أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسامة على عبد الحليم - الله















المزيد.....

الله


اسامة على عبد الحليم

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 02:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




في كتابه حول نظرية الحب يذهب اريك فروم الي ان الشكل الديني للحب هو حب الله, وفي كل الاديان , سواء كانت تؤله اله واحد او عدة آلهة يعد الله هو القيمة الاعلى والخير الاقصى المرغوب للحب, في الفكر الغربي الانسان انبثق من الطبيعة التي كان متحدا بها , ولذلك فانه يجد الامان في محاولة الارتداد الدائمة الي وحدته الاصلية تلك, انه يحن الي هذه الروابط الاولية ,ولايزال يشعر انه مرتبط بعالم الحيوان, في العصور البدائية يتحول الحيوان الي طوطم, يرتدي الانسان الجلد , يتحول الحيوان الي معبود
.ثم في مرحلة ثانية ترتقي الادوات , فيتحول الانسان بالعبادة الي نتاج يده, انها مرحلة عبادة الاوثان, ان الانسان يصل الي ان يقذف ذاته بقواه ومهارته في الاشياء التي صنعها وهكذا بطريقة مغتربة يعبد براعته, ممتلكاته
وفي مرحلة تالية يعطي آلهته شكل البشر, هذا يحدث عندما يصبح اكثر وعيا بنفسه , ويكتشف ان الانسان هو اكرم مافي الوجود , وهنا يحدث تحول ايضا يشير الي الطبيعة الانثوية والذكرية للآلهة, هذا يشير الي ماحققه الانسان من نضج, تحدد طبيعة الهته وطبيعة حبه لها
تفيد هنا أبحاث مورغان وبتشوفن حول تطور المجتعات , رغم أن الدوائر الاكاديمية لم تعترف بها في أغلبها , تفيد أن هناك مرحلة أمومية في الدين
الدين الامومي
في هذه المرحلة الام هي الزعيمة وهي الكائن الاعلي والاهم
يحتاج منا ذلك أن نتذكر معني حب الام , انه مطلق , شامل الحماية , مستحوذ ,محيط ومطلق ,يعني لايمكن التحكم فيه او اكتسابه , إنه يعطي شعورا بالنعمة ,وعند غيابه يعطي شعورا بالضياع واليأس المطبق, و الام تحب اطفالها لأنهم اطفالها , ليس لأنهم طيبون ومطيعون ويحققون رغباتها واوامرها , حب الام قائم علي المساواة . كل الناس متساوون لأنهم جميعا اطفالها, لانهم اطفال الارض الأم
المرحلة الثانية في التطور الانساني هي المرحلة الأبوية
,إنها المرحلة الوحيدة التي تتوفر عنها معلومات ولاتحتاج مراجع واسانيد, هنا تخلع الام من مكانتها السامية ,و يصبح الاب هو الكائن الاعلى , في الدين والمجتمع علي السواء. طبيعة الحب الابوي انه يضع مطالب ويؤسس مبادىء وقوانين , حب ألاب متوقف علي طاعة قوانينه انه يفضل الابن الاكثر شبها , والاكثر طاعة والافضل ملائمة لكي يصبح خليفته , كوريث لممتلكاته( لاحظ الجانب الاقتصادي هنا والعلاقة بتطور الملكية ), المجتمع الابوي هرمي ,المساواة بين الأخوة تتراجع أمام المنافسة
لم يكن من الممكن محو الرغبة في حب الام من قلوب الناس, أن شخص الام المحبة لايمكن طردها من مجمع الالهة, في اليهودية يعاد تقديم جوانب من الام في الله, خاصة عند المتصوفة, في الكاثوليكية يرمز لها بالكنيسة وبالعذراء, حتي في البروتوستانية نجد ان شخص الام موجود لكنه خفي, حب الله لايمكن جلبه , انه النعمة كما يري لوثر, فهي لاتكتسب مهما نعمل من الاعمال العظيمة , فهو اما موجود واما غير موجود فهذا الطابع الامومي يمكن ان يلحظ عند لوثر, بينما في الكاثوليكية نجد طابع ابوي صرف ,حيث حب الله يمكن إكتسابه بالاعمال الصالحة والتزلف لله فقط
