أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - عناصر البناء الدرامي















المزيد.....

عناصر البناء الدرامي


عمار الجنابي
(Amaar Abed Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 00:06
المحور: الادب والفن
    


اشرنا سابقا ان المسرحية شانها شان سا ئر الاجناس الادبية الاخرى .لايمكن ان تتكامل بنائيا الا بتكامل عناصرها ,وهو مايفترض ابتداءا لدى الاديب او الفنان .بمعنى اخر ان الوعي بتلك العناصر وتقنياتها يساعد على توصيل القيم الجمالية ضمن نطاق خطاب النص المسرحي ( discourse) بما يؤثر في المتلقي فيما بعد. وبما ان المسرحية تشتمل على الكثير من العناصر ,كما ان بعضا منها يشتمل بدوره على مكملات فرعية اخرى.لذا فمن الضروري دراسة اهمية هذه العناصر مجتمعة بالنسبة للبناء الدرامي مستندين على عناصر الدراما المختلفة الى مبدأ تجزئة مكوناتها وعملية التجزئة هذة انما يراد بها تيسير اجراءات البحث في العناصر وليس تكريس انفصال بعضها عن البعض الاخر ,وهذا اجراء متبع علميا منذ زمن (ارسطو).

1- الحبكة(plot) :
مصطلح غامض غير محدد,حتى ارسطو نفسه مثلا لم يضع مفهوما محدد لهذا المصطلح ,والبعض من النقاد اطلقوا عليه مجموعة تسميات فالبعض يقول انها قصة (story) والبعض الاخر يقول انها خرافة (myth) والبعض الاخر يسميها عقدة .
ويرى الباحث ضرورة التمييز بين هذة المصطلحات لانها تربك المعنيين بشؤون الدراما وتجعلهم يستخدمون المصطلح لاكثر من معنى ابتدائا ان الحبكة لاتعني القصة كما يذكرها البعض لان الحبكة تبنى على السبب والنتيجة في حين ان القصة سرد ووصف وحوار .ولاتتضمن القصة حبكة الاباحتوائها على السبب والنتيجة .فالحبكة هي تنظيم وترتيب الاحداث المنقولة عن القصة بشكل منطقي ومعقول . فالحبكة اذا تبنى على اساس السبب والنتيجة وهي( خط تطورالقصة ) (1) اي هي نظام ترتيب الاحداث المنقولة عن القصة واسلوب صياغتها بشكل درامي من مخيلة المؤلف الدرامي .او هي نظام بناء الاحداث على وفق علاقة سببية اما بالنسبة الى الخرافة فقد ميزها بعض الكتاب قائلين( يمكن تمييز الخرافة عن الحبكة وذلك بادراج الحبكة في النظام الذي يتابع فيه مجموع الاحداث (الحوافز المكونة للخرافة)داخل القصة فعليا .(2)اما ترجمتها بالعقدة فان من شان غموض المصطلح الاخير ان يثير الالتباس لهذا يرى بعض النقاد ان الحبكة ادق ترجمة من العقدة التي اشاعها بعض الكتاب لما توحي به هذه الكلمة من التعقيد(3) .وتقول بعض المصادر ان العقدة هي الجزء الذي يسبق الحل (Solution) .وقد يبدا بالمسرحية واحيانا يفترض وجوده قبلها .وتستمر العقدة حتى الجزء الاخير الذي فيه يصدر التحول من السعادة الى الشقاء او العكس.
تاسيسا على ذلك فان العقدة (crisis) هي جزء من الاطار العام للحبكة ,تبدأ مع بداية نقطة انطلاق الحدث وتنتهي عند الذروة (climax) ويؤكد الناقد الامريكي (وولتر كير) ان العقدة هي( الموقف الرئيس الذي ينشأ من مواجهة شخصيات المسرحية كل منهم الاخر او مواجهة كل منهم للظروف المحيطة به).(4)
تكلم (ارسطو) عن نوعين من الحبكة ,احدهما بسيطة واخرى معقدة وفضل الحبكة المعقدة على البسيطة لاحتوائها على عنصرين التعرف والتحول.وعند حديثنا عن البنية الارسطية .ان المبدأ التنظيمي السائد هو ترتيب الاحداث على وفق السبب والنتيجة .وباستعمال هذه الطريقة يضع الكاتب المسرحي في البدداية كل الشروط الضرورية التي تتطور منها كل الاحد-اث اللاحقة مثل دخول احدى الشخصيات في صراع مع رغبات شخصية اخرى كما نلاحظ في مسرحية (عدو الشعب) للكاتب النرويجي (ابسن) او مع رغبات ذاتية.والمحاولات التي تجري لرفع العقبات تصنع جوهر المسرحية ,وكل مشهد ينمو منطقيا من المشاهد التي تسبقه وليس هناك مسرحية بدون حبكة وفعل(action) ومع ذلك فان التفريق بين الحبكة والفعل امر اساسي يشبه التفريق بين الشكل والمضمون فالفعل هو الشكل والحبكة هي المضمون .


