أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - إشكاليات الحل السياسي في سوريا














المزيد.....

إشكاليات الحل السياسي في سوريا


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 6 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو أن أطرافاً إقليمية ودولية فاعلة باتت مقتنعة بضرورة إنجاز «تسوية سياسية» في سوريا. ويرتبط ذلك بمجموعة من التحولات: تسارع وتيرة العمليات العسكرية، واتّساع المساحات الجغرافية التي تسيطر عليها المجموعات المتطرفة، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود السورية، وارتفاع مستوى التنسيق بين السعودية وتركيا وقطر، وتوقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول (5+1)، وارتباط تحوّلات ومآلات الأوضاع العسكرية والسياسية في سوريا مع التدخل السعودي في اليمن. وقد جاء كل ذلك توازياً مع التوافق الأميركي ـ التركي الذي يسمح لواشنطن باستخدام قاعدة أنجرليك لمحاربة «داعش»، ولأنقرة بمحاربة «حزب العمال الكردستاني»، كما «داعش» بعد التفجير الأخير الذي تبناه تنظيم «الدولة» في تركيا، والذي كان له دور في تغيير موقف أنقرة من التنظيم.
في السياق ذاته، تشاع معلومات عن مفاوضات بإشراف روسي بين مسؤولين سوريين وسعوديين. وقد سبق ذلك تصريح وزير الخارجية الروسي ونظيره الأميركي في منتجع سوتشي عن ضرورة محاربة الإرهاب لكون خطره بات يتجاوز الجغرافيا السورية، وعن إمكانية تنظيم انتقال سياسي للسلطة، كما أكد الوزير الروسي على ضرورة إنشاء تحالف إقليمي لمواجهة خطر التمدّد الإرهابي. ولا ينفصل عن التحولات المذكورة التوافق بين «هيئة التنسيق» و «الائتلاف» المعارضين. ويتوقع كثيرون أن يكون ذلك بمثابة خطوة تحضيرية لمؤتمرات قادمة. بالتزامن مع ذلك، ونتيجة المتغيرات الميدانية واستناداً إليها، تشتغل العديد من الحكومات إضافة إلى المبعوث الأممي وفق أشكال وأهداف ومستويات مختلفة ومتباينة على توضيب مخارج سياسية. وفي سياق ذلك، تتم إعادة توضيب أطراف من المعارضة، وفق أشكال تتلاءم مع المبادرات التي يتم تداولها. وكان من الواضح أن مراهنة أطراف الصراع على الحسم العسكري أفضت إلى تراجع الدور السياسي للمعارضة، وولادة مسخ «الدولة الإسلامية» وتغوّل الفصائل المتطرفة، وطغيان لغة القوة والعنف والتكفير والاستئصال، فضلاً عن تدمير الدولة السورية والعبث بمكونات المجتمع السوري وإدخالها في سياق صراعات مذهبية وجهوية ومناطقية.
انطلاقاً من ذلك كله، فإن الحلول التي تقدّمها حتى الآن الدول الداعمة للصراع تناقض طموح السوريين والقوى السياسية الوطنية العلمانية واليسارية، التي أكدت قبل الأزمة وما زالت على ضرورة التمسك بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، وإقامة دولة الحق والقانون والمواطنة والديموقراطية.
وبالعودة إلى بدايات الأزمة، يبدو واضحاً أن رفض النظام للتغيير الديموقراطي واعتماده الحل الأمني، ورفض أطراف من المعارضة أيّ حل سياسي تدرّجي، إضافة إلى انضواء الأطراف كافة تحت عباءات إقليمية ودولية، أمور ساهمت في تغييب صوت العقل، وفي تغوّل مجموعات متطرفة لا تمتلك أي رؤية سياسية وطنية. ويندرج ذلك في سياق مشاريع دولية وإقليمية تهدف إلى فرض «مشروع ديموقراطية المكونات الأولية» باعتباره تتويجاً «للفوضى الخلاّقة» على غرار التجربة العراقية، وذلك توازياً مع إعادة توضيب المنطقة وفق أشكال وآليات تُعاد من خلالها إعادة إنتاج علاقات التبعية والتخلف والنهب والقهر والارتهان السياسي. وإذا كانت روسيا وإيران تعملان على تمكين محور المقاومة، وضمان مصالحهما ونفوذهما في المنطقة، فإن أطرافاً دولية وإقليمية أخرى، تشتغل للحدِّ من ذلك، ولإجهاض أي تحوّل ديموقراطي. وترى تلك الأطراف أن إجبار النظام السوري على نقل السلطة إلى معارضات يتم تأهيلها وتوضيبها في الخارج، لن يكون إلّا من خلال تغيير المعطيات الميدانية لمصلحة مجموعات مسلحة متفق بشأنها. وهذا يؤكد على الدوام أننا أمام مشهد دولي وإقليمي وداخلي على درجة عالية من التناقض والتداخل والترابط والتراكب. وهو ما يستدعي التأكيد على أن تأخير الحل السياسي، يرتبط بجملة من العوامل منها موقف الحكومة السورية، وتردّي أوضاع المعارضة وإشكالية علاقتها الدولية والإقليمية، والتباين والتناقض الذي يحكم طبيعة وبنية العلاقة بين الأطراف والتحالفات الإقليمية والدولية، وتكاثر المجموعات الإسلامية المسلحة، وتمدّد بعض منها. وهذا يؤكده فقدان «المعارضة» و «الجيش الحر» لأي سلطة فعلية ضمن «الأراضي المحررة»، علماً أن المعارضة تلك تعمل على توظيف «انتصارات» الجماعات الجهادية بأشكال تتناسب مع مصالحها وأهوائها السياسية.
إن تحولات المشهد السوري وتفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا تجعلنا بحاجة إلى كل مواطن سوري يُصاب باللوثة الطائفية والعقل الثأري الانتقامي، ولم يسقط في أحضان أعداء سوريا والسوريين. وفي الوقت نفسه، فإننا بحاجة إلى قوى سياسية وطنية ديموقراطية لديها رؤى أخلاقية وإنسانية قادرة على الجمع بين الدفاع عن وحدة الشعب السوري ومصالحه وأهدافه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وبين المحافظة على وحدة الدولة والمجتمع السوريين.
*****************************



