أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - محمود ابوحديد - افكار اعاقب عليها بالسجن عشر سنوات (2)















المزيد.....


افكار اعاقب عليها بالسجن عشر سنوات (2)


محمود ابوحديد

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 02:09
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


لن تنتصر الثورة سوى بموت وإفناء مؤسسات القمع الثلاثة (البوليس - القضاء - الجيش)

" العنف يلعب في التاريخ دورا ثوريا، إنه كما قال كارل ماركس، المولدة (الداية) لكل مجتمع قديم حامل بمجتمع جديد. ان العنف هو تلك الاداة التي تشق بواسطتها الحركة الاجتماعية الجماهيرية الطريق لتحطم الاشكال السياسية المتحجرة والميتة التي استدعت الثورة عليها" (1)

هل ساحرض هنا لقتل الانسان ؟؟ ضباط الشرطة، كارهي الانسان والمستمتعين بعذابه، لا يجب ان تُراعي فيهم الانسانية. وربما كان المسيح محقا عندما قال "ائتوني باعدائي واذبحوهم امامي" (انجيل لوقا19:27 ) لكن الحقيقة، ان هذه مشاعرنا ونحن مسحوقين ومظلومين ومهزومين. اما صورة الجماهير المنتصرة فهي مغايرة تماما.

الجماهير المنتصرة – وفقا لسيرورة الثورات والتاريخ الانساني - لا تستخدم العنف العشوائي الذي استخدمه الاسياد القدامى لقمعهم، ويميلواللتصالح دائما مع العدو اذا تمتع بشجاعة الاستسلام. لكن الاغلب ان الكلبيين الحقراء الضباط والجنرالات يرفضوا وتنقصهم شجاعة الاستسلام.

ان استسلام قائد كتيبة يحاصره العدو من كل ناحية يُعد عملا بطوليا ينقذ حياة وارواح العديد من جنوده. ويوم تندلع الانتفاضة ، وتحتل الجماهير الشوارع والمؤسسات ، ويبدأوا في محاصرة اقسام الشرطة، يصبح الضباط في وضع الاقلية لكن هل يتمتعوا منذ البداية ، بشجاعة استسلام اقليتهم لإرادة الاغلبية المنتفضة والثائرة؟ اذا كانت لديهم الشجاعة للاستسلام ستتركهم الثورة المننتصرة احياء ، وان اصروا علىالعمل لصالح الثورة المضادة وهزيمة ثورتنا فالموت لضباط مؤسسات الظلم الثلاثة (البوليس والجيش والقضاء)

في شهادته عن محاكم موسكو الثورية عام 1921 كتب موريزيه عن "غالكين" الضابط بالجيش الابيض القيصري :
"لا أظن أني رأيت يوماً جمهوراً أو قضاة أكثر تعاطفاً مع المتهم مما في ذلك اليوم. إن الأربعمائة عامل أو جندي الذين كانوا يتدافعون في تلك القاعة، والقضاة الثلاثة والمدعي العام، وكلهم في ريعان الشباب، كانوا يتطلعون جميعهم بنوع من الصداقة إلى ذلك الرجل القصير البالغ 35 عاماً، المرتدي ثياباً رثة... صدر حكم خفيف على غالكين، ثم حصل على العفو، مع أنه حمل السلاح ضد السلطة الثورية. لكنه كان يؤكد كرهه للطغاة المضادين للثورة وقد صدقته المحكمة لمجرد قوله ذلك"
هذه هي الصورة الحقيقة للجماهير المنتصرة ولمحاكماتها الثورية وليس الجماهير السكيرة المغطاة بالدماء وسط غابة من القتلى كما تصورها البرجوازية في افلام هوليود.
لو كنت محرضا ضد ضباط وجنرالات البوليس والجيش,, فانني ابدا لست محرضا على "الاعتداء" عليهم كما تدعي القضية التي حكم علي فيها غيابيا بالسجن لعشر سنوات.. لكني احرض لما هو ابعد بكثير من الاعتداء عليهم.

