أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - تظاهرات ساحة التحرير في بغداد بين الواقع والطموح















المزيد.....

تظاهرات ساحة التحرير في بغداد بين الواقع والطموح


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 23:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تظاهرات ساحة التحرير في بغداد بين الواقع والطموح
المقدمة
تشهد بغداد وغالبية محافظات الفرات الاوسط والجنوب هذه الايام موجة من التظاهرات الكبيرة المطالبة بحقوق الشعب وعلى راسها توفير الخدمات الاساسية من كهرباء وماء صالح للشرب وسكن ورعاية صحية ولم يمنع الجماهير الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي تجاوزت نصف درجة غليان الماء (اي اكثر من 50 درجة مئوية) لان حرارة الموقف وحرارة الحرمان والمعاناة اليومية للمواطن العراقي والتصعيد النفسي الداخلي عنده ضد الحكومة والبرلمان والسياسيين اعلى من درجة الغليان نفسها . ولم تكن هذه المطالب هي المحرك الحقيقي لهذه التظاهرات كما يتوهم البعض او كما يريد السياسيون تصويرها انما كثرة الفواجع التي وضع السياسيون الشعب فيها وعدم الاستجابة لمطالب العوائل التي فقدت ابناءها في المعارك ضد داعش بسبب الفساد الحكومي وكذلك تراكم المعاناة والحرمان من فرص العمل والتعليم وفقدان الامن وغيرها هي التي تضافرت مع بعضها حتى انفجر المواطن العراقي بعد ان مل من وعود السياسيين وكذبهم وصبر بما فيه الكفاية ليتيقن من فساد السياسيين الحاليين وفشلهم في تلبية احتياجاته وتلبية طموحاته على الرغم من انه كان قد انتخبهم قبل اكثر من سنة ولكن الوعي والوصول الى الحقيقة اقوى من خداع النفس والسكوت على فساد المسؤولين حتى وان صرخوا ليلا ونهارا بانهم يمثلون المذهب .
واقع التظاهرات :
افرزت التظاهرات عددا من المؤشرات المهمة التي يجب التطرق اليها والتثقيف بها وقد عشناها من خلال المشاركة في تظاهرات بغداد ويمكن اجمالها بما يلي :
1- التعاون الرائع والكبير بين القوات الامنية المسؤولة عن مكان التظاهرات والمواطنين المشاركين حيث وضعت نقاط سيطرة قريبة من مكان التظاهرة في ساحة التحرير ينتهي عندها سير المركبات وتمنع من الدخول الى مكان التظاهرة وضربت عدة اطواق امنية لتفتيش الداخلين منعا من تسلل من يريدون التخريب وكان استقبال قوات الامن بمختلف مراتبهم للمواطنين بالترحيب والاخوة والتعامل المؤدب ولا اذهب بعيدا اذا قلت اني قرات في عيونهم رغبتهم في المشاركة بهذه التظاهرات ولم تدخل القوات الامنية بين المتظاهرين ولم تعترضهم على مسيرتهم ولا على هتافاتهم بل حتى لم تقترب من مكان التظاهرة .
2- الانضباط العالي من قبل المشاركين في التظاهرات والاحساس بالمسؤولية الوطنية من خلال عدم التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاضرار بها وعدم تجاوز مكان التظاهرة الى ابعد مما هو مخطط له ومسموح به والتعاون والاحترام المتبادل مع منتسبي القوات الامنية .
3- الاخوة الوطنية بين المشاركين في التظاهرات التي جمعت الشيعي الى جانب السني ، والكردي الى جانب العربي ، والمسيحي الى جانب المسلم ، وهكذا بقية مكونات الشعب العراقي من دون ان يعرف المتظاهر انتماء من حوله ولم يسال احد غيره عن انتمائه وفي هذا وعي متميز للمواطن يبين ادراكه لمخاطر الفتنة المذهبية والدينية والقومية التي يؤججها السياسيون ويرفعون رايتها بين فترة واخرى ومن اهم ما صدحت به حناجر المتظاهرين بهذا الخصوص الاهزوجة المشهورة (اخوان سنة وشيعة وهذا الوطن منبيعه) حيث عبر المتظاهرون عن رغبتهم في وطن يضم الجميع وانهم على استعداد للدفاع عن العراق بعيدا عن تاثيرات السياسيين (بالروح بالدم نفديك ياعراق).
4- ومن باب الواقعية فان صورة وطنية رائعة جسدتها التظاهرات حيث ان اكثر المتظاهرين هم من الشيعة وان الحكومة بصفتها العامة شيعية القيادة وان الاكثرية البرلمانية شيعية ولكن التظاهرات خرجت ضد الحكومة والبرلمان ومطالبة بحل البرلمان وفي هذا معاني عميقة وكبيرة.
5- نزع المواطن العراقي ثوب الخوف والتردد والتبعية الذي كان يثقل جسده به وخرج من اطار قداسة الاشخاص الذي رسم له وطبقه لسنوات وتمثل هذا في هتافاته واهازيجه التي تناولت بالسخرية ونسبة الفساد لها اسماءا كبيرة كان يعتبر مجرد طرحها جرأة غير محسوبة فقد رمى المتظاهرون السبب بانعدام الخدمات وتفشي الفساد الى زعامات وقيادات تعتبر من الخط الاول في العملية السياسية الحالية ومحذور على العراقيين تناولها في العلن او التشهير بها . وفي هذا طفرة نوعية في وعي المواطن وتحول ايجابي في تعامله مع السياسي الفاسد والفاشل يجب ان تستغل لصالح المطالبة القوية بالحقوق.
6- كانت التظاهرات شعبية عفوية استجابة لحاجات الشعب ومصلحته الوطنية ساهمت بالدعوة لها اصوات وطنية متعددة ومن مختلف التوجهات الفكرية وخلال مدة ليست بالقصيرة حتى تبلوت تدريجيا وبدات في اماكن متفرقة من البلاد ثم انتظمت في العاصمة وصارت تقليدا في كل جمعة في مختلف المحافظات ولم تستطع اي جهة حزبية او دينية اوسياسية او قناة فضائية او غيرها ادعاء قيادتها او تحريكها للمتظاهرين ومن يحاول ذلك فالفشل حليفه.
7- شمولية المشاركة فيها كانت واضحة فساحة التحرير مفتوحة لكل الوطنيين الاخيار المخلصين افرادا وجماعات وتنظيمات مهنية واحزاب من الذين يدعون الى محاربة الفساد المالي والاداري والسياسي والقانوني وتصحيح المسار الديمقراطي ولم تقتصر المشاركة على لون معين بل ان جميع الشرائح والفئات والتوجهات الاجتماعية والاكاديمية والفكرية شاركت بالنظاهرات فكان هنالك الاسلامي يهتف الى جنب العلماني والاستاذ الجامعي الى حنب الفنان والمراة الى جنب الرجل والرياضي الى جنب شيخ العشيرة . والذين لم يشاركوا في التظاهرات هم الحكوميون والبرلمانيون واحزابهم الفاسدة خوفا من الجماهير .
الطموح :
1- ان تستمر التظاهرات لتصير تقليدا في كل جمعة فان قوتها وتاثيرها وفاعليتها وارعابها للحكومة والبرلمان وامكان الحصول على الحقوق والمطالب هو في استمرارها بينما انقطاعها يعني ضعفها ويقوي الفاسدين ويوفر لهم استمرار فسادهم .
2- ان يستمر المتظاهرون بالتواجد في ساحات التظاهر على طول الوقت المحدد للتظاهرات لان انسحاب الكثيرين بعد مشاركتهم واداء دورهم يقلل من صورة القوة والهيبة التي تتصف بها التظاهرات فيما لو استمر تواجد المشاركين بالتظاهرات جميعا الى نهاية وقتها حيث سيكون وقعها في نفوس الحكوميين والبرلمانيين مؤثرا اكثر وايضا يساهم في دفع الجالسين في بيوتهم الى المشاركة ويقوي معنويات المشاركين فيها .
3- تصدي نخب جماهيرية مثقفة واعية لمسؤولية تنظيم التظاهرات ونقل مطالب المتظاهرين الى الحكومة والبرلمان والعمل على تشكيل لجان متعددة تتناول الجوانب الاعلامية والتنسيقية والعلاقات كل هذا يمنع اختراق التظاهرات من قبل الاحزاب الحكومية او اذرعها المتعددة او اطراف اخرى ويمنع تشتت التظاهرات ومحاولات اضعافها .
4- ان تسير التظاهرات بوتيرة متصاعدة ويحافظ المتظاهرون على استقلاليتهم فانها احد اهم السبل للضغط على الحكومة من اجل الاستجابة لمطالب الشعب .
اتمنى على كل من يقرا هذه المقالة ويعتقد بفائدتها واهميتها وتضمنها على معاني ايجابية تساهم في نشر ثقافة وطنية وتفعيل التظاهرات من اجل تحقيق المطالب خدمة لعراقنا الجريح وشعبنا الكريم ان يساهم في نشرها او حتى مقتطفات منها وليس مهما عندي ان يشير الى اسمي فهذا ابعد ما اهتم به ...
الحقوقي عبد الستار الكعبي
بغداد 8/8/2015



