أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - كيف ستنجح حكومة التوافق الفلسطينية في ظل غياب التوافق !















المزيد.....

كيف ستنجح حكومة التوافق الفلسطينية في ظل غياب التوافق !


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 11:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظل المهاترات حول عمل الحكومة الفلسطينية وخصوصا بعد بيان الحكومة المثير للجدل يوم الاربعاء السابع من الشهر الجاري ، الذي تضمن تصورا لتسوية مشكلة الرواتب ، أجد نفسي في موقف الدفاع عن الحكومة الفلسطينية ، حيث يبدو أن الأطراف الفلسطينية المتخاصمة وغير المتوافقة وجدت في الحكومة الفلسطينية التي سموها زورا بحكومة التوافق الوطني حيطة واطية أو شماعة يعلقوا عليها ويحملوها فشلهم وعجزهم وعدم اتفاقهم على أي من ملفات المصالحة ، ومعرفتهم المسبقة أنه ليس بالحكومة ينتهي الانقسام . فكيف يمكن لحكومة توافق وطني أن تعمل في ظل غياب التوافق الوطني ؟ .
لقد تشكلت الحكومة من وزراء تكنوقراط وكان هذا باتفاق حركتي فتح وحماس ، وكان مبرر التكنوقراط أن الحركتين أنجزتا المصالحة وتوافقتا على كل القضايا الخلافية ، ومهمة حكومة التكنوقراط تنفيذ ما تم التوافق عليه ، وهذا أمر يمكن فهمه والقبول به ما دام الاتفاق حصل كما يقولون على كل المشاكل بعد مخاض سنوات من الانقسام وسنوات من الحوارات التي أنهت الانقسام كما قالت قيادة الطرفين ! حيث الرئيس الفلسطيني أبو مازن أعلن مباشرة عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني في الفاتح من يونيو الماضي : " لقد تم استعادة وحدة الوطن وإنهاء الانقسام الذي ألحق بالقضية الوطنية أضراراً كارثية طوال السنوات السبع الماضية، وذلك بتشكيل حكومة التوافق الوطني" ، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أعلن من محل إقامته في قطر : (عن انتهاء حقبة زمنية أليمة وطي صفحة الانقسام التي مرت علي الشعب الفلسطيني رغم التحديات والتخريب الإسرائيلي والفيتو الامريكي ) ، وغيرهم أعلنوا مباشرة بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الذي أعقب لقاء مخيم الشاطئ أن تشكيل الحكومة قد طوى مرحلة الانقسام المقيت وأن المصالحة باتت حقيقة واقعة !.
كتبنا حينها مقالا بعنوان (تشكيل حكومة توافق وطني لا يعني نهاية الانقسام ) من منطلق أن تشكيل الحكومة مجرد جزئية في ملف المصالحة ، بل الحلقة الأسهل . وتأتي الأيام لتؤكد ما ذهبنا إليه حيث بات من الواضح أنه لم يتم الاتفاق على أي ملف من ملفات المصالحة سواء الملف الأمني أو ملف الموظفين أو ملف الإعمار أو ملف الانتخابات أو المصالحة الاجتماعية ، وإن حدث اتفاق فعلى الورق فقط دون نية أو إرادة حقيقية في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ، سواء كان بسبب مصالح تراكمت خلال سنوات الانقسام ، أو نتيجة الفيتو الإسرائيلي على توحيد شطري الدولة الموعودة في الوقت الذي تحارب إسرائيل وواشنطن بضراوة تمرير قرار في مجلس الأمن يضع حدا للاحتلال ولو من خلال مفاوضات .
كان من الممكن تحميل الحكومة المسؤولية عن الفشل وتعثر كل شيء ، بدءا من ملف الإعمار إلى ملف الموظفين والأمن ... لو أن حركتي فتح وحماس متفقتان على هذه الملفات وعلى آلية حلها ، حينئذ يمكن القول بأن الخلل يكمن في الحكومة كسلطة تنفيذية غير قادرة على تنفيذ ما هو متفق عليه ، ولكن الواقع أنه لا يوجد اتفاق نهائي وواضح على أي من الملفات السابقة ، أو يوجد اتفاق ورقي دون إرادة التنفيذ ، فكيف يمكن تحميل المسؤولية لحكومة تنفيذية تكنوقراطية ؟. بدون توافق بين الطرفين الرئيسين ،الطرف الذي بيده المال أو يأتي المال عن طريقه ، والطرف الذي يصادر ويسيطر أمنيا على القطاع ، لا تستطيع الحكومة الإقلاع . بدون هذا التوافق فإن الحكومة ستبقى شاهد زور وستتحمل أوزار الانقسام وتعزيزه والحالة المتردية وخصوصا في قطاع غزة ، وهذا لا يمنع من أن تعمل الحكومة وتجتهد في قضايا معيشية للناس في الشؤون الصحية والاجتماعية بما هو متاح لها من هامش .
