أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - الحرية هذه الكلمة الحلوة – الإهداء – الى – نعمة شاهين – الرجل العظيم الذي عاش ومات عظيما ً














المزيد.....

الحرية هذه الكلمة الحلوة – الإهداء – الى – نعمة شاهين – الرجل العظيم الذي عاش ومات عظيما ً


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يوجد شعوب تكره الحرية , ولكن يوجد أنظمة قهر تعمل لذلك , وتــَذِل وتحتقر شعوبها لماذا يعادون الحياة ؟ لماذا يعادون الحرية , ؟ هذه التي مساحتها الكون وعلى مشاجبها تُعطى كل التبريرات التي تمارس على الكائن البشري , الحرية ليست كلمة حلوة فقط كما كانت عند الضحية الجميل والطيب الوادع " نعمة شاهين " الذي التقيته مرات ٍ وهو يحدثني كيف يفتح سرداباً عميقاً لإخراج رفاقه الذين لايعرفهم من زنازن السجون , هذا الظهر الصدفي الذي عمدّهُ السيد المسيح بغفران الرب, وعُمِّد – بحفر النفق الطويل والعميق بأظافره , وكان يكز على أسنانه حتى يفر الدم من جلده , وتَقَرَّنَ ظهره بالأصداف ( لذا أسموه - الظهر الصدفي - وأُخِذَ عن شخصيته - فيلم ؛ الحرية هذه الكلمة الحلوة - هو نعمة شاهين - الرجل الأسطورة - المسيحي الجليل - ابن مدينة طرطوس - , ولكن لايهم طالما البحث لازال قائماً ودائماً عن عصافير الحرية , شاهدتُهُ وجلست معه وتحدث لي ولا زال يحفر بأظافره لإخراج رفاقه , ولكن هذه المرة ليس في أمريكا اللاتينية ولكن في العراق وفلسطين – وسوريا – وفي أماكن مختلفة من العالم , ورغم كل سجون العالم المظلم لا زال يبحث عن قطرة ماء وكسرة خبز وكلمة حلوة , ولا زالت رائحة الزيتون تعطرجسده و فمه , وقليلاً من زَبَدِ البحر , وطوروس , تنهض من شباك نومها , لتغطيه برائحة الليمون وبيارات الحب , ولكنه كان عاتباً في موته , وقال لي هم يتاجرون حتى في موتي , ويتحولون إلى أسيادٍ على حساب عَرَقِيْ وآلامي وأنا أحفر النفق المظلم الطويل , لأ ُدْخِل اليه خيوط النور , قال لي : وهو يبتسم لا تصدق أن ثمة شيء في هذه الدنيا أجمل من الحرية , وأضاف أيضاً عندما تكون مملؤة بالكرامة , ولم يعد يتصيدك المخبرون ورجالات الهم الأسود , كان حزيناً وكان مثقلاً بالهموم وغير خائف أو هيّاب من ملاك الموت , لأنه رأى الموت في الحياة ولم ير الموت في الموت , وأوصاني بالحرية وقال الوطن ليس تراباً , فالتراب تجده حتى في القبور , ولكنك لا تجد الحرية , فسألته لماذا يعادون الحرية ؟ هل يخافون منها وهي هادئة رائعة ومملؤة بالسلام ؟ قال لي بعد صمتٍ وتنهد إنهم يخافونها , لأنها مملؤة بالعصافير والأطفال الصغار وهم لا يحبون العصافير , ويخشون النظر في عيون الأطفال الصغار , فالناس يحتاجون الحرية كما يحتاجون التنفس والماء , وأنظمة القهر تحاول ودائماً منع الهواء عن الناس فهي تلوث لهم كل أسباب النقاء , وتزرع بينهم الفتن , وتجعلهم يعادون بعضهم بعضاً , فالبلدان التي لا تريد الحرية يكثر فيها العسكر , وتكثر فيها مصانع الموت قلت له حدثني أكثر فقال الكتاب والأدباء والشعراء , لا يستطيعون العيش بلا حرية , لذا تراهم يهاجرون من بلدانهم لأنها تمنع الحرية , ويلجؤون إلى الغابات البعيدة بحثاً عن السلام , لأن أنظمة الاستبداد تكره الشعراء وتمنع عنهم الحرية , فأنظمة القهر تكثر من السجون , وتزرع بدلاً من الورد – بواريداً تصطاد بها الشعراء , وتكره الكتب والكتاب وتحول المكتبات , إلى مهاجع لجنود السلطان , فالحرية ضرورة اجتماعية , فالأنظمة ذات العقل الواحد , والفهم الواحد , والقائد الواحد , لاترى إلا بعين واحدة , لذى توحد الناس ليكونوا شخصاً واحداً , له فهم واحدِ , هو الفهم الذي يريده السلطان , وكل من يتكلم بالتعددية والاختلاف , ويطالب بمجتمع ديمقراطي يمارسون عليه كل أشكال الإقصاء , وينبذونه من عالِمهم الذي هو عَالَم السلطان الذي يكره الإختلاف , فأنظمة القهر جميعاً , كلها موحدة لمحاربة الحرية ومطاردتها في كل مكان وزمان , وبما أن الحرية هي الأخ الشقيق للديمقراطية والعدالة والمساواة , لذى تراهم يكرهون اسم الحرية لأنها تحتوي كل ما ذكر , ويصبح القاموس الوحيد المحبب لأي سلطان جائر هو عبادة السلطان , ويُضْحي الحقد سيداً مطلقاً لكل القيم , وبما أن الرأي الحر لا يقبل التنازل عن عرشه السامي , لذا فإنه يصبح مطروداً من عالم التزمت وضيق الأفق , فالذي يبحث عن الحرية يفترض أن يبحث عن شروط إنسانيته , وهذا لايمكن أن يُحقق إلا في نظام يحب شعبه , ويتفانى من أجل شعبه , نظام يسوده قانون العدل والمحبة , وحب الناس , وحتماً سيكون هذا القانون مع الحرية , لأن القانون العادل الذي يحارب الطائفية والعنصرية , والتمييز , والتباري فيه يكون للأفضل , وكل الطاقات تخدم المجتمع , والأديان متساوية أمام القانون العادل, مثلما هي متساوية أمام الرب , حينئذ ٍ تسود الديمقراطية وتُقدس الحرية , قلت له : لماذا يكرهون الديمقراطية قال السبب بسيط وهو لأنهم لم ينزعوا الشر من أعماقهم , فهم يحبون استعباد البشر , ويريدون أخذ كل شيئ لذا يكرهون الديمقراطية , والديمقراطية سلاحها الحرية والعلم , لأن العلم هو الذي يصل بالشعوب إلى قمم المجد , فالبلد التي لا تحترم العلماء , هي معادية لشعوبها – وقال: أخيراً المجد للعلم والأدب , والمجد للشعوب التي تسعى لذلك , وكذلك المجد للإبداع والحرية , والمجد أيضاً لشعوب ٍ تكره الاستبداد وتجعل حياتها وقوداً من أجل الخلاص منه , ثم المجد للإنسان الذي يعشق الحرية , لأن الذين يحبون الحياة , حتماً يحبون الحرية
كتبت- هذه المقالة منذ زمن وهي تمجيدا لروح رجل عظيم شاءت الظروف أن التقي معه – ونتحدث عن هموم وأوجاع مشتركه – لامجال لذكرها



