أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما يجري في القدس يفضحهم .. ويفضحنا















المزيد.....

ما يجري في القدس يفضحهم .. ويفضحنا


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 10:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


القدس مدينة فلسطينية وينطبق عليها ما ينطبق على بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة من حيث الأبعاد القانونية الدولية والقومية العربية والإسلامية الدينية ،وما يترتب على ذلك من مسؤوليات دولية وعربية وإسلامية أكدت عليها مئات القرارات ،الدولية الصادرة عن كثير من الهيئات الدولية كمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية الخ ،ومئات القرارات العربية الصادرة عن جامعة الدول العربية ومؤتمرات القمم العربية ، ومثيل لها صادرة عن منظمة الدول الإسلامية ومنظمة الإيسسكو ولجنة القدس الخ .
إلا أن المكانة الدينية والتاريخية لمدينة القدس بالنسبة للديانات السماوية الثلاث ، وكونها عاصمة الدولة الفلسطينية وفي نفس الوقت تزعم إسرائيل أنها عاصمتها الابدية ، ونظرا لأن إسرائيل قامت بضمها وتعمل منذ 1967 على تغيير طابعها ومعالمها وهويتها العربية والإسلامية ، كل ذلك ميزها عن بقية المدن الفلسطينية المحتلة ،ويجعل كل سلوك أو موقف إسرائيلي أو دولي أو عربي تجاه القدس يأخذ دلالات ومؤشرات خطيرة .
لا غرو أن استهداف القدس الشرقية والمسجد الاقصى ، استيطانا وتهويدا ، ليس بالأمر الجديد ، فهو متواصل منذ 1967 ، ولكن الجديد في الأمر وصول عمليات الاستيطان والتهويد في القدس والأقصى والضفة الغربية بشكل عام لمستوى غير مسبوق بحيث لم تعد تقتصر على الاستيلاء على الاراضي المُحيطة بالمسجد الاقصى أو على الحفريات تحته بل باتت في قلب المسجد والحرم وبشكل يومي وممنهج وتسارع وتيرة الاستيطان في كل الضفة الغربية ، مع انكشاف حقيقة النوايا الإسرائيلية بفصل القدس عن الضفة الغربية مع تكريسها عاصمة أبدية لدولتهم،وفصل الضفة عن قطاع غزة .
ما يجري في القدس وفي المسجد الاقصى تحديدا وردود الفعل على ذلك يفضح الجميع ،يفضح المتواطئين كما يفضح العاجزين ، يفضح المنتظم الدولي والعالم العربي والعالم الإسلامي ويفضحنا كفلسطينيين ، لأنها ردود فعل هزيلة وخجولة ولا ترتقي لخطورة ما يجري في المدينة المقدسة ولمجمل القضية الوطنية .وللأسف بقدر ما تتعاظم المخاطر على القدس والمقدسات وعلى مجمل القضية الوطنية بقدر ما هي ضعيفة وهزيلة ردود الفعل الدولية والعربية والإسلامية والفلسطينية أيضا .
دوليا لم نشاهد أو نسمع من مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو أية منظمة دولية حراكا للرد على الممارسات الصهيونية الاخيرة في القدس ،مع أن قرارات الاعتراف بفلسطين دولة مراقب لم يجف حبرها بعد ، سواء الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة أو عن عديد الدول ، وكل ما صدر بيانات تعبر عن القلق كما هو حال بيان نيكولاي ملادينوف، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المكلف بعملية السلام في الشرق الاوسط الذي نشرته وكالة وفا ونصه "أنا قلق من الأحداث الأخيرة والتوتر في وحول الأماكن المقدسة في البلدة القديمة في القدس، وندعو الناس من جميع الأطراف للحفاظ على الهدوء ". وأضاف إن هذه "الأعمال الاستفزازية واللغة التي تحمل بذور العنف تقوضان في نهاية المطاف قدرة المصلين من جميع الأديان على استخدام الأماكن المقدسة الخاصة بهم ، معتبرا أن احترام الوضع القائم هو في مصلحة الجميع وضروري لتحقيق الاستقرار " !.
كم هو هزيل ومُستَفِز هذا البيان الذي يساوي بين الضحية والجلاد ولا يُشير من قريب أو بعيد للجيش الإسرائيلي والمستوطنين الذين اقتحموا باحة المسجد الاقصى ولا القتل المُتَعمد للشباب الفلسطينيين علي يد الجيش الإسرائيلي ، وهي الممارسات التي كانت سببا في الأحداث التي يسميها ممثل الأمم المتحدة بالاستفزازية ! . ويا ليته ذكر ما هو الشيء المُستفز ؟ هل هو دفاع المقدسيين عن المسجد الاقصى وعن أراضيهم ؟ أو أعمال الاستيطان والاعتداء على المصلين الفلسطينيين ؟ .