لو كانت حركة حماس جادة في تمكين الحكومة من العمل و تفكيك الملفات المستعصية ، فإن البيان الحكومي محل الخلاف ، تضمن حلا وسطا وكان من المفترض بدلا من رفضه بالمطلق أن يتم وضعه موضع النقاش مع إمكانية الحوار لتعديل بعض جزئياته . فكما أنه لا يجوز أن يستمر الموظفون الحاليون الذين وظفتهم حماس بعد الانقلاب بدون رواتب وخصوصا أنهم من يدير شؤون القطاع ويحفظ الأمن فيه ، حتى وإن كانوا موظفي حكومة الأمر الواقع الحمساوية، أيضا لا يجوز أن يتلقى هؤلاء رواتب بينما موظفو السلطة الشرعية يتقاضون رواتبهم وهم في بيوتهم . مقترح بيان الحكومة حاول إيجاد حل عقلاني تكنوقراطي بعيدا عن عقلية الانقسام والخلافات الحزبية ، يقضي بعودة من تبقى من الموظفين السابقين ، وعدد هؤلاء لا يتجاوز نصف عددهم الاصلي لأن كثيرين منهم غادر القطاع أو حصل على تقاعد مبكر أو لا يرغب بالعودة للعمل ، وفي نفس الوقت استيعاب متدرج لموظفي حكومة حماس، مع حلول أخرى لمن لن يتمكن من الاستمرار بوظيفته بحيث لن يتبقى أحد بدون وظيفة أو تعويض.
ندرك أن الأمور ليست بهذه البساطة سواء من حيث صدق النوايا أو التطبيق العملي . حيث تُطرح تساؤلات حول قدرة الحكومة ومؤسساتها على استيعاب كل هؤلاء الموظفين ، وحول شرط تمكين الحكومة من العمل واستلام كل المؤسسات والمعابر في القطاع ، فلسان حال حركة حماس يقول : كيف نسلم قطاع غزة لحكومة سلطة وطنية باتت بدون سلطة كما يكرر رئيسها أبو مازن وكبير المفاوضين صائب عريقات ؟ وكيف نسلم قطاع غزة لسلطة مهددة بأي وقت بالزوال والانهيار في الضفة الغربية ؟ . ومع ذلك فحركة حماس كانت تدرك ذلك عندما وقعت على اتفاق المصالحة وعندما قبلت المشاركة في حكومة الوفاق الوطني .
واخيرا نقول إن دولة غزة التي تحقق مصلحة إسرائيلية بامتياز باتت على الأبواب وستأتي تتويجا لفتنة وحرب أهلية في القطاع ، وتزامن عملية إفشال الحكومة مع التحديات التي تواجه الحراك الدبلوماسي حول الدولة أمر يُنذر بعواقب وخيمة ليس على قطاع غزة فقط بل على مستقبل القضية والمشروع الوطني ، وهذا لا تتحمل مسؤوليته الحكومة الحالية بل الحزبان الكبيران وبقية الاحزاب حتى غير المشاركة في الحكومة ، الأمر الذي يتطلب من الرئيس أبو مازن رئيس الشعب الفلسطيني ورئيس السلطة والمنظمة والدولة ، والسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الحاكمة والمسيطرة حتى الآن على قطاع غزة وذات التأثير والحضور الشعبي في الضفة الغربية ، تدارك الأمر بسرعة قبل انفجار الوضع ، ولو في حدود تمكين الحكومة من إعمار قطاع غزة بما يخفف من تداعيات المنخفض الجوي .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر السابع لحركة فتح : عليه المسؤولية والرهان
- فشل التصويت على القرار العربي في مجلس الأمن (رب ضارة نافعة)
- الفريضة الغائبة وطنيا
- حول مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن حول فلسطين
- إسقاط صفة الإرهاب عن حركة حماس إنصاف لحق المقاومة
- مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني بعد الحرب على قطاع غزة
- اغتيال زياد ابو عين : حدث عابر أم لحظة فارقة
- داعش فلسطينية ضرورة إسرائيلية
- الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال لا يلغي الحق بالمقاومة
- إعمار غزة أكبر وأخطر من كونه مسألة إنسانية
- ما سر هذا الاهتمام بذكرى استشهاد أبو عمار ؟
- تفجيرات غزة الإرهابية وردة فعل حكومية خاطئة
- معركتنا الوطنية الأساسية في القدس والضفة وليس في غزة
- وعد بلفور : قراءة مغايرة
- إسرائيل تريد فرض معادلة : إما غزة أو القدس
- العلاقة الجدلية بين المشروع الوطني الفلسطيني والبعدين العربي ...
- الانقسام الفلسطيني وصناعة دولة غزة
- سر صمود ومقاومة غزة
- الأبعاد الهوياتية القاتلة للقضية الفلسطينية
- وقف إطلاق نار دون هدنة قد يكون أسوء من الهدنة


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - كيف ستنجح حكومة التوافق الفلسطينية في ظل غياب التوافق !