جمعة الغضب الثانية موعدنا. هزيمة البوليس والتنكيل بهم وبمقراتهم هي الهدف الذي يحلم به كل الثوريين وكل من يعاني او عانى "هيبة" وبلطجة البوليس. اذا كنت محرضا ضد البوليس فاني احرض على تنظيم الصفوف استعداد للعمل في الانتفاضة القادمة والتي قد تكون على بعد سنوات من الان لكن لاشك في حتمية اندلاعها.

رؤساء المباحث ومأمورين الاقسام وضباطهم هم المندوبين والممثلين الدائمين للحكومات الراسمالية في المحافظات والاقاليم وليس المسؤولين او المحافظين سواء كانوا منتخبين او معينين. فبينما يتغير ويتعاقب المحافظين والمسؤولين يبقى الضباط في مناصبهم لتطبيق نفس السياسات الراسمالية.

حماية الملكية الخاصة والامن العام هي الوظيفة النظرية لجهاز الشرطة. والواقع ان الشرطة تنحاز بشكل معلن مع كل اجراء تتخذه لرجال الاعمال الاغنياء على حساب العمال والفقراء.

اذا اقتحم منزلي على سبيل المثال ، وطردت منه وتوجهت للشرطة ، فان آخر ما سيقوموا به هو تحرير محضر بشكواي لتتحول الى قضية يحكم فيها القضاة الداعمين للنظام الراسمالي. اما في حال قرر عمال مصنع ما، ان ينظموا اعتصاما واضرابا ويطردوا صاحب المصنع لاي سبب (سواء الامتناع عن صرف الاجور او الارباح – زيادة ساعات العمل – التنكيل بالعمال ..الخ) نجد كتائب وتشكيلات الامن المركزي تتوجه على الفور لفض الاعتصام (لانتهاكه الملكية الخاصة). اذا تم الاعتداء على الجسد – وهو ملكية خاصة للفرد– فان اقصى ما ستقوم به الشرطة هو تحرير محضر بالواقعة، اما الرفيق حسن مصطفى فقد القت شرطة الاخواني محمد مرسي القبض عليه فور ادعاء المحامي العام في الاسكندرية، كذبا، ان الرفيق ضربه على وجهه. ويمكن ان تستمر المقارنات الى مالانهاية والاستنتاج الاعم : تنحاز الشرطة دوما لرجال الاعمال والطبقة البرجوازية. وهذا الانحياز يترجم الى خدمات ورشاوي يقدمها رجال االعمال الى ضباطهم المخلصين. اسعد عبدالملك الذي يعد من اهم رجال الاعمال بالاسكندرية قام بترميم ثلاثة مقرات رئيسية لشرطة المحافظة عقب احراقها في جمعة الغضب– ليس على سبيل الاستثناء لكن تلك هي القاعدة التي يعمل وفقها رجال الاعمال - هكذا تستمر الافعال والمصالح المتضادة بين الجماهير الفقيرة ورجال الاعمال الاغنياء لحين تبلغ ذروتها في الانتفاضة.

دعما غير مشروطا يجب ان يعلنه كل الثوريين ل"التجاوزات والافعال الغير مسؤولة باحداث جمعة الغضب" كما تسميها التقارير الحكومية، ولو لم اكن معتقلا في جمعة الغضب 28 يناير 2011 فلاشك كنت ساكون في الصفوف الاولى من المواجهات داعما بكل طاقتي المحاولات الجماهيرية لسحق قوات البوليس.

بقوة الانتفاضة الشعبية، سيعاد حرق مقرات الشرطة وكل ما يرتبط باذهان الجماهير بسوء ، الا انه وعبر تنظيم صفوفنا من الان، وعبر بناء الخلايا الثورية المنظمة في كل مكان والتي تستعد من الان للعمل في الانتفاضة القادمة سنستطيع التغلب على المشاكل التي واجهت ثورتنا وسنستطيع منع تطبيق القرارات التي صدرت في ابريل 2011 بعودة الشرطة للعمل وترميم مقراتهم.

