أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حنكر - خطبة كازانوفا في البار














المزيد.....

خطبة كازانوفا في البار


مصطفى حنكر

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 17:45
المحور: الادب والفن
    


دخل يوبا إلى بار المدينة الذي كان يرتاده منذ مدة .وقف بمجرد انفلاته من بابه المتأرجح بعنف .لا شك أنكم رأيتموه مسبقا في أفلام الوستيرن .هو ذاك الذي لم تره من قبل . تفقد بنظرات متمعنة مختلف زوايا البار طاولة بطاولة .تسمر نظره للحظة كربوت على فتاة كانت تجلس في الكونطوار . هي أيضا من عشاق السكر الكونطواري .بامكانهما الآن أن يتحدثا عن شيء مشترك على الأقل .موضوع السكر فوق الكونطوار وفرادته و تميزه . كانت فتاة شقراء ترتدي تنورة قصيرة ذهبية اللون .أنفها يبدو أفطس قليلا، و عيناها تميلان إلى اللون البني الفاتح .تراسيم وجهها توحي بأنها تلاثينية ، حزر يوبا هذا في طريقة جلوسها على ذاك الكرسي المرتفع ، ويدها اليسرى أسندت رأسها .لابد أن سكرها في نصف طريقه الثاني ،فكر يوبا . الصدفة ، الصدفة أن كرسيا بجانبها كان خاليا .كان ينتظره لهدف سوف نشير إليه بعد قليل .جلس يوبا في مكانه المحجوز من قبل الآلهة .لم يقل شيئا ، فهو يعتقد أنه لا يصلح للحديث الآن .طلب كأس ويسكي بدون مثلجات ، تجرعه بنهم ومرارة . كأس أخرى يتجرعها بنفس الطريقة .ثم الثالثة أخيرا .أشعل سيجارة بعدها ،فلم يكد ينتهي منها حتى أحس بذاته ترتفع من قاعها وهي تسمو شيئا فشيئا . شعر بجسده يتخدر ، من رأسه خصوصا . وهذا هو الأهم ..قال يوبا بصوت خفيض . لم تسمعه الشقرء الفاتنة في الكونطوار ، و لكن بدا لها أن شفاهه تحركت في صمت . نطق أخيرا بفعل الخمر ليقول لها :
آنستي أو سيدتي .إختاري أحدهما حين أنتهي من الكلام ، و لكن هذا لا يهم . ما يهم هو أني لن أتأسف على ما سأقوله لك في هذه الخطبة أو فلتسميها ما تشائين إن كنتي تنزعجين من هذه الكلمة .إني أتحمل كامل مسؤليتي فيما سأقوله بدءا . أنا شخص أعجب بالنساء مند نظرتي الأولى لهن . أنا شبيه بذاك الذي يسمونه زير نساء في الخارج . أنا نظيره في البار ، هنا في الداخل .أنا متفوق عليه بسكري فقط .الشقراء الفاتنة لم تقاطع مداخلته إلى الآن ، إلا أن فمها بقي فاغرا بسبب الخمر وما يقوله يوبا في الآن معا .يستمر يوبا في الكلام . سيدتي ،أنا شخص يمضي إلى الأشياء رأسا ، بما فيها النساء . وليس في هذا تشييئا للمرأة ، حتى لا تسيئي قصدي سيدتي ،فأنا لست من هذا النوع من البشر الذي يشيء كل شيء . أعتذر عن هذا التفلسف الزائد ، لكني حقيقة لا استطيع التخلص منه .مما يسبب لي انقطاعات في التواصل غالبا . لكن سأحاول أن أكون بسيطا ،بالرغم أني لا أحب التبسيط أيضا .إني شخص لا يحب المراوغة في مثل هكذا مواقف بطولية .نعم بطولية ،لأني أشعر بتحد قوي أمامها . برغبة قوية لإثبات الهوية أو ما كان يسمى قديما بالفحولة ، و خصوصا حين يتعلق الأمر بما سأطلبه لك الآن . لن أضحك عليك بتلك المجامالات الذكورية المستهلكة والسخيفة ، بكون "عيونك جميلة" و "شعرك ناعم " و "جسدك رشيق ". و إني أعتقدكي تعرفين سيدتي ما وراءها جيدا . هذا يأتي فيما بعد . أنا لا أحب المرأة إلا في الفراش سيدتي ، ولا أمدحها إلا في الفراش ،ولا يتحدد قدرها ومصيرها معي إلا في السرير . أما هنا ،خارج السرير ، فهن سواسية أمام يوبا ،وإن كانت هذه المساواة أحيانا لا تخلو من ميز عنصري غير مقصود بخصوص تفاصيل جسدية تزيد من رغبتي في اللهاث لتفضل بعضهن عن الأخرى ، ذلك أن الأذواق ديكتاتورية و متسلطة سيدتي ،فهي لا تخضع لما سماه كانط بالأخلاق .أتعرفينه ؟..كانط هذا المسيحي المستتر ..لا ..هذا أحسن .الأجدر بك أن تعرفي كازانوفا أكثر منه .هذا سيوفر علي جهدا أكبر كي لا أتعب نفسي في الإقناع أكثر ..سيدتي هل ما قلته حتى الآن ، بالإضافة إلى أن الصدفة جمعتنا في الكونطوار ، قد يسمح لك بأن نتعارف ..أجابت الشقراء بصوت محتشم وابتسامة طفيفة : أكيد .. قال لها : فلننهض إذا ..إلى أين ؟! سألته باستغراب ..إلى الفراش . لم يكد ينتهي من نطق حرف الشين حتى لطم خده الأيمن بصفعة قوية جدا منها .قال يوبا وهو يشد بيده على خده المصفوع : هذا ثمن الحقيقة ! والأهم من هذا أني لم أكن لأتحمل ذاتي متصنعة ومتحايلة كما يفعل الرعاع .فأنا أفضل أن أكون فظا وبذيئا بهذه الصورة المنفرة على التفنن في الكذب ..



#مصطفى_حنكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات متشرد
- الإنسان بين فرويد و أدلر
- حينما نفكر على نحو مغاير


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حنكر - خطبة كازانوفا في البار