أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار الكعبي - شارع المتنبي من اصالة الثقافة الى زحمة المظاهر














المزيد.....

شارع المتنبي من اصالة الثقافة الى زحمة المظاهر


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 09:14
المحور: الادب والفن
    



يعد شارع المتنبي في وسط بغداد من اهم معالمها الثقافية فهو الاكثر شهرة على الصعيد الداخلي والخارجي وهو قبلة المثقفين واحباب الثقافة وطلاب الاكاديميات الباحثين عن مصادر تعينهم في دراستهم . ويرتاده في كل يوم جمعة وهو موعده الثابت مع زواره وزبائنه المئات من الاشخاص من مختلف التوجهات الثقافية والفكرية والانتماءات السياسية والدينية ومن مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية .
وشارع المتني الذي كان ومازال مقر بيع الكتب في بغداد تنوعت ادواره في السنوات القليلة الماضية بعد ان تم افتتاح معلمين ثقافيين مهمين هما حديقة القشلة والمركز الثقافي البغدادي للمواطنين واعتبارهما مكملين له حيث تمارس فيهما نشاطات ثقافية متنوعة من ندوات ومحاضرات ومعارض رسم وتجمعات غنائية وشعرية وحوارية . وشارع المتنبي ليس حكرا على احد او توجه معين او شريحة او فئة انما هو ساحة مفتوحة للجميع فهو يحتضن من يدعو الى الدين بجوار من ينتقد الاسلام ويدعو الى الالحاد ويتواجد فيه عدد من السياسيين غير الحكوميين يحضرون جلسات مع عامة الناس ويحاول الكثيرون اظهار براعتهم في معارضة الحكومة التي توفر كل السبل الممهدة لمعارضتها وانتقادها من خلال ادائها السيء جدا على كل الصعد وكذلك يلتقي فيه عدد مممن يبحثون عن فرصة للظهور في شاشات التلفزة عبر لقاءات عابرة مع الفضائيات الكثيرة التي تتجول في المتنبي لتغطية نشاطاته والبعض من هؤلاء يعتبرها فرصة ثمينه لعرض معاناته ومطالبه امام المسؤولين عسى ان يتفضل احدهم بسماعها والعمل لايجاد حل لها وهو حلم صعب التحقيق في العراق . ومن رواد شارع المتني من يفرحون باظهار انفسهم باشكال المثقفين ولباسهم كاطالة اللحية اوالسكسوكة (وهي اللحية في منطقة الذقن ) او اطالة الشعر او لبس القيعة . ومن مظاهر الحرية في شارع المتني هو ما يعقد في حديقة القشلة من تجمعات ثقافية القليل منها الجاد الذي يتناول الشان العراقي ويبحث في مشاكل المجتمع والوطن بينما الكثير الاخر منها يتوزع ما بين حلقات التبشير الالحادي ونقد الاسلام ومحاولة نشر ثقافة التشكيك ودفع الشباب للارتداد عن الاسلام وتجمعات اخرى غنائية موسيقية واخرى للالقاء الشعري الذي يتضمن اغلبه نقد الواقع بطريقة ساخرة وهنالك اخرون يجاهرون بكل صراحة وحرية بانهم يمارسون انسانيتهم باحلى اشكالها على قلبوهم وهي شرب البيرة والعرق وتنتشي صدورهم برطهم بين البطل (قنينة المشروبات الكحولية) والمثقف بعلاقة خاصة ويضربون المواعيد لاحياء جلسات الخمر في شارع ابي نواس وهؤلاء وغيرهم يدعون الى نشر ممارسات الرقص العلني التي تجمع الشباب والشابات وفي الاماكن العامة مثلما حصل في منطقة الجادرية وفي حدائق ابي نواس.
ومع كل ماذكرناه اضافة الى ان رواد المتني بالمئات في كل يوم حمعة الا ان المشهد الثقافي الرصين ضئيل ومنعدم التاثير فالندوات الثقافية لايحضرها الا القليلون وهم من اصحاب الاختصاص وعلاقات الصداقة مع المعنيين بها والجلسات الحوارية في القشلة التي تتناول الشان العراقي فكرا وواقعا قليلة الانعقاد وقليلة الحضور ايضا وتحتاج الى تطوير وتفعيل اكثر مما هو الان وكذلك يفتقد المتنبي الى حوارايات ثقافية جادة وبمواضيع متميزة تستقطب رواده كما يفتقد الى نشاطات جديدة غير تقليدية تبعث الثقافة فيه .
ونقترح على اصحاب النشاطات في شارع المتنبي واهل المكتبات و منظمات المجتمع المدني الثقافية ان يقيموا حلقات تحت عنوان (حوار الجمعة) يتناول مواصيع متعددة ثقافية وسياسية وقانونية واجتماعية واقامة حوارية (كتاب الجمعة ) لمناقشة الكتب المهمة او الجديدة او التي تتناول مواضبع تخص المجتمع العراقي.
ويعيب بعض الكتاب على مثقفي المتنبي بانهم بعيدون عن ملامسة الواقع العراقي وعن حاجات المواطنين وانهم يضعون انفسهم في ابراج عاجية تعزلهم عن عامة الناس.
ومع كل ماتقدم يبقى شارع المتنبي بتفرعاته وملحقاته رمزا ثقافيا عراقيا كبيرا ولكن هذا لايمنع ان نامل ان تتشكل فيه حركات ثقافية او تقام فيه نشاطات تكسر الجمود الذي يعاني منه .
عبد الستار الكعبي
بغداد 23/7/2015



#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الدول العربية في الارهاب والحروب الداخلية
- الاسلام العراقي والاسلام الجزيري / 2- التعامل مع المراة والم ...
- الاسلام العراقي والاسلام الجزيري ... ملامح الاختلاف /1
- حوارية بين ملحد عربي ومسلم
- لا سلاما ع الفاسدين ... خواطر غنائية للحالمين
- ايها الملحدون والليبراليون واللادينيون والوجدانيون وال....ون ...
- من يحتل العراق ومن يحرره امريكا ام ايران ام العرب
- الحرامية الشرفاء ... قصص سياسية عن شرف الحرامية /1
- زعماء اوربا يتظاهرون ضد إسرائيل وأمريكا
- استطلاع لنشاط غالبية المثقفين العراقيين على الفيسبوك استعداد ...
- خالتي تكول : الفضائيين ليش هاجمين علينه
- الكتابة ... لماذا نكتب ؟ وهل هنالك ثمرة لما نكتب؟
- على نفسها جنت براقش .... مأساة معاصرة على مسرح الدماء والدول ...
- نريد فتوى بحجم الوطن ... النازحون احباب الامام الحسين عليه ا ...
- حكومة الزعماء في العراق من يحاسبها اذا اخطأت
- الدكتور حيدر العبادي وتحديات المصداقية وصورته المرتبكة اعلام ...
- كتلة (التحالف الوطني) هل تمتلك الحق الدستوري بتشكيل الحكومة ...
- الكتلة الاكبر في مجلس النواب العراقي ... دراسة دستورية وتطبي ...
- الزيارة والانتخابات والمرجعيات في المختبر العقلي
- لمن نعطي اصواتنا في الانتخابات التشريعية العراقية المقبلة


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار الكعبي - شارع المتنبي من اصالة الثقافة الى زحمة المظاهر