|
صبحي دسوقي ، وعالم القص (القصة الرقية )
عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 23:05
المحور:
الادب والفن
صبحي دسوقي ، وعالم القص (القصة الرقية ) عايد سعيد السِّراج
صبحي دسوقي - كتب القصة منذ أوائل السبعينات في الصحف والمجلات السورية والعربية - وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب السوريين – سابقا ًوهو نشط في مجال الأدب والثقافة - يكتب القصة القصيرة مركزا على الحدث وعمق الموضوع ويهتم بالتفاصيل الصغيرة في عالم الحياة ، ويجعلك تذهب معه في عالم السرد الجميل ليدخلك في عالم التفاصيل الدقيقة للجغرافيا (جغرافيا المكان ) الذي يجعلك الكاتب ، تتعامل معه بحميمية خاصة ، فالسرد عنده هادئ وبسيط ودافئ ومتجذر في عمق الحياة ،انسيابية ، جملة رشيقة ، وعالم متوازن بين ذات ،الكاتب ،والموضوع ،فالخصوصية لديه تتحول الى حالة عامة ،ويحس القارئ ان الموضوع يهمه ، وكأن شخوص ، صبحي دسوقي، هم شخوص الحياة بل هم شخوص الواقع المتخم بالخيبات ، والانكسارات ، والهموم الحياتية التي تخنق الأبطال في عوالم قصص الكاتب ، الذي خبر عوالم شخوصه وراح حرفه يخط لهم حياة رسمها الكاتب بدراية عميقة ، في عوالم الشخوص العفوية ،والتي تبدو للقارئ انها مرسومة باتقان ، لانها مكتوبة بيد قاص خبر الكتابة وفنها ، وعرف كيف يوظف الشخوص والأحداث ، والزمان والمكان ‘ وهنا نحن بصدد إلقاء الضوء على قصة ( من مذكرات رجل مهم ) التي يأخذنا بها الكاتب الى عالم الانذال حيث يسلط الضوء على بطل القصة ، الذي كل همه الوصول الى غايته ،في السلطة ،والمال والجاه ، مستغلا اهله وخاصة (زوجه ) التي تملك الجمال الفائق واخته التي يجعلها تفعل كل شيئ من اجل غاياته، وانتهازيته ، في الوصول الى عالم المال ، والشهرة الزائف ، دون أي وازع من ضمير او قيم انسانية لنأخذ مقطع من قصة ( من مذكرات رجل مهم ) { أنا مضطر دائما إلى توجيه الشتائم إلى من دفعني لتعود هذه العادة التي بدأت تسيء إلي ّ بعد أن وصلت إلى ما وصلت إليه من مجد ومال ، كان المعلم يحرضنا على كتابة مذكراتنا وتسجيل انطباعاتنا حول ما يجري في حياتنا البسيطة ، وكنت من الذين يحصلون على علامات متميزة ، لأنني كنت أسجل كل ما تراه عيناي ، وما أحسه تجاه الموجودات ، وكانت تشغلني بعض الأفكار الساذجة التي بدأت أكرهها وأتذمر من مجرد تذكرها ، كالطير والربيع والأغاني وحب الآخرين والتضحية من أجل إسعادهم ، هذه السخافات بدأت تنحسر من الذاكرة لتحل محلها الأمور العملية التي تحقق تفوق الأنسان } وفي مقطع اخر { لماذا لا يضحي الجميع بكل امكانياهم من أجل اسعادي ، حتى تذكري لأعمالي السابقة كبيع أوراق اليانصيب ، ثم عملي كمستخدم ، فقد اشتريت ومنذ فترة شهادة كبيرة ، زينت فيها غرفتي } ( من يملك قرشا ً يساوي قرشا ً ) وهكذا سوف نرى كيف يستمر القاص والأديب – صبحي دسوقي – مع هذه الشخصية المريضة والمتزامنة مع واقع مريض يبرر لهولاء الشخوص فعل أي ّ شيئ وكل شيئ خارج كل الأعراف والقيم الإنسانية – فالقصة هي بصقة في وجه علاقات مريضة ،عنوانها الجنس الرخيص المترابط مع سلطة رخصت كل أسباب وجود الأمراض الاجتماعية لاستمرارها ، وتَكَوّن اهم أسباب بقاءها على أساس المصلحة المشتركة بين الحاكم والمحكوم ، على حساب القيم الأخلاقية المجتمعية ، وهنا يستطيع القاص :صبحي دسوقي - ان ينير لنا جانبا مهما ً من واقعنا المعاش بقصة قصيرة لاتتجاوز الصفحتين ،بأسلوب جذاب ولغة مفهومة وسلسة وبسيطة وجذابة ومتقنة وذات مضامين عميقة ، فيها الحدث هو مركز الشد ، معريا شخصية معقدة ومتناقضة وتبريرية ، بشفافية الكاتب الداري بمضامينها واسرارها 24 /4 /20015 م
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كان سلاحنا – دراجة نارية – وكاميرة فيديو محمولة
-
عشر رحلات – من توتول إلى ماري
-
سوريا بلد المحبة والسلام
-
الجلال لكُنَّ أيتها الحروف
-
* الشهيد
-
مروج البيلسان
-
ذات َ حزن ٍ
-
شهلا عبد العظيم العجيلي - وعين الهرّ(القصة الرقية )
-
الدكتور -- مصلح النجار رصد الحداثة الشعرية
-
بحر ٌ وصورتان -2-
-
الفن التشكيلي في محافظة الرقة ( تجمع فناني الرقة ) -2-إضافة
...
-
الفن التشكيلي في محافظة الرقة ( تجمع فناني الرقة )
-
إحزن ْ كما تشاء
-
محبة
-
مزامير الليل
-
هيثم الخوجة (القصة الرقية )
-
رشأ الحروف
-
شقائق الأقحوان
-
يا عيدُ
-
حفار القبور
المزيد.....
-
رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم
...
-
إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا
...
-
أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202
...
-
الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا
...
-
متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا
...
-
فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد
...
-
رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر
...
-
تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ
...
-
مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من
...
-
فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|