أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - انقلاب هادئ وخطير في أراضي السلطة الفلسطينية














المزيد.....

انقلاب هادئ وخطير في أراضي السلطة الفلسطينية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 11:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


بتزامن مع سياسات الاحتلال الاستيطانية والتوسعية وبتزامن مع محاولات تكريس الانقسام وفرض أجندة سياسية غير وطنية أو عابرة للوطنية ، تجري محاولات حثيثة وممنهجة لتشويه وتغييب دور المؤسسات التاريخية والشرعية والوطنية : منظمة التحرير الفلسطينية وأحزابها ، وتدمير حركة فتح مؤسِسة المشروع الوطني وحاميته وموضع رهان الشعب الفلسطيني ، والتشكيك بجدوى مقاومة الاحتلال حتى وإن كانت سلمية ، وتقزيم دور الحكومة ومكانتها في صناعة القرار الوطني داخليا ودوليا بحيث يصبح دورها خدماتي فقط ، وتجاوز والتحايل على القانون الأساسي والمجلس التشريعي . محاولات ليس فقط لتدمير وتشويه هذه المؤسسات بل والانقلاب على مجمل التاريخ الوطني وتشويهه ، وهو نفس الهدف الذي تشتغل عليه إسرائيل .
إسرائيل تدرك جيدا أنه لا يمكنها الانتصار على الشعب الفلسطيني عسكريا ، وبالتالي فهي تعمل على تحطيمه وتدميره من داخله بضرب مقومات صموده واستمراريته كشعب طوال أكثر من أربعة آلاف سنة ، واستمراره صامدا في وجه المشروع الصهيوني طوال مائة سنة ، وهذا لن يتأتى في نظرها إلا من خلال كي وعي الشعب بتشكيكه بعدالة قضيته وبتاريخه النضالي وبثقافته الوطنية ، وحتى تحقق مبتغاها تحتاج لأدوات داخلية تساعدها على القيام بهذه المهمة ، ومن هنا وبتنسيق أمريكي إسرائيلي تجري عملية صناعة قيادة فلسطينية جديدة بصمت ، ومَن يستطيع تدمير دول ومجتمعات عربية وصناعة جيوش وجماعات وقيادات جديدة تحت عنوان الربيع العربي لن تعوزه الحيلة لتدمير حلم الدولة الفلسطينية المأمولة وصناعة قيادات فلسطينية جديدة .
وهكذا نلاحظ أنه مقابل التهميش المقصود والممنهج للمؤسسات الوطنية الشرعية والتاريخية والدستورية ، واستمرار التصدع داخل حركة فتح وتعميقه بفعل فاعل ، تبرز جماعات مصالح ومراكز قوى وأصحاب أجندة غير وطنية ، يزحفون نحو مراكز القرار ، ويتحركون بحرية داخل الوطن وخارجه ، حيث تفتح إسرائيل وعواصم أجنبية أمامها الحدود والمعابر بشكل علني أو بالخفاء ، وتتدفق عليها الأموال دون حسيب أو رقيب ، وهذه الجماعات متفلتة من أية ارتباطات وطنية .
القوى الجديدة تتكون من شخصيات متساقطة من الأحزاب الوطنية، ومن أفراد من مؤسسات مسماة (المجتمع المدني)، ومن رجال مال يدخلون الحقل السياسي ليغطوا على نشاطهم المالي المشبوه وليعظموا من أرباحهم، ومن أصحاب أجندة دينية لا تعترف بالوطنية أو بالمشروع الوطني. وبعض مكونات هذه الفئة ينسقون عملهم مع ممثليات وأجهزة مخابرات إقليمية وعربية وأجنبية . بعض عناصر هذه النخبة الجديدة متغلغلة في بطانة الرئيس وفي المقاطعة ، هؤلاء الذين تسللوا إلى المواقع الأولى ، بعضهم من داخل حركة فتح وآخرون من خارجها بل من خارج المدرسة الوطنية أو من المنبوذين منهما .
هذه الجماعات ، التي تتطلع لأن تصبح النخبة الجديدة للمجتمع ، تعمل على مصادرة القرار الوطني من المؤسسات الشرعية والتاريخية والدستورية ، من منظمة التحرير وفصائلها ومن حركة فتح على وجه الخصوص وتعمل على تشويه التاريخ النضالي للشعب ولفصائله وأحزابه التاريخية ، وتتلاعب بمصير قضيتنا الوطنية دون حسيب أو رقيب .
بصماتها واضحة في إثارة الفتنة وتعميق الانقسام ، وهي مسؤولة عن التخبط في التعامل مع ملف المصالحة الوطنية ومع ملف إعمار غزة ، ومع مشاكل فتح الداخلية ، وقضية قطع الرواتب عن موظفي قطاع غزة ، ومسؤولة عن المماطلة في إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير ، وفي التعامل مع الشرعية الدولية ، وفي رفض أي شكل من مقاومة الاحتلال حتى وإن كانت سلمية ، هذه النخبة تحتقر الشعب وتاريخه النضالي ، وتستهتر بإمكانياته وكأن بينها وبين الشعب وتاريخه وحقوقه الوطنية ثأر .
