أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - هل توجد استراتيجية فلسطينية لمواجهة الحرب القادمة ؟















المزيد.....

هل توجد استراتيجية فلسطينية لمواجهة الحرب القادمة ؟


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 19:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


يشكل التفكير والتخطيط الاستراتيجي على مستوى السياسات العامة والوطنية أهم مرتكزات النصر إن كانت الدول والمجتمعات في حالة حرب ، والنجاح في تحقيق الأهداف التنموية الشمولية إن كانت الدول والمجتمعات في حالة سلم واستقرار . التفكير والتخطيط الاستراتيجي نقيض القدرية السياسية والارتجالية والتجريبية والتخبط والغرق في تفاصيل الحياة اليومية . الاستراتيجية على مستوى السياسات العامة تعني الموائمة بين الوسائل والأهداف ، وتوظيف كل أوراق القوة – الخشنة والناعمة – لتحقيق الأهداف الوطنية ، فلا دولة أو مجتمع يخلو من عناصر القوة حتى الدول والشعوب الصغيرة أو الخاضعة للاستعمار ، فهذه يمكنها اللجوء (لاستراتيجية الضعيف) . التفكير والتخطيط الاستراتيجي عملية مركبة ومعقدة تحتاج لذوي عقول نيرة ومتخصصين ومراكز دراسات وأبحاث Think tank، ملمين بالماضي ويستلهمون منه الدروس والعبر ، ويستقرؤون الواقع المحلي والإقليمي والدولي بكل مكوناته السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية ، و يستشرفون آفاق المستقبل اعتمادا على قدرتهم على استقراء دقيق للواقع ـ وبالتالي وضع مخططات استباقية لما قد تأتي به الأيام .
غياب أو ضعف التفكير والتخطيط الاستراتيجي في حالة السلم والاستقرار يؤدي لمشاكل تنعكس سلبا على الواقع ، مثلا فشل المشاريع التنموية في حالة غياب التفكير والتخطيط الاستراتيجي في هذا المجال . لكن غياب الرؤية والتفكير الاستراتيجي عند النخبة السياسية الحاكمة في الشعوب والدول الخاضعة للاستعمار وحركات التحرر الوطني ، وبالتالي غياب استراتيجية وطنية مبنية عليهما ، يؤدي لنتائج كارثية على الشعب والقضية الوطنية ، بدءا من استنزاف مقدرات الشعب البشرية والمادية في مواجهات وصراعات جانبية أو مواجهات فصائلية وموسمية مع العدو تؤدي لسقوط ضحايا من قتلى وجرحى وتدمير بيوت وممتلكات دون تحقيق أي منجز وطني ، وانتهاء لضياع الحقوق الوطنية برمتها، وبطبيعة الحال لا تقع المسؤولية على الشعب بل على القيادة والنخبة السياسية .
في هذا السياق نستحضر مرة أخرى ما سبق وأن تحدثنا عنه مطولا وهو غياب استراتيجية وطنية فلسطينية شمولية للمواجهة مع إسرائيل ، تجمع ما بين قدرات وإمكانات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج من جانب والعمل السياسي والدبلوماسي من جانب آخر . نعم هناك جهود دبلوماسية مهمة يقوم بها الرئيس أبو مازن ولكن العمل الدبلوماسي مع الدول والمنظمات الدولية لا يشكل لوحده استراتيجية قادرة على إنجاز حقوقنا الوطنية ، كما أن المقاومة المسلحة التي تمارسها حركة حماس والجهاد الإسلامي وأحزاب أخرى لا تصلح لأن تكون لوحدها استراتيجية قادرة على إنجاز الأهداف الوطنية . الدبلوماسية والمقاومة مجرد أداتان توظفان في إطار استراتيجية وطنية شاملة .
ليس هدفنا هنا الحديث عن هذا البعد من الاستراتيجية إلا كمدخل لما يترتب عن غيابه من نتائج خطيرة على مستوى مواجهة التحديات المستقبلية التي تلوح في الأفق ، بعد دخول المراهنة على الشرعية الدولية كطريق وحيد لإقامة الدولة في متاهة الشرعية الدولية ، ودخول المقاومة في قطاع غزة والتي باتت مقتصرة على الصواريخ والأنفاق لطريق مسدود أيضا . الأهم من ذلك هو غياب استراتيجية وطنية لمواجهة تداعيات الحالة العربية المتسيبة من حولنا واحتمال أن تقوم إسرائيل بحرب استباقية تخلط من خلالها الأوراق داخليا وخارجيا .
لا شك ان ما يجري في دول الجوار كسوريا والعراق ولبنان ، وفي دول العمق كليبيا واليمن ، أمر مريح استراتيجيا لإسرائيل ، حيث الدول العربية التي كنا نسميها دول الطوق والتي كانت مصدر تهديد لإسرائيل لم تعد كذلك ، والعالم العربي بشكل عام غارق في حروبه ومشاكله الأمنية وهاجس الحفاظ على الدولة الوطنية أو على السلطة ، ولم تعد إسرائيل مصنَفَة كخطر استراتيجي له الأولوية على بقية المخاطر بالنسبة لكل الدول العربية ، وحتى الدول العربية غير المكتوية بنار الفتنة والحرب الأهلية أصبح هاجس انتقال العدوى إليها شغلها الشاغل ، مما دفعها لتوثيق علاقاتها مع واشنطن والغرب عموما طلبا للحماية .
لكن كل ذلك لا يطمئن إسرائيل التي تعيش مآزق متعددة سواء على مستوى استمرار الصراع مع الفلسطينيين دون حل ، واحتمال انفجار الأوضاع في المناطق الفلسطينية ليس فقط في قطاع غزة بل وفي الضفة الغربية والقدس ، كذلك مأزق حصارها الدولي وتزايد التأييد الدولي الرسمي والرأي العام لحق الفلسطينيين في دولة ، ولكن الأهم أن إسرائيل تخشى من حالة التفكك في الدول العربية المحيطة وانتقال الحروب والصراعات إلى المناطق الحدودية معها .
إن كانت إسرائيل تخشى وتحسب حسابا لقوة واستقرار الدول العربية المحيطة بها كمصر وسوريا ولبنان ، وبشكل ما حماس قوية في قطاع غزة ، إلا أنها في نفس الوقت تخشى من ضعف هذه الجبهات وانتشار حالة فوضى فيها قد تُنتِج حالات مسلحة متطرفة ، لا تحسب الحسابات العقلانية التي تحسبها الدول والأنظمة السياسية . هذه الحالات قد تُقدِم على القيام بعمليات عسكرية موجعة لإسرائيل وخصوصا في زمن المواجهات عابرة الحدود بواسطة الصواريخ العمياء المتعددة الأنواع والأحجام التي أصبح من السهل الحصول عليها وإطلاقها على المناطق المأهولة .
دولة سوريا ضعيفة ودولة لبنان ضعيفة وحماس ضعيفة أمر يُخيف إسرائيل مؤقتا ، مما قد يدفعها لفتح جبهة في الشمال مع سوريا ولبنان حيث الدولة هناك ضعيفة في المناطق الحدودية ، وربما مع قطاع غزة حيث أزمات حماس المتعددة قد تدفعها لمغامرة جديدة مع إسرائيل ، أو تأخذ إسرائيل المبادرة بالحرب إن شعرت أن ضعف حركة حماس سمح لجماعات مسلحة بالتواجد ومستعدة لإطلاق صواريخ على إسرائيل أو محاولة خطف جنود .
والسؤال هل لدى النخبة السياسية الفلسطينية رؤية أو خطة استراتيجية لمواجهة أي حرب قادمة في المنطقة ، سواء على الجبهة الشمالية أو على قطاع غزة ؟ . وإن لم تكن هناك خطة في هذا الشأن وهذا ما نخشاه ، فهل توجد خطة أو استراتيجية متكاملة لمرحلة ما بعد لعب ورقة المراهنة على الشرعية الدولية وتداعيات ذلك على السلطة ؟ ومأزق حركة حماس والمقاومة المسلحة في قطاع غزة ؟ . أم أصبحت النخب السياسية مستسلمة لفكرة أن مصير القضية الوطنية تحدده الاطراف والمتغيرات الخارجية وليس الفعل الوطني ؟ ! .