في الطور الابوي يتم أنسنة الاله في الفكر الغربي’ تتعامل معه الدراسات بلا قداسة , وتفسره بلا ايمان ,يقول فروم انه يتصرف مثل الانسان , يفعل مايشاء بالانسان , يطرد ه من الجنة, حتى لا يأكل من شجرة المعرفة , انها مرحلة يقرر فيها تدمير الانسان بالطوفان لانه لم يجد من يرضى عنه في الجنس البشري غير ابن واحد هو نوح , يطلب من ابراهيم ذبح ابنه ليبرهن علي محبته ب الطاعة المطلقة
لكن تلك بداية مرحلة جديدة , يعقد الله ميثاقا مع نوح الا يدمر الجنس البشري مرة اخرى, وهو مقيد( كأي انسان / أب) بهذا المبدأ, مبدأ العدل , ولذلك كان علي الله ان يسلم بطلب ابراهيم ان يبقي علي سدوم اذا كان فيها عشرة صالحين
هذه افكار غربية تختلف كثيرا عن العقيدة الاسلامية كما لايخفي علي القارىء
التطور يزداد اكثر ليسير في اتجاه تحويل الاب الي رمز لمبادئه, الله هو العدل هو الحق انه يصبح رمز مبدأ الوحدة القائمة وراء تكشف الظواهر , والزهرة التي ستنمو من البذرة الروحية في الانسان تكشف ان الله لايمكن ان يكون له اسم, الاسم يشير الي شخص او شىء محدد, والله ليس شخصا ولاشىء محدد , فكيف يكون له اسم
في الكتاب المقدس(التوراة)
عندما ظهر الله لموسى, يقول له موسى ان العبرانيين لن يصدقوا ان الله قد ارسله مالم يخبرهم باسم الله، فما هو؟ , فيخبر موسى ان اسمه هو ( انا اصير ما انا اصير اليه)( انا اصير ما هو اسمي) ان انا اصير تعني ان الله ليس متناهيا ليس شخصا ليس كائنا , ان احسن ترجمة لذلك هي (اخبرهم ان اسمي لا اسم له )
ان تحريم رسم اي صورة لله ونطق اسمه عبثا بل نطق اسمه اصلا تهدف الي تحرير الانسان من فكرة ان الله اب , او انه شخص, يتطور ذلك الي فكرة اخرى ومبدا يقول بأن الانسان يجب الا يعطي الله اى صفة ايجابية! الاكتفاء بالصفات السلبية , ( الله ليس كذا ) ليس جائرا , ليس قاسيا, الخ اما الاقرار بعدله ورحمته واي صفة ايجابية من شانها ان تعيدنا الي فكرة انه شخص, فكلما ازداد اليهودي معرفة بما ليس عليه الله ازداد معرفة بالله!
(في الاسلام هذا هو تعطيل الله عن صفاته واسماءه بدعوى التنزيه , وهو اقرب مايكون الي مذهب الجهمية)
يؤدي هذا الي نتيجة, هي عدم ذكر اسم الله اطلاقا! عدم الحديث عن الله , الله يصبح ماهو عليه في اللاهوت الموحد وماهو عليه لا يعرفه احد !, هو فقط الواحد الذى لايسمى! , وهذا غموض لايكشف عن محتواه, لكنه اشارة الي الوحدة التي تضم الكون الظاهري اساس الوجود كله , معني عام كالحب والعدل اا الخ, هذا التطور من مبدأ انسنة الطبيعة الي التوحيد الذى يحصن الله عن الذكر هو سبب الفروق حول طبيعة حب الله, يمكن ان نحب اله ابراهيم او ان نخشاه كأب , الله اب , والانسان طفل , طفل لم يكتسب الموضوعية بعد ليعرف محدوديته ككائن انساني عاجز وجاهل , انه لايزال يزعم كطفل ان ثمة اب يراقب ويعاقب ويثيب عند الطاعة
يقول فرويد (ان الشخص المتدين حقا لا يحب الله كما يحب الطفل اباه, لانه لايتوقع شىء من الله , لقد اجتاز تواضع معرفته بالله الي الاقرار بعدم المعرفة , الله بالنسبة له رمز عبر فيه الانسان في مرحلة مبكرة مرحلة العالم الروحي, مملكة الحب والحق والعدل, انه يؤمن بهذه المبادىء ويفكر في الحق ويعيش بالعدل, ويسعى لاستكشاف قواه الانسانية باعتبارها الواقع الوحيد الذى يهمه , باعتبارها الموضوع الوحيد للخير والاهتمام الاقصى, وان كان علي الانسان ان يعرف الله فانه يكون هو الشوق لاجتياز المقدرة الكاملة علي الحب لتحقيق الفكرة التي تقوم مقام الله ومايمثله في الانسان)
