أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - الكهرباء .. والكارثة الوشيكة














المزيد.....

الكهرباء .. والكارثة الوشيكة


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يحدث وأن استهانت حكومة بمواطنيها كما يحدث في العراق اليوم ، فالحكومة العراقية ألقت جميع الأقنعة وكشرت عن أنياب السخرية من الشعب المقهور فقلبت له ظهر المجن ، وفرطت في كل ما حصلت عليه من مكاسب جماهيرية وإن كانت بسيطة . لم يشهد العراق في تاريخه القريب أزمة في الكهرباء كما يشهده في هذه الأيام العصيبة الشاقة فقد انفرط عقد الحلول الترقيعية المستمر منذ التغيير حتى اليوم حيث ابتدأت المطالبات هذه المرة في اتخاذها منحى جديدا إذ وصل إلى الحكوما ت المحلية في المحافظات العراقية الواحدة تلو الأخرى فبدأت تنتقم من الحكومة الاتحادية المركزية بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى من الوعود والتسويف التي ما عادت تجدي نفعا ، فوزارة الكهرباء لم تزل تتخبط في إجراءاتها البائسة في توزيع الكهرباء بين المحافظات لا على أساس الكثافة السكانية بل على أساس التأثير المعنوي المعترض المحتمل ، أما المحافظات الفقيرة التي ليس لديها ما تفاوض عليه أو تهدد باستخدامه ، فتلك موضوعة أساسا في ذيل قائمة الأولويات على أية حال الأمر الذي حدا اليوم ببعض المحافظات بالتهديد بقطع التيار الكهربائي عن المركز من محطات التوليد المنتشرة في تلك المحافظات المهمشة، فمحافظة بابل على سبيل المثال هددت بقطع الكهرباء عن بغداد إن لم توافق بغداد على تجهيزها بثلاثة أضعاف ما تحصل عليه من الحصة المقررة لها من التيار الكهرباء المجهز عن طريق منظومة التوزيع المركزية الرئيسة . وكذلك محافظة الناصرية والبصرة ، في حين ارتفعت درجات الحرارة في العراق إلى مستويات غير مسبوقة في وقت لا يصل المواطن من التيار الكهربائي المجهز أكثر من ست ساعات فقط على مدى اليوم الكامل ، في وقت ارتفعت فيه درجات الحرارة لتتعدى الخمسين درجة يرافق ذلك من باب نافلة القول انقطاع وضعف ضغط المياه المجهزة عن طريق شبكات الماء الصالح للشرب ، لتكمل بذلك ثلاثية العذاب الشاق على العراقيين من الكهرباء المقطوعة غالبا أو الماء الذي بدأ يشعر بالغيرة من الكهرباء التي صارت تأخذ الاستراحة تلو الأخرى من دون الالتفات إلى معاناتنا الكبيرة ، والثالثة من أضلاع تلك الثلاثية المريرة الجهنمية ، وهي درجات الحرارة التي أسرعت تسابق الكهرباء صعودا حتى سبقت كل الاحتمالات والتصورات . وبعد كل هذه المنغصات يظهر على الملأ محافظ بابل الذي يبدوا أن محافظة بابل ضيعة من ضياع والده العديدة حتى يتحكم فيها كيف يشاء فيهدد بمنع تجهيز الشبكة الوطنية بالكهرباء من محطات بابل الخمس كما يقول ، وما ذاك إلا بسبب عدم اقتناعه بالحصة التي حددتها وزارة الكهرباء لمحافظة بابل ، ما هذه الارتجالية الأريحية وكأن المحافظات أصبحت لعبة في أيدي المحافظين كأنهم تملكوها ويحق لهم التصرف فيها كيف شاؤوا ، فهذا محافظ ميسان من جهة أخرى يعلن من جمهوريته المستقلة أنه سيخصخص الكهرباء لأنه الحل الوحيد الذي يراه مناسبا لكي يضمن عدم انقطاع التيار الكهربائي عن محافظته نهارا ، فكما يروي لنا أهالي ميسان أن الكهرباء لا تنقطع عنهم ليلا أبدا .
ما هذه الجرأة على المال العام والتصرف فيه بكل هذه البساطة ؟ ومن الذي خول وأعطى الصلاحيات لهؤلاء المحافظين لكي يتصرفوا في محافظاتهم كما يشاءون ؟ وهل سينفلت زمام الأمور بسبب الكهرباء والظلم وعدم الإنصاف في توزيعها بين المحافظات والمواطنين ؟ وما هي إجراءات الدولة الترقيعية القادمة لإسكات الناس حاليا وإلى كم من الوقت ستسكتهم هذه المرة ؟ بالتأكيد لن يعدموا وسيلة يشغلون الناس فيها وينسوهم هذا الأمر فهم أصحاب الخبرة في افتعال الأزمات ولم يتبق في عمر الصيف الكثير ، وما كل مرة تسلم الجرة يا مسؤول ، وقد أعذر من أنذر .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهرباء الوطنية والمشكلة الأزلية
- إعادة إعمار المناطق المحررة من داعش
- المؤسسات التعليمية ومشكلاتها
- 19 تموز المرأة العراقية والإعمار
- الإعمار
- أي إعمار نريد تحقيقه
- إعادة الإعمار للبشر أم للحجر
- التنازلات المتبادلة وأثرها في المصالحة الوطنية
- الحرب على الإرهاب والمصالحة الوطنية
- المناهج التربوية ومادة المواطنة والسلم الأهلي
- القائمون على المصالحة وتوسيع قاعدتها
- وفود المناطق مختلطة المكونات ودورها في المصالحة الوطنية
- نظمات المجتمع المدني .. الدور المفترض في المصالحة الوطنية
- المرأة والدور الفاعل في المصالحة الوطنية
- الخدمة العسكرية الإلزامية خيار أم ضرورة
- البطالة وأثرها على المصالحة الوطنية
- المؤسسة الحكومية ودورها في المصالحة الوطنية
- زكاة الفطر والنازحين والمصالحة الوطنية
- الخطاب الطائفي .. وأثره السلبي في المصالحة
- العشائر متعددة المكونات ودورها في المصالحة الوطنية


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - الكهرباء .. والكارثة الوشيكة