كل من سيهرب من رجال الشرطة سيعتقله الثوار المنتصرون بمساعدة الشعب العامل المقاوم، ليُحاكم امام محاكمة ثورية عادلة يُنتخب قضاتها من اهالي الشهداء والمصابين والمعتقلين السابقين وكل من تضرر منهم. سير التاريخ سيعيد هزيمتكم والى قوة الجماهير والانتفاضة الناجحة ترتكز كل آمالنا نحن الثوريون.
"فلنتذكر خاتمة "بؤس الفلسفة" وخاتمة "البيان الشيوعي" حيث ينادي ماركس باعتزاز وعلى المكشوف بحتمية الثورة العنيفة. ان ضرورة تربية الجماهير بصورة دائمة بروخ هذه النظرة وهذه النظرة بالذات للثورة العنيفة هي اساس تعاليم ماركس وانجلز بأكملها" (2)

اكد فريدريك انجلز في مؤلفه "اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" ان مفهوم "القوة" التي تسمى الدولة، القوة التي نشأت من المجتمع لكنها تضع نفسها فوقه وتنفصل عنه أكثر فأكثر، تتألف بصورة رئيسية من فصائل خاصة من رجال مسلحين تحت تصرفهم السجونوهدفهم تنظيم القمع" تجاه طبقات معينة. كما شرح الثوري الروسي فلاديمير لينين في كتابه "الدولة والثورة" ان الدولة هي "الضباط والجنرالات من البوليس والجيش" لم يكن هذا الاستنتاج من ابتكار لينين او انجلز بقدر ما هو الوعي الاولي والبدائي لعموم المواطنين بعد ان ننفض عنه الافكار التي تزرعها الطبقات الحاكمة.

ان الماركسية بريئة من اي تخيلات خارجة عن مسار التاريخ الطبيعي. فجميع الثورات الشعبية تسعى لهزيمة البوليس قبل اي تحرك ضد مجلس الوزراء ومقرات الرئاسة. وهذا اكبر دليل على استقاء الماركسية افكارها من وعي الجماهير التي تفهم جيدا ان الحكومة تُمثل في المحافظات والشوارع بضباط البوليس.

هذه هي الحقيقة التي ينبغي على جميع المواطنين ان يفهموها قبل كل شئ واكثر من اي شئ : في يد من بالذات توجد فعلا سلطة الدولة؟؟ يجب ان يشرح الثوريون ان السلطة في ايدي طغمة وعصابة الضباط والجنرالات العسكريين, الذين يدعمهم طبقة رجال الاعمال. وهذه السلطة ينبغي قلبها, وبدون ذلك, تظل كل الجمل عن النضال لاجل انتصار الثورة وضد الثورة المضادة جملا فارغة ان لم تكن خداعا للنفس وللشعب.

يمكن الاتكال على الثورة الشعبية والانتفاضة العفوية لانجاز مهمة هزيمة الشرطة الحكومية، ليس لان الانتفاضة تأخذهم على حين غرة. لكن لان القوة العددية للجماهير - كقاعدة عامة – اقوى بكثير من الشرطة الحكومية وقادرة دائما على هزيمتها في حال نزول الجماهير بالفعل الى الميادين. على سبيل المثال، اقتحمت الجماهير الثائرة الغير منظمة المقار الاساسية لمباحث امن الدولة في الجمهورية المصرية في مارس 2011 بعد مطابات وانذارات عديدة بضرورة اغلاقها وحلها. ورغم الاستعدادات الشرطية المكثفة امام مقار امن الدولة ورغم تواجد العديد من كتائب الجيش لحماية تلك المقرات، الا ان الجماهير استطاعت اقتحام تلك المقار واغلاقها (3) لكن هل يكفي ردع قوات الشرطة وهزيمتها واجبارها على اخلاء الشوارع والانسحاب من المقرات الشرطية؟؟

بعد هزيمة البوليس تظهر المصيبة الاكبر "الجيش النظامي للدولة الراسمالية" ويمكن لكل من يفتح عينه وعقله لفهم الواقع ان يفهم تلخص مهام الجيوش حول العالم في " تسبيب المذابحالكبرى"

ردع الشعب وقمعه في الاحوال العادية هي مهمة الشرطة النظامية، اما ردع الشعب وقمعه في عهد الثورة فهي مهمة الجيوش النظامية. يظهر ليستولي على السلطة والشوارع من الجماهير الثائرة بقوة الرشاشات والمجنزرات الثقيلة.

