أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - أمِن المستوطنون العِقاب فأوغلوا في الدم الفلسطيني














المزيد.....

أمِن المستوطنون العِقاب فأوغلوا في الدم الفلسطيني


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 20:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


كم هي واسعة الفجوة بين الحلم الفلسطيني الأول والمشروع الوطني الأول وما كانت عليه كرامة وعزة ونخوة الشعب الفلسطيني ، وواقع حال الفلسطينيين اليوم . كم هي واسعة الهوة ما بين زمن كان فيه الفدائيون الفلسطينيون يستميتون حتى يتسللوا من خلال البحر أو الطائرات الشراعية أو من دول الطوق – الأردن ولبنان وسوريا – إلى داخل فلسطيننا المُحتلة ليقوموا بعملية فدائية يقتلون بها جنديا أو يدمرون منشاة عسكرية ، وبين واقعنا اليوم حيث يقوم مستوطنون جبناء مجلوبون من كل بقاع الارض بالاعتداء على بيوت الفلسطينيين ومقدساتهم ويحرقون ويقتلون ابنائهم !!! . هذا الانتقال والتحول يفسر لنا لماذا يتجرأ مستوطنون أنذال وجبناء على الاعتداء على بيوت الفلسطينيين وإحراق الطفل الدوابشة .
فبعد كل جريمة يرتكبها جيش الاحتلال ومستوطنوه سواء في الضفة والقدس أو في قطاع غزة تثور الحِمية والكرامة الوطنية للقيادة وللنخب السياسية ، فترعد وتزبد وتهدد وتتوعد وتُصلي إسرائيل بقذائف من التهديدات والتنديدات والتوَّعد بإجراءات ستتخذها ستُلقن إسرائيل درسا وتزلزل الارض من تحت قدميها !!! ، وبعد أيام وبعد أن يلملم الشعب جراحه ويدفن شهدائه ،تعود الأمور إلى ما كانت عليه ، في انتظار عدوان جديد على غزة أو شهيد جديد في الضفة أو استيطان جديد لأرض أو تدنيس جديد للأقصى الخ ، بالرغم من أن الاحتلال بحد ذاته وبدون هذه الاعمال جريمة وانتهاك للحق والكرامة الفلسطينية .
يُفترض بالعقل والمنطق وبالحسابات الوطنية وبحكم التجربة ، أن تكون ردة الفعل الفلسطيني على جريمة إحراق الطفل الدوابشه في قرية دوما في نابلس صباح اليوم الجمعة 13 يوليو مختلفة عن ردود افعالنا السابقة في جرائم مماثلة ، ويُفترض أن يتوقف الجميع عند مسؤولياتهم وعدم الاكتفاء بالوعد والوعيد لإسرائيل ، أو انتقاد التخاذل العربي والدولي ، ولا برمي كل طرف فلسطيني المسؤولية على الطرف الآخر .
مطلوب اليوم الاعتراف بأن ما شجع المستوطنين وإسرائيل على تصعيد إرهابهم والتجرؤ على حرق الفلسطينيين أحياء هو جُبن وتخاذُل القيادة والشعب عن ردع المستوطنين منذ جريمتهم الأولى ، لا نريد أن نقول منذ توقيع اتفاقية اوسلو أو منذ اقتحام الضفة ومحاصرة أبو عمار واغتياله ، فعلى الاقل منذ حرق محمد أبو خضير ومنذ اغتيال زياد أبو عين ، ومنذ أن شكل المستوطنون جماعات (تدفيع الثمن) تحت حماية جيش الاحتلال بينما السلطة تواصل تكبيل المواطنين عن أي فعل لحماية أرضهم وكرامتهم الخ .
القيادة والنخب السياسية تتحمل المسؤولية عما يجري ، فإذا كان المثل يقول : (مَن أمِن العقاب أساء الأدب)، فقد ساعدت سلبية الفلسطينيين وخصوصا النخب السياسية في تشجيع الإسرائيليين على مواصلة ممارساتهم الاستيطانية والعدوانية وتشجيع المستوطنين على التجرؤ أكثر على الارض الفلسطينية والدم الفلسطيني . ففي الوقت الذي تتعاظم فيه اعتداءات المستوطنين وعمليات الاستيطان ، تُصر السلطة الفلسطينية على التمسك بالتنسيق الأمني بالرغم من صدور قرار من المجلس المركزي بوقفه أو إعادة النظر به , وفي نفس الوقت يتواصل التزام الفصائل الفلسطينية المقاوِمة باتفاق وقف اطلاق النار الذي تم توقيعه بالقاهرة وتتواصل المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل حول هدنة طويلة المدى .
