أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوناب كمال - الطبيعة البشرية والسياسة: بين اليمين واليسار














المزيد.....

الطبيعة البشرية والسياسة: بين اليمين واليسار


بوناب كمال

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر العلاقة بين الطبيعة البشرية والسياسة أحد أهم الانقسامات الرئيسية التي تمحور حولها علم السياسة، وقد ناقش الفلاسفة وعلماء النفس واللاهوتيون طويلا بخصوص جدلية الصراع / التعاون بين البشر، ففي اليمين عادة ما يشار إلى توماس هوبزThomas Hobbes، و دو ماسترDe Maistre، ونيتشه Nietzsche ، وغيرهم من الذين يعتبرون أن العنف والقسوة والصراع من أجل الهيمنة هو شيء متأصل في الطبيعة البشرية، بينما في اليسار يوجد توماس مورThomas moreو جون لوكJhon Lock و جون جاك روسوJean Jacques Rousseau و تولستوي Tolstoï الذين يشددون على احتمالية الإجماع والتعاون بين البشر، لذلك تعتبر العدوانية أمرا فطريا لدى اليمين، بينما هي مكتسبة لدى اليسار.
تبقى قضية "الفطري مقابل المكتسب" غير حاسمة، لأن هناك دوما تأثيرا نسبيا تفرضه المكونات الاجتماعية والجينية على الطبيعة البشرية، فهناك جماعات قبلية تصنف على أنها مكان مميز للتعاون والتوافق يتوقع أن يكون فيها مستوى العدوانية بين الأفراد منخفضا، وعادة ما يشار في هذا الجانب إلى جماعات هنود الزوني Zuni في نيو مكسيكو، بالمقابل تبني جماعة الدوبو Dobu في غينيا الجديدة هيكلها الاجتماعي الكلي على المنافسة والعدوان.
1 ـ قيام نظريات الدولة على جدلية "الطبيعة البشرية / السياسة" :
حاول الكثير من كتاب النظرية السياسية الكلاسيكيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر مناقشة قضية الحاجة إلى وجود دولة وضرورة طاعتها، ففي أقسى اليمين يقف "هوبز" مبديا عدم ارتياحه للحالة الطبيعية الأصلية للفرد، مرددا بأن " الإنسان ذئب لأخيه الإنسان" مقترحا أن في حالة مستعصية كهذه لا بد من اللجوء إلى الدولة ولو في شكلها الأسطوري المتوحش " اللفياتان" Léviathan لأن مكاسب الأمن المرتبطة بقيام دولة كهذه تبقى أكبر بكثير من خسارة الحرية المترتبة عن طاعتها.
في أقسى اليسار جادل " جون لوك " و " جون جاك روسو" ضد هذا الأمر جزئيا، مدافعين على أن البشر حيوانات اجتماعية لديها قابلية التعاون حتى في غياب الدولة، مع أن لوك أقر أن مثل هذا التعاون يمكن أن يولّد نزاعات تتطلب قيام حكم نزيه.
2 ـ انتقال جدلية "الطبيعة البشرية / السياسة" إلى نقاشات نظريات العلاقات الدولية:
مستلهمين من أفكار فلاسفة اليمين يعتقد الواقعيون الكلاسيكيون مثل هانس مورغانتو Hans Joachim Morgenthauو راينهولد نايبور Karl Paul Reinhold أن الدول مثلها مثل البشر، تمتلك ما يسميه مورغانتو بـ Animus dominandi » « أي الرغبة الفطرية في السيطرة على الآخرين، وهو ما يقودها نحو التصادم والحروب، فبديهية ثيوسيديدس Thucydide كانت الأساس المرجعي للفكر الواقعي " القوي يفعله ما تمكنه قوته من فعله والضعيف يقبل ما يجب عليه قبوله".
على طرف النقيض يدين الليبراليون بالولاء لأعمال لوك و روسو وإيمانويل كانط Emmanuel Kant معتقدين أن السلوك العقلاني للدول في ظل محيطها التنافسي يكمن في التعاون، فمواضع المصالح المشتركة بين الدول بإمكانها تلطيف تأثيرات الفوضى.
3 ـ إسقاط جدلية "الطبيعة البشرية / السياسة " على الخلافة الإسلامية:
كان ديدن الكثير من الأدبيات التاريخية النقدية منصبا على نزع الطهارة والعصمة عن قادة الدولة الإسلامية، وهذا قد يكون مستساغا إذا جرى التسليم بأن مفهوم " الدولة الإسلامية" مستحيل التحقق وينطوي على تناقض داخلي، وذلك بحسب أي تعريف سائد لمفهوم الدولة الحديثة، ولكن تبقى معضلة هذه الأدبيات كامنة في الحقيقة " الديونطولوجية" Deontological أي أنها سعت إلى إبراز التناقض بين الممارسات الفعلية للخلفاء ومنظومة "الأخلاق الواجبة " بتعبير "جيريمي بنتام" Jeremy Bentham
لقد كان دأب هذه الاجتهادات البحث عن حقل الأخلاق التي كان يفترض أنها تمثل ما يلائم حياة مجتمعية طيبة وهنية، وباستعارة الآراء الفلسفية السابقة قد يتضح إغفال هذه الكتابات النقدية لتأثير جوانب خفية من بينها إرهاصات الطبيعة البشرية، فعلى رأي "برهان غليون" الدولة كانت أحد المنتجات الجانبية والحتمية للإسلام، وهو المنتج الذي لم يتكلم عنه هذا الدين قبلا أو وعد به المسلمين، ولكن ظهورها ( الدولة) بعث روح التنافس بين كبار الصحابة والتابعين، فهناك من راهن على الترتيب السياسي والإداري وما يقتضيه من حنكة وحيلة وقوة وعنف ، وهناك من راهن على الولاء الروحي والأخلاقي المنتج للجماعة في مواجهة الدولة القهرية. إنها حتما البنية الانقسامية المستقاة من نظرة الطبيعة البشرية للسياسة بين الصدام والتعاون.

