أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - خطورة المراهنة على ثورة او تمرد على حماس















المزيد.....

خطورة المراهنة على ثورة او تمرد على حماس


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 17:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


استطرادا إلى ما تطرقنا إليه في مقالاتنا السابقة حول صناعة دولة غزة وصمت وتواطؤ اطراف غير حركة حماس على ما يجري . أعتقد البعض أن انقلاب حماس على السلطة لن يستمر طويلا لأن الشعب سيثور على حركة حماس في القطاع وتعزز هذا الاعتقاد أو المراهنة أكثر بعد ثورة 30 يونيو المصرية 2013 . فراهن البعض على إمكانية انسحاب ما جرى في مصر على قطاع غزة ، فيثور أهالي قطاع غزة على حماس الإخوانية كما ثار المصريون على الإخوان المسلمين !.
بالإضافة إلى اختلاف الحالة الفلسطينية عن حالة مصر وبقية الدول العربية من حيث وجود احتلال في فلسطين ولا يوجد في بقية الدول العربية مما يغير في اولويات المواجهة ، فإن هذه المراهنة غير واقعية لأنها دعوة لحرب اهلية ،إن حربا أهلية سواء في غزة أو الضفة ستكون نوعا من التدمير الذاتي ولن تخدم إلا إسرائيل ، وشعبنا الفلسطيني لن ينساق لحرب أهلية انصياعا لتحريض من هذا الطرف أو ذاك.
وقبل الاستطراد لا بد من التنديد والتحذير من دعوات هوجاء لقيادات من حركة حماس تطالب باستهداف الاجهزة الفلسطينية في الضفة الغربية كرد على اعتقال أجهزة السلطة لعناصر من حماس ، والتهديد بنقل تجربة غزة – انقلاب 14 يونيو 2007 – إلى الضفة . فهذا التهديد غير مقبول وغير واقعي،لأن قادة حماس يعلمون أنه لولا انسحاب إسرائيل من القطاع ورغبة إسرائيل بفصل غزة عن الضفة ما استطاعت حماس الانقلاب على السلطة في القطاع والاستمرار في حكم قطاع غزة حتى اليوم .
إن مراهنة البعض على تمرد أو ثورة على حركة حماس لإفشال مشروع دولة غزة وعودة اللحمة بين الضفة والقطاع أمر محفوف بالمخاطر ونتائجه غير مضمونة لأسباب سياسية وسسيولوجية وثقافية واقتصادية ،وبعضها سابق لسيطرة حماس على القطاع ، وهذه الأسباب :
1) تميز أهالي قطاع غزة بعمق الانتماء الوطني وحرصهم على الوحدة الوطنية يدفعهم لعدم الاندفاع في مواجهات داخلية خشية من أن أي حرب أهلية ستخدم إسرائيل والتي ستعمل على إطالة أمد هذه الحرب – كما كان لإسرائيل دور رئيس في صناعة الانقسام وإطالة عمره - .أيضا من غير الوارد ثورة أهلنا على السلطة في الضفة الفلسطينية المحتلة .
2) غياب بديل أو جماعة منظمة يمكنها تنظيم وقيادة عملية التمرد أو الثورة ثم الحلول محل حركة حماس . تنظيم حركة فتح ضعيف ومنقسم ويتعثر في استنهاض نفسه ،وغير قادر على لملمة أوضاعه الداخلية وإدارة نفسه في القطاع ، فكيف سيُدير ويَحكم قطاع غزة ؟ ونفس الأمر بالنسبة للمراهنة على السلطة وحركة فتح في الضفة ، أيضا منظمة التحرير والقوى الاخرى أكثر بؤسا وضعفا.