عشرون عاما من الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس ، والمفاوضون الفلسطينيون مستمرون في الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة أو السرية دون خجل ، او يراهنون على قرار دولي من هنا أو هناك. عشرون عاما والمستوطنون يتوغلون داخل مناطق السلطة الفلسطينية وداخل أراضي الفلسطينيين ويعيثون خرابا ودمارا وقتلا وحرقا للأحياء ، وإذا ما تم القبض على واحد من افراد الجيش أو المستوطنين تقوم أجهزة الأمن الفلسطينية بتسليمه معززا مكرما للجيش الإسرائيلي ، أما إذا ما اعتقل الجيش الإسرائيلي مواطنا فلسطينيا لأنه القى حجرا على جندي أو على مستوطن يدنس ارضه ، فإما يتم إطلاق الرصاص عليه أو سجنه لسنوات !!! .
فلماذا لا تستمر دولة إسرائيل في عمليات الاستيطان والتهويد ؟ ولا يستمر قطعان المستوطنين في قتل وإحراق الفلسطينيين ؟ . هل يحتاج الأمر لتذكير الجميع بأن ( ما حك جلدك مثل ظفرك) وأن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد لردع المستوطنين ووقف حالة التراجع والتردي التي نمر بها ، ومدخل الوحدة الوطنية ليس فقط حكومة وحدة وطنية ولا اتفاقات مصالحة جديدة ،بل أن ينتزع الشعب زمام المبادرة ويصنع وحدة وطنية تجسدها مقاومة شعبية شاملة في كل الأراضي الفلسطينية وفي الشتات حسب ظروف ومعطيات كل منطقة .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يجري في القدس يفضحهم .. ويفضحنا
- المثقفون ضمير الشعب وحُماة الهوية والثقافة الوطنية
- الفساد لا يقل خطورة عن الاحتلال
- بيان توضيحي ردا على بيان وزارة الشؤون المدنية
- الانقسام لا يبرر الفساد ولا يُسقط المسؤولية
- اكثر من اتفاق نووي واقل من مؤامرة
- خطورة المراهنة على ثورة او تمرد على حماس
- إدراك متاخر أم تواطؤ مُسبق؟
- السياسة لا تعرف الفراغ
- تحديات ومخاطر علم الاستشراف في العالم العربي
- من سيناريوهات حل الصراع إلى سيناريوهات إدارته
- هل غزة مقبلة على الانفجار بالفعل ؟ وفي مواجهة من ؟
- التباس الموقف المصري من القضية الفلسطينية
- حركة فتح : شرعية وديمومة الفكرة وتعثر التنظيم والممارسة
- صحوة خليجية متاخرة : الاتفاق النووي سينقل (الربيع العربي) إل ...
- اللاجئون الفلسطينيون من الريادة إلى التهميش والتصفية
- ما بين د.عصام السرطاوي ود.احمد يوسف : عقلانية الفكرة ومنزلقا ...
- مبادرات تتوالى ، فهل نحن مستعدون؟
- هل تعي حركة حماس ما تفعل ؟
- حكومة الوفاق وضريبة حماس


المزيد.....




- ترامب وماسك وفانس كعمّال.. صينيون يسخرون من الحرب التجارية ب ...
- -زفيزدا-: مسؤول أمريكي كبير يشارك باحتفالات -عيد النصر- في م ...
- غزة: 52.418 قتيلا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
- غزة: إسرائيل تفرج عن مسعف فلسطيني بعد نحو شهرين من مقتل 15 م ...
- وسائل إعلام سورية: مقتل رئيس بلدية صحنايا وابنه
- -المسيرة-: غارات أمريكية تستهدف مديرية خب الشعف بمحافظة الجو ...
- رد مصري على محاولة التلفزيون الإسرائيلي تشويه أهرامات الجيزة ...
- بريماكوف: سلطات ألمانيا تحاول بوقاحة منع ممثلي روسيا من المش ...
- مستشار بالكونغرس الأمريكي للمخادعين فوفان ولكزس: نسعى جاهدين ...
- ترامب يهنئ إسرائيل بعيد -الاستقلال- ويؤكد عمق الشراكة بين ال ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - أمِن المستوطنون العِقاب فأوغلوا في الدم الفلسطيني