أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - مقاربة مفهومية لتفكيك ظاهرة الإرهاب















المزيد.....

مقاربة مفهومية لتفكيك ظاهرة الإرهاب


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4736 - 2015 / 3 / 2 - 19:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بالرغم من أن الحديث عن الإرهاب بات يتصدر اليوم مكان الصدارة في الاهتمامات المحلية والدولية ، إلا أن مفهوم الإرهاب ما زال يكتنفه الغموض وتتباين المواقف حول الفعل العنيف الذي يوسم بالإرهاب ، وحول الجماعات والدول التي تندرج في إطار الجماعات الإرهابية أو الداعمة للإرهاب، حتى بات يجوز القول بأن المشكلة في الإرهاب ليس في محاربته فقط بل في تعريفه و في الاتفاق حول الجماعات والأفعال التي يمكن وصفها بالإرهاب .
لأن السياسة صراع إرادات و تضارب مصالح ، ولأن السياسة جُرِدَت من الأخلاق منذ زمن أو أن الأخلاق باتت بحد ذاتها ميدانا للاختلاف ، ولأن السياسة باتت محكومة بالمصالح التي تبرر كل شيء ، لكل ذلك فإن الدول والجماعات السياسية تتوسل كل الطرق لتحقيق أغراضها بما في ذلك العنف والإرهاب.
عليه يمكن القول إن كل ممارسة سياسية سلطوية تتضمن درجة ما من العنف ، والعنف يتضمن إرهابا بدرجة أو أخرى، والفرق بين العنف والإرهاب ليس في الأثر المادي أو حتى بالهدف ، بل بحكم القيمة الذي تضفيه الأطراف المتصارعة على العمل العنيف.
نظرا لأن العمليات (الإرهابية) تولد ضحايا قد يكونوا أبرياء ، وتثير مشاعر الخوف والرهبة عند الناس، فإن الاتجاه الغالب هو التهرب من المسؤولية عن هذه الأعمال، ومحاولة إلقاء التبعية على الآخرين، فالآخرون هم الإرهابيون والقتلة، وحتى في الحالات التي تلجأ فيها دولة أو جماعات إلى ممارسة هذا النوع من العنف، فإنها تضفي عليه مسميات مثل الدفاع عن النفس أو الجهاد ... الخ من المسميات.
كل شكل من أشكال العنف السياسي يمكن أن يتحول إلى إرهاب في حالة تجاوزه للقانون وللأعراف الدولية وللثقافة والقيم السائدة في المجتمع . كما أن الإرهاب السياسي قد يأخذ بعداً دوليا ويسمى (إرهاب دولي) إذا تجاوز حدود الدولة الواحدة ، كأن يمارسه أفراد أو جماعات ضد أشخاص أو مصالح دولة أخرى أو ضد مصالح دولتهم في الخارج .
المشكلة تكمن في تحميل بعض أشكال العنف المشروع صفة الإرهاب المُدان وبالتالي إسقاط الشرعية عن ممارسيه بغض النظر عن الأهداف والغايات التي يسعى إليها ممارسو العنف ، وفي نفس الوقت تجاهل أعمال عنف دموي أكثر إرهابا تمارسه دول قوية ضد أخرى ضعيفة ، أو ضد شعوب خاضعة لاستعمارها . وفي هذا السياق فإن العنف الذي تمارسه حركات التحرر الوطني في مواجهة جيش الاحتلال – يعتبر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أبرز وآخر نموذج للاحتلال في العالم- لا يعتبر إرهابا بل مقاومة مشروعة ، وهو امر تقر به الشرعية الدولية والفقه القانوني الدولي .
الإرهاب ظاهرة غربية المنشأ تأسيسا وغربية التمويل والتوجيه حاليا
الاستعمار الذي مارسته الدول الغربية على شعوب العالم الثالث يعتبر أخطر أشكال الإرهاب ، وكل أسلحة الدمار التقليدية والشاملة، الجرثومية والكيماوية والذرية هي نتاج الغرب، وأشرس الحروب وأطولها وأكثرها إيقاعا للضحايا وقعت في أوروبا أو كانت دول أوروبية الفاعل الرئيس فيها، وأهم الحركات العنصرية والمتطرفة والإرهابية، كالنازية والفاشية واليمين المتطرف والعنصرية والصهيونية – قبل انتقالها إلى فلسطين- ظهرت في الغرب وتغنى بها ومجدها رجال فكر وأدباء غربيون.
إذن فإن نشأة ظاهرة الإرهاب الحديث ظهرت في الغرب سواء إرهاب الدولة أو إرهاب الجماعات والأفراد، وذلك قبل أن ينتقل إلى دول الجنوب، وحتى في هذه الحالة الأخيرة كان الغرب حاضرا بقوة، سواء كممارس للإرهاب ضد الشعوب المستعمَرة من طرفه، أو متلق لضرباته من طرف حركات التحرر في إطار ممارسة حقها في الدفاع عن النفس وتقرير مصيرها ، أو مموِلا لجماعات إرهابية تعمل في معسكر الخصم وضده أو تنفذ أعمالا إرهابية لصالح دول غربية .
بدءا من الربع الأخير من القرن العشرين ظهرت جماعات إسلام سياسي تلجأ للعنف تحت عنوان الجهاد، ومع أن هذه الجماعات كانت موجودة سابقا إلا أن قيام الثورة الإيرانية وجماعات المجاهدين في أفغانستان ثم انهيار المعسكر الاشتراكي ومحاولات الهيمنة الأمريكية على العالم والشرق الأوسط خصوصا ساعد على انتشار هذه الجماعات وأهمها وأكبرها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) وما تفرع عنهما من تنظيمات امتد نشاطها للقارات الخمس وإن كان مركزه الشرق الأوسط .
يمكننا استخراج العناصر المكونة للعمل الإرهابي السياسي بصورة عامة وهي أنه :
1- عمل عنيف يعرض أرواح وممتلكات الأفراد للخطر أو يهدد بتعريضها.
2- موجه إلى أفراد أو مؤسسات ومصالح أو كليهما معا تابعة لدولة ما.
3- تقوم به دول ، أو جماعات بصورة مستقلة أو يكونون مدعومين من طرف دولة ما.
4- لا يحظا العمل الإرهابي بتأييد شعبي كبير .
5- يزعم ممارسوه أنه يسعى لتحقيق أهداف سياسية مشروعة أو دفاعا عن معتقد ديني .