#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع المتنبي من اصالة الثقافة الى زحمة المظاهر
- دور الدول العربية في الارهاب والحروب الداخلية
- الاسلام العراقي والاسلام الجزيري / 2- التعامل مع المراة والم ...
- الاسلام العراقي والاسلام الجزيري ... ملامح الاختلاف /1
- حوارية بين ملحد عربي ومسلم
- لا سلاما ع الفاسدين ... خواطر غنائية للحالمين
- ايها الملحدون والليبراليون واللادينيون والوجدانيون وال....ون ...
- من يحتل العراق ومن يحرره امريكا ام ايران ام العرب
- الحرامية الشرفاء ... قصص سياسية عن شرف الحرامية /1
- زعماء اوربا يتظاهرون ضد إسرائيل وأمريكا
- استطلاع لنشاط غالبية المثقفين العراقيين على الفيسبوك استعداد ...
- خالتي تكول : الفضائيين ليش هاجمين علينه
- الكتابة ... لماذا نكتب ؟ وهل هنالك ثمرة لما نكتب؟
- على نفسها جنت براقش .... مأساة معاصرة على مسرح الدماء والدول ...
- نريد فتوى بحجم الوطن ... النازحون احباب الامام الحسين عليه ا ...
- حكومة الزعماء في العراق من يحاسبها اذا اخطأت
- الدكتور حيدر العبادي وتحديات المصداقية وصورته المرتبكة اعلام ...
- كتلة (التحالف الوطني) هل تمتلك الحق الدستوري بتشكيل الحكومة ...
- الكتلة الاكبر في مجلس النواب العراقي ... دراسة دستورية وتطبي ...
- الزيارة والانتخابات والمرجعيات في المختبر العقلي


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - تظاهرات ساحة التحرير في بغداد بين الواقع والطموح