وعربيا وإسلاميا لم نسمع إلا بيانات تنديد واستنكار كما جرت العادة من بعض الدول ، بل إن البيانات الصادرة أقل عددا مما كان يجري في حالات سابقة من الاعتداء على الاقصى ، وصيغتها اقل حدة . صحيح ، إن القيادة الفلسطينية طلبت عقد اجتماع للجنة العربية المكلفة بمتابعة مبادرة السلام العربية ، وقد تقرر أن يكون الاجتماع يوم الخامس من أغسطس القادم . ويبدو أن القيادة الفلسطينية تواضعت في مطالبها فلم تطالب بعقد قمة عربية أو اجتماع لوزراء الخارجية العرب أو لمنظمة المؤتمر الإسلامي ،لأنها تعرف أن طلبها لن يُستجاب له ، لأن للعرب والمسلمين ما يُشغلهم وما هو أهم في نظرهم من القدس وفلسطين .
إن كانت مناصرة ودعم القدس واجبا وفرضا قوميا ودينيا على العرب والمسلمين لا نستطيع كفلسطينيين أن نجبرهم على الالتزام به ، إلا أن القدس وفلسطين بالنسبة لنا قضية وطنية ،وبالتالي فمواقفنا وسلوكنا تجاه القدس يجب أن لا يتقيد بالموقف الرسمي العربي والإسلامي وحتى الدولي ، وألا يكون سقفنا سقفهم . ومن الخطورة أن تُرهن القيادة الفلسطينية موقفها وتحركها القادم بما سيصدر من قرارات عربية وخصوصا إن كانت القرارات صادرة عن لجنة كلجنة متابعة المبادرة العربية للسلام .
من المهم بالنسبة لنا كفلسطينيين قراءة ما يجري في القدس بتمعن وبعيدا عن العاطفة وفي إطار السياسة الجديدة للحكومة اليمينية في إسرائيل ، حيث إن ما يجري في القدس والمسجد الاقصى غير منقطع الصلة بما يجري من مفاوضات سرية مزدوجة بين الإسرائيليين والفلسطينيين على مسارين : بين سلفان شالوم و صائب عريقات في عمان ، و بين الإسرائيليين وحركة حماس عن طريق وسطاء في أماكن متعددة ، أيضا في سياق التسهيلات التي قدمتها إسرائيل في الفترة الاخيرة للفلسطينيين للتنقل ما بين الضفة وغزة وإسرائيل المُحتلة وزيارة القدس، وليست بعيدة عن حالة الشلل التي يعيشها النظام السياسي ووصول كل مكوناته سواء في غزة أو الضفة لطريق مسدود .تستغل إسرائيل كل ذلك حتى تُلهينا عما يُحاك للضفة والقدس تحديدا ولتضرب ضربتها هناك .
الأحداث الاخيرة في القدس والأقصى وتسارع وتيرة الاستيطان في مجمل الضفة الفلسطينية دون ردود فعل عملية فضحت كل النخب السياسية الفلسطينية في الضفة وغزة ، وكشفت كم هو ضعيف النظام السياسي الفلسطيني في مواجهة التحديات . ففي الوقت الذي تتصارع فيه النخب على السلطة والحكم ،وتتراشق الاتهامات ،وتتنافس على التفاوض مع الإسرائيليين ليس من أجل تحرير فلسطين ومصلحة الشعب بل للحفاظ على مواقعها وما تتمتع به من منافع وامتيازات ، وفي الوقت الذي يستشري فيه الفساد ويتغول الفاسدون المدعومون والمحميون من إسرائيل ، في هذا الوقت تضيع فلسطين حيث تستولي عليها إسرائيل قطعة قطعة وبيتا بيتا .
وأخيرا نقول لو راهنت القيادة على شعبها ستجد بالتأكيد مصدر قوة وإسناد أكثر مما ستقدمه لها الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية . الشعب الذي نقصد ليس المؤسسات والأحزاب والنخب المأزومة والفاسدة ،وليس فقط أهلنا في الضفة أو أهلنا في غزة ، بل 12 مليون فلسطيني داخل الوطن وخارجة . لا يوجد شعب دون مصادر قوة ، المهم أن تثق وتؤمن القيادة بشعبها وتعمل على تفعيل واستنهاض مصادر قوته .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون ضمير الشعب وحُماة الهوية والثقافة الوطنية
- الفساد لا يقل خطورة عن الاحتلال
- بيان توضيحي ردا على بيان وزارة الشؤون المدنية
- الانقسام لا يبرر الفساد ولا يُسقط المسؤولية
- اكثر من اتفاق نووي واقل من مؤامرة
- خطورة المراهنة على ثورة او تمرد على حماس
- إدراك متاخر أم تواطؤ مُسبق؟
- السياسة لا تعرف الفراغ
- تحديات ومخاطر علم الاستشراف في العالم العربي
- من سيناريوهات حل الصراع إلى سيناريوهات إدارته
- هل غزة مقبلة على الانفجار بالفعل ؟ وفي مواجهة من ؟
- التباس الموقف المصري من القضية الفلسطينية
- حركة فتح : شرعية وديمومة الفكرة وتعثر التنظيم والممارسة
- صحوة خليجية متاخرة : الاتفاق النووي سينقل (الربيع العربي) إل ...
- اللاجئون الفلسطينيون من الريادة إلى التهميش والتصفية
- ما بين د.عصام السرطاوي ود.احمد يوسف : عقلانية الفكرة ومنزلقا ...
- مبادرات تتوالى ، فهل نحن مستعدون؟
- هل تعي حركة حماس ما تفعل ؟
- حكومة الوفاق وضريبة حماس
- استهداف مخيم اليرموك استهداف لحق العودة وللكرامة الفلسطينية


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما يجري في القدس يفضحهم .. ويفضحنا