أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - سر صمود ومقاومة غزة














المزيد.....

سر صمود ومقاومة غزة


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 00:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


أسئلة تتبادر إلى ذهن الكثيرين حول سر الحقد والعداء الصهيوني لقطاع غزة ؟ وسر صمودها ومقاومتها للاحتلال ؟ ولماذا غزة أكثر من المناطق الفلسطينية الأخرى ؟ . لغزة قصة تعود لأكثر من ثلاثة آلاف عام .
بالرغم من أن كل مدن وقرى وربوع فلسطين متساوية من حيث الانتماء الوطني والمشاركة في النضال الوطني،إلا أن منطقتين استقطبتا الاهتمام المحلي والدولي أكثر من غيرهما من المناطق ، وكل منهما تميزت برمزيتها وخصوصيتها التاريخية والنضالية : مدينة القدس بما لها من رمزية دينية ولكونها عاصمة دولة فلسطين ، وقطاع غزة لرمزيته الوطنية ولما شهده من أحداث وحالات عدوان لم تشهد مثيلا لها بقية مناطق فلسطين . كان الموقف مما يجري في هاتين المنطقتين بمثابة ترمومتر يؤشر على سخونة الأحداث أو هدوئها ، كما كان الموقف العربي والدولي مما يجري في هاتين المنطقتين يُقاس عليه للحكم على الموقف من القضية الوطنية بشكل عام .
تعتبر مدينة غزة ثاني أكبر مدن فلسطين بعد مدينة القدس حيث تُذكر غزة في أقدم الوثائق التاريخية الفرعونية التي تعود لأكثر من ثلاثة آلاف عام ، ولا ينفصل صمود غزة وتاريخها النضالي المعاصر عن تاريخها القديم في مواجهة الغزو العبراني الأول ، حيث جاء في أحد الكتب الدينية اليهودية وهو سفر الملوك الأول الذي يعود لعهد سليمان : أن حدود مملكة اليهود تنتهي عند حدود مدينة غزة التي لم تدخل أبدا ضمن مملكة اليهود ،وظلت بعد ذلك ملكا للفلسطينيين ( الملوك الأول 4 : 24 ) .
غزة تلك المنطقة الصغيرة من جنوب فلسطين والفقيرة وشبه الصحراوية ، لم تتميز فقط من خلال دورها النضالي بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 – وكانت تحت الحكم العسكري المصري - بل كان دورها النضالي قبل الاحتلال لا يقل أهمية عن دورها بعد الاحتلال. فقطاع غزة حافظ على الهوية الفلسطينية بعد النكبة وفي سنوات التيه والضياع بعد أن فرضت إسرائيل جنسيتها وقوانينها على فلسطينيي الخط الأخضر ، وفرض الأردن جنسيته وقوانينه على فلسطينيي الضفتين ، فيما كان فلسطينيو الشتات يعيشون أوضاعا صعبة .
خلال سنوات التيه والضياع استمر فلسطينيو القطاع في حمل راية الهوية الوطنية والحفاظ على الشخصية الوطنية وخصوصا أنه بعد حرب 1948 تغيرت التركيبة الجغرافية والسكانية ، حيث رسمت اتفاقية الهدنة – اتفاقية رودس 1949 - تشكل قطاع غزة بحدود جديدة ، واستقبل قطاع غزة الذي كان تعداده حوالي 80000 ألف حوالي 200000 مائتي ألف من لاجئي النكبة ، مما غير من تركيبته الديمغرافية والسسيولوجية ، وأصبح ثلاثة أرباع القطاع من اللاجئين الذين كانت الغربة وحياة اللجوء دافعا قويا عندهم لرفض واقع اللجوء وإصرارهم على النضال من أجل العودة لأرضهم التي شردوا منها ، ولاجئو القطاع جسدوا وعبروا عن خصوصية كل قرية ومدينة فلسطينية بملابسها ولهجاتها ومأكولاتها وتجاربها النضالية وذاكرتها التاريخية .
في قطاع غزة تشكلت أولى خلايا المقاومة الوطنية منذ خمسينيات القرن الماضي ، وأبناء القطاع رفدوا الثورة الفلسطينية ، عندما كانت في الخارج ، بخيرة القيادات والمقاتلين ، ومن قطاع غزة انطلقت شعلة الانتفاضة الأولى 1987 ، وقطاع غزة احتضن اللبنات الأولى لمؤسسات كان يؤمَل منها تجسيد حلم الدولة ولو في إطار تسوية مشكوك بنجاحها ، فكان المطار ومقر الرئاسة (المنتدى) ومقرات وزارية والمجلس التشريعي والبدء بمشروع ميناء غزة ،بالإضافة إلى الممثليات الأجنبية ومشاريع تنموية واعدة الخ .