3) لا يلمس فلسطينيو غزة مؤشرات بأن القيادة الفلسطينية – قيادة حركة فتح وقيادة السلطة وقيادة منظمة التحرير - قادرة على مد سلطتها لقطاع غزة ، سواء لأن القيادة تعلم أن إسرائيل لن تسمح لها استعادة قطاع غزة مجددا ،أو لإدراك القيادة بأن المعركة الحقيقية مع الاحتلال تجري في الضفة والقدس وليس في قطاع غزة . وقد لمس فلسطينيو القطاع حرج موقف القيادة تجاه غزة عندما خرج أكثر من نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة في الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاق حركة فتح 2012 دون أي تفاعل إيجابي من القيادة مع الحدث.
4) يلمس فلسطينيو قطاع غزة تزايد تأثير شرائح ونخب تتزايد يوما بعد يوم في الضفة تنظر لقطاع غزة نظرة دونية ولا ترحب بأهله حتى بالمقيمين منهم في الضفة ، ويتعاملون مع قطاع غزة كحديقة خلفية ولسكانها كمواطنين من درجة ثانية وكعبء على الضفة . أيضا استعمل الإعلام الرسمي وبعض المسئولين في السلطة خطابا تحريضيا تجاوز التحريض على حركة حماس ليمس كل أهالي القطاع ، كمطالبة أحد مستشاري الرئيس بامتداد عاصفة الحزم لغزة وضربها ،وآخرون هددوا باعتبار غزة إقليما متمردا ،وبعضهم هدد بقطع المساعدات والمشاريع والرواتب عن قطاع غزة .
5) سياسة قطع الرواتب ووقف التوظيف في السلطة لأبناء القطاع ، وتهميش واستبعاد أبناء القطاع من السلك الدبلوماسي ومن التوظيف في المؤسسات العربية والدولية الخ عزز حالة القطيعة وإحساس فلسطينيي القطاع أن الرئاسة والسلطة غير مهتمة بهم .
6) لأن سيطرة حماس على قطاع غزة لا يعود لإرادة حمساوية فقط بل جزء من معادلة أو مخطط تشارك به أطراف متعددة على رأسها إسرائيل ، وحيث إن هذه الاطراف ما زالت قوية وفاعلة ومستفيدة من الانقسام ، فلن تسمح بإنهاء سلطة حماس وإنهاء الانقسام ، إلا إذا توفرت إرادة شعبية وتوافق وطني على ذلك.
7) تَحَكم وسيطرة إسرائيل على المنفذ الوحيد - معبر بيت حانون - لتنقل الافراد بين الضفة وغزة يجعلها تُعيق أية تحركات أو تواصل يعزز وحدة الشعب الفلسطيني .وبالتالي وفي حالة التمرد على سلطة حماس وإسقاطها فلن تسمح إسرائيل بالتواصل بين الضفة وغزة وتوحيد شطري الدولة الموعودة ، كما أنها ستتدخل عسكريا لإدامة المواجهات بين سكان غزة وستدعم الطرف الذي يعزز الانقسام ويحافظ على أمنها.
8) حركة حماس أرهبت الشعب من خلال ما قامت به في الأيام الأولى للانقلاب من اعمال دموية ومن خلال ممارسات لاحقة ضد معارضيها وصلت لدرجة إطلاق النار على أقدام المعارضين واعتقالهم وتلفيق التهم والأكاذيب بحقهم . وحماس لا تترك فرصة إلا وتستعرض قواتها لترهب الشعب وتهدد بأشد العقاب مَن يجرؤ على التمرد عليها أو الإخلال بالأمن .
9) استمرار الدعوة للمصالحة وعدم القطع أو الإعلان عن فشل حوارات المصالحة بشكل نهائي ، أيضا تشكيل حكومة توافق والتباس موقف حماس منها ... كل ذلك يجعل فلسطينيي غزة في حالة ترقب ويكبح أية توجهات للتمرد على الوضع ،انتظارا لمصالحة قادمة .
10) وجود مفوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر وتركيا وبعض الدول الاوروبية تُوعِد الفلسطينيين في القطاع بمخرج قريب من خلال دولة في غزة وميناء .
11) حقن اهالي قطاع غزة بمسكنات مادية – رواتب ومساعدات مالية وسلعية من السلطة والفصائل والدول والأونروا ومن الشؤون الاجتماعية ، ومشاريع زواج جماعي الخ - تجعلهم على حافة الهاوية بحيث لا يموتون جوعا وفي نفس الوقت لا يصلوا لدرجة الانفجار ، وكل هذه المساعدات تتم على حساب كرامتهم وإنسانيتهم ووطنيتهم.
