أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حنكر - القول الفلسفي في العلمانية














المزيد.....

القول الفلسفي في العلمانية


مصطفى حنكر

الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 18:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت أتورط قبل سنوات في جدالات العلمانية في علاقتها مع العلم و الدين و السياسة .لكنها كانت جدالات سطحية و اندفاعية في أغلبها سواءا من جانب الإسلاميين أومن جهة بعض المتطرفين العلمانيين . بحيث أنها تتخد أشكالا إيديولوجية سياسية أحيانا ، و شخصانية أحيانا أخرى ، و تنتهي كلها بلا شيء كثرثرة عجائزية زاعقة في الشارع . أثير هذا النقاش مؤخرا في وسائل الميديا و حظي بمساحة ضوئية أكبر ، لذلك أردت أن أعود إليه مرة أخرى . ليس بهذه الصيغة العنيفة ، لكي لا أكون مكرورا ومجترا لنفس الأساليب التي تجاوزتها، و لكني سأتناوله هذه المرة من منظور آخر ،أردته أن يكون فلسفيا . لأني متيقن أن النقاش الفلسفي هو أرحب الجدالات على الإطلاق ، و أكثرها هدوءا و عمقا بقدر ما سنتجاوز الصدامات الإيديولوجية القديمة و ننقص من حدتها ، لأنها هي التي تؤثر سلبا في أي حوار .
مشكلة المفهوم :لعنة المصطلح
مفهوم العلمانية أصبح مشكلا بحد ذاته . و قد أصبح المصطلح(العلمانية ككلمة /دال) ذاته يشكل جزءا من هذا المشكل .لأنه يثير بعض التوجسات و التمثلات المشوهة عنه ، و التي ساهم في تعميقها كلا طرفي السجال : الإسلاميين بحدة أكبر ، و بعض العلمانيين أيضا .فالأولون يقدمون إحالات مشوهة و قصدية ، و الأغلب أنها تتم عن قصد ، عن مفهوم العلمانية ، فيرادفونها مع الكفر و اللادينية و الإلحاد و العري و التفسخ الأخلاقي و الإباحية ....إلخ . إنه معجم لغوي موغل في الإدانة و الإتهام في كليته ، يروج له الفقهاء لهدف تشويه العلمانية عن قصد كما قلت ، من ثم تنفير الناس عنها بشكل يثير الرعب أحيانا لتقديم صورة لاأخلاقية عنها بحيث يمكن معاداتها من قبل الجمهور .و الآخرون يساهمون بدورهم في تعميق الإساءة للمفهوم بتجزيئه إلى مجرد إشكال قانوني و سياسي وغض النظر عن جوهرها الأساسي ، بمطالبتهم الفصل المؤسسي للدين عن الدولة، و ما كانت العلمانية يوما بهذا المفهوم المجزأ و السطحي .ما نتج عنه توجس من مصطلح العلمانية ذاته لدى الجمهور لما لحقه من تشويه كهنوتي ،و قد نجده _أي الجمهور_رافضا لاستغلال الدين في السياسة ،أو مطالبا بفصل الدين عن الدولة . و لكنه ، في الآن ذاته ، يرفض العلمانية كمصطلح في حد ذاته رغم أنه مطلبه علماني بامتياز . ما حدا بالجابري ليغير من المفهوم ليضع مكانه مفهوما آخر،إلى حد ما بريء ، هو العقلانية أو الديمقراطية لكونها ،اعتقادا منه ، لن تثير تلك التشنجات التي يثيرها مصطلح العلمانية .
سأترك هذا الجدال لأحاول تأسيس مفهوم العلمانية من منظور فلسفي أنواري الآن دون تناول تاريخ ظهوره و سياق ذلك لأني سأتطرق لمشكلة السياق فيما بعد . سأبدا أولا بتعريف العلمانية لرفع لبس قديم عنها .العلمانية بفتح العين ، و تنطق على نحو سائد بكسر العين على أنها اشتقاق من العلم و ليس العالم . لكني سأتناول المفهوم الأولاني المشتق عن العالم . العلمانية بمقابلها الإنجليزي بمعنى الزمني و الدنيوي ، و هو عالم الآن و ال"هنا " ، و بذلك تسحب العلمانية اهتمامها بعالم ال"هناك " ، أي العالم الأخروي و تركزه في بهذا العالم . نفهم من هذا المفهوم المعجمي أن العلمانية تنزع باهتمامها بالعالم " هنا " في الأرض ، إذ هو اهتمام سيكون محوره الإنسان في علاقته ب"الهنا " و تركيز اهتمامها بالإنسان هنا . لأن السلطة الدينية الكنسية ،في هذا السياق التاريخي ، كانت تركز اهتمامها بشكل سلطوي و استبدادي على الإنسان " هنا " و تربط وجوده في هذا العالم بالعالم الأخروي (الهناك ) عبر فكرة الخلاص .