إن كانت غزة بالنسبة إلى الفلسطينيين تمثل جنوب فلسطين أو منطقة من فلسطين يحبونها كما يحبون فلسطين ، فإنها بالنسبة لأهل غزة تمثل مسقط الرأس أو الوطن الصغير وخصوصا بالنسبة لمن لم ير أية منطقة أخرى من فلسطين. ولكن وطن الذاكرة أو وطن مسقط الرأس مجرد إثبات مكان مولد أو ذكريات جميلة عن مرحلة الطفولة والمراهقة،إنه حب اضافي لفلسطين الوطن الكبير ، كما هو الحال لحب ابن الخليل لمدينته وحب أبن القدس لمدينته وابن يافا لمدينته.لا يمكن لمسقط الرأس أن يشكل وطنا ودولة ، ولا يمكن لأي منطقة تتميز بدور أو بخصوصية نضالية أن تشكل دولة أو كيانا خاصا ، فلكل مدينة في فلسطين تاريخها النضالي ، ومقابر شهداء فلسطين في الأردن وسوريا ولبنان لا تميز بين شهداء مدينة ومدينة ، فالشهداء قضوا في سبيل الله والوطن وليس دفاعا عن مدينة بعينها.
صمود وتضحيات أهل غزة ومقاومتهم للاحتلال ولكل موجات العدوان وخصوصا الأخير يعبر ويعكس صمود ونضال كل الشعب الفلسطيني ، كل الشعب الفلسطيني تصدى للعدوان وعانى من العدوان . دافع وقاتل في هذه الحرب أبناء غزة الأصليين ، أحفاد شعب غزة الذي واجه الغزو العبري قبل ثلاثة آلاف عام قاتلوا ودافعوا عن مدينتهم في الشجاعية ، التفاح ، بيت حانون ، بيت لاهيا ، جباليا ، خانيونس ، ورفح ، ودافع وقاتل في غزة أبناء وأحفاد أهالي يافا ، حيفا ، اللد ، المجدل ، الجورة ، حمامه ، زرنوقه ، عاقر ، دير سنيد ، الرملة ، دمرة ، سمسم ، هربيا ، بيت جرجا ، السبع ،صفد ، يبنا ، بيت دراس ، المغار ، الفالوجا ، المسمية الخ ، أبناء الجيل الذي تم تشريدهم من أرضهم ويريدون الانتقام من عدو لم يكتفِ بتهجيرهم من مدنهم وقراهم بل يلاحقهم حتى في اماكن اللجوء ويرفض حق عودتهم لأرضهم ، وحقهم في دولة مستقلة ولو على جزء من ارض فلسطين.
لأن غزة كل هذا الماضي والحاضر ، فهي عصية على الانكسار والخضوع ، وستستمر غزة حاضنة الوطنية الفلسطينية ، وجزءا من الدولة الفلسطينية التي ستقوم لا محالة . إذا ما تم نزع غزة من سياقها الوطني ستفقد كينونتها وتميزها وسر صمودها ومقاومتها .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبعاد الهوياتية القاتلة للقضية الفلسطينية
- وقف إطلاق نار دون هدنة قد يكون أسوء من الهدنة
- أحذروا مؤتمر باريس المشئوم
- حرب غزة الكاشفة
- شكرا للمملكة المغربية ... ولكن
- صمود غزة يختزل مسيرة شعب
- غزة ضحية عدوان إسرائيل وصراع المحاور العربية والإقليمية
- الحرب والهدنة في فلسطين : التباس في المواقف والأهداف
- حتى لا تحصد إسرائيل بالهدنة ما عجزت عنه بالحرب
- ما تريده إسرائيل وما يريده الفلسطينيون من الحرب
- عدوان إسرائيلي متعدد الاهداف
- إشكالية الرواتب : بين حقوق الموظفين وحق الوطن
- ما زال بالإمكان إنقاذ المصالحة
- ما أسهل حديث العاطفة وما أصعب حديث العقل
- الثمن السياسي لعملية الخليل أخطر من الرد العسكري
- الهويات الفرعية كتهديد للهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة
- إسرائيل الدولة الاستعمارية العنصرية الوحيدة المتبقية في العا ...
- تشكيل حكومة تكنوقراط توافقية لا يعني نهاية الانقسام
- البرنامج السياسي لحكومة (التكنوقراط) لا يُلزِم إلا الحكومة
- في ذكرى النكبة : انهزم العرب فانتكب الفلسطينيون


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - سر صمود ومقاومة غزة