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحذر من تعويم مفهوم الإرهاب
- كيف ستنجح حكومة التوافق الفلسطينية في ظل غياب التوافق !
- المؤتمر السابع لحركة فتح : عليه المسؤولية والرهان
- فشل التصويت على القرار العربي في مجلس الأمن (رب ضارة نافعة)
- الفريضة الغائبة وطنيا
- حول مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن حول فلسطين
- إسقاط صفة الإرهاب عن حركة حماس إنصاف لحق المقاومة
- مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني بعد الحرب على قطاع غزة
- اغتيال زياد ابو عين : حدث عابر أم لحظة فارقة
- داعش فلسطينية ضرورة إسرائيلية
- الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال لا يلغي الحق بالمقاومة
- إعمار غزة أكبر وأخطر من كونه مسألة إنسانية
- ما سر هذا الاهتمام بذكرى استشهاد أبو عمار ؟
- تفجيرات غزة الإرهابية وردة فعل حكومية خاطئة
- معركتنا الوطنية الأساسية في القدس والضفة وليس في غزة
- وعد بلفور : قراءة مغايرة
- إسرائيل تريد فرض معادلة : إما غزة أو القدس
- العلاقة الجدلية بين المشروع الوطني الفلسطيني والبعدين العربي ...
- الانقسام الفلسطيني وصناعة دولة غزة
- سر صمود ومقاومة غزة


المزيد.....




- قرقاش: دعوة وزير إسرائيلي دول الخليج لتمويل العمليات في إيرا ...
- -لا يوجد من هو أقذر من ترامب-.. إيرانيون في طهران يردون على ...
- خريطة تكشف المواقع التي تعرضت للضربات الإسرائيلية والأمريكية ...
- قبل وبعد.. صور تُظهر ما أحدثته ضربات أمريكا بمواقع إيران الن ...
- كيف تسير الرحلات الجوية في المنطقة وسط استمرار المواجهة الإس ...
- طهران تتعهد بالرد على الهجمات الأمريكية وتهدد بإغلاق مضيق هر ...
- نتنياهو يتوعد باستمرار الحرب على إيران وعدم إنهائها قبل الأو ...
- دبلوماسية على الحافة.. العرب بين التصعيد الأميركي ورد إيران ...
- هل طوت أميركا صفحة نووي إيران بعد الضربات الأخيرة؟
- إعلان فوردو خارج الخدمة.. هل تمثل نقطة تحول في الصراع النووي ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - هل توجد استراتيجية فلسطينية لمواجهة الحرب القادمة ؟