أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسامة على عبد الحليم - ظل الطاغية














المزيد.....

ظل الطاغية


اسامة على عبد الحليم

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 09:05
المحور: كتابات ساخرة
    


وقف ديوجين * يتأمل فى مقبره قديمة , كانت مقبرة رائعة تحيط بها الازهار من كل جانب , وعلى رأسها نصب تمثال يمثل الملك السابق, ثم انتبه الى جثة كلب ترقد بالقرب منها
فى تلك اللحظه ظهر الاسكندر فجأة من خلف ديويجن وقال:- ماذا تفعل هنا فى المقبرة الملكية ياديوجين ؟
مولاى الاسكندر, كنت اتأمل فى عظام أبيك فما وجدت فرقا بينها وعظام العبيد او حتى عظام الكلب الذى يرقد بالقرب منها, هذا الكلب الوقح الذى تجرأ على مشاركته فى موته العظيم
وديوجين لم يكن منشغلا بالموت, فى مسيره الدائم تلقاء حياة عامرة بالفضيلة ادرك منذ زمان ان الذين يشترطون على الحياة مطالبهم سيكون عليهم ان يسعوا لتحقيق هذه الشروط , ذلك ان الحياة تشبه فراغا بين قوسين عليك انت ان تكتب فيهما النص الذى يناسبك
موته العظيم, ؟ قال الاسكندر ولكن ماهى العظمة فى الموت!, العظمة كل العظمة فى الحياة ايها العزيز, وموت كلب لايختلف عن موت ديكتاتور
رد ديوجين بسرعة:- صحيح , فلماذا اذن يقولون انك عسكرى اهبل. ؟
لن احاسبك ياديوجين الحكيم, اذ تتجرأ على و العظماء من آبائى, فانت تعيش فى برميل لتلفت انتباه الناس. تضعه فى شوارع اثينا حيتما اتفق , ولولا بقية من احترام يكنه لك الحكماء فى امتنا , لاخذتك حملات النظام العام , ولرمتك فى اى تخشيبة ككلب بتهمة التشرد والتسول
توحد ديوجين بالجرح, ودخل برميله الفارغ الا من ذكرى الوحشة و الألم القديم, والزمهرير الشتائى الذى كان يعصف بروحه بعث فى أوصاله رعشة خفيفة من أثر الجوع
تبع الاسكندر ديوجين الى برميله متأثرا بفظاظته وقال :-
ديوجين ايها المعلم ها انا قد جاوزت قدرى معك, هلم معى الى القصر فاكسوك واطعمك, متى اكلت اخر مرة؟
كف الناس عن التصدق على امثالى,عندما كانوا يتصدقون فعلوا لانهم كانوا يخشون ان يصبحوا مساكين مثلى, الآن وقد اصبح الكل مساكين فلم يعد يخشى احد ان يتحول الى فيلسوف
ضحك الاسكندر حتى وقعت سيجارته ثم قال :- ليس فى اثينا مساكين , انا فاتح العالم , وقد جعلت اثينا مركز الكون
رد ديوجين بسرعة :- انت حاربت العالم وجلبت له الدمار لظنك اننا الافضل , تلك فكرة فاشية , وما ادراك ان بعد آلاف السنين سيتنبى الرايخ الثالث او المؤتمر الوطنى او أى حمارآخر ذات الفكره؟
ومن هئولا ؟ وما ادراك عما سيحدث بعد آلاف السنين , رغم انك تربكنى بجنونك, لكن برميلك ليس فارغا ياديوجين , ولوددت لو ان لى منه بعض الحكمة
رد ديوجين بسرعة :-بلا حكمة بلا زفت لعنة الله عليك وعلى الحكمة , هل تستطيع ان تأخذ حكمتى مقابل بعض الحظ؟ لفتحت لنفسى والعالم ابواب السعادة, ولنثرت الفضيلة بين اركانه , ولسلمتك الى محكمة الجزاء الدولية
سكت الاسكندر محتارا وهو يفكر, ثم اخرج من جيبه صرة من دولارات ووضعها بين يدى ديوجين وهو يقول
هل تريد شيئا؟ اؤمرنى بما تريد
قال ديوجين انت تحجب الشمس عن برميلى , اذهب ولا تحجب شمسى بظلك
عندما انصرف الاسكندر الاكبر , انشغل ديوجين بتدفئة نفسه على نار خضرا كانت تشتعل فى الدولارات بينما ظل الشمس يضفى على وجهة نورا غامضا ولكنه جميل
___________________

*1/ديوجين هو ديوجينيس الكلبي فيلسوف إغريقي. 412 ق.م- 323 ق.م , عاصر افلاطون , وكانت بينهما نوع من الصداقة اللدودة ,هو تلميذ لأنتيسِتنيس . الذي كان تلميذا لسقراط. كان ديوجين شحاذاً يقطن شوارع أثينة. جعل من الفقر المدقع فضيلة. ويقال أنه عاش في برميل كبير. وأنه مشى يحمل مصباحاً في النهار. يبحث عن رجل فاضل او شريف وآمن بأن الفضيلة تظهر في الأفعال وليس النظريات. حياته كانت حملة بلا هوادة لهدم قيم المجتمع ومؤسساته التي كان يظنّها فاسدة.



#اسامة_على_عبد_الحليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الحرب فى السودان
- اليمين ملة واحدة
- مصباح ديوجين
- حول حوار الرفيق على الكنين بخصوص الطبقة العاملة
- تأملات فى الحالة السودانية1
- تعليقات حول الكتاب المقدس
- تعليقات حول قضايا الثورة فى السودان
- حول الاقتصاد السودانى
- ست سنوات على مذبحة المهندسين
- هل نحن بحاجة الى يسار جديد؟
- مقتطف آخرمن روايتى ( الغيبوبة)
- مقتطفات من روايتى ( الغيبوبة)2
- دولة المكاسين
- فصام / قصة قصيره
- منهجية الثقالة والشأن السودانى
- تأملات حول الانتخابات السودانية
- نظرات فى الشأن السودانى-قصة السلطة وقضية الثروة1
- حول مذبحة السودانيين فى مصر -دعوة لاطلاق سراح السجناء اللاجئ ...


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسامة على عبد الحليم - ظل الطاغية