أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - اسامة على عبد الحليم - ضد الفساد















المزيد.....

ضد الفساد


اسامة على عبد الحليم

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 00:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حول الثورة فى السودان
الثورة التى تحدث الآن فى السودان هى ثورة فقراء حقيقية فقراء يبحثون عن الخبز والحرية , فقد ادت السياسات الفاشلة لنظام البشير الى اغراق البلاد فى الديون التى تجازوت الاربعين مليار دولار مع عجز كامل عن اداء اعباء خدمة هذه الديون الامر الذى جعلها فى حالة من العزلة لاحجام مؤسسات التمويل الدولية عن التعامل مع حكومة بهذا القدر من عدم الكفاءة, فقد السودان حوالى 80% من موارد ميزانيته بسبب انفصال الجنوب وتحول بقرة البترول الحلوب الى الدولة الجديده, وهذا يعادل اكثر من من خمس نتاجه المحلى وربع عدد سكانه ومساحته, فى ظل استمرار الحروب التى تقودها الحكومة ضد شعوب جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور والتى تكلف ما لايقل عن خمسة ملايين دولار يوميا ( تقريبا)بدلا من ان تعمل الحكومة على ايقاف الحرب , وتعمل على دعم على البرامج الاجتماعية والانتاجية فى مجالات الصناعة والزراعة التى سينتج عنها انتعاش حركة الصادر وبالتالى سوق العملات الحره نجدها تلجأ الى تعويم الجنيه السودانى وفرض الضرائب بكافة انواعها كانت خطوة رفع الدعم عن المواد البترولية هى القشة التى قصمت ظهر البعير اذا ستؤدى حتما الى ارتفاع جنونى فى الاسعار ومفاقمة حالة الفقر والعجز بشكل فعلى عن ممارسة حق الحياة للمواطن السودانى البسيط
لقد تحول السودان بفعل سياسات الليبرالية الجديده الاقتصادية التى اعتمدت على بيع القطاع العام , واتباع سياسة التحرير الاقتصادى, الى واحدة من اكثر الدول غلاء وارتفاعا فى الاسعار على مستوى العالم, لدرجة ان سعر الشقة او قطعة الارض فى دولة فقيره حاره طارده مثل السودان اصبح بفعل المضاربات وارتفاع معدلات الفساد الى مايوازى اسعار الشقق او الاراضى فى دول مثل بريطانيا وفرنسا!
اصبح السودان بفعل سياسة التمكين المعلن عنها والتى تقوم على احلال منسوبى الحزب الحاكم واعضاء الحركة الاسلامية مكان الاكفاء اصحاب الخبره من عاملى وموظفى الخدمة المدنية الى انهيار تام لكل مرافقه الحيوية , ناهيك عن تشريد العاملين بفعل الاحالة الى المعاش للصالح العام ,مافتح الباب لتصفية الحسابات السياسة ضد ابناء السودان , ماجعل السودان يحتل المرتبة الثانيه فى معدلات الهجره واللجوء والاول طبعا فى معدلات النزوح على مستوى العالم بفعل الحروب التى يقودها النظام ضد شعوب متعددة الاثنيات واللغات واالثقافات والاديان لاسباب ابدلوجية وعرقيه عنصرية تعتمد بشكل رئيس على وجهة النظر المعروفة التى تمثلها تلك الجماعة فى الاسلام السياسى!
اما عن الفساد فقد بلغ مجموع المال المنهوب وفقا لديوان المراجع العام وهى مؤسسة حكومية فى الفتره من 1995 إلى العام 2009
حوالى 25.162 مليار دوﻻر امريكى اضافة الى 428 مليار دينار( العملة القديمة) +223 مليار جنيه (جديد)
علماً بأن هذا النهب للمال العام شاركت فيه مؤسسات وصفت بـ ( الاسلامية ) ويقودها من وصفوا بأنهم (اسلاميين )!.
وحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية للعام 2008، وهي منظمة معنية بمراقبة ممارسات الفساد والحث على مكافحته
وتطويقه، فإن السودان يدخل ضمن أكثر دول العالم فساداً، والتي تضم كل من الصومال، العراق، بورما، هايتي، وأفغانستان
بعض حوادث الفساد الشهيرة التى لايعرف مقدار المال المنهوب منها :-
• فى فبراير المنصرم وبعد ان تسلمت حكومة الجنوب ابار البترول التى تتبع لها بعد ان تمت عملية الانفصال بين البلدين
قال الناطق الرسمى للحكومة برنابا بنجامين في المؤتمر الذي عقد بوزارة المالية
انهم اكتشفوا 300 بئر خلال عملية اغلاق ابار النفط ( الخرطوم طوال السنوات الماضية قالت ان عدد ابار النفط هى 300 بئر هذه كذبة كبيرة حيث اننا خلال عملية اغلاق الابار وجدنا عددهم 600 بئر)
وكان رئيس الجمهورية الجنوبى الفريق سلفا كير ميارديت قد توعد الحكومة السودانية وشركات البترول بمقاضاتها امام المحاكم الدولية المختصة حول هذه القضية .
ولفت المصدر رفيع المستوى ان حكومة جنوب السودان استطاعت ان تحصر الشركات التى كانت( تنهب) نفط الجنوب بالباطن طوال السنوات الماضية وجدت انها شركات يمتلكها مسؤلين في الحكومة واقارب الرئيس عمر البشير من الدرجة الاولى وقال:-
(نحن نعلم ان غضب البشير من اغلاق ابار البترول يعود الى تهديد مصالحة المالية الشخصية ومصالح اسرته وبعض الذين حوله من المسؤلين يشاركونه في الشركات التى كانت تنهب بترول الجنوب طوال الخمسة سنوات الماضية )
• في حادثة انهيار جامعة الرباط الشهيرة، والتي وبعد انهيارها ووفاة أحد المواطنين إضافة لتلف معدات تقدر بأثمان عالية نتيجة ذلك، أُجبر الفريق عبد الرحيم محمد حسين لتقديم استقالته من منصبه كوزير للداخلية، وحينها قال البشير قولته الشهيرة التي أشار فيها ﻻستقالة وزير الداخلية بأنها ﻻ تعدو سوى أن تكون استراحة محارب!، وبالفعل أُعيد (المحارب) وزيراً للدفاع، بعيد فترة بسيطة من تقديمه ﻻستقالته !.
الفريق حسين هو اسوأ وزير دفاع فى العالم تقريبا, من حيث الكفاءة, اما من حيث الاداء فقد تورط فى قضية شراء اسلحة فاسده عباره عن دبابات غير صالحة للاستعمال , تعرض السودان فى عهده الى اسوأ انواع الازلال لقواته المسلحة حيث فقد كثير من مدنه واطرافه بواسطة الاحتلال المباشر اضافة الى الهزائم الممتتالية من قوات الجيش الجنوبى ناهيك عن انتهاك اجواء السودان بواسطة الطيران الاسرائيلى لثلاث مرات ونجاح اسرائيل فى تنفيذ عمليات اغتيال ضد مواطنيين سودانيين
• من اشهر قضايا الفساد ايضا القضية المعروفة بقضية طريق الانقاذ الغربى وهو طريق جمعت له اموال طائلة , وكانت كوتات السكر لبعض الولايات فى الغرب تباع لصالح تمويل هذا المشروع الهام والذى اتضح انها كانت تذهب لصالح احد المسئولين الكبار ,برعاية من مافيا التسهيلات التى تتكون من كبار رجال الحركة الاسلامية المعروفة للشعب السودانى, لم يحاكم احد فقط أعلن رئيس الجمهورية في خطبة أمام حشد من الجماهير بمناسبة افتتاح المرحلة اﻷولى من الطريق يوليو 2002 قائلا -: “ الذين نهبوا أموال اليتامى والمساكين خليناهم لي اﷲ !.“
لم يبق اذن امام الشعب السودانى الذى صبر على هذا النظام طوال الاربعة وعشرين عاما الماضية من سبيل الا طريق الثوره, وهو طريق صعب ونقدر ان النظام لن يستسلم بسهولة, فالنظام يدرك ان معادلة الربيع العربى مختلة فى الحالة السودانية, فالقوى التى تقود الثورة هى قوى ساخطة اجمالا على تيار الاسلام السياسى الذى تمخض عنه هذا الربيع, وبالتالى فان ارتفاع صوت الانتقام ضد وحشية هذا النطام ورغبة الثوار فى تسليم راس النظام الى مخكمة الجزاء الدولية لمواجهة العدالة بشأن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية فى دارفور مع آخرين ستجعل من قضية الثورة مهمة محفوفة بكثير من المخاطر ليس اقلها الدم