و بالتالي تأخد السلطة الدينية مكانة رقابية مقدسة على الإنسان في الزمنين الآني و الأخروي لتلحق الأول بالثاني . المشكلة إذا هي هذه :أن الدين اتخد من ذاته عبر رجال الكنيسة في السياق الأروبي مرجعا كليانيا لمجالات لها علاقة مباشرة بالإنسان و حياته ،كالسياسة (الدولة ) و العلم و المعرفة و الفن و المجتمع ...إلخ .الحقيقة باتت هي الحقيقة الدينية و غير معترف بحقائق أخرى خارج نصوصه ، و حينما نتحدث عن المعرفة كذلك نتحدث عن المعرفة الدينية.تلك التي تستمد شرعيتها من الدين عبر واسطة كهنوتية ، فالكهنوت هو الذي يحدد مشروعية و قبولية معرفة ما أم رفضها بوصفها هرطقة خارج الدين ، و مدى مطابقتها للدين في حالات أخرى . السياق الذي نتحدث عنه هو سياق الكنيسة بامتياز . و لكن لا يعني هذا أن السياق الإسلامي غير معني بالموضوع . حيث كان رجال الدين عبر مؤِسساتهم الكنسية مصدرا للمعرفة النظرية و العملية للناس في الآن ذاته. جوهر العلمانية كان هذا بالذات ، الإنزياح عن سلطة رجال الدين في مجالات كانو يحتكرونها باللاهوت . و يتضح هنا أن فصل الدين عن الدولة هو أحد سمات العلمانية الثانوية و ليست الجوهرية . أما المطلب الأساسي فكان مطروحا كالتالي :كيف الإنعتاق من احتكار السلطة الدينية لمجالات الحياة ، كان أهمها المعرفة ؟
كان رجال الدين في السياق الهيمني للكنيسة في أروبا قد اتخدو من أنفسهم واسطة يين الإنسان و العالم . وقد كان التفكير خارج هذه الوساطة نوعا من المروق عن الوضع السائد يجلب لصاحبه مشاكل و صدامات مع رجال الدين خصوصا و الناس عموما . فكانت تقام محاكم تفتيش تعقبا و عقابا لمن تتهمهم الكنيسة بالهرطقة ، بالتفكير خارج المسموح به .لأن الكنيسة فرضت حالة من اللاتفكير و الجمود العقلي على الكل . لا أحد يفكر إلا أن يفكر رجال الدين مكانه .الجميع في حالة قصور فكري ، في مقابل نخبة إكليروسية تعرف كل شيء . إذ باتت المسألة الفكرانية شيئا من اختصاص الكنيسة و حدها .لقد غدا العقل موجها بشكل قسري و سلطوي إلى تفكير معين من الكنيسة كسلطة تستمد شرعيتها من السماء .نتيجة ظروف كهذه مقيدة لحرية التفكير و استقلالية الفرد في علاقته بالفكر و المعرفة والأخلاق الحياة عموما ، ستنبعث حركة أنوارية نهضوية تؤسس لذاتها بشكل مستقل عن الكنيسة و تتحررمن سلطة الدين .





#مصطفى_حنكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبح الجنون _1
- دين ودنيا
- يوميات متشرد _3
- يوميات متشرد 2
- إنجذاب غير مرغوب
- حوار الفلاسفة __الجزء الأول
- خطبة كازانوفا في البار
- يوميات متشرد
- الإنسان بين فرويد و أدلر
- حينما نفكر على نحو مغاير


المزيد.....




- إيهود باراك: يجب إعطاء الأولوية لإسقاط حكومة نتنياهو
- رصاص في المسجد واختطاف الإمام.. حادث يشعل المنصات اليمنية
- يا غنماتي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على القمر الصنا ...
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- أكسيوس: فوز ممداني جعل نبرة كراهية الإسلام عادية في أميركا و ...
- انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور ال ...
- حاخام يهودي دراغ.. صوت يرتفع دفاعا عن الإنسانية
- ثبتها حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر ...
- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حنكر - القول الفلسفي في العلمانية