يمكن ان تهزم الانتفاضة العفوية قوات البوليس لكن العكس هو ما يحدث مع قوات الجيش النظامية ولهذا بالضبط يجب ان تصل دعاوي الثوريين الى الجيش. يجب ان نقنع كل المضطهدين والمظلومين من جنود وصغار ضباط الجيش بالانضمام للانتفاضة ورفض اطاعة التعليمات الدموية لقادة الجيش الراسمالي.

حقيقي وضروري لكن تحطم الانضباط العسكري محض حلم لن يتحقق ابدا! هكذا سيُرد علينا. وعلينا ان نجيب بدورنا :

الماركسية – او علم التحرر – بريئة من اي تخيلات لا تحسب مقدار وفاعلية القوى الاجتماعية والتاريخية. " إن الجنود بكتلتهم، قادرون .. على تحويل بنادقهم والانتقال إلى صفوف الشعب، عندما يروا أن المتمردين من الشعب في حالة انتفاضة حقيقية، وليسوا في مظاهرة سيعود الجندي بعد مواجهتها إلى ثكنته مرة أخرى ليقدم الحساب عن أعماله. يجب أن يحس الجنود بأن هناك معركة حياة أو موت، وأن الشعب قادر على الانتصار إذا ما انضم الجيش إليه، وبهذا الشكل لا يضمن الجندي عدم إنزال القصاص به فحسب، ولكنه يضمن بعض التحسن في حياته" (4)

انا على اقتناع كامل بحتمية اندلاع انتفاضة شعبية واسعة على نظام الظلم الحالي في مصر حتى وان كانت على بعد آلأف الايام من الان. لاشك لدي بان جميع معارك ثورة 2011ستعاد من جديد، وبعد هزيمة الشرطة وطردها من الشوارع، ستحتل الجماهير ميادين قلب العاصمة والمحافظات معلنةاسقاط النظام الجمهوري والعمل على دحره وهزيمته للنهاية. عندها سيخرج الجيش من الثكنات للشوارع واليادين لمهمة واحدة : ردع الجماهير ووقف انتصار الثورة. سينادي السياسيين الداعمين للجمهورية الراسمالية "الجيش والشعب ايد واحدة" ومن الان ، ودون اي ابطاء ، وعلى الاقل داخل دوائر نفوذنا الضيقة ، يجب على كل الثوريين ان يخططوا ويحرضوا لضمان رفض الجماهير دعاوي الجيش النظامي وسياسييه - فضح ومقارنة غنى الجنرلات وعمالتهم لامريكا والصهاينة مع فقر وذل اغبية شعبنا المظلوم يجب ان تكون نقطة انطلاقنا لضمان تمرد الشعب والجنود ضد جنرالات هيئة الاركان، قادة الجمهورية الراسمالية.

السابق هو ما احرض عليه بشكل يومي في دائرة نفوذي. الغاءوهدم وطرد ضباط وجنرالات البوليس والجيش والاستغناء عنهم والقوى الذاتية للجماهير والمواطنين الثائرةستستطيع ويجب ان تستطيع ان تحمي نفسها على الاقل كما حدث في 18 يوم ثورة يناير 2011 بعد انسحاب ابوليس وحتى تنحي ديكتاتور مصر. والى كل من سيزعق مرعوبا " انها الفوضى" والى زميلي بالسكن الذي صاح بي "ستكون هذه هي الغابة" فلتتذكروا التالي:

أ) بعد ثلاث سنوات من الكفاح ضد دولة الراسمالية ومؤسساتها الثلاثة للقمع ، نُفذت اكبر المذابحبثورتنا المصرية. نفذت تحت شعار (الحرب على الارهاب) وكان اول طرقها هو فرض ضباط 3 يوليو2013 حظر التجوال لاربعةاشهر متتالية (يوليو لاكتوبر 2013). مجنزرات وفرق عسكرية مشتركة بين البوليس والجيش تمترست في الشوارع لاربع شهور متواصلة لتقمع كل واي دعايا او حراك ثوري. طبقالاحصائيات ويكي ثورة، قتلت القوات الحكومية في اول 6 شهور بعد 3 يوليو 5000 مواطن واعتقلت ما يقرب من 50 الف مواطن ، ما يعني مقتل مواطن كل 60 دقيقة واعتقال مواطن واحد كل 6 دقائق على مدار 24 ساعة في اليوم الواحد ودون اي راحة ، تلك هي الفوضى بعينها وهذا ما تفعله قوات الجيش والشرطة في ساعات عملهم. ساضرب مثال اخر، جيش الحرية الامريكي، وفي سبيل فرض الديمقراطية والحرب على الارهاب ايضا، قتل مليوني عراقي في العشر سنوات الاولى من الاحتلال، ما يعني مقتل مواطن واحد كل ثلاث دقائق طوال نهار وليل العشر سنوات – بخلاف جرائم الحرب ضد المعتقلين في ابوغريب والسجون خارج العراق. صحيح انه لولا النسيان لانقرض البشر. زميلي في السكن مقارنا بين داعش والولايات المتحدة اكد ان داعش هم عصابة فاشية بينما حكومة امريكا لديها سينما وباليه !! نسينا قيام الولايات المتحدة على انقاض العبيد الذين عملوا دون اجور حتى الموت. نسينا 100 مليون قتيل في 8 سنوات ضحايا نزاعات الحكومات الراسمالية في الحربين العالميتين الاولى والثانية . هل تصفعكم هذه الارقام لتفيقوا وتفهموا اننا نعيش في الغابة وبانتهاء الراسمالية سينتهي التاريخ الحيواني للانسانية ؟

ب) الشعب المسلح والمعتمد على قواه الذاتية هو من استطاع تامين البلاد طوال 18 يوم وهو من استطاع الدفاع عن التحرير وهزيمة قوات مبارك لضمان نجاح الثورة. وكل من يدعي ان الشعب كان سلميا في ثورته ضد مبارك يمكنني ان اصفعه مؤكدا انه لم يكن في الصفوف الاولى للمتاريس. دافعت الجماهير عن مظاهراتها واعتصاماتهاوهاجمتمقار البوليس قدر المستطاع. ولنتذكر ان الجماهير والميليشيات الشعبية وليس الجيوش النظامية هي المدافع الاخير والاقوى عن حدود الدولة والمدن ضد المحتلين عقب انسحاب وفرار الجيوش النظامية التي تتشكل من عمال وفلاحين يتوقون لخلع البدل العسكرية ليعودوا لاهلهم وللعمل الشريف بعيدا عن الذل والاهانة في الارض والمصنع. معارك ميليشيات الجيش الثوري الاحمر في ستالينيغراد روسيا، والكتائب الشعبية المسلحة في مدن القناة بالجمهورية المصرية ونضالات الفصائل المسلحة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني وامثلة اخرى عديدة تؤكد ضرورة حل جيوش القرن الواحد والعشرين بصفتها فروع قومية واقليمية لمنظمة عالمية واحدة تهدف لقمع وهزيمة الثورات – اقصد عضوية حكومات جميع الجيوش بمنظمة الامم المتحدة.

ج) تخاذل وعمالة قادة الجيوش العربية يظهر مع كل عملية عسكرية ينفذها الصهاينة ضد الفلسطينيين. ان حق الشعب الثائر في انتخاب وعزل كافة مسؤولين الدولة، فقط هذا الحق، يمكنه ان يحرر الوطن المنهوب ويسمح بتطبيق سياسة ثورية حقيقية. لقد اصبحت الجيوش عبر القادة البرجوازيين التابعين لمجلس الامن جيوش عميلة تحارب بالوكالة عن الحكومة الامريكية وفقط حق انتخاب الضباط والمسؤولين بالجيش هو ما يمكن ان يدفع وطننا لتطبيق معاهدة الدفاع المشترك عن قطاع غزة والضفة المحتلة وهو المطلب الوحيد الذي سيصل بنا لمسؤولين يوقفوا تصدير الغاز للصهاينة بابخس الاسعار. لقد طُبقت عملية تحول الجيش النظامي الدائم الى جيش ثوري قوي ومهيب مرة واحدة على وجه هذا الكوكب – ومع ذلك لم تخل من الاخطاء – في روسيا الثورة 1918:1921 قبل انقلاب الجناح الانهزامي الرجعي المضاد للثورة بداخل الحزب البلشفي على الثورة والحزب نفسه. ويمكن تتبع سيرورة تحويل الجيش القيصري الى جيش ثوري لنفهم امكانية مثل هذا التحول الذي يمر قطعا بمراحل وليس عبر قفزة واحدة. ان التحول للاشتراكية لا يتم سوى عبر طريقة علمية وابدا لم يكن ماركس والشيوعيين السائرين على خطاه حالمين لكي يُرد على حججنا وافكارنا ودعاياتنا : حالمون لا تعيشون الواقع.