في المسيحية غضب الله من بني اسرائيل وغباوتهم , فاضطر للنزول اليهم بنفسه, وفقا لنظرية اللاهوت والناسوت اختلط الله بواحد من مخلوقاته, تجسد في يسوع ليخلص العالم من الخطيئة , وربما ارسل ابنه ليقوم بهذا العمل , وهناك نظرية الآب والابن والروح القدس, ثالوث مقدس جعلته الكنيسة اله واحد في نظرية شديدة التعقيد , لكن الكنيسة تركز اكثر علي مسألة محبة العالم التي يحملها هذا المخلص اكثر من تركيزها علي طبيعته
الله في العقيدة الاسلامية
له اسماء كثيرة وله صفات , اسماء الله وصفاته واردة في القرآن والسنة, يعرف المسلم معناها ولا يعرف حقيقتها ولا كيفيتها, يمرها كما وردت , يثبت منها ما اثبت الله لنفسه , دون تكييف ولاتمثيل ولاتشبيه ولا تعطيل
اوضح الامثلة لهذه القاعدة في معرفة الله في الاسلام هي مقولة الامام مالك, حين سئل عن معني الاستواء في قوله تعالي( الرحمن علي العرش استوى)
قال مالك( الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة), فالاستواء صفة لله أثبتها له لانه اثبتها لنفسه, وهو لفظ معلوم في اللغة بمعني العلو , لكنه علو مختلف ليس كعلو المخلوق, فلم يشبه علو الله , ولانزه الله عنه حتي لا يعطل الصفة , ولاكيف علو الله لان الكيفية مجهولة , ونهى عن السؤال عن هذه الكيفية لان هذا من الابتداع في الدين
ومن صفات الله ان له يد وله وجه وساق, و هو ينزل و يغضب ويضحك وغير هذا مما ورد في القرآن والسنة ويصعب احصاءه في مقال , فان المسلم يتبع في الايمان بذلك ذات القاعدة بالابتعاد عن التشبيه, فالله له يد ليست كيد المخلوق, ولايلجأ للتاويل بقول ان يد الله قدرته( مثلا),فيد الله هي يد الله وساقه ساقه بلا تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل ولاتكييف ولاتمثيل يؤمن بها ويعلم معناها ويمرها كما وردت مفوضا امر معرفة حقيقتها اليه سبحانه وتعالى, وجماع ذلك كله في قوله تعالى( ليس كمثله شىء وهو اللطيف الخبير)
ورغم ان لله اسماء كثيرة , الا ان الله واحد, وماعبد مسلم الله بشىء افضل من الاقرار بوحدانيته, فهو واحِدٌ في ذاته، وواحِدٌ في أسمائِه، وواحِدٌ في أفعاله، وواحِدٌ في صِفاته., وهذه الوحدانية هي المدخل الرئيس لتحقيق الاسلام وتحقيق العبودية فلا شريك لله في ملكوته ولا حكمه ولافي عبادته لانه هو الواحد الاحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولا شريك في ملكه



#اسامة_على_عبد_الحليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق حول اتهام الصحابي الجليل زيد بن ثابت باليهودية فى احد ...
- تعليقات حول قضايا الثوره4
- الكنداكة والنظام العام
- النزعات المادية فى تجربة التدين المسيحى3-6
- ضد الفساد
- توم&جيرى واشياء اخرى
- حول المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة1
- معركة سامى الذيب
- المسيح والسياسة
- الماركسية هل تصلح القراءات الادبية فى نقدها؟
- مقتطف من روايتى( حكايا الغيبوبة)
- الجدار
- ظل الطاغية
- حول الحرب فى السودان
- اليمين ملة واحدة
- مصباح ديوجين
- حول حوار الرفيق على الكنين بخصوص الطبقة العاملة
- تأملات فى الحالة السودانية1
- تعليقات حول الكتاب المقدس
- تعليقات حول قضايا الثورة فى السودان


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسامة على عبد الحليم - الله