المراجع:
ـ Stephen D. Tansey « Politics : the basics »
ـ برهان غليون " نقد السياسة، الدولة والدين"
ـ وائل حلاق " الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأحلاقي". ترجمة: عمرو عثمان.



#بوناب_كمال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبدأ حسن الجوار الإيجابي في السياسة الخارجية الجزائرية
- عثمان بن عفان وكتاب الأمير ل - مكيافيلي-
- الثيموس والفايسبوك Thymos and Facebook
- كردستان: بوليفيا الشرق، صداقة الجبال وعشق الحرب
- ماذا عن سنغافورة يا فوكوياما!
- علاقة السلطة بالمعرفة في أوروبا: من الصدام إلى الاحتواء
- أسباب بقاء الممالك الخليجية من منظور كريستوفر دافيدسون
- التدخل الإنساني: إعادة تسويق لنظرية الحرب العادلة


المزيد.....




- للحانات البريطانية قواعدها الخاصة.. إليك ما تحتاج لمعرفته قب ...
- انتقام إيران.. ما قاله ترامب محذرا إياها من الرد على الضربة ...
- شاهد.. دمار -واسع النطاق- وسط إسرائيل بأول موجة صاروخية إيرا ...
- السعودية تعلق على الضربة الأمريكية بإيران واستهداف المنشآت ا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافا عسكرية غرب إيران
- الضربة الأميركية لإيران.. هل ربحت إسرائيل المعركة؟
- بلومبيرغ: 5 أسئلة عما سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز
- البيت الأبيض ينشر صور من غرفة عمليات استهداف المواقع النووية ...
- -أمريكا بلا منازع حقًا-.. كلمة نتنياهو الكاملة بعد ضربة الول ...
- نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوناب كمال - الطبيعة البشرية والسياسة: بين اليمين واليسار