لقد صحوت ووعيت وادركت وفهمت ما معنى انسان

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 17:06
المحور: المجتمع المدني
    

لقد صحوت

لقد وعيت

لقد ادركت

لقد فهمت

ولم اعد ذاك المغفل الغبي التابع الساذج الامعي الانقيادي العاطفي

ولم اعد افكر بتفكير المجتمع العربي الاسلامي

ولم اعد اثق بعربي ولا اقتدي بمسلم

الاقارب والاصحاب والجيران لم اعد اثق بهم ولم اعد امنحهم الحب السخي اللذي اعدت على منحهم اياه طوال سنين عمري الفائت

علمتني المحن والمصائب وايقظتني وصحتني الضربات وصنعت مني الآلام والويلات انسانا آخر ليس هو الانسان الذي كان بالزمن الماضي اللعين في وطني وطن العرب والاسلام وتحديدا في فلسطين

العن ذاك الوطن حيث ولدت وحيث عشت طفولتي وشبابي

العن ذاك المجتمع الذي انتسب اليه مجتمع العرب

والعن ذاك الدين الذي يدينون به من حولي دين الاسلام

لم اعد ذاك الحيوان العبد الخانع التابع المستسلم للاوهام وذاك الاخرق المجنون المخرف الذي يؤمن بمحمد كرسول من عند اله يسكن فوق الغمام

والعن كل من ينتمي للعرب والعربان

قويت جسديا ونفسيا وفكريا وتعلمت وتثقفت وفكرت ومارست الحياة

وعاشرت كل الجنسيات والاقوام

وخبرت الحياة ومارستها وفهمتها

وعانيت ما عانيت

وسافرت ورأيت

وبعد كل هذا نمت بداخلي مقومات وعناصر انسان طبيعي سليم حرمجرب واع صاح مدرك مميز فاهم قادر محترف متحضر مدني معاصر

فاصبحت انسانا طبيعيا حرا مختلفا عما هو سائد وعام في مجتمع الاغنام مجتمع العرب والاسلام

ولاول مرة في حياتي بعد تجاوزي سن النضج سن الاربعين وبعد صراع مرير مع الحياة في بيئة اجتماعية يحكمها الاسلام كعقيدة ومنهج حياة وفكر وثقافة وتربية ويتحكم بسلوك الفرد عقل جمعي عربي يستقي ثقافته وتراثه ومنطقه من عادات وتقاليد وموروثات صحراوية خالية من حركة الحياة وتنوعها وتغيراتها ونموها وحركتها

فكر نمطي جامد ثابت ساكن رجعي متخلف مقيت نتاج بيئة صحراوية نمطية ثابتة قاحلة خالية من تنوع الحياة وتغيراتها ونموها وتطورها وحركتها

انسان صحراوي لا يعدو كونه كائن حي يفتقد لمقومات التطور والنمو والحركة والتغير

فهو متخلف بتكوينه وبسلوكه وبخلقه وبتفكيره وبانتاجه وعليه فان المجتمع باكمله متخلف بكيانه وبتفكيره في بيئة تفتقد لعناصر التغير والتقدم والانتاج

صحوت ووعيت بانني انسان انتمي لمجتمع انساني اكبر باطاره من مجتمع العرب واكثر تنوعا وحركة واكثر فكرا وثقافة وارقى في سلم التطور والبناء الحيوي

وفهمت معنى حضارة الانسان ككائن حي ارقى من الحيوان اذ يمتلك قدرات صنع الحياة حيث التغيير والانتاج والفكر والعمل والابداع والقياس والمقارنة والاستنتاج

وادركت مكانتي بالوجود واشغلت حيزي بكل كفاءة واقتدار وحسن ادراة ومسؤولية

وادركت واجبي اتجاه نفسي كانسان فرد بمجتمع الانسانية وادركت واجبي اتجاه مجتمعي مجتمع الانسانية الكائن على سطح الكرة الارضية

وبشكل بسيط وصلت لمفهوم اتعامل معه واعيش به الا وهو انني انسان طبيعي مجتمعي هو مجتمع الانسان عموما ووطني هو الكرة الارضية

فلا قومية ولا دين ولا عرق ولا فئة ولا حزب ولا وطن جغرافي

انا انسان مجرد انسان كائن حي ذكي ارقى من الحيوان بكياني الجسدي والعصبي وامتلك الذكاء والقدرة اذ بواسطتهما اصنع حياتي التي تناسبني وابتغيها لاحقق اقصى درجات السعادة والهناء

فاذا كانت الديانة في الماضي منهج حياة فانا منهجي الآن هو العلم ( علم الطبيعة والمادة )

واذا كانت الاسرة او القبيلة او الفئة او الحزب او القومية او الوطن بالمفهوم الجغرافي والاجتماعي والتاريخي هم الحاضنة للانسان بتشكيلته الحضارية والكيانية فانني اليوم وفي عصر التكنولوجيا الرقمية وعصر الفضاء والنانوميتر وعصر الهندسة الجينية وهندسة صناعة الاحياء من نبات وحيوان وانسان وعصر اكتشاف الفضاء واكتشاف الحياة على الكواكب والاكوان

اقول بناء على فهمي وادراكي وحسي وتمييزي بانني انسان لم اعد ابن تلك الاسرة او تلك القبيلة او تلك الفئة او ذلك العنصر او ذلك الوطن ولم اعد انتمي لذلك الدين او تلك العقيدة

انا انسان خرجت وتجاوزت من وعن كل الحدود التي كانت تقسم الانسان الى قوميات وديانات وعنصريات وفئات وقبائل واحزاب والوان وفصائل واوطان

وبالنهاية انا انسان

موطني حيثما اعيش انسانيتي بحرية وكرامة وسلام وعدل وبكل مقومات العيش اللائق بالانسان

ديانتي ( لا اله والحياة مادة ) فلا ديانة في زمن لا يحتاج به الانسان للاديان اذ ان العلم هو منهج حياتنا والفكر العلمي الانتاجي عقيدتنا

لنرتقي بتفكيرنا كي يرتقي سلوكنا ونصنع حياة افضل لنا وللاجيال اللاحقة بنا بالمستقبل

عاشت العلمانية

عاش الانسان

المجد والخلود للطبيعة

وللانسان البقاء والتطور والنماء

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين