أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - العرب ومشاكلهم مع العصر والحياة














المزيد.....

العرب ومشاكلهم مع العصر والحياة


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العرب متشابهون في تخلفهم , فهم لا ينظرون إلى الأشياء إلا من ثقب إبرة , ولا يرون إلاّ الذي اعتادوا على رؤيته , ونادراً ما ترى عربياً مختلفاً عن الآخرين ( طبعاً هذا بشكل جماهيري وعام –لكي لا يعتب علينا البعض ) , أنا هنا لا أريد أن أحدد نوعية الاختلاف , لأنني أصلاً لا أدعو إلى شيء محدد, ولكن كل الذي أدعو إليه هو حرية التفكير , وحرية الذات من كل عفن الماضي , والحاضر , أي الرؤية المتجددة القادرة على أن ترى الأشياء بمنظارها الخاص , فأنت أحياناً ترى هنا في بلداننا الكل يشبه الكل , وكأنهم أضحوا خارج الزمن , والكل مشدود إلى مفاهيم اعتاد عليها , عشائرية , طائفية ,عائلية , عرقية , دينية الخ بما في ذلك الذين يَدَّعون الثقافة الموسوعية , أو الذين يتصورون أنفسهم أكثر تحرراً ومدعاة ً لتحرير الآخر , فالنفاق سمة تكاد أن تكون عامة , والممالأة معتادة , ولا مانع من الكذب والنفاق , والانتهازية والوصولية , ( طبعاً مع الاحترام للذين لا يقصدهم هذا المقال ) , فالكل اعتاد على هذه السمات التي أصبحت في بلداننا , ولدى شعوبنا حياة تُعاش , فأنت إذا نظرت قليلاً تعرف أنّ الأسماء , تدّلك على الطوائف , والانتماءات العرقيّة , وكأنّ هؤلاء القوم , صُبوا في قوالب جاهزة ومتماثلة , ومنقادين أمام رجالات همج بشكل عفوي وطبيعي , والأكثر خجلاً أنّ مدعيْ ثقافة ما , أو كاتب ما ، أو اديب ما , عندما تراه يُنـَظّر , يكاد يخدعك بفذلكاتِهِ , ولكن ما أن يُسأل عن مسألة تخصّ دينه , أو طائفته أو عشيرته , حتى ينبري محتداً , ويلحس كل بصاقاته , التي تقولها منذ قليل , وهذا يؤكد أن الإنسان العربي بشكل عام , فاقد للموضوعية والمنطق , وأنا هنا لا أريد أن أضرب مثلاً عن كتّاب كبار , مَلَؤا مشارق ومغارب الأرض بشهرتهم , فقدوا الموضوعية بأشياء صغيرة أمام طائفيتهم أو – قوميتهم أو حتى عشائريتهم , ويصبح الكلام العام عن الفكر والثقافة , هو تحصيل حاصل عن المفهوم العام والواضح للفكر والثقافة العالمية لا أكثر , ولكي يستمروا على الأقل في ستر عوراتهم ـ ومن هنا تأتي المأساة التي يعيشها الإنسان الذي لم يعتد الحرية , بأشكالها المختلفة بما في ذلك حرية الفكر , والحرية النفسية , فالصراع أعمى , والكل يسير بمفاهيمه رغم أنه يعرف أن الهاوية آتية لا ريب فيها , والكل محكوم بسلاسل عبودية المعتقد , الذى يُدَوِّرُ الجميع في حلقة مفرغة ذات انتماء قدسي , ديني أو حزبي , أو ثقافي , لا يستطيع من ذلك فكاكاً , بل هو داعية لذلك , والغرائز دائماً تطغى على العقل , والنقل سيد المفاهيم , وهناك الكثير من الحركات ذات الشكل الوطني أو التقدمي , ظهرت في العالم العربي كان جوهرها الانتماء المذهبي , أو الطائفي , بما في ذلك اللواتي , لَبسِن لبوس" التقدمية والنضال " , وهذا يجعل هذه الحركات ترتدُّ سلباً على الحياة الاجتماعية , والمفاهيم الأخلاقية العامة للناس , فالعرب بشكل عام , هم شعوب فقدت خصائصها الانتمائية الجوهرية , وإلى الآن لم يصنعوا أولويات لقضاياهم الأساسية , مثل مفهوم الوطن , المواطنة ، الاستعمار , العروبة , التحرير الخ , وبقية المفاهيم السياسية والاقتصادية , والثقافية , والإنسانية , ومثالهم دائماً " عيني عليه , وتفو عليه " وهذا ما يفقدهم مصداقيتهم