أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - السكوت عن الفساد ... فساد














المزيد.....

السكوت عن الفساد ... فساد


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 11:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


محاربة الفساد والفاسدين لا تقل أهمية وخطورة عن محاربة الاحتلال بل هما وجها عملة واحدة ، حتى حرق الشهيد الدوابشة وغيره من الشهداء وتعاظم الاستيطان كلها مواضيع غير منفصلة عن موضوع الفساد السياسي. وعليه لا نقصد بالفساد هنا الأوجه الاجتماعية والسياسية من الفساد التي توجد بدرجة أو أخرى في كل المجتمعات ،حيث يوظف مسئولون مواقعهم ومراكزهم الرسمية لجني مكاسب وامتيازات من المال العام أو من المواطنين بالابتزاز أو مقابل خدمات غير قانونية ، فهذه الأشكال من الفساد وبالرغم من خطورتها فإنها نادرا ما تُهدد وجود الدولة واستقلالها. ما نقصده هنا هو الفساد المالي والسياسي لمسئولين في مراكز حساسة في النظام السياسي الفلسطيني حيث ما زال الشعب الفلسطيني خاضعا للاحتلال ، إنه فساد أشخاص ونخب متواطئة مع الاحتلال بطريقة مباشرة او غير مباشرة ،وعليه فالفساد والسكوت عنه بمثابة خيانة وطنية .
نتائج هذا الفساد لا تقتصر على الاستفادة المالية لأشخاص ونخب ،بل يتجاوز ذلك لأمور أخطر حيث يمارسون فسادا مُخططا له وممنهجا لخدمة الاحتلال وتدمير المشروع الوطني . هؤلاء الفاسدون ،يستغلون حالة الانقسام والحصار ، وترهل وتفكك النظام السياسي ،وحاجة كثير من الناس للاستفادة من التسهيلات التي تقدمها إسرائيل عن طريقهم ، لإذلال الشعب وامتهان كرامته وتطويعه لما يريده الاحتلال ، مستقويِّن بوقاحتهم وبحماية إسرائيل لهم ، وبكذبهم على الناس البسطاء من خلال الزعم أنهم يقدمون خدمات للناس لا يقدمها غيرهم .
إلا أن حبل كذبهم قصير والشعب يعرف الحقيقة ولن تستطيع إسرائيل حمايتهم إلى ما لا نهاية.كما أن الفاسدين مثلهم مثل الاحتلال يحاولون تتفيه وشخصنة الأمور حتى يفرغوها من مضمونها الوطني ، لأنهم لا يؤمنون بشيء يسمى (وطني) وينظرون بازدراء للشعب ولقواه الوطنية . وهو ما تلجأ له إسرائيل أيضا عندما تزعم أن لا مشكلة لها مع الشعب الفلسطيني وأن خلافها مع القيادة الفلسطينية التي لا تريد السلام ، وأحيانا تختزل المشكلة بشخص الرئيس.
قد تنطلي حيِّل وأكاذيب الفاسدين على البعض من المواطنين ،كما قد يسكت كثير من المواطنين البسطاء ،لقلة حيلتهم، على فساد الفاسدين ، ولكن الغريب أن من يقولون أنهم قادة المشروع الوطني وحُماة الوطن ولا يتركون مناسبة إلا ويزعموا أنهم ضد الفساد والمفسدين ، هؤلاء يتعاملون بحذر وتردد مع الفساد والفاسدين حتى داخل مؤسسات السلطة التي تُحسب عليهم ، الأمر الذي يطرح تساؤلات إن كان الأمر عجزا أم تواطؤا ومشاركة في الفساد؟ .
لا يكفي أن تنفي حركة فتح وبقية القوى السياسية عن أنفسهم تهمة الفساد ،بل المطلوب منهم أن يحاربوا الفساد ، فالساكت عن الفساد فاسد أيضا (الساكت عن الحق شيطان اخرس) ، وإن لم يستطيعوا التصدي لفاسدين لاعتبارات سياسية ومصالح وعلاقات مُعقدة ، فعلى الأقل من الواجب عليهم مناصرة مَن يواجه الفساد والفاسدين ، ليس من منطلق الدفاع عن شخص بل لحماية حرية الرأي والتعبير ، وحتى لا يُشجع سكوتهم الفاسدين على مواصلة فسادهم وتفسير سكوتهم بأنه شرعنة للفساد والفاسدين .