د)اخيرا ، ان خيارات الانسانية تُصاغ كالآتي : لتجنب مجازر دموية بحق ملايين السكان، لتجنب استخدام الغواصات والطائرات القتالية ووضعها في المتاحف كأجهزة كانت تشكل اكبر خطر على وجود الانسانية يجدر ان تنتصر الثورة في الحدود الاقليمية بان تتشكل حكومة عمال خالية من رجال الاعمال وممثلين البرجوازية، والعدوى الثورية ستتكفل بالبقية ، بحيث ستصيب الشعوب المجاورة عاجلا ام آجلا ، لكن يجب ان يتوفر حزبا ثوريا منغرسا وسط الطبقات المقهورة ليقودهم نحو تكرار التجربة الناجحة والخلاص من حكومات الراسمال ورجال الاعمال نحو حكومات عمالية جديدة تتحالف مع مثيلاتها لاجل بناء مجتمعا اشتراكيا عالميا جديدا خاليا من التهديد بحروب الابادة العالمية والمجازر الانسانية وبحساب مخاطر السلاح النوويتصبح اطروحة حل الجيوش كمؤسسة عالمية اقرب الى الواقع من الاحتفاظ بجيوش يتحكم قادتها – الكارهين للانسان – بطائرات يمكنها ان تنسف بلاد باكملها. الخيارات بالنسبة للثورات ليست عديدة ويمكن التنبأ بها وحصرها في الآتي : اما ان ثُقطع رؤوس ضباط وجنرالات الثورة المضادة، او سيضمنوا هم قطع رؤوس الثوار والمناضلين لانهاء لوقف وقتل ووأد الثورة.

"ان انتفاضة جماهيرية لا تُختلق.. بل تصنع ذاتها بذاتها، انها نتاج بعض التناقضات والشروط الاجتماعية لا ناتج خطة مدروسة. لا يمكن لانتفاضة شعبية ان تصطنع اصطناعا، الا انه يمكن توقعها، فلاسباب لا تتوقف علينا بقدر ما تتوقف على القيصرية، كان نزاعا مكشوفا قد غدا محتوما.. ان استعدادنا لهذا النزاع المحتوم كان يعني ان نفعل كل ما في وسعنا لنخفض عدد الضحايا الى الحد الادنى.. ان الانتفاضة المسلحة لا تعني استعداد الجماهير لحمل السلاح وللقتل بقدر ما تعني استعداد الجماهير للموت ان لم يتغير النظام وواقع المجتمع الظالم.. لا يمكن للشعب ان ينتصر على الجيش، عماد النظام القديم، الا حين يبدو مصمما على الموت على المتاريس. المتاريس هي قبل كل شئ ميدان الالتقاء المادي والادبي للشعب والجيش. على المتاريس يسمع الجندي للمرة الاولى كلاما شريفا وشجاعا.. وفي حرارة الحماس الثوري تتحطم مزاليج الانضباط العسكري القديم" (5)

الان وانا محكوم علي بالسجن عشر سنوات بتهمة الاعتداء على الضباط، فان موقفي منهم : الموت لهم ولجنرالات البوليس والجيش بقوة الانتفاضة الشعبية المنتصرة. لن تخوفونا بالسجون والرصاص. ولأجل حياتنا، لاجل شرفنا الثوري، سنقاتلكم حتى آخر قطرة من دمائنا، نناضل لأجل انتصار الثورة بكامل مداها.

