محمد خالد مرة اخري

محمود ابوحديد

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 00:13
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

قابلت محمد خالد مرة اخري و اول ما رايته مد يده مصافحا قائلا: اخي متزعلش يا اخي!! كان ردي تلقائيا و بسيطا. ازعل؟ المشكلة سياسية بالمقام الاول، نحن خصوم سياسية و حزبك وحكومتك حاولوا سجني، و لن اقول استهدفوا قتلي مع متظاهرين نوفمبر 2012 حريق مقرات الاخوان بالاسكندرية او في مظاهرات الاتحادية.. الخ من مظاهرات وقف فيها المدافعين عن الاخوان خلف متاريس الامن المركزي مهاجمين لنا!!
محمد خالد - طالب كلية اداب الاسكندرية - لا يفهم ان الكلام في السياسة يجعلك مسئولا عن حياة الالاف ان لم يكن الملايين. ما بالكم بدعم الجكومة التي تسحق المظاهرات و الاضرابات؟؟ و يطالبني الا اغضب!!
هو لم يفهم حتي الان - و يبدو انه لا يرغب في ان يفهم - ان انتصار الثورة المصرية عبر اقرار الحكومة الثورية - التي لا يمكن ان تكون سوي عمالية خالية و معادية لرجال الاعمال - حق انتخاب و عزل المسئول المباشر في كافة المؤسسات و حق الرقابة الجماهيرية علي مسئولين الحكومة و مصادرة الاحتكارات الكبري و اعادة توزيع الثروة و العمل بشكل عادل في المصانع و الغاء البوليس النظامي بصفته مؤسسة لتنظيم ظلم و قمع العامة..الخ من مطالب تسعي الجماهير في كل الثورات لتحقيقها. هو لا يفهم ان انتصار الثورة المصرية بالصراعات السابقة كان سيعدي الثورات المجاورة بتطبيق هذة الاجراءات و كانت ثورات الربيع العربي ستقود العالم الي منحني اجتماعي جديد. هو لا يفهم او لا يريد ان يفهم واقع ان سياسات حزبه و رئيسه مرسي كانت جزءا من متاريس الثورة المضاد العالمية التي عصفت ثورات الربيع العربي.
لولا النسيان لأنقرض البشر، هو يتناسي ان سياسات حزبه اثرت علي النطاق الدولي بقمع الثورات و التحالف مع اعمدة الظلم و القمع في العالم العربي، وزراء و مسئولين القمع في جامعة الدول العربية -البحرين و قطر و طبعا مملكة الظلام السعودية الامريكية. يتناسي تنفيذ رئيس حزبه - محمد مرسي - لقرارات مجلس امن الدولة الكبري و المنظمة الاداة في يدهم - منظمة الامم المتحدة - بالتعاون السياسي و الاقتصادي مع الحكومات الصهوينية و اكتر من ذلك، كبح المقاومة الفليسطينية في حرب نوفمبر 2012 و السعي باوامر الامم المتحدة و جامعة الدول العربية لتطبيق هدنة بين المقاومين للاحتلال و الصهاينة المحتلين.
رغم قضاءه عشرات الشهور بالسجن الا انه لا شك لم يسع لقراءة تاريخ الثورات الكبري و الاغلب انه لا يعرف بوجود ثورات جماهيرية سابقة للثورات التي عاصرها جيلنا نحن الاثنين. طبعا هو لا يعرف تطابق جميع الثورات في العالم من حيث المطالب و التكتيك. تجمع الملايين بالمظاهرات و مهاجمة قوات الشرطة و احتلال الميادين..الخ. و طبعا هو لا يفهم ان جميع الضباط حول العالم متشابهين في الوظيفة و الاخلاق: اسهل ان نقتل المتظاهر من ان نقنعه بالعوده الي رشده!!
هو مواطن الاسكندرية يتناسي ترقية حكومة الاخوان لرئيس مباحث الاسكندرية ناصر العبد، و بعد ان يتهمني انا الاشتراكي الثوري الذي لم يقف يوما داعما للضباط، بعد ان يتهمني بدعم ضباط الجيش و الشرطة يقف ليطالبني بالا اغضب منه و من سياسات حزبه،
و المصيبة الاكبر انه لم يفهم ان سياسات حزبه بعد 30 يونيو 2013 اي بعد سقوط حكومتهم ( السياسات التي يمكن تلخيصها بعدم الاعتراف بخطأ قرارتهم و اجرائتهم المضادة لثورة و مطالب الجماهير) دفعت العديد من المواطنين المصريين ليعتقلوا عشوائيا و تلفق لهم تهم الانضمام لجماعة محظورة و التظاهر و هم ابدا لم يدعموا الاخوان او سياستهم. مثال هؤلاء يملأ السجون و اعرف منهم المكافحين عوني حجازي و احمد فؤاد طلاب جامعة الاسكندرية، هؤلاء ابدا لم يدعموا حكومة مرسي طوال شهور حكمها و تم اعتقالهم بعد 30 يونيو و تلفيق تهم الانضمام للاخوان و مظاهراتهم. احمد فؤاد و عوني حجازي تم ترحيلهم من سجن الاسكندرية لسجن برج العرب خارج المدينة بسبب اعتبارهم اعضاء بمنظمة الاخوان. هم مازالوا يدفعوا ثمن خيانات الاخوان حتي و هم مسجونين علي الاقل بتعب و ارهاق عائلتهم التي ستسافر لخارج المدينة اسبوعيا من اجل زيارتهم.
هل يفهم قواعد منظمة الاخوان عمالة سياسة حزبهم؟ فقط طريق وحيد يمكن ان يقودهم للوصول لهذا الوعي: القراءة. و رغم انها الفعل الاول في القرأن. الا انني اشك بامكانية ان يقرءوا او يفهموا علم التحرر، الماركسية. لكن هذا ليس وهم علي الاطلاق، انصارنا نحن الاشتراكين الثوريين يملئوا المصانع و المؤسسات و الجامعات و هؤلاء بالضبط يجدر استهدافهم بدعاوي برنامجنا لانتصار الثورة: برنامج سلطة و حكم الجماهير، برنامج الاستيلاء علي السلطة، برنامج الثورة الدائمة.

الشفاء للمصابيين والمجد للشهداء والحرية للمعتقلين والنصر للثورة.
الثورات تظل دائمة.
تسقط حكومة رجال الأعمال.
الموت للبوليس والقضاء والجيش.
لا حل سوى الثورة الإشتراكية والحكومة العمالية لإنتصار الثورة.

محمود ابو حديد
بتاريخ 28 يونيو

#محمود_ابوحديد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل