...لم يعد لمذاق الفضة طعم صارت كالنحاس بلا فائدة لديه ..يعلم ان لديه خزائن ولكن ما فائدتها ليته ما صمت تنبه قلبه بذلك متاخرا كثيرا عن موعد عمله لقد يأس منهم وهنا ...هنا ماذا وهل يسال احدا ؟....وهو ليس مضطر للاجابات .....هنا سيعرف الحب دون ان يضطر للكذب ..كذب من قبل لكى يحميها كانت من خدامه ولم يكن جائزا لكلاهما لكنه فعلها ..علم انها رحلت هى ايضا بسببه ولكن ليس لمدينة كتلك بل لمدينة اخرى حيث المعاقبين ينشدون فيها الموت او اخراجهم منها ولكن لا يستمع احد اليهم ....
عن كل مكانا تخليت ...اردت ان ابحث عن ظل شجرة لا يزال يتفتح بنقاوه فلم اجد ،لا يزالون هناك فى كل مكان مضى الوقت ورحلت ..ولكنهم عادوا للظهور كيف اندسوا وسط هؤلاء البشر ..ماذا ايريدون عودة كل ما هو مسمم مثلما كان الوضع فيما سبق ..لا يتركون زهرة تتفتح دون ان يكون لايديهم دور فى ذلك ...الى اين الان ؟..امدينة جديده ستسعك ..مضى بك الوقت لم تعد طفلا تتهرب خلف رداء صغرك مما فعلت ولم تعد شابا تقول ساعيش من جديد ..دخلت منتصف عمرك وربما تموت ولن يموتوا هم ...اخشى ان يتزايدوا ...تصل ايديهم الى الحلق وتنتزع منه كل شىء...ماذا الا يوجد من يقطع تلك الايادى..تلك المدينة التعيسة لا تعرفهم تفتح لهم النوافذ اود الصراخ لا لا لا تفعلوا ذلك بانفسكم وبى ولكن من دون جدوى لا يستمعون ...ولن يستمعون ..ماذا سيفعلون بعقولهم ..ربما هم لن يعرفوا ذلك ابدا ...
ما اسمى يدعوننى اليوم الاسمر لا يهم لطالما استطعت الهرب منهم واليوم سافعل ايضا ...يبحثون عن تلك القلادة التى سرقتها منهم ولكننى اضفت لى ثلاثة اخريين ربما كونت بقلاداتهم مجموعة نفيسه يضحك عليها الناس ..هم من يخفونى ..اعيش كبطل فى وسطهم يعرضون عليه الملابس لكننى ارفض ..احب ردائى البالى انه معى منذ زمن وجالب الحظ لى لما عليه تركه الان ....اليوم سرقت بعض اتفاح ...اف مالذى ادونه الان على تلك الورقة البالية الهذا تعلمت نقش الحروف وقرأتها!...
اخرج بعض تلك الورقات الصفراء من بين حشائش التى يضعها بتلك الخيمة المتهالكة وحاول اعاده قراءتها ..لكن حروفها لا تشبه تلك الحروف التى تعلمها هل خدعه ذلك الفتى الذى قال عن نفسه انه معلم حتى يسترد منه ما سرق !....ضحك هل هناك من اتى وسرقة الان ...ولكن ماذا لن يصمت ان غشه فعليه ان يعود ليعلمه الحروف الصائبة من جديد عليه ان يقرأ تلك الورقات ربما كانت ذات قيمة وتستوجب البيع ولكن دون قراتها لن يعرف ذلك ابدا ....
فى نصف مراه مكسورة تطلع الى لحيته التى اخذت تنمو الى طوله وهزال جسده المحروم من الطعام ...كان هذا ما يستحقه الهارب ..سقط جوار الحائط لا يريد ان يتذكر انهم اعادوه من تلك المدينة الى ذلك القصر السجن من جديد ...فى تلك المره صرخ كنت طفلا بينما انتم كبارا فلما تركتمونى لقد سرقوتنى وعصبت عينى بمنديلكم الاسود وانتم تعلمون كل شىء منذ البداية ...تعلمون من هو ؟...دعونى ارحل لم اخبر احدا وساصمت ...ساصمت ...قلت لهم فقط الا ياتوا الى هنا وليس اكثر انها مدينة ...وكبيرة والناس كثر ينسون سينسون فقط دعونى ولكنه كان يعلم انه لن يستجيب اليه احدا ..نظر للاغطية الدافئة والغرفة الواسعة التى وضعوه فيها بها كل ما يحتاج لكنه يريد الهرب ....طرق الباب ..التف حول جسده الهزيل القابع جوار الحائط لم يلحظ ان شعره يتساقط واصبح منحول يميل الى الصلع ...عيناه زائغتين لا تخفيان انفه الطويل الذى يرتعش ..لا ليس ذلك الرجل ..انه من القى به فى هذة الدنيا ولكنه اكتشف ذلك متاخرا ...كان من وضع العصابة هم فقط من يعلمون بحقيقتة ولكن من صفقوا ..يبتسمون على حمقهم ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نتوقف عن العبث مع فتياتنا
- هل انت متسامحة ؟
- اعتذار واجب الى مارجريت
- نساء ملهمات فى حياتى 4 مارينا نعمت
- ليت كانت المراة للحياة... الى امراة من الجانب الاخر
- افكارنا التى تملكنا الاخ الاكبر
- الى مارجريت عقلك حيث الحرية
- واحة خضراء
- جيفار الذى أمن بالانسان
- مارجريت ترد اين عقلى ؟
- الى مارجريت وجع الاستيقاظ
- امراة فى لعنة الحبر الى مارجريت
- مارجريت ...ماذا لو كانت النساء من كوكب اخر ؟
- المراة والدراويش
- الجلوس على حافة الجبل
- من قالت لا ؟
- هل تحيى النساء العرب ؟؟
- هل تعى المراة العربية ذاتها؟
- نساء ملهمات فى حياتى 3 مارى كورى
- مارجريت5 سلاما على محبى الحقيقة والعدل


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - اللقيط 2