بين الشعوب , إضافة إلى كونهم يعيشون الماضي , في الحاضر , وهذا يضعهم في إشكالية خطيرة مع الحضارة , والأمم الأخرى - وحالة الضعف - وضعف الانتماء , إذ أنهم لا يرون الأشياء إلى بعيونهم التي لا ترى أبعد من أنوفهم , فالماضي , ماضيهم , يثقل عليهم حياتهم , ورغم كل الثقل والأحمال فوق ظهورهم , تراهم لا يتحررون من هذه الأحمال , على الأقل من أجل ذواتهم , ليكونوا أكثر رشاقة وخفّة في التعامل مع الحياة , وعندما يتعاملون مع السياسة , فهم يدخلون الحابل بالنابل , وتتساوى كل الأشياء لديهم, وكأنهم في حالة حرب , فالكره والأحقاد والموت كل ذلك مبرر , أو يبررونه لأنفسهم , ولا يراجعون ذواتهم , أو ينتقدونها , حتى وهم في قلب المأساة , وإن تمّ ذلك لا يكون لمراجعة الذات, بل لتبرير المواقف المهزومة , إذ ْ لا يتم استخدام العقل , كطريقة للتفاهم مع الآخر, بل للإغراق بالغيبيات والتبرير والحقد الاعمى , فهم شعب تواق إلى الخرافة , وكأنّ هذه المعضلة تحولت إلى جوهر القيم لديهم , وحتى هذه المسألة غير جدية , إذ لا تستخدم إلاّ من أجل التوازن العفوي المعتاد, وهم حسّاد , ولا يؤمنون بالمنافسة الشريفة بين بعضهم البعض , ومن هنا يتضح مدى الهشاشة النفسية والضعف الداخلي , فنادراً ما ترى من يعترف بأخطائه , أو أخطاء أقربائه , أو ملته , إلا لماماً , ومن هنا يتضح مدى المأساة التي يعيشها العرب بشكل عام , فمشكلتهم هي مشكلة داخلية , ناتجة من وفي تركيبتهم الاجتماعية , والنفسية , والقيمية , وهذه المسألة الخطيرة تحتاج إلى جرأة عميقة , ونقد عظيم , ودراسات كبيرة لتجاوزها , طبعاً في ظل ظروف موضوعية وذاتية , مثل أنظمة مدنية ديموقراطية , ووعي طليعي كبير , وتصحيح قيمي , وهذا يتطلب ليس فقط زمن طويل , بل أيضاً استعداد ثقافي ومعرفي , للوصول إلى ذلك ، ربما يتساءل سائل , أنّ هذا الكلام عام وينطبق على شعوب كثيرة , فهذا صحيح تماماً , ولكننا نتحدث عن وضعنا كشعوب عربية , ذات ماضي ٍ إسلامي قيمي , ومن الأهم أن نُركزّ على قضايانا لنستطيع تجاوزها , لأنّ الحوارات التي تجري بشكل توصيفي , لا تثمر, فالأهم هو طرح جوهر المشاكل , وخاصة التاريخي منه والقيمي , وكذلك طرح وتقييم ما وصلت إليه شعوب العالم من علم وحضارة , أو سنظل نندب حظوظنا خارج السرب , ويهزأ منّا عقلنا الباطن الذي ورّثنا كل هذه الهموم ، والهزائم المتكررة _ ونطلب من أعدائنا حل مشاكلنا لماذا سؤال برسم الإجابة ؟؟ (انا هنا انقل رأيي ولا أقصد ازعاج احد أو الدعوة لأي مفهوم –لأنني مع حرية الرأي وتبادل الحوار )



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * الى الشاعر : مظفر النواب
- عبد المعين الملوحي – هذا هو كرم الأدباء الكبار
- القصة الرقية - القاصة ابتسام هلال
- أطفال سوريا والموت المجان
- القصة الرقيّ – رهام رشيد رمضان – نموذجا
- لك ِ
- ما الذي أغضب الخزامى ؟
- المتجلي في المعروف من العارف
- فهل يُؤكل الكتف ؟
- (أوباما )
- أصدقاء طفولة أعتز بهم
- هو ، وهي – مريضان بالسرطان
- الكرد والعرب – هذه القصة ليست فيلما
- قردٌ على قدمين
- حذاء ُ حرفي (إلى الذين لا يُؤتَمَنُون )
- الحرية هذه الكلمة الحلوة – الإهداء – الى – نعمة شاهين – الرج ...
- كتابة
- , الطائفية بلاء على أصحابها وغيرهم فاحذروها
- *إسماعيل حسن خليل – الكاتب والمفكر السوري – 2
- الكاتب والمفكر – إسماعيل خليل حسن


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - العرب ومشاكلهم مع العصر والحياة