نتمنى ان تقود ثورة السودان الى بديل مختلف يتجاوز الشخصيات الحزبية النمطية تلقاء برنامج يستجيب لتطلعات شعوب السودان فى الحرية والعدالة , ويعيد النظر فى برامج الخصصة التى انجزها هذا النظام, ويعيد النظر فى مستويات الانفاق الحالى على الخدمات الصحية والاجتماعية , كما يدعم الزراعة والنهضة الصناعية المامولة ويؤمم على الاقل مصادر الثروات ، ويضع دستور جديد للبلاد تشارك الجماهير في صياغته



#اسامة_على_عبد_الحليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توم&جيرى واشياء اخرى
- حول المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة1
- معركة سامى الذيب
- المسيح والسياسة
- الماركسية هل تصلح القراءات الادبية فى نقدها؟
- مقتطف من روايتى( حكايا الغيبوبة)
- الجدار
- ظل الطاغية
- حول الحرب فى السودان
- اليمين ملة واحدة
- مصباح ديوجين
- حول حوار الرفيق على الكنين بخصوص الطبقة العاملة
- تأملات فى الحالة السودانية1
- تعليقات حول الكتاب المقدس
- تعليقات حول قضايا الثورة فى السودان
- حول الاقتصاد السودانى
- ست سنوات على مذبحة المهندسين
- هل نحن بحاجة الى يسار جديد؟
- مقتطف آخرمن روايتى ( الغيبوبة)
- مقتطفات من روايتى ( الغيبوبة)2


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - اسامة على عبد الحليم - ضد الفساد