يزعم البعض ولتبرير سكوتهم عن الفاسدين ،أنه لا توجد وثائق وأدلة مؤكدة على وجود الفساد، مثلا في هيئة الشؤون المدنية ، وهو عذر أقبح من ذنب. فإن كانت القيادات والمسئولون الكبار سواء في فتح أو فصائل منظمة التحرير أو المجلس التشريعي أو فيما تسمى بـ (منظمات حقوق الإنسان) لا يجرؤون على فتح ملفات حول شبهات فساد وخصوصا في هيئة الشؤون المدنية ،خوفا أن يخسروا التسهيلات والامتيازات التي يوفرها لهم الفاسدون ، فلا ينتظروا من المواطن المقهور الذي ترتبط حياته بتصريح للخروج من غزة للعلاج أو العمل أو الدراسة أو التجارة أو رجل الأعمال الذي يتم مساومته لتزوير قيمة الأضرار لمنشأته المُدَمَرة الخ ، لا يُنتظر من هؤلاء أن يواجهوا الفاسدين ويتحدثوا علنا عما يعرفوا وعما تعرضوا له من ابتزاز ، وخصوصا أن المواطنين لا يثقون بأن الحكومة والسلطة والمنظمات الحقوقية يمكنها،أو ترغب ، بحمايتهم وإنصافهم إن عاقبهم الفاسدون بحرمانهم من السفر أو إعاقة حصولهم على تعويضات منشآتهم المُدمرة في الحرب .
هذه رسالة نوجهها أيضا للأخ رفيق النتشة أبو شاكر رئيس (هيئة مكافحة الفساد ) ،فحتى لا يتحول وتتحول مؤسسته (لشاهد زور) على ما يجري من فساد ،نتمنى عليه ألا يجلس وينتظر من المواطنين أن يأتوا له ليقدموا شكواهم من الفساد والفاسدين ،إن لم يؤمن لهم الحماية من سطوة ونفوذ الفاسدين . هذا إذا كان قطاع غزة ما زال ضمن المجال الجغرافي والسياسي والقانوني لعمل هيئة مكافحة الفساد !.
لا نعرف إن كان من المجدي مناشدة الرئيس أبو مازن لأن يعير بعض اهتمامه ووقته لما يجري في هيئة الشؤون المدنية في قطاع غزة والتي تتحكم في المنفذ الوحيد لمليوني فلسطيني وفي ملف الإعمار وحركة المعابر التجارية ؟ . إن كان الرئيس لا يستطيع أو ليس لديه الوقت لمواجهة الفاسدين ،فالمواطنون والمثقفون يستطيعون مواجهتهم وفضحهم ، ولكن يمكن للرئيس ومن الواجب عليه معاقبة ومساءلة السفهاء والفاسدين الذين يتطاولون على أصحاب الرأي الحر ، وخصوصا أن هؤلاء السفهاء موظفون في السلطة الوطنية التي يترأسها ،ولهم سوابق في الفساد. ونكرر مرة أخرى إن الانقسام لا يُسقط مسؤولية الرئيس والسلطة عن قطاع غزة وأهله ، وخصوصا عن المؤسسات التابعة للسلطة والتي ما زالت تعمل في القطاع ،هذا إن كان الرئيس ما زال يعتبر قطاع غزة تابعا لإيالته .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمِن المستوطنون العِقاب فأوغلوا في الدم الفلسطيني
- ما يجري في القدس يفضحهم .. ويفضحنا
- المثقفون ضمير الشعب وحُماة الهوية والثقافة الوطنية
- الفساد لا يقل خطورة عن الاحتلال
- بيان توضيحي ردا على بيان وزارة الشؤون المدنية
- الانقسام لا يبرر الفساد ولا يُسقط المسؤولية
- اكثر من اتفاق نووي واقل من مؤامرة
- خطورة المراهنة على ثورة او تمرد على حماس
- إدراك متاخر أم تواطؤ مُسبق؟
- السياسة لا تعرف الفراغ
- تحديات ومخاطر علم الاستشراف في العالم العربي
- من سيناريوهات حل الصراع إلى سيناريوهات إدارته
- هل غزة مقبلة على الانفجار بالفعل ؟ وفي مواجهة من ؟
- التباس الموقف المصري من القضية الفلسطينية
- حركة فتح : شرعية وديمومة الفكرة وتعثر التنظيم والممارسة
- صحوة خليجية متاخرة : الاتفاق النووي سينقل (الربيع العربي) إل ...
- اللاجئون الفلسطينيون من الريادة إلى التهميش والتصفية
- ما بين د.عصام السرطاوي ود.احمد يوسف : عقلانية الفكرة ومنزلقا ...
- مبادرات تتوالى ، فهل نحن مستعدون؟
- هل تعي حركة حماس ما تفعل ؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - السكوت عن الفساد ... فساد