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابة
- , الطائفية بلاء على أصحابها وغيرهم فاحذروها
- *إسماعيل حسن خليل – الكاتب والمفكر السوري – 2
- الكاتب والمفكر – إسماعيل خليل حسن
- علوان زعيتر - ( القصة الرقية )
- الفنان – الكبير محمد نهاد كوركجي أغلوا
- صبحي دسوقي ، وعالم القص (القصة الرقية )
- كان سلاحنا – دراجة نارية – وكاميرة فيديو محمولة
- عشر رحلات – من توتول إلى ماري
- سوريا بلد المحبة والسلام
- الجلال لكُنَّ أيتها الحروف
- * الشهيد
- مروج البيلسان
- ذات َ حزن ٍ
- شهلا عبد العظيم العجيلي - وعين الهرّ(القصة الرقية )
- الدكتور -- مصلح النجار رصد الحداثة الشعرية
- بحر ٌ وصورتان -2-
- الفن التشكيلي في محافظة الرقة ( تجمع فناني الرقة ) -2-إضافة ...
- الفن التشكيلي في محافظة الرقة ( تجمع فناني الرقة )
- إحزن ْ كما تشاء


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - الحرية هذه الكلمة الحلوة – الإهداء – الى – نعمة شاهين – الرجل العظيم الذي عاش ومات عظيما ً