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: عتبة انهيار الأمن الغذائي
- هل ستكون اليونان بوابة للتغيير؟
- تجليات الإمبريالية الراهنة
- السباق إلى الهاوية
- حروب على الحضارة والتاريخ
- من تجليات الأزمة السورية
- المشهد السوري في سياق التحولات العالمية
- مقدمات أولية إلى نهضة
- في سوريا: دافعوا الضرائب هم الأفقر
- الترابط بين اليمن وسائر الإقليم
- تحولات عربية: اليمن ليس وحيداً
- خرائط تُرسم بدماء السوريين
- أربع سنوات من الصراع السوري: الحداثة التخلف
- سوريا: في النموذج الطائفي؟!
- في أسباب وتجليات انخفاض سعر النفط
- المرأة السورية... سنديانة في لهيب الصراع
- آفاق المشروع الطائفي في سوريا
- الهدم الديموقراطي: قراءة في المشهد السوري
- الأسرة السورية بين تآكل قيمة الدخل وارتفاع قيمة الاستهلاك
- السياسة بين العصبية والعقائد الأيديولوجية


المزيد.....




- مئات من كلاب -الداشوند- تتجمع في المجر في محاولة لتحطيم رقم ...
- أسطول الحرية لغزة: سفينة أطلقت نداء استغاثة بعد هجوم مزعوم ب ...
- فيديو يزعم أنه لاستهداف سفينة -أسطول الحرية لغزة- بـ-درون- ق ...
- من كاتس إلى -الجولاني-: عندما تستيقظ وترى نتيجة الغارة ستدرك ...
- غارة إسرائيلية قرب القصر الرئاسي بدمشق ونتنياهو يهدد: لن نسم ...
- قبل أم بعد الفطور؟ ما هو التوقيت المثالي لتنظيف أسنانك؟
- بعد استبعاد زوج كامالا هاريس ..ترامب يعين نجل ويتكوف في متحف ...
- أستراليا.. شاحنة تسقط شظايا معدنية حادة على طريق سريع مسببة ...
- الاتحاد الأوروبي يدرس خطة بـ50 مليار يورو لتعويض العجز التجا ...
- الحكم على أردني بالسجن 6 سنوات في أمريكا بتهمة تنفيذ هجمات م ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - إشكاليات الحل السياسي في سوريا