كتب لينين مقارنا بين نظام الثورة الاشتراكية والراسمالية عقب انتصار الثورة الاشتراكية الروسية – قبل ان تهزم بيد ستالين ورفاقه "نحن العمال باستنادتنا على خبرتنا العمالية وباقمتنا نظام طاعة حديدي دقيق يدعمه العمال المسلحون القابضون على سلطة الدولة ننظم بانفسنا الانتاج الضخم على اساس ما خلفته الراسمالية، ونجعل من موظفي الدولة مجرد منفذين لما نكلفهم القيام به، نجعلهم مراقبين ومحتسبين ويتحملون المسؤولية ويمكن عزلهم، ويتقاضون رواتب متواضعة.. هذا ما يمكن وما يجب ان نبدا به عند القيام بالثورة العمالية. وهذه البداية القائمة على الانتاج الضخم تؤدي الى اضمحلال الوزراات كلها بصورة تدريجية، تؤدي الى نشوء نظام تسير فيه وظائف المراقبة والمحاسبة من ابسط الى ابسط ويقوم بتحقيقها الجميع بالتناوب ثم تغدو عادة لتزول في النهاية باعتبارها وظائف خاصة تقوم بها فئة خاصة من السكان" (6)

(حق انتخاب وعزل المسؤولين – الغاء امتيازات المسؤولين واعضاء الحكومة - طرد البوليس والجيش من المؤسسات ) هذه المطالب الاساسية الثلاثة استقاها ماركس من خبرة الثورات التي عاصرها، ولن يعترض عليها اي عامل واعي بعد شرحها وتبسيطها. وعبر المناداة بهذه المطالب واجبار الحكومات على تنفيذها تحت الضغط الجماهير الثوري سيمكننا تعزيز قدرة الجماهير على الوثوق بقدرة تنظيماتهم الذاتية لادارة المجتمع دون مؤسسات القمع الثلاثة (البوليس والقضاء والجيش) كما ستُعبد تلك المطالب الثلاثة الطريق– على المدى الطويل- للتخلص من الراسمالية واسقاط الجمهورية النيابية ودفع الثورة للانتصار باقصى آفاقاها. هل انهاء سيطرة الراسمالية على الانسانية حلم طوبوي ؟

(1) ضد دوهرينغ. فريدريك انجلز
(2) الدولة والثورة. لينين
(3) عودة مقار مباحث امن الدولة للعمل هو اكبر دليل على ضرورة السعي لتنظيم الجماهير في خلايا وتنظيمات وحزب ثوري يدفع الجماهير لتناضل على الدوام انتزاع الحقوقها ودفاعا دائما عن المكاسب المنتزعة.
(4) ليون تروتسكي. تاريخ الثورة الروسية
(5) من مرافعة ليون تروتسكي عن نفسه في قضية 1906؛ كانت انتفاضة عملاقة للشعب الروسي قد اندلعت في 1905 ابتكر فيها الروس نظاما وسلطة سياسية للضغط على اصحاب المصانع والحكومة القيصرية سُميت بالسوفيت - او المجالس بالعربية - وكانت اهم قرارات سوفيت 1905 هي انشاء جريدة خاصة بالسوفيت يكتب فيها جميع عمال المصانع، مصادرة صحف الليبراليين والاقطاعين الموالين للقيصر واخيرا، التحضير لانتفاضة مسلحة تطيح بالحكم القيصري. لكن نظرا لضعف السوفييت في ايامه الاولى استطاعت القيصرية اعتقال قادة السوفيت وحاكمتهم بتهمة التخطيط للانتفاضة المسلحة وكان منهم الشيوعي الاممي ليون تروتسكي. وبعد 12 عاما من هذا التاريخ، سيستولي السوفيت على السلطة بقيادة ليون تروتسكي وفلاديمير لينين ورفاقهم في الحزب البلشفي.
(6) الدولة والثورة. لينين



#محمود_ابوحديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افكار اعاقب عليها بالسجن عشر سنوات (1)
- (1) الازمة الدورية للراسمالية تعني حتمية الانتفاضة والثورة
- ليت المقال ينفع .. دعما للرفيق المعتقل اوزو
- الشرطة تحتل هندسة اسكندرية والانتفاضة الظافرة ستقتص لنا
- رفع الاسعار .. هل سيسقط السيسي؟ هل سيسقط النظام الراسمالي؟
- اشتعال الحرب في جامعة الاسكندرية.. انتفاضات ضد الاخوان وضد ا ...
- `رسالة مفتوحة لعميد هندسة اسكندرية الحالي.. فسادك هو طريقك ن ...


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - محمود ابوحديد - افكار اعاقب عليها بالسجن عشر سنوات (2)