أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - تقنيات (جوزيف زفوبودا )















المزيد.....

تقنيات (جوزيف زفوبودا )


عمار الجنابي
(Amaar Abed Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 4893 - 2015 / 8 / 11 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


زفوبودا (1920-2002)
جوزيف زفوبودا* :
تمثل فترة الستينات من القرن العشرين ذروة التطور في المسرح التشيكوسلوفاكسي عبر نحو اربعمائة فنان يعملون في مجال تصميم المشاهد، وبفضل تضافر الجهود من اجل محاولات فنية خلاقة، تمكن المسرح عندهم ان يكون جزء من المشهد الدولي العام، وتعود تقاليد مسرحهم الى معماريي خشبة المسرح، وترك الفن المعماري طابعة على تطور المسرح بعد الحرب، اذ تفككت الصورة الفنية ذات الابعاد الثلاثة الى خشبة مسرح ذات تكوين مركب وزعت عليها اشياء تعبر عن فكرة ما، واستمر هذا الوضع الى ان طوّر زفوبودا مسرح (لاترينا ماجيكا – المصباح السحري) مستخدماً التكنولوجيا الى اقصى حد، محققاً نقله لا تقل اهمية عن اهمية سابقتها في التطور الفني لتصميم المشهد في المسرح التشكيلي . واصبح الموجه الفني لمسرح (لاترينا ماجيكا)، اضافة الى تبنيه لاعمال (السيرك السحري) التي تقدر بخمسة الاف عرض، فضلاً عن استفادته من كونه معمارياً اذ "اختار (زفوبودا) ان يكون واحداً من الذين يهتمون بالفنون التخطيطة اكثر من كونه مصمماً عاكساً لفنه المعماري وتقربه غير الطبيعي للتصميم" .
يعد زفوبودا فنان صوري، ومبدع في الضوء والظل والعرض، اذ كان احد اكثر مصممي خشبة المسرح البارزين للقرن العشرين – بالرغم من انه فضل تسمية (فنان صوري)- فهو مبدع في المساحة والضوء، اذ عاد اختلاف المسرح الخالي، عبر الانعكاسات والتحول السريع للسايكلوراما، واستخداماته الجريئة للفلم والصورة المتحركة، فقدم نصوصاً كلاسيكية واوبرات بمشاهد ومذهلة .
فقد ساهمت تصاميمه في زيادة التأثير الدرامي عبر الاستخدام الشامل للاضاءة اذ يقول: "الضوء هو المادة التي احب. انك لا تستطيع خلق فضاء مسرحي من دون ضوء" . قاده ولعه بالضوء الى تصميم ما يسمى انطلاقات الاضاءة التي تستخدم في انحاء العالم الآن، وقلده الكثير من مصممي المسرح في العالم، في استخدام المادة الفلمية في العرض وفي "التوقيت بين دينامية الصورة الفلمية والحركية المسرحية" .
عند زفوبودا تكمل الموسيقى الفعل من خلال تركيبه العرضات السينمائية، والسبب في ذلك كون زفوبودا لم يكن وثائقياً –كما هو بسكاتور- بل عاطفياً الى حدٍ ما، فقد عرض الصورة الثابتة على الشاشة الخلفية، وعلى ستار امامي ينفذ من خلاله الضوء، فمن خلال ذلك جرب المشاهد تقديم فعل مسرحي معقد، الصورة على الستار والفعل خلفه اللذين يحدثان في آن واحد والعرض المتحركة والشاشات اللمتعددة، وقد "سيطرت العروض السينمائية على خشبة المسرح الى درجة ان مصمم المناظر لم يعد يرضيه ان يكون مشتركاً في خلق جو النص الدرامي بل بدأ يحلل العمل الدرامي برمته، ويعلق على تفاصيله، ويشتق الدلالات الفرعية من فكرته الاساسية، ويخلق لنفسه وجوداً خاصاً على حساب العناصر الاخرى في المسرح" ، ففي عرض (بوليكران) عرض ثمانية شاشات باحجام مختلفة على الخشبة، وبزوايا متباينة، غلفها من الخلف بقماش اسود، ان ما يرغب في انجازه، هو فن تلصيق بصري، متأثراً بالسريالية، مع تركيبة متباينة من العناصر الواقعية، تتغير باستمرار بمصاحبة الموسيقى، الى جانب عروضه في (لاتيرناماجيكا)، التي وظفت التوافق بين الممثلين، والمغنيين، والراقصين والفلم المعروض بتفاعل مستمر ويربط الكل ببيئة واحدة، فيؤدي الممثل فعلاً ما، على الخشبة في الوقت نفسه يعرض هناك وبلقطة مكبرة على شاشات العارضات( )، فضلاً عن الهدف من تعدد شاشات العرض والنظام المركب للعروض السينمائية "لخلق امكانيات كانت غير معروفة من قبل لبناء المساحة على خشبة المسرح، وقد تناول زفوبودا مرة اخرى تصميم المشهد المسرحي من جميع جوانبه، بتوسيع المساحة وتضييقها كفن ذي ابعاد ثلاثة"( )، وساهم في الكثير من التجارب، فقد تفرد في استخدامات ميزته في المسرح التشيكي، اذ "كانت ثورته التقنية في الاضاءة التي استخدمت مزيجاً من عارض السلايدات، والعارضات السينمائية، والاضاءة الليزرية، والهولوكرام – اضاءة ثلاثية الابعاد"( ).
سعى زفوبودا وراء تحقيق غرفة مسرح ناشطة، ويتحرك دوماً نحو عين المشاهد، مجسداً وعاكساً تغير الايقاع والمواقف الدرامية، واسماها (غرفة التشكيل النفسي)، واحرز تقدماً بالمعاني وبتقنية تنوع الالوان على نحو مستمر، فضلاً عن توظيف الضوء المتراكب مع البراقع، وشاشات العرض الموضوعة في اماكن وزوايا مختلفة، لتعطي غرفة المسرح مزيجاً من شظايا الواقع، ليشاهد من زوايا مختلفة،( ). وتفرد في بعض الاستخدامات البلاستيكية واجهزة الاشعاع والترددات، والمؤثرات مثل عمود الاضاءة ذا الابعاد الثلاثة، وتحريك المنصة رفعاً وخفضاً واستخدامه للمرايا في اكثر من عرض استخدامات مميزة تضفي جمالاً على الشكل وتساهم في عكس الاشكال للمشاهد( ).
كما تركزت اعماله على استعمال الضوء وسيلة مزدوجة، أي وسيلة للضوء والمناظر في ان واحد، باستعمال الحزم الضوئية جزءاً من عناصر التركيب التصويري في المنظر المسرحي، او باستعمال السلايدات الملونة لعرض تأثيرها على السايكوراما لتقوم مقام المنظر، لقد ابتكر زفوبودا الستارة الضوئية التي تحجب الرؤيا عوضاً عن ستارة القماش، فضلاً عن توظيف بعض المواد في صنع المنظر كالبلاستيك والالمنيوم والمرايا وغيرها( ).
توجب فتح ابواب عديدة من الفنون، لتكون الهاماً حراً، وقد جاء "التطور العالمي للمسرحي بتغيير شامل في جماليات الفن، وفي القواعد التي تحكم العمل الفني، فالشعر الملوس او المرئي ازاح الحواجز الفاصلة بين الفن التشكيلي والادب والموسيقى"( ).
لقد صاغ زفوبودا هدفه الجمالي عبر الحركة وتأثيرها بالصورة اذ يقول: "انا لا اريد صورة مستقرة، ولكن اريد شيئاً ما يستنبط، الذي له حركة، ليس بالضرورة حركة فيزيائية بالطبع، ولكن توزيع الديكور المتميز بفعالية مستمرة او تغيير مستمر، قادر على تغيير الانطباع في العلاقات، المشاعر، ربما بوساطة الاضاءة فقط، خلال سياق الفعل"( )، لذا نراه في بعض من عروضه المسرحية يقدم على استخدام تقنية الاضاءة بوسائل شتى وابتكاره لاجهزة خاصة لهذا الغرض، فنراه تارة ينجز فضاءً ملون تدعمه صفائح مختلفة الاشكال وبمستويات مختلفة، وتارة اخرى يجرب تقنية معقدة من المرايا او عرضاً يشمل العديد من شاشات العرض، فاساس عروضه كولاج وتجميع خيالي فانتازي للالوان والاشكال( ).




