أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - مسرح المقهورين














المزيد.....

مسرح المقهورين


عمار الجنابي
(Amaar Abed Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 14:37
المحور: الادب والفن
    


تسمية أطلقها المسرحي البرازيلي ( أوجستو بوال 1931- ) على تجربته في دول أمريكا اللاتينية متبنيا فكرة المسرح السياسي باعتبار أن كل نشاط أنساني هو سياسي بحد ذاته مما انعكس ذلك على مسرحه التحريضي الذي انتشر في دول العالم الثالث .
تأثر اوجستو بوال بالأفكار الثورية كنتاج لفن ما بعد الكولونيالية " فعمد إلى الاستفادة من المنجز الفكري لباولو فرايري-;--;- حول تعليم المقهورين في رسم ملامح جديدة لمسرح ثوري يخرج عن معادلة الممثل والمتفرج كما يقدمها النموذج الغربي الذي يعمل برأي بوال على الحد من حافز التغيير الاجتماعي عند الممثل والجمهور على سواء "(1).
عًدً بوال المسرح لغة في خدمة الفقراء والمقهورين للتعبير عن ذاتهم واكتشاف أفكارهم وتحويلهم إلى مشاركين ايجابيين في الحدث الدرامي مبتعدا ابتعادا جذريا عن نظريتي أرسطو وبريخت وكما يقول بوال ففي نظرية أرسطو " يسلم المتفرج نفسه إلى الشخصية الدرامية بحيث تقوم هذه الشخصية بأداء الفعل والفكر بالنيابة عنه – أما نظرية بريخت فان المتفرج يسلم نفسه أيضا للشخصية الدرامية لتقوم بأداء الفعل بالنيابة عنه ولكن المتفرج يحتفظ لنفسه بحق التفكير وغالبا ما يكون هذا التفكير متعارضا مع فكر الشخصية الدرامية " (2) في حين هدف بوال من مسرحه ترك المتفرجين يعبرون عن أفكارهم ليكتشفوا مدركات جديدة في أطروحاتهم في منظومة دائرة وعيهم ساعيا إلى هدفه من تجربته المسرحية مشاركة المتفرج حيث " يقوم بنفسه بدور البطولة فيغير من مجرى الحدث الدرامي ويقترح الحلول ويناقش احتمالات التغيير على المستوى الإنساني والاجتماعي والسياسي " (3) باعتبار مسرحه يبني متفرجا ثائرا يمهد لثورة وليس فنا للتسلية بل سلاحا يحمله ويستخدمه في قضيته .
فعمل مسرح المقهورين تهدف إلى تحرير المتفرج حيث " لا يترك المتفرج الفرصة للممثل أن يفكر نيابة عنه وإنما يحرر المتفرج ذاته ويفكر لنفسه ثم يتحرك بنفسه لترجمة الفكر إلى فعل ففي هذه النظرية يصبح المسرح هو الفعل بالمعنى المادي والحقيقي " (4) .
يعتمد مسرح المقهورين في عروضه-;- على مبدأ المشهد القصير الذي يتناول حادثة ما تهم المتفرجين أو واقعة ما تشكل نقطة انطلاق العرض الذي يتطور بمقتضي ردود أفعال الحاضرين مما يجعل العرض مكانا للنقاش والحوار مما تطلب ذلك وجود شخصية الجوكر التي تدير العرض والسجال والمناقشة مابين الممثلين والمتفرجين والتي " استوحاها بوال من مدير اللعبة Meneur de jeu في مسرح القرون الوسطى , والجوكر هو شخصية متغيرة يمكن أن تلعب أدوارا مختلفة ووظيفتها في العرض هي تحريض النقاش وتعديل مسار اللعبة حسب ردود الأفعال وحسب المستجدات بالإضافة إلى القدرة على تغيير المعطيات للإفلات من الرقابة " (1).
يتطلب التمثيل في مسرح المقهورين ممثلا مدربا تدريبا عاليا خصوصية العروض الذي يمتاز بالطابع الارتجالي بالأداء والتجاوب مع المسار الذي يأخذ العرض مسارا غير متوقع لذلك اوجد بوال مجموعة من التمارين الخاصة لإعداد الممثل تتيح له اكتساب مهارات ونذكر منها " تمرين المرآة وهو تمرين صامت إيمائي بصري يقوم على وجود مجموعتين مع الجوكر تؤدي المجموعة الأولى حركة تعكسها المجموعة الثانية كما لو كانت مرآة لها... تمرين تقليد الدمى أو الحيوانات أو مهنة معينة " (2) .
وقد تنوعت تمارين إعداد الممثل عن بوال منها تمارين لتقوية التركيز والسيطرة على الجسد كما في تمرين ( التقاطع والدائرة ) حيث " يطلب من المشاركين رسم دائرة بقدمهم اليمنى ويستمرون في ذلك لدقيقة ثم يطلب منهم أن يكتبوا أسماءهم بيدهم اليمنى مع الاستمرار في رسم الدائرة بقدمهم اليمنى "(1) في البداية يجد الممثل صعوبة في التركيز على تنفيذ ذلك التمرين ولكن مع تكرار التمرين يكون أكثر تركيزا في السيطرة على حركة اليد والأرجل في نفس الوقت .
ولإعداد جسد الممثل يوجد تمرين يخص الجانب التخيلي والعضلي وهدفه معرفة الممثل عملية تمدد وانكماش العضلة حيث " ينحنون ويلتقطون أي شيء من الأرض , يؤدي الممثلون هذا التمرين ببطء حيث يحاولون الشعور بكل عضلة تدخل في هذه الحركات , يكرر الممثلون التمرين ولكنهم في هذه المرة لا يلتقطون شيئا من الأرض بل يتخيلون ذلك , يحاول الممثلون أثناء ذلك تذكر التمددات والانكماشات التي حدثت في العضلة أثناء العملية السابقة " (2).
وتمارين تخص تنمية الجانب الحسي والعضلي وتقوية الذاكرة لدى الممثل كما في الملحق رقم (4)-;- .



#عمار_الجنابي (هاشتاغ)       Amaar_Abed_Salman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناص في مسرح سعد الله ونوس
- مسرح الاطفال
- مقومات الفن المسرحي
- توظيف المسرح في حركة المجتمع وتنويره
- الطقس والأسطورة
- مفهوم المحاكاة بين ارسطو وفلاسفة الاسلام
- ابو النؤاس والخمر
- فلسفة الالماني فيختة
- علاقة المسرح بالشعر
- ارسطو والمحاكاة
- نظرية الالهام او العبقرية (افلاطون)
- نظرية الأجناس الأدبية theory of literary genres
- عناصر البناء الدرامي
- التعبيرية (Expressionism) في الادب المسرحي
- مفهوم الزمن في الدراما
- نظرية الانعكاس في الادب والفن
- ارسطو والشعر
- التطهير (catharsis) والسايكودراما
- الشعر والاخلاق في الجمهورية الافلاطونية
- الخرافة (myth)


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - مسرح المقهورين