من خلال العناصر أعلاه المكونة للعمل الإرهابي بصورة عامة، يمكن القول إن الإشكالية تتمحور اليوم حول العنصر الأخير، أي الهدف السياسي للعمل الموسوم بالإرهابي، ذلك أن تحديد شرعية العمل الإرهابي أو عدم شرعيته يرتبط بمدى شرعية الأهداف السياسية والدينية ، مع الإشارة إلى تداخل الدين مع السياسة بالنسبة للجماعات الإسلامية التي تمارس (الجهاد) . فشرعية الأهداف ، تسقط صفة الإرهاب بمعناه الإجرامي عن العمليات العنيفة التي يقوم بها ممارسو الإرهاب من وجهة نظر ممارسيه ، والمستَهدَفون من هذه الأعمال هم من ينعتونها أعمالا إرهابية .
ولكن يبقى السؤال الذي يجعلنا ندور في حلقة مفرغة، من هي الجهة أو المرجعية التي لها الحق في تقييم شرعية أو عدم شرعية العمل (الإرهابي) ؟ ومن أين تستمد هذه الجماعات شرعيتها ؟ ومن فوض ممارسي (الجهاد) القيام بهذه الأعمال باسم الدين أو الأمة ؟ .
إن أية مقاربة عقلانية واقعية لمشهد العنف الذي يضرب دولنا العربية اليوم من طرف جماعات إسلام سياسي كما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن والعراق ومصر لا يمكنه إلا الخروج بنتيجة مفادها :
1- إن هذه الأعمال لا تنتمي للثورة وفكرها وثقافتها ، حتى وإن أدرجها البعض تحت مسمى (الربيع العربي) . وأن كل ما يجري تحت عنوان (الربيع العربي) هو صراع نخب على السلطة داخليا ، التقت مصالحها مع مصالح دول خارجية لها أهدافها في المنطقة العربية ، وكان هذا على حساب قوى ثورية ديمقراطية حقيقية أطلقت شرارة الثورة بداية .
2- إن الدين الإسلامي بالنسبة لغالبية هذه الجماعات مجرد أيديولوجيا يتم توظيفها لإضفاء شرعية دينية على أعمالها ، وإلا كيف نفسر مقاتلة هذه الجماعات لبعضها البعض بضراوة لا تقل عن ضراوة قتالها للقوات الحكومية ؟ ولماذا تتحالف بعض هذه الجماعات مع الغرب (النصارى الكفار) وتتلقى منهم السلاح لمحاربة جماعات إسلامية ؟ .
3- جزء من هذه الجماعات تقوم بدور وظيفي لخدمة مصالح الدول الكبرى ، وتجد الدعم المباشر من هذه الدول الأجنبية أو غير مباشرة عن طريق دول عربية وإسلامية تلتقي مصالحها مع مصالح الغرب .
4- واشنطن والدول الغربية غير معنية وغير صادقة بقولها بالقضاء على الإرهاب بقدر ما هي معنية باحتوائه وتوجيهه لخدمة مصالحها . ومن يرصد تطور الأوضاع في العالم العربي خلال السنوات الأربع الماضية سيلمس أن المتضرر الأكبر مما يجري هم العرب : كفكرة قومية وهوية وانتماء وكدول وطنية ، أيضا الإسلام كدين حيث تم تشويه صورة الإسلام حتى عند المسلمين انفسهم ، بالإضافة إلى الضرر الذي أصاب الشعب الفلسطيني ، بينما المستفيدون : الغرب وإسرائيل ودول الجوار وخصوصا إيران وتركيا .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب من المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية
- انقلاب هادئ وخطير في أراضي السلطة الفلسطينية
- مشهدان متناقضان في فلسطين المحتلة
- هل سيغطي إرهاب داعش على الإرهاب الإسرائيلي ؟
- صناعة دولة غزة
- هل توجد استراتيجية فلسطينية لمواجهة الحرب القادمة ؟
- الحذر من تعويم مفهوم الإرهاب
- كيف ستنجح حكومة التوافق الفلسطينية في ظل غياب التوافق !
- المؤتمر السابع لحركة فتح : عليه المسؤولية والرهان
- فشل التصويت على القرار العربي في مجلس الأمن (رب ضارة نافعة)
- الفريضة الغائبة وطنيا
- حول مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن حول فلسطين
- إسقاط صفة الإرهاب عن حركة حماس إنصاف لحق المقاومة
- مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني بعد الحرب على قطاع غزة
- اغتيال زياد ابو عين : حدث عابر أم لحظة فارقة
- داعش فلسطينية ضرورة إسرائيلية
- الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال لا يلغي الحق بالمقاومة
- إعمار غزة أكبر وأخطر من كونه مسألة إنسانية
- ما سر هذا الاهتمام بذكرى استشهاد أبو عمار ؟
- تفجيرات غزة الإرهابية وردة فعل حكومية خاطئة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - مقاربة مفهومية لتفكيك ظاهرة الإرهاب