المصادر والمراجع

1. حول تصميم المشاهد في المسرح التشيكوسلوفاكي، في نشرة سينما ومسرح، العدد 3، السنة الاولى، بغداد: مركز الابحاث والدراسات، المؤسسة العامة للسينما والمسرح، حزيران، 1977.
2. عبد الحميد، سامي، الاتجاهات الجديدة في المسرح المعاصر، مجلة الطليعة الادبية، العدد 3، السنة الخامسة، بغداد: وزارة الثقافة والفنون، 1979 .
3. Entertainment Design, Josef Svoboda Dies, Primedia Business Magazines, 16, April, 2002.

4. preof. Josef svoboda, http://www. Bubenicek. Het/ Latern asvoboda2.

5. Jays, David, Joseph Svoboda, 22, April, 2002, http://www. Gardian. Co. uk/ --print--,

6. Lighting Parctitioners. http://www. Thwatrecraft. Com

7. Forbes, Elizabeth, Josef Svobda, Intfluentiol Czech stage, the independent, London: 22, Jone, 2002



#عمار_الجنابي (هاشتاغ)       Amaar_Abed_Salman#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاداشي سوزوكي
- الإخراج في الألفية الثالثة الدرامية ومابعد الدرامية (مفاهيم ...
- الاخراج المسرحي والفلسفة المعاصرة
- العرض المسرحي رؤيا مفاهيمية معاصرة
- مسرح المقهورين
- التناص في مسرح سعد الله ونوس
- مسرح الاطفال
- مقومات الفن المسرحي
- توظيف المسرح في حركة المجتمع وتنويره
- الطقس والأسطورة
- مفهوم المحاكاة بين ارسطو وفلاسفة الاسلام
- ابو النؤاس والخمر
- فلسفة الالماني فيختة
- علاقة المسرح بالشعر
- ارسطو والمحاكاة
- نظرية الالهام او العبقرية (افلاطون)
- نظرية الأجناس الأدبية theory of literary genres
- عناصر البناء الدرامي
- التعبيرية (Expressionism) في الادب المسرحي
- مفهوم الزمن في الدراما


المزيد.....




- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - تقنيات (جوزيف زفوبودا )