12) حصار القطاع وتزايد حالة الفقر والبطالة واستمرار تشديد مصر لحركة المرور من معبر رفح ، خلق حالة من الكبت والقهر والرغبة في كسر الحصار من خلال ميناء حتى وإن تم ذلك على يد حركة حماس واستمرارها في حكم غزة ، وبغض النظر عن الثمن السياسي لذلك ، وخصوصا أن الكل الوطني وخصوصا السلطة ومنظمة التحرير عجزت طوال ثمان سنوات عن أيجاد حلول لمشاكل القطاع او إيجاد بارقة أمل بفرج قريب .
13) بروز تنظيم الدولة (داعش) في قطاع غزة ،وبغض النظر عن الجهات التي تقف وراء صناعته ، يشكل كابحا أمام من يفكر بانتفاضة على حركة حماس خشية من أن تكون داعش البديل ، وقد بلَّغَت حركة حماس عدة رسائل لسكان غزة ولأطراف أخرى بأن البديل عن سلطة حماس هو تنظيم داعش .
وأخيرا فإن شكوكنا وتخوفاتنا من تداعيات ثورة أو تمرد على حركة حماس لا يعني أن الشعب يقبل بسلطة حماس أو أن هناك أفق واعد لقطاع غزة أو للقضية الفلسطينية في ظل استمرار تفرد حماس بالسلطة في القطاع ، بل يمكن القول إن دولة فلسطينية في قطاع غزة تحت حكم منفرد وتسلطي لحركة حماس الإخوانية معناه تدمير الوطنية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني ، ومثل هكذا دولة ستبقى تلعب دورا وظيفيا في خدمة الاطراف التي شاركت في صناعتها وخصوصا إسرائيل ،وخاضعة لابتزازها ، ولكننا نخشى في حالة تمرد مسلح او ثورة على حماس مزيدا من إراقة الدماء دون إنهاء الانقسام وإسقاط سلطة حماس ، ويجب الاستفادة مما يجري في سوريا وليبيا واليمن والعراق .عليه يجب البحث عن حل وطني شامل يقطع الطريق على الحرب الأهلية من جانب ،وعلى مخطط دولة في غزة وتقاسم وظيفي في الضفة من جانب آخر ، وهو حل موجود وممكن .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدراك متاخر أم تواطؤ مُسبق؟
- السياسة لا تعرف الفراغ
- تحديات ومخاطر علم الاستشراف في العالم العربي
- من سيناريوهات حل الصراع إلى سيناريوهات إدارته
- هل غزة مقبلة على الانفجار بالفعل ؟ وفي مواجهة من ؟
- التباس الموقف المصري من القضية الفلسطينية
- حركة فتح : شرعية وديمومة الفكرة وتعثر التنظيم والممارسة
- صحوة خليجية متاخرة : الاتفاق النووي سينقل (الربيع العربي) إل ...
- اللاجئون الفلسطينيون من الريادة إلى التهميش والتصفية
- ما بين د.عصام السرطاوي ود.احمد يوسف : عقلانية الفكرة ومنزلقا ...
- مبادرات تتوالى ، فهل نحن مستعدون؟
- هل تعي حركة حماس ما تفعل ؟
- حكومة الوفاق وضريبة حماس
- استهداف مخيم اليرموك استهداف لحق العودة وللكرامة الفلسطينية
- فلسطين بوابة العرب لاستنهاض مشروعهم القومي
- القادة العظام يصنعون أمجادا والقادة الصغار يبددون حقوقا وأوط ...
- استخلاصات من نتائج الانتخابات الإسرائيلية
- عودة مشروع -غزة أولا- ولكن بثمن أفدح
- لكل أمة مشروعها الحضاري القومي إلا الأمة العربية
- مقاربة مفهومية لتفكيك ظاهرة الإرهاب


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - خطورة المراهنة على ثورة او تمرد على حماس