2- الشخصية (character): من الملاحظ تعددت الاراء بصدد الشخصية فمنهم من يرى ان الشخصية في المسرح كائن بشري يشار اليه في النص المسرحي بعلامات لغوية ويتقمصه ممثل ... على خشبة المسرح من خلال علامات غير لغوية او تلك القوى في المسرحية التي تنفذ الفعل المسرحي من خلال كينونتها الفردية وكلماتها واعمالها.(5) او هي ذلك المحرك الاساس للفعل المسرحي الذي يحدد الحبكة والحوار.او هي فكرة معقدة .اوهي ماتصنعه كل الافعال الدرامية التي يصدرها الفرد خلال مسار المسرحية .ذلك الانتقاء في قيم التنظيم الديناميكي للشخصية الانسانية الذي يستخدمه الفنان المسرحي لتقديم افكار مجردة اوصور ذهنية او اراء معينة متوخيا وضعها في قالب جمالي مليئ بالتشويق وميسور الفهم من قبل المتفرج .

وللشخصية ابعاد ثلاثة :

1- البعد الطبيعي
2- البعد الاجتماعي
3- البعد النفسي


4- اللغة (language): لقد عد ارسطو البعد اللغوي الذي اسماه البيان او الاسلوب (diction) العنصر الرابع للدراما ,ووصفه بالتعبير عن الافكار بواسطة اللغة وبانه طاقة تتواجد في كل من اللغة (الشعرية) الموزونة وفي النثر غير موزونة على حد سواء.(6) وحدد وظائف الاسلوب باكتساب القول الوضوح المعبر اولا وبتصعيده فوق مستوى الكلام الاعتيادي المالوف .واوضح ان الميل الى الاستخدام المفرط في للمفردات ذات المعاني المجازية يحول الكلام الى جعجعة لفظية مثلما تؤدي المبالغة في استخدام الكلمات النادرة الاستعمال الى صنع الكلام كما بين ان التصرف الوظيفي في اشكال المفردات باطالتها او تقصيرها او تحويرها يسهم في اكتساب الاسلوب وضوحا وبلاغة يتجاوز وضوح الكلام الاعتيادي المالوف. يعتمد الكاتب الدرامي الى تركيب ايقاع أي مشهد بحيث يبلغ ذروة داخلية مرسومة بعناية فان من شان هذه التقنية ان تنشط انتباه المتلقي عفويا الى المشاهد كلها. والحوار في كل مسرحية اكثر تجريدا وشكلية من الاحاديث اليومية الاعتيادية لان الكاتب الدرامي يعتمد دائما الى اصطفاء لغة ذات اسلوب تصعيدي مصاغ يتجاوز مايفعله أي انسان خلال احاديثه اليومية.


5- الفكرة (thought): هي عنصر له حضوره في كافة المسرحيات حتى المسرحيات التي تبدوا خالية من القصد لان الكاتب المسرحي لايستطيع ان يتجنب التعبير عن الافكار كما ان اسلوب ربطه للشخصيات والاحداث يعكس دائما وجهة نظره عن السلوك الانساني . ونستطيع ان نتصور الفكرة نوعا من النص الذهني الذي يلخص المعاني الاخلاقية ويشير الى المعاني الرمزية والاجمالية للمسرحية مثل (العين بالعين). ومهما كان المصطلح المستخدم للتعبير عن المغزى او الفكرة الاساس للمسرحية فانه ينبغي دائما ملاحظة ان استخدامه يمكن ان ينطوي على خطر تصور ان المسرحيه يمكن اختزالها ,لتقتصر على عبارة مقتضية اوجملة واحدة تمثل فكرتها المركزية.



المصادر

1- فن الشعر – ارسطو –ص50
2- فن الكاتب المسرحي –روجر بسفيلد الابن-ص189
3- الحياة في الدراما- اريك بنتلي-ص13
4- تشريح الدراما –مارتن اسلن-ص39
5- افاق المسرح العالمي – ابراهيم حمادة –ص12
6- النقد الادبي الحديث – محمد غنيمي هلال-ص72



#عمار_الجنابي (هاشتاغ)       Amaar_Abed_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعبيرية (Expressionism) في الادب المسرحي
- مفهوم الزمن في الدراما
- نظرية الانعكاس في الادب والفن
- ارسطو والشعر
- التطهير (catharsis) والسايكودراما
- الشعر والاخلاق في الجمهورية الافلاطونية
- الخرافة (myth)
- العلامة والسيرورة السيميائية
- علم المثيولوجيا(الاسطورة)
- المعنى الجمالي للوجود (نيتشه)
- نظرية المثل عند افلاطون
- وظيفة الشعر عند الفارابي
- التراجيديا والكوميديا (tragedy-comedy)
- المحاكاة imitation
- الدكتورة وعلامة الكلبة النائمه


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - عناصر البناء الدرامي