ما يعنيا هنا الفئة الثانية التي تستغل قربها من الرئيس لتَزعُم أنها تتكلم باسم الرئيس وتمثل سياسته ونهجه. هذه الجماعة باتت تشكل سلطة فوق كل السلطات ، سلطة لا تحترم أية سلطة أو شرعية ، لا تاريخية ولا وطنية ولا فكرية ولا حتى السلطة الوطنية . بعض عناصر هذه البطانة يتصرفون وكأن لديهم تفويض من الرئيس بما يعملون ، وأن سياساتهم تنفيذ وتطبيق لسياسة الرئيس ورغباته ، فالرئيس كما يروجون لا يريد ولا يثق بمنظمة التحرير ولا بحركة فتح ولا بأي حراك شعبي ، والرئيس هو الذي يرى أن هذه المؤسسات والكيانات عبء عليه وعلى نهجه الواقعي والعقلاني ... ! .
هذه البطانة تبقي الرئيس محاصرا بها بحيث لا يرى شعبه إلا من خلالها ، تُقرب للرئيس من هو مقرب منها ومن ترضى عنه ، وتُبعد عن الرئيس وتُكرِهَه بمن لا ترضى عنه وتكرَهَه ، وهو ما يخلق تباعدا وفجوة من انعدام الثقة بين الرئيس وشعبه تتزايد مع مرور الأيام . هذه البطانة تصنع أمجادا لنفسها على حساب مكانة الرئيس نفسه ، بل يؤدي سلوكها وخطابها إلى تزايد عدد خصوم الرئيس .
النخبة الجديدة بفئتيها تقدم نفسها كمنقذ للحالة الوطنية حيث تزعم أنها تقوم بما تعجز عن القيام به المؤسسات والسلطات الرسمية ! . الأمر الذي يثير تخوفات من أن هذه الجماعة ، التي تُحقِر كل المؤسسات وكل الحالة الوطنية ، تقوم بانقلاب هادئ على الرئيس وعلى المؤسسات والأحزاب الشرعية والتاريخية والوطنية ، لتكون بديلا عن الجميع ، ولتُشكل حالة قطيعة مع إرث حركة التحرر الوطني الفلسطيني ومجمل التاريخ النضالي الفلسطيني ، وهو انقلاب أكثر خطورة من انقلاب حركة حماس .
هذه البطانة أو النخبة الجديدة ، التي لا تستمد قوتها من ذاتها أو من مواقفها الوطنية ، بل من ارتباطاتها الخارجية ، ستقود الحالة السياسية في المرحلة القادمة حيث ستتولى إدارة روابط القرى فيما سيتبقى من الضفة الغربية ، وستشكل إدارة مشتركة لقطاع غزة ، بعد أن تُمعن في تمزيق وتفتيت وحدة المجتمع وتتفيه وتحقير قيمه الوطنية ، وبعد أن تمعن تدميرا وخرابا بحركة فتح ، وبعد أن يتم إزالة الرئيس أبو مازن كما تريد وتسعى إسرائيل.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهدان متناقضان في فلسطين المحتلة
- هل سيغطي إرهاب داعش على الإرهاب الإسرائيلي ؟
- صناعة دولة غزة
- هل توجد استراتيجية فلسطينية لمواجهة الحرب القادمة ؟
- الحذر من تعويم مفهوم الإرهاب
- كيف ستنجح حكومة التوافق الفلسطينية في ظل غياب التوافق !
- المؤتمر السابع لحركة فتح : عليه المسؤولية والرهان
- فشل التصويت على القرار العربي في مجلس الأمن (رب ضارة نافعة)
- الفريضة الغائبة وطنيا
- حول مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن حول فلسطين
- إسقاط صفة الإرهاب عن حركة حماس إنصاف لحق المقاومة
- مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني بعد الحرب على قطاع غزة
- اغتيال زياد ابو عين : حدث عابر أم لحظة فارقة
- داعش فلسطينية ضرورة إسرائيلية
- الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال لا يلغي الحق بالمقاومة
- إعمار غزة أكبر وأخطر من كونه مسألة إنسانية
- ما سر هذا الاهتمام بذكرى استشهاد أبو عمار ؟
- تفجيرات غزة الإرهابية وردة فعل حكومية خاطئة
- معركتنا الوطنية الأساسية في القدس والضفة وليس في غزة
- وعد بلفور : قراءة مغايرة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - انقلاب هادئ وخطير في أراضي السلطة الفلسطينية