ذاك الشيطان المتربع في راسي هو انا وهو نفسي

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 22:56
المحور: المجتمع المدني
    

ذاك الشيطان المتربع في رأسي ملك عقلي وسيد تفكيري وملهمي وقائدي نحو الابداع والتميز والتفوق والنجاح

ذاك الشيطان قريني وصديقي وخلي وعزيزي وحبيبي وفي احلك الظلمات واحرج الاوقات يكون هو انا بالذات

ذاك الشيطان الذي بداخلي يتقمص شخصيتي يتنفس في صدري يفكر في عقلي يحس باحساسي يفرح لفرحي ويحزن لحزني ويعوضني عن مجتمع انساني مفترض انه مجتمعي وقت الغربة وفي حالة الاحساس بالغربة

وهنا يقتضي التنويه بانني منذ وعيي على الحياة وانا اعيش في حالة غربة عن مجتمع الانسانية داخل مجتمع يفترض ان يكون انسانيا الا وهو مجتمع العرب المسلمين وكما شاءت الاقدار وهذا ليس بيدي ولدت من ام عربية مسلمة واب عربي مسلم في بلاد العرب والاسلام وتربيت وترعرعت في مجتمع عربي مسلم انتسبت له عرفا ولكنني لم انتمي له مطلقا لا بالفكر ولا بالعقيدة ولا بالتوجه ولا بفلسفة الحياة ومنظورها ولا بالشكل ولا بالجوهر ولا بالسلوك ولا بالاخلاق ولا باي شيء يذكر

عزائي في مصابي ودوائي في سقمي وفرحي في حزني الكبير واملي في يأسي وحياتي في موتي ونجاحي في فشلي هو وجود الشيطان قريني اذ يعيش بداخلي بوجداني بقلبي باحساسي

حمدا وشكرا وعرفانا لك يا شيطان او يا ابليس كما يسمونك شيوخ الاديان

يا ابليس يا حبيبي وجدتك بجانبي معينا لي مسريا عن نفسي وقت الازمات والصعاب تساعدني تشد من ازري تلهمني على سبيل الصمود والتحدي وكيفية مواجهة الصعاب وتعدي الازمة بسلام وباقل الخسائر ان لزم ذلك

يا ابليس يا شيطاني الحبيب وجدتك قريبا مني اقرب من الله بكثير تحس باحساسي تناغيني بوجداني تفكر بعقلي الراقي تلهمني نحو الحكمة والقرار الصحيح في الوقت المناسب والمكان المناسب وفي الهيئة والحالة المناسبتين

احبك يا ابليس حبي لنفسي بل اكثر فانت الهي وربي وانت الاكبر

الله رب محمد او رب الاسلام او رب المجتمع العربي المسلم الذي انتسب له خذلني كلما احتجت له وطلبت مساعدته وناجيته وانا في حالة ضعف تستوجب تدخل الاله لنجدتي ولم اجد غير شيطاني الحبيب واقفا لجانبي فهو الذي يمد لي العصاة وانا اغرق فينتشلني بها الى شاطىء الامان والاله المزعوم ينظر الي بنكران وازدراء واحتقار وكانني لست من خلقه

نعم انا لست من خلق الاله الذي يخلق المجرمين والمنحرفين والاغبياء والمتسلطين والدونيين والحيوانات القذرة المفترسة المتوحشة اعداء الانسان

انا من خلق الطبيعة من تكوينها ومن نمائها وتطويرها

انا مادة ومن المادة بدات منها وتكونت منها وعائد لها وما حياتي بكل مكوناتها الا حالة من حالات المادة لها بدايتها ولها نهايتها كمجموعة عددية في بحر الاعداد الطبيعية او كخلية كونية في بحر الخلايا الكونية او تكوين فردي جزئي في بحر الفضاء الكوني الكلي

هذا هو الانسان بكل تكوينه الحضاري وبكل مقاييسه الزمانية والمكانية ومنذ بدايته الى نهايته

انا والشيطان نفهم هذه المعادلة والشيطان ذاته من حكي لي هذه القصة وافهمني اياها واقعيا من خلال السلوك وتجربة الحياة ومحاكاة المنطق الجدلي الحسابي القياسي

يأخذني شيطاني الى آخر حدود الحرية ويخرج عنها احيانا محلقا في فضاء لا محدود

وهناك المتعة واللذة والسعادة المطلقة

هناك السيطرة التامة على مصائر الامور ومسالك الاحداث والحيثيات المكانية والزمانية ومنطق الواقع بكل تغيراته وتطوراته

يا حبيبي يا ابليس ... لو كنت اؤمن باله خالق للكون لكنت آمنت بك انت الاله

ولكن انا علماني طبيعي لا اؤمن باله ولا بغيبيات ورغم ذلك اؤمن بك

انت يا ابليس او يا شيطاني مشتق من شخصيتي ومن تكويني بجسدي ونفسيتي وعقلي وحسي ووجداني ومن كل مركبات شخصيتي وكياني

انت يا شيطاني تلك الصورة الخلفية لشخصيتي او انت شخصيتي الاحتياط

انت المستند والذخر والعملة الصعبة وقت الازمات

انت انا وانا انت في اصعب الاوقات

يا ابليس ويا شيطان ويا انا كلكم انا

وانا انسان يحتوي كيان ... كيانى مادي ذكي

هذا هو /// ولا شيء غير ذلك

ذكائي المادي قادني الى حالة الحلم والتصور والوهم بان هناك شخص بداخلي يعتبر صورة عني اسميته الشيطان او ان هناك شخصية خارجي تعتبر صورة عني اسميتها ابليس وذكائي المادي قادني لاعتقاد ان هناك خالق للكون بما فيه الانسان اسمه الله وباخل هذا المعتقد تم توليف الاديان

وتبقى الحياة تافهة حسيا بلا حلم او تصور او وهم او اعتقاد

فجمال الحياة بتصورها ووهمها وحلمها واعتقادها

واعود الى ابليس حبيبي سامي الصغير وصديقي الحبيب الامير

واقول له شكرا على هذه الرعاية والاهتمام والتقدير

عاش ابليس وعاش الشيطان

والنصر دائما للمحبة والسلام والحرية والعدالة بقيادة الانسان

وخسىء كل شيوخ وكهنوت وحاخامات وقساوس الاديان

وحتما اننا لمنتصرون نحن العلمانيون الطبيعيون

لا اله والحياة مادة

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل